تبا لك يا عمر

لقد ظل نظام الديكتاتور عمر البشير وطيلة ستة وعشرون عاما وهو في كل عام يصيح بالنهضة الإقتصادية والتنموية التي ستشهدها البلاد في مقبل الايام والسنوات والخير الوفير الذي سيعم البيوت, وتمر الايام والسنوات ويكتشف الناس انهم كانوا ضحية كذبة من كذبات الإنقاذ الاخريات وان هذا الكلام يقال فقط من اجل الإستهلاك السياسي والترويج الإعلامي وتهدئة المواطنين وتخديرهم لفترة من الزمن.

إن الواقع الإقتصادي الماثل امامنا يضحد اي فرضية او امل في ان تكون هنالك تنمية إقتصادية في الافق القريب المنظور إذ إنهارت كل المشاريع والمؤسسات التي من شانها ان تساهم في هذه التنمية . فقد دمر النظام اكبر مشروع زراعي في إفريقيا والوطن العربي وهو مشروع الجزيرة والذي كان يساهم في الناتج القومي الإجمالي بنسبة كبيرة,**ودمرت الحروب القطاع الغابي والتي يزيلها النظام بدعوه انها مخابي للمتمردين ويستفيد هو من ريعها وينعكس ذالك سلبا علي المناخ .

وحتي في الفترة التي شهدت فيها البلاد إنتاج النفط وكان من الممكن قيام مشاريع صناعية وزراعية فيها فإن النظام قد قام بسرقة تلكم الاموال وسخرها في شراء الاسلحة والعتاد الحربي والصواريخ التي يخسف بها المواطنيين يوميا في جبال النوبة والنيل الازرق ودارفور , وكذلك إتجهت اموال البترول الي شركات ومشاريع النخبة الحاكمة الفاسدة في ماليزيا وإندونسيا ودبي وغيرها من الدول والي دعم التيارات الجهادية في فلسطين ومصر واليمن وخلافه مما ادي الي تبديد ثروات البلاد والعباد .

وتتواصل مهازل الانقاذ ويطل علينا وزير ماليتها المشؤم ويرمي بالفشل الإقتصادي علي المواطن السوداني بدعوي تحول المواطنيين الي مستهلكين وكانما المجتمع السوداني هو من قام بتدمير مشروع الجزيرة وبيع سودانير وخط هيثرو وتفكيك النقل الميكانيكي وتدمير السكة حديد ,وكانما المجتمع السوداني هو الذي فرض الضرائب الباهظة علي مدخلات الانتاج*وعلي المصانع مما ادي الي إغلاق المئات منها وتشريد الاَف العمال والدفع بهم في محرقة العوز وحرمانهم واسرهم من الحد الادني للحياة الانسانية الكريمة .

إن خلاص شعبنا الوحيد هو إسقاط هذه الطغمة الحاكمة والتي قتلت وشردت وافقرت ابناء شعبنا في كل انحاء السودان وإعادة بناء الدولة السودانية علي اسس جديدة تضمن سيادة حكم القانون والنزاهة والشفافية والمحاسبة دولة المؤسسات وفصل السلطات الثلاثة وحرية الصحافة والنشر والتعبير والعمل والتجمع السلمي والتظاهر دولة توفر لمواطنيها حقهم في التعليم والعلاج والوجود والخدمات الاساسية من مياه وكهرباء وطرق ومشاريع دولة تسهر علي راحة مواطنيها لا علي عذابهم فتباً لك يا عمر .

[email][email protected][/email]