مقالات سياسية

انت مسلم و لا ماركسي؟!

حسين الزبير
[email protected]

سؤال يذكرني بايام مدرسة عبري الوسطي، عندما كان اخواننا ابناء السكوت يختبرون ذكاءنا اولا، ثم درجة الحماقة، فيسألونك: انت محسي و لا مسلم، و عندما تحاول الاجابة المنطقية، ينط ليك عثمان حسين في حلقك: السؤال و اضح و الاجابة واحدة من الاثنين. و هكذا اهل الاسلام السياسي و من يشايعونهم:”انت مسلم و لا ماركسي؟”

في البداية اريد ان اقرر بعض الحقائق:

1. ليس هنالك انسان كامل ، خلق الله تعالي عباده و لم ينعم علي احد بالكمال، حتي اشرف الخلق و المرسلين كان انسانا يخطئ و يصيب رغم انه في امر ديننا لم يكن ينطق عن الهوي.
2. الدين الاسلامي مبرأ من كل عيب، لانه الرسالة الخاتمة التي بعث الله الرحمن الرحيم بها محمدا صلي الله عليه و سلم رحمة للعالمين. و ترك فينا القرآن الكريم و سنته، و بشرنا باننا لو اتبعناهما لن نضل ابدا.
3. الدين الاسلامي يمكن تحريفه ، و تفسير آياته و احاديثه وفق الهوي و الغرض، و الغرض مرض، يصيب اؤلئك الذين يريدون ان يخدعوا به الناس، (و ما يخدعون الا انفسهم و ما يشعرون).
4. الماركسية نظرية اقتصادية اجتماعية و سياسية لكارل ماركس، و بما انه من جنس البشر مثلنا، فلا بد ان لا يكون مبرأ من العيوب.

لماذا سؤلت هذا السؤال الذي يعتقد سائله انه سؤال “مقحم” قد اسكت به عن الكلام المباح و اكسر قلمي، او اسخره فيما افهم فيه او كما قال: “ركز في تدريس الانجليزي يمكن يكون افيد ليك و لينا!!)

السائل وفق تماما في قراءة مقالاتي و قراءة ما بين السطور و ادرك انني ، و ان كنت لا انتمي تنظيميا للحزب الشيوعي، مشايع و مؤيد لهم ، و ان استطعت ان اخدم برنامج الحزب الذي اؤمن به، لن اتواني ، فلماذا؟

1. رغم وجود هنات كثيرة في مسيرة الحزب الشيوعي السوداني، الا انني اراه في طليعة الاحزاب المخلصة لقضية الوطن ، و لقضايا الطبقات الفقيرة من ابناء السودان. و لم اقرأ او اسمع ان هذا الحزب او احد اعضائه اتهم بعدم الشفافية فيما يخص الشعب السوداني، او تقاعس عن النضال مهما اشتد البطش و الظلم.
2. الاسلام ديننا الحنيف، فيه جانب يخص العبد مع ربه و هو الجزء الخاص بالعبادات و التقوي في الحياة اليومية ، و شأن آخر يختص بتعامل المسلم مع المسلمين و خلقه اجمعين. و في تقديري ان هذا الجزء الاخير هو ما يتعلق بالسياسة و مصالح الشعب السوداني. و في هذا المقام ساعرفكم باثنين من الشيوعيين باسمائهم كقدوة في الحزب الشيوعي، و بالتأكيد علي سبيل المثال لا الحصر: الاستاذ محجوب شريف و الاستاذ محمد ابراهيم نقد. ابحثوا في الميدان السياسي منذ الاستقلال و حتي الآن، قامات سياسية تعاملت مع قضية الشعب السوداني بما امر الله كما فعل هذين الشيوعيين، رحم الله الاستاذ نقد و امد في عمر شاعر الشعب ، و شفاه و عافاه ليرد الجميل يوما بعد يوم. الله لا جاب يوم شكرك يا رجل يا عظيم.
3. الحزب الشيوعي في برنامجه لا يعمل لسودان يصلوا فيه لكراسي الحكم عاجلا ام آجلا فقط، و لكنهم يعملون لسودان الاجيال القادمة ، من خلال تحسين الخدمات و العمل علي تنمية تفجر خيرات السودان لابنائه. ليس بينهم من يبيع “السندس” للناس في السودان، و يبيع مشروع الجزيرة لكل جنس و لكل من يحسن اكل السحت داخل البلاد.
4. في ستينات القرن الماضي، رغم انتمائي للحزب الشيوعي كنت احترم اهل الاسلام السياسي في اعماقي لانهم كانوا يعملون لتحكيم شرع الله. و لما جاءت دولتهم، كعادتهم بدأوا بالشعارات: ( لا للسلطة و لا للجاه، لا لدنيا قد عملنا) و بعد فترة وجيزة خلعوا اقنعتهم و رقصوا بوجوه مكشوفة. و المؤسف انهم رغم ذلك لا زالوا يصلون و يعتمرون!! كيف تقفون مطمئنين امام الخالق عز و جل و تصلون و انتم ادري من غيركم انكم مصرون علي كبائر الذنوب؟؟ ألا تستحون من الخالق عز و جل؟؟! و ان كان هناك في الاسلام اسرار تبيح مثل هذا السلوك فاشركونا معكم ، لكي نخفف علي انفسنا في مجاهدة النفس و جلد الذات في ذنوب لم نقلع عنها بعد ..

يا شرفاء بلادي قيادة و اعضاء الحزب الشيوع السوداني، اتوجه اليكم بنداء وجهته للجميع في مقال سابق:

دائما يفاجئ الشعب السوداني الاحزاب و قياداتها بثورته، و دائما يجد هذه الاحزاب لا تملك خطة لحكم البلاد غير قائمة باسماء الوزراء و شاغلي المناصب العليا. فتبدأ الحكومية القومية في التعامل مع مشكلات البلاد “بالتلتيق” ، و هذه سياسة غير مقبولة في القرن الواحد و العشرين.

ان شاء الله يوم النصر قريب، فلماذا لا تقوم لجان متخصصة بدراسة المشكلات الرئيسية مثل التعليم و الصحة و الزراعة و الافتصاد .. الخ و تعد خطط و برامج علمية تكون جاهزة للتنفيذ؟ هذا رأي واحد من غمار الناس لا يعرف معرفة علمية في السياسة او الاقتصاد او التخطيط. انه نوع من نضال الكيبورد ، و هو جهد المقل او علي “قدر اللي في راسي”.

نسأل الله الرحمن الرحيم ان يلطف بأهل السودان و يجعل لهم من امرهم رشدأ، و ينصرهم علي من عاداهم و ظلمهم و سرق خيراتهم، و هو علي كل شئ قدير و بالاجابة جدير.

و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

تعليق واحد

  1. كلامك جميل ولكن ياعزيزي نحن كمسلمين لانرضي بان يحكمناغير المسلم رايك شنو ؟ الكيزان نظاهم فاسد ولكن لايعني تخلينا عن حكم الاسلام

  2. مقال جميل.

    الفكر الشيوعي به آراء لا تتوافق مع ديننا ولكن إذا أخذ منه شخص ما يتوافق مع ديننا وأعلن أنه يتبراء مما يتعارض مع ديننا فيجب أن لا يحاسب إلا على ما يؤمن به فقط ويجب عدم محاسبته على الآراء الاخرى. ولكن لتحقيق ذلك يجب لمعتنقي الفكر توضيح المدى الذي يؤمنون به من الفكر بدقة وإلا فإن الأصل هو أخذ المعنى الفلسفي للفكر كما أوجده منظروه إذا لم يتم التحديد، وهذه هي مشكلة تحرير وتحديد المصطلحات التي ندعوا لها دائماً إخواننا اليساريين ولكن معظمهم لا يفهم ما نقصده.

    وكما هو معلوم فإن أي فكر به أطياف مختلفة تتراوح ما بين اليمين المتطرف واليسار وما بينهما من أطياف، وأفكار كل طائفة من هؤلاء تتفاوت في الاخذ والترك من عموم أو مطلق مضامين الفكر، ومثال ذلك العلمانية التي تتراوح ما بين العلمانية الشاملة والعلمانية الجزئية وما بينهما من حيث التعاطي مع القيم عموماً والدين على وجه الخصوص، وكذلك ما بين العلمانية الإقصائية والعلمانية المرنة من حيث التعاطي مع الآخر.

    عموماً، يجب على معتنقي الفكر الشيوعي أو الماركسي أو العلمانيون أو الليبراليون أو غيرهم أن يوضحوا موقفهم بصراحة كما فعل كاتب المقال مع القضايا التي يتعارض فيها فكرهم مع ما هو معلوم من الدين.

    والعلمانية مثلاً أصبحت حصان طروادة الذي يتخفي بداخله الكثير من الملحدين ومعادي الاسلام، وهذا ليس قولي بالمناسبة ولكن قول كبار مفكري العلمانيين العرب مثل المصري خالد منتصر، وعليه فالمطلوب من علمانيينا توضيح موقفهم من الدين وشرائعه بوضوح حتى نفرق بينهم وبين بقية ممتطي حصان طروادة هؤلاء!

    وأما الكيزان فهؤلاء وكما ذكر كاتب المقال أقرب الى معنى الآية (يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً وَلَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) [البقرة:9-10]

    نسأل الله أن لا يجعل فتنتنا في ديننا وأن يرينا في من ظلمنا يوماً أسوداً.

  3. لك التحية استاذنا الجليل حسين الزبير، وليت الاحزاب تضع نصب عينها مضمون نداءك الأخير، بأن يكون لها برامج علمية وخطط عملية ونظام حكم لمعالجة مشاكل السودان الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومابين ذلك من تعليم وصحة وثقافة وقوات نظامية و.. وكل ما افسده المفسودن طوال ربع قرن باسم الاسلام والشريعة. فالمهم هو خطط وبرامج التنمية ومعالجة مشاكل الناس نحو الافضل، وهذا هو هدف وجهور الدين، أي دين. وهو كذلك هدف وجوهر الماركسية أو الشيوعية، وفي ذلك يتفق المسلمون والشيوعيون بلا خلاف، وقد ينحصر الخلاف، إن وجد، في مسألة الإيمان، ويقينا لايوجد شيوعي سوداني غير مسلم أو على عقيدة غير الاسلام.
    ومن هنا أقول أنه ينبغى أن يكون السؤال المفتاحي في مقالك هو “هل أنت مسلم أم إسلامي!؟ فالمسلمين ورد تعريفهم في آيات كثيرة في القرآن وعلى ألسنة أنبياء الله من لدن آدم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى إلى خاتم النبيين، فنحن ملة إبينا ابراهيم هو سمانا المسلمين، وليس هناك سوى الاحتكام الى القرآن والسنة المشرفة في صفة المسلمين، وتبيان الاختلاف بينهم وبين الإسلاميين، الذين لا نجد لهم صفة أو وذكر في القرآن أو السنة، بل إذا كان المسلم ببساطة هو من سلم المسلمون من لسانه ويده، فمن، بالله عليك، من أهل السودان من سلم من ظلم الاسلاميين، بل وليس السودان فحسب بل انظر الى كافة اعمال الارهاب والتفجيرات وقتل الابرياء في كل العالم سواء في مبنى التجارة إلى انفاق لندن إلى الرياض إلى نيروبي والهند وباكستان ومصر.. على سبيل المثال لا الحصر.. ولا حصر لها في سوداننا المختطف وذكر فعالهم فيه يدمي القلوب وتشيب لهوله الولدان. فهذه هي أعمال الاسلاميين التي تحمل صفاتهم وبصمتهم وعقيدتهم وهم يفخرون بها، ونحن المسلمون منها برآء. بالله عليك هن ينظر إلى جلاده أو ظالمه أو قاتل ابنه دون ذنب جناه، ليعرف إن كان مسلماً أو شيوعي! والله لم يعرف عن شيوعي سوداني ظلم أو أذى لأحد، ووالله لم نعرف الظلم والقتل دون حق والاغتصال واذلال الانسان الذي كرمه الله إلا على يد هؤلاء الاسلاميين.
    فأنت إنسان ولا اسلامي؟ هكذا ينبغى أن يكون السؤال. وهذا ما ينبغى أن يركز عليه برنامج الحزب الشيوعي، لأنهم بخلقهم في مصاف الانباء إذا ما قورنوا بالاسلاميين بمعايير دين الله وشرعه وكريم المعتقدات الأخرى والاخلاق والتقاليد السودانية السمحاء
    ولك الود والتحية

  4. لا يكفي أن يتصف الانسان ابلشفافية النضال. فالمقياس “إن اكرمكم عند الله اتقاكم” والتقوى بالاتباع، هل الشيوعيون يتبعون القرآن والسنة؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    هل تعامل الشيوعيون مع قضية الشعب السوداني بما امر الله؟؟؟؟؟
    لا بل حادوا الله ورسوله واتبعوا غير سبيله. وهم أول من يعارض تطبيق احكتم الشريعة السلامية حت لو جاءت مبرأة من العيوب!!!
    يقول الأخحسين:
    (و ان كنت لا انتمي تنظيميا للحزب الشيوعي، مشايع و مؤيد لهم ، و ان استطعت ان اخدم برنامج الحزب الذي اؤمن به، لن اتواني ، فلماذا؟)
    ينبغي عليك أن تخدم دينك ونبيك وتعمل على نشر مبادئ الاسلام بدلا من نشر مبادئ لينين وماركس وغيرهما من الضالين.
    يقول حسين:
    (الدين الاسلامي مبرأ من كل عيب، لانه الرسالة الخاتمة التي بعث الله الرحمن الرحيم بها محمدا صلي الله عليه و سلم رحمة للعالمين. و ترك فينا القرآن الكريم و سنته، و بشرنا باننا لو اتبعناهما لن نضل ابدا.)
    هذا جميل جدا لماذا يلجأ الشيوعيون إلى ماركس ولينين؟؟؟
    لماذا لا تتبعون الكتاب والسنة حتى لا تضلوا؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
    ربما يكون الحزب الشيوعي قائما على الكتاب والسنة وأنا لا ادري!!!!!

    يقول حسين:
    (الماركسية نظرية اقتصادية اجتماعية و سياسية لكارل ماركس، و بما انه من جنس البشر مثلنا، فلا بد ان لا يكون مبرأ من العيوب.)
    إذا كنت ترى الاسلام مبرا من العيب وماركس ليس مبرأ فلماذا تتبعون كلام ماركس وتتركون الاسلام وراءكم وتبعدون الدين عن كل مناحي الحياة؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!

    (أسأل الله الرحمن الرحيم ان يلطف بأهل السودان و يجعل لهم من امرهم رشدأ، و ينصرهم علي من عاداهم و ظلمهم و سرق خيراتهم، و هو علي كل شئ قدير و بالاجابة جدير.

    و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين)

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..