حادثة مكتب إيلا..!ا

بسم الله الرحمن الرحيم
حادثة مكتب إيلا..!
صالح احمد
[email protected]
إن حادثة إشهار السلاح على الحرس التي شهدتها أمانة حكومة ولاية البحر الاحمرمن قبل أحد منسوبي القوات النظامية نتيجة منعه من مقابلة الوالي؛ وهذا دأب بعض الحراس الذين يقابلون الزائر والقادم بوجه عابس وتعامل رديء وإسلوب غير لائق يجبرهم الى فقدان حلمهم وتوازنهم ، وأن الرائد حسب ما إتضح كان يود مقابلة الوالي لتقديم إلتماس بخصوص قرار إزالة بأحد الأحياء الشعبية الذي يسكن فيه والده وإخوانه وسبق أن تحدثنا عن خطأ ذلك القرار وليس الإنكاراً لأصحاب الحق وإنما بتعويضهم في مكان أفضل أوإعطاء الساكنين ومنحههم البديل في مكان أنسب ، وإذا تعذرتوفيرذلك التراضي والوصول الى صيغة تخدم وتفيد الجميع ولا يكون العلاج بإصدار القرارات والتمترس خلف الجدران .
وكان غرض المقابلة كما تم تأكيده من جهات عديدة وسنظل نؤكده هو تقديم إلتماس بدليل لقاءه لأحد النواب وإبداء رغبته له في مقابلة الوالي ووعده بمساعدته في ذلك فكيف لشخص ينوي سوءاً أن يقوم بتوريط أخرين معه ثم كيف يأتي في وضح النهار وبزيه العسكري ؟؟ أسئلة يجيب عليها أهل الكياسة و القانون وليس المروجون والمهولون .الشيئ الأخر الاقوى عندي هو شهادة الكثيرين و معرفتي وثقتي و با لأخ أحمد الذي لا يمكن أن يقدم في عمل مثل هذا لأنه متزن خلقياً وأخلاقياً ودينياً وهو ليس من الجاهلين بعواقب الإمورومن المؤمنين بمقولة “النار من مستصغر الشرر”ومن الحرصين على أمن وسلامة المواطن والمهمومين بذلك وربما حرصه هوالذي دفعه الى العجلة لمقابلة السيد الوالي لأنه كان واثقاً من تفهمه لرسالته وربما هذه الثقة جعلته لا ينتظر الموعد أوتقديم الإلتماس كتابياً وإن كنت لا أوافقه هذه الثقة ! ولو كان من الذين يستلفون الاحداث ويسعون الى البطولات لما إنتظر كل هذا الوقت ولو كان من حديثي العهد بالقوات النظامية لعذرناه لعدم تروضه ولو منح هذه الرتبة وفقاً لمعيار الترضيات أو المجاملة كما يطلق البعض لعذرناهم وعذرناه أكثر .
التفسير الصحيح للحادثة برمتها كانت بين ـ الحرس والرائدـ وليس هناك دافع أو مدفوع، وينبغي أن تحصر في هذه الزاوية والجهات المعنية كفيلة بالبت فيها وفق ما تراه. ولكن ماحدث من تهويل وتضخيم من قبل أصحاب الأغراض الدنيئة والنفوس المريضة ليس إلا سموماً أرادوا بثها فينا ولكن عادت الى صدورهم وبطونهم بفضل حكمة القبيلتين المعهودة وإرثهم التليد وإرادتهم من الترفع عن الصغائر ومن الإنجراف وراء السفهاء. بفضل العقلاء والخيرين من كل الاطراف كانت و يمكن أن تكون برداً وسلاماً على العامة وهذا ماقامت به هيئة شورى الهدندوة وبادرت بإبداءه البني عامر، وإن المجتمع الذي يكثر فيه العقلاء أويقل فيه السفهاء أويجرجرون ازيال الهزيمة في ميادين الفتن و المتاهات مبشر بالبقاء ومصان من الاندثار والإنقراض ،وعلى المفتنين وأرازل القوم أن يعلموا بأنهم خاسرون لوقوفهم على جُرف الكراهية ولإنطلاقهم من الحسد والحقد على الجميع وفي كل شيئ وأهمها التعايش بين القبائل لذلك دائماً يدندنون على أوتار الشتات لا لشيئ سوى ليقتاتوا وينهبوا ويسرقوا ما سقط من المتاع أو ليبقوا زعماء حال التفرق والتمزق لأن الاستقرار يحرمهم من هذه الإمتيازات ولأنهم يعيشون ويتوالدون في قاذورات الفتن والدسائس وهذا ما يدفعهم يشعلون النيران ليلا ويتظاهرون بثياب الواعظين والكلام المعسول نهاراً، وأخرون يبدون ويعبرون عن تقربهم من هذا أو ذاك ويقومون بمزيد من الإشعال، وهؤلاء دورهم معروف منذ القدم وماذا كانوا بالأمس ومن هم اليوم وماذا يكونوا غداً وعيب السفيه ينسى من يكون ويعتبرمن غباءه الاخرين مصابين بالنسيان مثله ، ولا محالة ستزول كل هذه الفقاقيع كما زالت الأن وسيبقى الماء هو الماء ونحن كقبائل قادرون الى تجاوز مثل هذه الاحداث كما تجاوزنا من قبل محناً كثيرة لثقتنا وإيماننا بوحدتنا وتماسكنا وتعايشنا وحرصنا على هذا البلد وإنسانه ولا تأتي الأحداث والإفتراءات إلا لتزيدنا صلابة وإصراراً وصقلاً وكل من يريد أن يستثمر ويربح في مثل هذه الأسواق عليه أن يعلم بأنه يبحث عن مبتغاه في مكان غير مناسب ويشد رحاله الى الخسران ..
وقبل الختام نشكرأهلنا في هيئة شورى الهدندوة في بيانهم الضافي و البني عامر في تحركهم وحرصهم وكل من ساهم وسعى وحرص الى حصر ووضع هذه الحادثة في إطارها وقالبها وصدق وقصد ذلك والمحسن بإحسانه ، وتباً للمسيئ بإساءته وسحقاً لكل من حاول بجعلها فتنة أو إعطاءها أكبر من حجمها ليحقق عبرها أغراضه الخاصة وكلا الصنفين من جميع الاطراف غير مجهول ولكن الأيام حبلى بكشف المزيد من نواياهم ولكننا ما يجعلنا نصبر عليهم إيماننا برجاحة كفة العقلاء الانقياء الصالحين من الشباب والشيوخ الذين يصفعون السفهاء والسفلة بحضورهم وسيطرتهم على زمام الإمور …
كما نرجو من السيد الوالي أن يسمح للمؤسسات في حل المشاكل العالقة ويمنحهم مزيد من الصلاحيات مع المراعاة والحد من الأضرار حتى يقللوا من عبارة( القرار من فوق ) ويخفف عليهم وعلى نفسه من تكدس المظالم ويتسنى للمواطن حل مشاكله بسهولة بدل التردد في المجهول بين البوابات ويكون عرضة لحماقات الحراس الذين يعتبرون أنفسهم حكومة أخرى ويبرزون عضلاتهم على المواطن المسكين..