الإشكالات أم التشكيل؟ا

بشفافية
الإشكالات أم التشكيل؟!
حيدر المكاشفي
عاد الحديث عن التشكيل الوزاري المرتقب وعدنا بدورنا لطرح السؤال المهم ايهما اهم التوافق على ما يحل الاشكالات ويحلحل العقد التي تواجهها البلاد ام الاتفاق على التشكيل من يكون وزيرا ومن يكون معتمدا ومن يكون مستشارا وهلمجرا من مناصب ومواقع سلطوية .. شخصيا ليس لدي شك في ان الاشكالات اكبر وأهم من التشكيل وفي رواية أخرى المشاكل أكبر من الشكل، والبنيوية أهم من الشكلانية على رأى النقاد، ولكن ورغم هذه المعلومة البدهية التي تلخص المشهد الوطني الآن، إلا اننا لا نزال ندور في حلقة شكل الحكومة القادمة ومن يكون نائب الرئيس، هل هو علي عثمان أم هو نافع ام شخص من دارفور من داخل حزب المؤتمر الوطني؟، ومن سيحتقب هذه الحقيبة الوزارية أو تلك. لا نزال نُعلي من شأن الاشخاص ونزدري البرامج. هذه النظرة الضيقة للأمور التي لم تقصر ادارة هذا البلد الشاسع بقضاياه المعشعشة على حزب واحد فحسب بل تقاصرت به إلى مستوى الأشخاص فصار الأهم هو من يحكم حتى داخل المنظومة الحزبية الواحدة وليس كيف يحكم، وخطورة مثل هذا السلوك هو ان المرحلة الخطيرة القادمة لن تحتمله وإن احتملته على مضض فيما مضى من عقود.
الأهم الآن هو رسم خارطة طريق واضحة المعالم حول جملة من القضايا المصيرية التي ستواجهها البلاد خلال الفترة القادمة وهي لمن ألقى السمع وهو شهيد فترة حساسة جدا قياسا بـ «البلاوي» الخطيرة والكبيرة جدا المطلوب التعاطي معها بكل حنكة وحكمة باسرع ما تيسر وخلال اقل زمن ممكن بحيث لا يسمح بدقيقة واحدة يتم تضييعها في مسألة شكلية مثل التشكيل الوزاري الذي لم يكن يحتاج من الحزب «الغالب» الذي اكتسح الانتخابات بطريقة كاسحات الالغام ولم يترك لغيره ولا «نفاخ النار» الا بضع دقائق يخرج بعدها للملأ تشكيلته الوزارية الجديدة، اللهم الا اذا أقعدته مساومات بين أعضائه وترضيات وتوازنات داخل مكوناته الاثنية والجهوية، أعاقت وصول الحزب إلى تشكيلة متوافق ومتراضى عليها إلى الآن، ولهذا ظلت اللوبيات والشلليات داخله تطلق كل يوم بالونة اختبار للصحافة بأسماء من تتمناهم وزراء، الأهم من هذا الاجراء الشكلي الذي يجري فيه الصراع البيني داخل المؤتمر الوطني حول من يكون الوزير وداخل بعض الاحزاب ايضا مثل الامة والاتحادي المنقسمة حول المشاركة وعدم المشاركة، الأهم من ذلك الانتباه لما يعتمل داخل الوطن من قضايا ومشاكل ربما أدت إلى مصرعه، وبدلا من الاختلاف حول من يكون وزيرا ومن لا يكون، هو ان يدعوا الآخرين للتوافق حول رؤية وبرامج لتنقذ البلاد من هذا المحك الذي وضعها بين أن تكون أو لا تكون، فالوطن أكبر بكثير من الوطني وتقرير المصير أهم بما لا يقارن من التوزير.
المشاكل معلومة ومعروفة، سنامها قضية دارفور وفي قلبها ابيي وعلى الخاصرة الحدود وعلى الاطراف جنوب كردفان والنيل الازرق والمشورة الشعبية هذا غير القضايا الحياتية والمعيشية الضاغطة والتي لن تحتمل اي تسويف او لعب على الزمن ، قضايا كل واحدة منها مثل جبل أحد، لن يحلها آحاد يجمعهم مجلس وزراء بالغا ما بلغوا، وكان المفترض أن تكون معرفة هذه المشاكل والعلم بها هو البرنامج الذي يحكم عمل الحكومة خلال المرحلة الحرجة القادمة وهي مرحلة لا تحتمل أية درجة من المجاملات والترضيات والمساومات، فإن كان الحزب مع التفاوض السلمي والحل العادل الشامل لقضايا دارفور وجبال النوبة والنيل الازرق فالافضل له ان يُبعد ذوي العقليات والهواجس الأمنية ومدمني نظرية المؤامرة وهكذا مما لا يدع فرصة لاي تشاكس حول من يكون وزيرا في حكومة مواجهة بمثل هذه القضايا الحرجة وقبل ذلك التراضي مع اطياف الفعل السياسي المختلفة على رؤية وبرنامج يحكم عمل الحكومة خلال فترة توليها مقاليد الامور، نقول ذلك على سبيل الافتراض، أما ان كان الأمر داخل الحزب هو غير ذلك فلن يبقى لنا ما نقوله سوى كان هنا وطن اسمه السودان.
الصحافة
فاقد الشئ لايعطى .صدقت 0:mad: :lool: ;) كان هنا وطن اسمه السودان.
شكل الحكم.. لايعنينا ولا يغنينا
بغباء سياسي موروث تفضل علينا بعض (المؤتمرين الوطنيين) بحقنة مخدرة من العيار الثقيل تفيد بأن الحزب بصدد عمل إجراء كبير- مايشبه العملية الجراحية التي لابد منها- في شكل الحكم!!.. من جانبنا نقول وهل يوجد حزب حاكم من أصله؟؟ أم هم جماعات راكبة قطر وراكبة شعب، ربعه الجنوبي، عَرِف و(قِدر) يتخارج.. جماعات لا نعرف على وجه الدقة، ما الذي يربط بعضها ببعض، مدورة فينا لإثنين وعشرين سنة أشغال شاقة.. جماعات تقصي (إمامها) وتخصي من تريد.. تحرم برنامج تلفزيوني غنائي من السابعة مساء للحادية عشر ليلاً وتحلل إعادته في نهار رمضان!!.. تبيح الربا وتحارب الزراعة والرعي (مهن الأنبياء).. تدغمس بيع أغلى ما في سودانير ثم تعيدها جثة هامدة.. نقول (للجماعة) الحاكمة فلتبدئي الإصلاح من جوة.. بل من جوة خالص.. قنبوا مع بعضكم على البروش وأعيدوا تنظيم صفكم الأول، فأنتم لا صفوف لكم.. زيكم زي غيركم.. فأي حزب بالسودان عبارة عن مكتب سياسي وبس.. فالجماهير هي هي، يجذبها المال للحشد.. وكلهم يلبسون الجلابية والمركوب والطاقية.. وطبعاً أنتم خير الحاشدين.. لو قدرتم على تنظيف صفكم الأول، عندها نقول أن هناك جدية وإحتمال قدرة تنظيمية تبعث ببعض أمل في أن ينتظم الحراك السياسي ببلدنا على نحو يطمئن الشباب لمستقبل به بصيص إشراق.. أما الحديث عن تقليص أرتال الوزراء فالأمر قد خرج من يد (صاحب الأمر)؛ فـ(عطالى) حزبكم لم نعهد لم عمل يقتاتون منه لايحتوي على بعض سنام هذا الشعب الكريم.. فحاسبوا قبل أن تحاسبوا..