إسلاميو السودان ورهاب امريكا

على عسكورى
أقامت حكومة إسلاميّى السودان الدنيا ولم تقعدها وأطلقت مدافعها الطلقات وتبادل سياسيوها التهانى والتبريكات وكتبت صحفهم المانشيتات ودوى الزعيط والعياط، وأوقدوا بخور “التيمان” وغنوا ورقصوا، هذه المرة ما ” دخلوها وصغيرها حام”، وهللوا وكبروا، فقط لأن رئيس أمريكى إنتهت ولايته شكرهم وقدم لهم بعض “الحرابيش” جزاءً لعمالتهم له أثناء سنوات حكمه.
كانت هذه الحرابيش على بؤسها ستكون ذات مغذى لو أنه قدمها عند توليه السلطة، إذ كان سيكون بمقدور الإسلاميين المنبتين البناء عليها طوال فترة حكمه وتطويرها لوضع أفضل. أما أن يضحك عليهم رئيس منصرف ويقدم لهم حرابيش لا تثمن ولا تغن عن جوع، فهذا فعل ينطبق عليه المثل السودانى “القحة ولا صمة الخشم”.
بالطبع لم يكن فى مقدور الرئيس أوباما أن ينصرف دون أن يقدم لهم شيئاً بعد أن “بركوا ورقدوا فى الواطة وقالوا الروب ، والله تبنا وتانى ما بنعمل كده، ويا ماما أمريكا ارحمينا”! بعد أن فعلوا كل ذلك؛ لم يكن فى مقدور الرئيس ” كسر خاطرهم”، فهو رئيس اكبر وأقوى دولة فى العالم و ” للجرسة” إعتباراتها.
أكثر ما يلفت نظر الإنسان فى سلوك إسلاميىّ السودان هؤلاء هو عمق الدرك الذى يمكن ان ينحطوا إليه فى التنكر لمبادئهم وتوجهاتهم، إن كانت لهم مبادئ وتوجهات.
منذ عقد السبعينات من القرن المنصرم، كان إخواننا الجمهورين ? عطّر الله سيرتهم ـ يذكّروننا دائماً بالهرجلة والعبط الذى يمارسه طلاب الأخوان المسلمين عندما يسيطروا بخدعهم وتزويرهم على إتحادات الطلاب. مثال لذلك العبط الصبيانى برقيات التهديد للرؤساء الأمريكان مثل: ” إتحاد طلاب جامعة الخرطوم يهدد للرئيس الأمريكى ريجان فى برقية عاجلة “. يتم نشر هذا السخف فى صحفهم الحائطية ثم سرعان ما تنقله الصحف السياسية الموالية لهم فيقرأه الأجانب من ملحقين عسكريين وعملاء مخابرات وسفراء أجانب بما فيهم السفير الأمريكى طبعاً و يتبع ذلك ما يتبع من تندر وسخرية. بالطبع، راسخين جداً و أهل سابقة فى “العبط” هؤلاء القوم.
الذين كانوا يرسلون برقيات التهديد تلك هم الذين حكموا السودان منذ 1989 وحتى تاريخه. عندما يعود اى واحد من جيلنا لممارساتهم فى الجامعات فى تلك السنوات يصاب بحالة من الضحك الهستيرى. أفراد من عاطلى الموهبة جمعهم حسن الترابى من أصقاع السودان، أفضل ما فيهم “عنده قميصين” وفجأة أصبحوا عصبة تهدد الرؤساء الأمريكان بالويل والثبور وعظائم الأمور. نقلوا كل تلك الحركات الصبيانية وفى رواية أخرى “حركات جيش” الى دولتهم بعد أن سطوا على السلطة بليل. ثم طوروا البرقيات قليلاً وأعلنوا أن أمريكا ” قد دنا عذابها”. وإمعاناً فى التحدى وتأكيداً على أن الكتوف اتلاحقت، الحقوا روسيا بأمريكا وتوعدوها هى أيضاً بالويل والثبور وعظائم الأمور. لكنهم سرعان ما إكتشفوا ان روسيا” كحيانة” ومفلسة فقرروا التركيز على أمريكا وتحديها وإرهابها حتى تخضع وتنكسر وتجود عليهم بشئ من مال الله الذى “استخلفها” فيه.
من أجل ذلك جمعوا ارهابيىّ العالم من كل فج عميق وشرعوا فى مهاجمة وتفجير سفارات ومصالح أمريكا. إلتفت أمريكا لما يحدث فعرفتهم؛ وتذكرت تهديداتهم و برقياتهم السابقة؛ فصفعتهم بظهر يدها “سلاخية”، فانقسموا الى نصفين وزاد هرجهم ومرجهم وعلا صياحهم وكثر عراكهم فحلوا برلمانهم ووضعوا شيخهم فى السجن ثم قسموا بلادهم “ومن ديك وعيك؛ وعينك ما تشوف إلا النور”! (الحالة كانت سلاخية ساكت ما جوهم المارينز بالدرب)! منذ أن دكت الصواريخ مصنع الشفاء وساوته بالأرض و “الجماعة” فى خط إنكسار عمودى،خوف النملة من الفيل كما يقولون! لكنهم سرعان ما إكتشفوا أن إرضاء امريكا مكلف وسيضطروا – كما يفعلون الآن – إتباع ملتهم!
لإرضائها تقربوا لها بثلث البلاد ولم يجد، باعوا لها إخوانهم وطردوهم وسلموهم لها ولم يجد، فتحوا بلادهم على مصراعيها لمخابراتها ولم يجد، قاطعوا صديقتهم إيران وطردوا سفيرها ولعنوها أمام العالمين ولم يجد، حولوا جيشهم لمرتزقة فى اليمن ولم يجد، فى نهاية المطاف ” مسكوها من يدها البتوجعها” فتوسلوا لها ببنتها المدللة إسرائيل فابتسمت أمريكا إبتسامة مقتضبة وأمرت لهم ببعض ما تبقى من مائدة العشاء الأخير. قبلوا فى ذلٍ مشهود بـفتات مائدة أنصرف أصحابها وتركوا المنزل. ثم قال قائلهم فى وصف الغنيمة: ” شعرة من ….. الأسد”! ذلك هو ما يهللون له !
لم يكن لأمريكا يوماً عداءً مع شعب السودان. من تلقاء أنفسهم قرر أصحاب برقيات التهديد والوعيد اللعب مع الكبار و منازلة أمريكا، و ” صراع الما قدرك يفتق صدرك”. “عفصتهم” أمريكا حتى بلغ عياطهم أركان الأرض، وتحولت بلادهم الى خراب يسكنه البوم، ولا تزال أمريكا خلفهم وإن فهموا غير ذلك.
اليوم نراهم يتبادلون التهانى ويشربون الأنخاب “ربما كركدى”، معتقدين أن “فتافت” أمريكا هى الحل النهائى لمشكلاتهم. فى حقيقة الأمر لم تكن أمريكا فى أى يوم سبباً فى المشاكل التى تواجههم. فالمشكلة القائمة فى جوهرها هى بينهم وبين الشعب السودانى. لأكثر من ربع قرن ينشر جيشهم مدافعه الرشاشة فى مداخل ومخارج عاصمتهم حتى تساوى فى ذلك مع جيوش الإحتلال. لأكثر من ربع قرن فشلوا فى التصالح مع الشعب السودانى. ليست لأمريكا ادنى علاقة بالنهب والسلب والقتل والسحل والسجون وبيوت الاشباح والتعذيب وانتهاك الحرمات والحروب وجرائم الإبادة. تلك هى القضايا التى يتوجب عليهم معالجتها. أمريكا لن تقدم ولن تؤخر ولو بذلت لهم ما فى خزائنها وأموال الأرض جميعاً.
يخبرنا التاريخ القريب أن لأمريكا تجارب مع دكتاتوريات عديدة. فقد فشلت من قبل فى حماية أخلص حلفائها فى دول مفصلية بالنسبة لهمينتها على العالم. نذكر على سبيل المثال، ماركوس فى الفلبين، سوهارتو فى أندونيسيا، مبارك فى مصر، موبوتو فى الكنغو، سوموزا فى نيكاراغوا وغيرهم… كل هؤلاء كانوا واجهات جلسوا على كراسى حرتسها أمريكا وضخت لهم من الأموال ما ضخت وكانوا رجالها بالمفتوح. ثم عندما هبت شعوبهم تركتهم لمصيرهم فسقطوا كأوراق الخريف، لعنتهم أمريكا مع لاعنيهم وعادت من الباب الآخر تبحث عن مصالحها مع شعوب الأرض. أكثر من ذلك، فى فيتنام جاءت أمريكا بغضها وغضيضها وبكامل ترسانتها العسكرية لتدافع عن “ديك” آخر نصبته ليحكم عنها فيما أسمته بـ فيتنام الجنوبية. صمد لها ثوار الـ “فايت كونج” نازلوها وقاتلوها حتى إنسحبت تجر ذيول الهزيمة بعد أن خسرت أكثر من 150 بليون دولار حسب عدة مصادر ” ربما تكون قيمتها مساوية لعدة تريلونات اليوم”.
حقيقةً لا ادرى بماذا يحتفل إسلاميو السودان. ألأن أمريكا أعلنت أنها سمحت لمن يريد أن يعمل عندهم أن يعمل، أو من يريد أن يحول أموالاً أن يحولها! أهذا كل ما فى الأمر! لكن أمريكا ليست بذلك الغباء الذى ظنوه. فستقول أمريكا لكل من يريد الذهاب إليهم: ” إنتبه ..! إنهم مايزالوا فى قائمة الإرهاب! أنا لا أقدم لهم مساعدات ولا معينات. إن كنت بعد كل ذلك تود أن تخاطر بمالك وحياتك، فستفعل ذلك على مسؤليتك وحدك”! ترى كم سيذهبون إليهم ليستثمروا ويخاطروا! وفيماذا يسثمرون أموالهم!
أما كان الأجدى ان يتصالح هؤلاء مع شعبهم حتى تضطر أمريكا أن تسعى إليهم بدل أن يسعوا إليها! أم انهم يعتقدون أن أمريكا ستمد فى أيامهم وهى لا تزال تضع لهم العصا فى الدولاب! مما هو متاح من معلومات منذ أكثر من عقدين فأمريكا لن ترض عنهم إلا بعد ان يعودوا بالبلاد الى ما قبل سبتمبر 1983، ولا ادرى لماذا لا يعودوا خاصة بعد أن صالحوا إسرائيل وأصبحت “بت خلتنا وبنريدها”! فليس بعد الكفر ذنب، و “البرقص ما بغطى دقنو”..! ومثلما ذلت أمريكا صدام حسين وفتشت حتى دواليب ملابسه الداخلية فى غرف نومه، ستطلب منهم ما يمرغ أنوفهم أكثر وسيخضعون. لقد أدخلوا أنفسهم فى طريق ذى اتجاه واحد إما السير لنهايته جاثين على الأرض وإما…!
لن يحل إسلاميو السودان إلا التصالح مع الشعب، فى غير ذلك لن ينفعهم حتى لو تصالحوا مع جميع حكومات الأرض فحكومات الأرض وكما يحدث دائماً ستنافق حكومة الخرطوم وتتعامل معها، لكنها تعلم فى قرارة نفسها، أن حكومة الخرطوم ساقطة… ساقطة ولو تعلقت باستار الكعبة! ففصول خطة أمريكا واضحة لكن الخوف الذى يتملكهم يغشى أبصارهم فيعتقدون أن السراب ماء ” كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء” … الآية.
لإسلاميىّ السودان اقول كما يقول المثل: ” لا تدفقوا مويتكم على رهاب أمريكا”، أخرجوا واشتموها وألعونها وأرسلوا لها برقيات التهديد والوعيد فذلك أحفظ لماء وجهكم، إن كان قد تبقى منه شئ. أو عودوا لما قبل 1983، عندها أضمن لكم رفعكم من قائمة الإرهاب وتطفيش المحكمة الجنائية و ما أدراك، و”سيشرب معارضوكم ولن يرووا”. إن كنتم تسطيعون ذلك فافعلوا “ترضى عنكم اليهود والنصارى” فى غير ذلك واصلوا ما تفعلون فـ” الخلّ عادته قلت سعادته”! ما تطلبه أمريكا أوضح من الشمس فى رابعة النهار، وطالما اخترتم السير فى طريق امريكا ” أدوها من الآخر” فالخطة مكشوفة نفذوا لها ما تقول بحذافيره، إن لم تفعلوا ستسحب هذا العرض قريباً وسيكون مصريكم مصير صدام!
لكل إختيار نختاره فى الحياة ثمن، وثمن إرضاء أمريكا واضح كالشمس، إما ان تدفعوه او “حا تركبوا التونسية”، عما قريب.
[email][email protected][/email]
سؤال:
لماذا خرجت الجماهير الايرانية فرحا وتهليلا وتكبيرا عندما اضطرت الولايات المتحدة الامريكية من رفع الحصار الشامل عن ايران،ولم تخرج الحكومة الايرانية.
ولماذا لم يخرج الشعب السوداني الفضل فرحا ومهللا ومكبرا عند سماعة رفع العقوبات الامريكية المشروطة،وخرجت الحكومة مهللا ومكبرة وفرحة جزلا برفع العقوبات الجزئى؟؟؟
اعتقد ان اي سوداني يعرف جيدا لحم الشرموط تمام.ثبت معمليا ان امخاخ الكيزان ~جمع مخ~ بان مخهم هذا بعسكرهم مشرمط ناشف بحكم اشعه الشمس المسلطه على قرعتهم ليس غريبا الان يهللو بعد لحس الكوع.اي شعار وسخ قالوا وقع على وشهم المسخوط الالعنه الله وملائكته ورسلهم عليهم الي يوم قيام الساعه
يا استاذ عسكورى
بالجد ديل مش يرجعوا لى 1983 وحياة الله مستعدين يرجعوا لعهدإخناتون و يعبدوا الإله رع!
الكلام البتكتب فيه دا هم اصلا وافقوا عليه بس سايقين ناسهم حتة حته، بريس بريس وقريب دا حاتشوف
اسرائيل بتفتش فى مقر لسفارتها فى الخرطوم، الكلام دا معروف فى الخرطوم وقريب دا الناس حتشرب الكرفوازير فى شارع الجمهورية
يا راجل دى ناس رقدت فى الواطة وعايزين يحموا اموالهم وعيالهم اسلاميين شنو الجاى تتكلم عنهم
إنت راجل قديم يا اخى اصح
والله الراجل ده يا جماعه اظنو طلق الكيزان وطنى وشعبى هههه…. الله ما ضراك يا خوى .
(لكل إختيار نختاره فى الحياة ثمن، وثمن إرضاء أمريكا واضح كالشمس، إما ان تدفعوه او “حا تركبوا التونسية”، عما قريب.) يعنى بوضوح من المقال إرضاء أمريكا بخلق علاقة مع اسرائيل .
المحروق يقع البحر ……
هذه هي المعارضة للأسف، ولا حكومة ولا معارضة تفكر في مصلحة هذا الشعب المسكين!
الأخ في “غيظ” لأن العقوبات رفعت عن السودان
إذا أمريكا رضت علينا ّّّّّّّ
أعرفوا إننا ضد الديــــــــــــــــن
اعتقد ان اي سوداني يعرف جيدا لحم الشرموط تمام.ثبت معمليا ان امخاخ الكيزان ~جمع مخ~ بان مخهم هذا بعسكرهم مشرمط ناشف بحكم اشعه الشمس المسلطه على قرعتهم ليس غريبا الان يهللو بعد لحس الكوع.اي شعار وسخ قالوا وقع على وشهم المسخوط الالعنه الله وملائكته ورسلهم عليهم الي يوم قيام الساعه
يا استاذ عسكورى
بالجد ديل مش يرجعوا لى 1983 وحياة الله مستعدين يرجعوا لعهدإخناتون و يعبدوا الإله رع!
الكلام البتكتب فيه دا هم اصلا وافقوا عليه بس سايقين ناسهم حتة حته، بريس بريس وقريب دا حاتشوف
اسرائيل بتفتش فى مقر لسفارتها فى الخرطوم، الكلام دا معروف فى الخرطوم وقريب دا الناس حتشرب الكرفوازير فى شارع الجمهورية
يا راجل دى ناس رقدت فى الواطة وعايزين يحموا اموالهم وعيالهم اسلاميين شنو الجاى تتكلم عنهم
إنت راجل قديم يا اخى اصح
والله الراجل ده يا جماعه اظنو طلق الكيزان وطنى وشعبى هههه…. الله ما ضراك يا خوى .
(لكل إختيار نختاره فى الحياة ثمن، وثمن إرضاء أمريكا واضح كالشمس، إما ان تدفعوه او “حا تركبوا التونسية”، عما قريب.) يعنى بوضوح من المقال إرضاء أمريكا بخلق علاقة مع اسرائيل .
المحروق يقع البحر ……
هذه هي المعارضة للأسف، ولا حكومة ولا معارضة تفكر في مصلحة هذا الشعب المسكين!
الأخ في “غيظ” لأن العقوبات رفعت عن السودان
إذا أمريكا رضت علينا ّّّّّّّ
أعرفوا إننا ضد الديــــــــــــــــن