أها, وبعدين معاكم؟

حاطب ليل
أها, وبعدين معاكم؟
د.عبد اللطيف البوني
تقول القصة إن أحد الملوك جمع بين أكبر حاسدين في مملكته لإقامة مباراة تنافسية في القدرة على المضرة بينهما؛ فقال لهما: أيكما يطلب مني شئيا فسوف أعطيه ولكن سوف أعطي الآخر ضعفه دون أن يطلب فهيا الكرة الآن في الملعب، وبعد صمت انبرى أحدهما وقال له: طلبي هو أن تفقأ لي عيني فكان فائزا بالمباراة لأنه سوف يخرج بعين واحدة أما منافسه فسوف يخرج من المباراة فاقدا بصره.
تذكرت هذه القصة التي قد تكون توضيحية أكثر منها واقعية وأنا أستمع لوزير النفط بجمهورية جنوب السودان وهو يعلن أمسية الجمعة أن بلاده قررت وقف ضخ النفط عبر الأنبوب العابر لجمهورية السودان إلى الأسواق الخارجية؛ لأن الجانبين لم يتوصلا إلى اتفاق، والشقة بينهما كبيرة فالسودان يطالب برسم مقداره 36 دولارا للبرميل لزوم المرور وشيء من التكرير لكي يمر النفط عبر الأنبوب، أما الجنوب فقد رفع عرضه من ثلاثة أرباع دولار إلى دولار واحد ثم -والكلام للوزير- إن السودان واصل (سرقته) لبترول الجنوب عليه فإنه في مدة أقلها أسبوع وأقصاها أسبوعان سوف يتوقف ضخ النفط عبر الأنبوب المشار إليه وأن الجنوب لديه بدائل أخرى للتعامل مع نفطه.
توقف ضخ النفط الجنوبي عبر السودان ليس من مصلحة أي من البلدين لا بل البلدان في أمس الحاجة لأي دولار من النفط أو من رسم مروره وهذا أمر من البديهيات ومعلوم لدى الكافة، ولكن الجانبان ينظران للأمر من زواية أيهما سوف يتضرر أكثر من الآخر (انظر الرمية أعلاه) لا بل ذهبا إلى أكثر من ذلك، إلي أيهما سيكون أكثر تأثيرا بالمضرة الواقعة. فالمعلوم أن فائدة الجنوب من استمرار تدفق النفط ستكون أكبر لأنه (سيد الجلد والراس) فهو صاحب البترول والسودان مجرد معبر، ثانيا الجنوب يعتمد على البترول في ميزانيته بنسبة تتجاوز 90 % بينما السودان بعد انفصال الجنوب لم يعد النفط يشكل أكثر من 20 % (شوية براميل مع رسوم عبور) ولكن حكومة الجنوب أو على الأقل صفوتها يرون أن الأزمة الاقتصادية في السودان سوف تؤدي إلى حراك سياسي يطيح بحكومته بينما في الجنوب لن تفعل شئيا لأن الكتلة الحيوية الحديثة فيه ما زالت ضعيفة ومعظم سكانه وأراضيه ما زالت تقع في النطاق التقليدي، وفي نفس الوقت حكومة السودان ترى أن الأوضاع الداخلية في الجنوب تنذر بنسف استقراره وأن وقف عائدات النفط سوف يجعل الصراع مستعرا بين النخبة الحاكمة (ذات نفسها)،
إذن يا جماعة الخير كل من البلدين ينافس في القدرة على إلحاق الضرر بالآخر ولا يتنافسان في التنمية أو الاستقرار السياسي أو الرفاه الاجتماعي، وفي هذه الحالة حتما سوف ينجحان لأن حمل معاول الهدم وتشغيلها أسهل بكثير من معاول البناء وتشغيلها، فالمضرة دوما ساهلة وأي ثور هائج يمكن أن يقوم بها ولكن المنفعة هي التي تحتاج إلى إرادة ووعي وإدارك وجهد ويا ميلة بختكما يا أمتي السودان.
السوداني
يا بروف انت بروف فى شنو -يعنى تفتكر الجنوب قرر يقفل البترول ده سى كده -اكيد تمت اتصالات ومشاورات مع امريكا واوربا وسرائيل وتمت مباركتها وانهم حايدوهم قروش لحدى مايعملوا الانبوب الجديد وبعدين ياخدوا حقهم اوعى يكون فهمكزى النسل حاج ماجد سوار تقوم تقول امريكا واروبا واسرائيل اقتصادهم واقع وماعارفين يتعشوا بشنو -يعنى 36 دولار اذا البترول سعره نقص وبقى 35 ناس الجنوب يدفعوا ليهم من جيبهم ولاشنو –
30الف هاجرو الامر غير مقلق رايك شنو انت مقلق مثلنا كده ام مع الجماعة
يا دكتو ر البونى احكى ليك قصه حقيقه واحد اخونا عندو بيت فى الكلاكله مؤجرو لزول بمبلغ محترم وطمع وقال ازيد الايجار قام الزول المؤجر شال عفشو واجر فى الحاج يوسف هل تصدق يا دكتور بيت اخونا فى الكلاكله ليه ثلاثه سنوات مافى زول عاوز يؤجرو الفرق بين المنزل وخط نقل البترول انو المنزل لو تصدع فمن السهوله صيانته لكن خط نقل البترول اذا صدا وقفل والطرمبات وقفت فالصيانه تبقىصعبه
فنصحتى للبشير مايزيد الايجار عشان سلفاكير ما يرحل الحاج يوسف
اديك العافيه يا د/البونى؟؟
والله انا حكاية الجنوبيين اقفلوا انبوب البترول بالضبه والمفتاح دى عاجبانى شديد .؟؟
…تعرف ليه …لانو نحن السودانيين ديل شعب ما واقعنى ومش عارفين مصلحتنا وين …مش ممكن بلد زى دى تعتمد على ايجار انابيب ده يعتبر فى علم الاقتصاد فشل وقلة حيله وعدم رويه ؟؟
زمان الانجليز لم دخلو البلد دى…السودان ده كان صقيعه…لافى كبارى ولا فى سكه حديد ولا فى مشروع جزيره حتى الخرطوم العاصمه ماكانت موجوده …كتر خير الانجليز عملو كل الحاجات دى وبالعربى كده ورثناهم وما زلنا عايشين على هذه الورثه …ومع ذلك فالسودانيين يشتمون الانجليز ويتبارون فى شتيمتهم وهذا يوضح ضيق الافق الذى ذكرته سابقا ؟؟
واذا نظرت لبلد زى جنوب افريقيا …لولا استعمار البيض لها لما راينا تلك التحفه بلد تستضيف نهائيات كاس العالم هذا فضلا عن العمران والبنيه التحته الضخمه ومع ذلك يرتفع صوت مانديلا والسب والشتم للبيض ….والله لولا الستعمار الاوربى لجنوب افريقيا لم استطاعو ان ينظمو دوره فى {كرة الشراب } ناهيك من كاس العالم …انه الافق والفهم الافريقى عموما …وما يجرى الان مابين شمال السودان وجنوبه لايخرج عن دائرة الفهم هذه …تقد لى عينى اقد ليك عينيك الاتنين ؟؟
القصة دي اصلاً بين أثنين من الشايقية
سوف أقوم بدراسة الموضوع جيدا لان الموضوع فيه نفط
يااستاذى العزيز هنالك تعريفات حديثة للنفط منها : الانفصال:mad: