مقالات وآراء سياسية

طفل الثورة بين الحلاوة الان وانتظار الغد

ناجي نوراني

الثورة كالطفل فيها منه عنفوانه . ورغبته في حصوله على مشتهياته (الان).
قصة خيالية:يحكى أن طفل ذهب مع والده إلى دكان الحلة لشراء حلوى تفاجئوا ان الدكان مغلق. و رغم ذلك أصر الطفل على الحصول على حلواه. فوعده والده بالحضور غدا. لكنه أصر على يكسر والده القفل(الان) ليحصل على ما يريد. ولما أوضح له ابوه انه لا يستطيع فعل ذلك بدأ الطفل يغضب منه.

خطر لي هذا السيناريو وانا اتابع ما دار بين وزير الاعلام فيصل محمد صالح والداعين لإقالة مدير التلفزيون(الان) وما تلى اللقاء من هجوم على فيصل.
أوضح فيصل أنهم يعملون على تغير (القوانين) المعيبة وتغير(الأشخاص ) المعارضين لخط الثورة من خلال رفع توصيات لرئيس مجلس الوزراء الذي آلت إليه صلاحيات المخلوع. فهم يعملون على كل الجبهات . وأوضح تضرره الشخصي من تغطية التلفاز لساحة الاعتصام.
لكن دعاة (الان) يريدون كسر (القانون) متناسين أن دولة القانون إحدى اهم أهداف الثورة.
ماذا لو أصدر فيصل قرار(يعرف هو نفسه لا قانونيته. واي قاضي منصف سيحكم ببطلانه ) بإعفاء مدير التلفزيون، الذي بالطبع سيلجأ للقضاء الذي سيجمد القرار لحين البت فيه وبذلك سيتاخر قرار الإقالة.
فتكون بذلك لا أقاله بلغنى ولا احترام قانون أبقينا. فالصبر والثقة في كفاءات رجال الثورة مطلب مهم لنجاحها ولنجاحهم.

تثير هذه الزوبعة سؤال مهم عن علاقة مسؤولي الدولة(كفاءات الثورة ) وبين جماهير الثورة وكيف تكون . خلال سنين الإنقاذ العجاف استطاع الشعب تنمية مهارة غلق الاذن والقلب والعقل أمام رسائل الكيزان فما وجدت رسائلهم سوى الصدود. هذه المهارة يجب أن تستبدل بثقافة الحوار والاستماع الإيجابي.

م. ناجي نوراني

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..