مقالات وآراء سياسية

بين غبينة الكيزان وغبائهم يمكن أن يضيع الوطن..!

ماهو الواجب على تنسيقية (تقدم) الآن؟

د. محمد عطا مدنى

 

لقد مُلئت صحائف جريدتنا الرائعة (الراكوبة) بمئات إن لم يكن بآلاف المقالات الوطنية لكتاب متميزون ووطنيون ، لم يقصروا فى إسداء النصح والمشورة للقوتين المتحاربتين لإنهاء هذه الحرب التى أوشكت على تدمير وطن بحجم السودان ، وتشريد شعب كامل بالملايين لأول مرة فى التاريخ البشرى ، وقد أصبحت الراكوبة لسان حال الشعب السودانى الحقيقى ، حيث تمت مصادرة آرائه ومنعت من النشر فى صحف الإنقلابيين ، وهذه محاولة أخيرة بعد أن مللنا الكتابة وتدبيج المقالات من أجل الوطن.

سأحاول فى هذه الصفحات استجلاء الحاضر والمستقبل من تجارب الماضى والذى لم يستفد من تجارب الماضى لصياغة الحاضر صياغة صحيحة، فهو يدمر الوطن قصدا وبإرادته ، وعليه أن يتحمل المسؤولية ويتوقف عن ارتكاب الأخطاء القاتلة ، لو تبقت لديه ذرة من ضمير ، وروح تتألم على ما حدث لهذا الشعب الكريم من إهانات وتشرد ومرض وموت جماعى بالقنابل والصواريخ وبراميل البارو ، لذنب لم يرتكبه ، وإنما ارتكبه الفريقان المتحاربان فى تلك الحرب غير الشرعية الذى يقتل فيها المسلم أخاه المسلم وكل منهما رافعا شعار (الله أكبر) والله برىء من الفريقين معا.

ويمكن أن تنشأ (الغباين) بين الافراد ، فالإنسان مزيج من الخير والشر ، والصفح أولى والعفو أوجب ، ولكن ما ينطبق على الأفراد لا ينطبق على الأوطان والأمم والشعوب. وهذه الحرب الحرب حرب (غباين) بين الكيزان وجيشهم ومليشياتهم وبين الدعم السريع ، ولكن الذى يدفع الثمن الآن من أرواحه ودمائه وأعراضه وممتلكاته هو الشعب السودانى الذى لاناقة له ولا جمل فى هذه الحرب ، مهما حاول الطرفان حشره فيها بشتى الطرق ، واستنفاره بشتى الوسائل. والمتابع لمجريات الحرب يستنتج بسهولة أن هذه الحرب ستطول ، ولدينا تجارب مريرة فى السودان ، لحروب أهلية لم تتوقف لعشرات السنين ، وجعلت وطننا – رغم إمكاناته الطبيعية والبشرية الهائلة – فى مؤخرة دول العالم الثالث أو الرابع. ويجب ألا تخدعنا عبارات (الحرب انتهت) ، فكل فريق من الفريقين يحشد كل يوم قوات جديدة ، والنتيجة التى يتوقعها أى مراقب محايد أن هذه الحرب إذا لم تتوقف الآن ، فقد تستمر عشرات السنين ، وستكون نتيجتها على الأقل ، انفصال جزء آخر من الوطن. فلو افترضنا أن جيش الكيزان استطاع تحرير الخرطوم والجزيرة ، ودعونا نكون واقعيين ، فلن يستطيع التقدم نحو كردفان ودارفور ، وهنا سوف تحل الكارثة ، وينقسم الوطن مرة أخرى..! .

والمتابع لتاريخ السودان يجده معبقا بدخان الحروب والبارود والقتل وسفك الدماء التى جرت أنهارا لسنوات طويلة تصل لقرن كامل ، وإذا استثنينا من ذلك فترات الكفاح ضد الحكم التركى أو ضد الاستعمار الإنجليزى المصرى ، لأن المقاومة وقتها كانت مشروعة للدفاع عن الأرض والعرض ، فلن نستطيع أن نبرىء المسؤولين عن سيلان الدماء فى حروب الجنوب (غير الشرعية) ، وفى الإنقلابات المتعددة ، ثم القتل الممنهج فى دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وبور سودان والنيل والشمالية ، مرورا بقتل المتظاهرين وفض الإعتصام وصولا إلى الحرب الحالية.

وكل هذه المآسى ناتجة عن مشكلات محدودة كان يمكن حلها بداية من أول تمرد فى الجنوب (أنانيا ون طلبا لزيادة رواتب) ، وبعضها كان عبارة عن مطالب شرعية لمهمشين ، وهذا حق لهؤلاء وهؤلاء ، وكان ينبغى الاستجابة والتفاوض والحوار من أجل الوصول إلى حلول للمحافظة على لحمة الوطن.، ففى كل حروبنا التى توالت كان القائمون على الجيش والسلطة يلجأون إلى الحل عن طريق البندقية ، وسالت الدماء أنهارا ورغم ذلك لم تنجح البندقية فى حل تلك المشكلات ، وتم اللجوء أخيرا فى كل هذه الحروب إلى التفاوض بعد أن فشلت البندقية فى الحل..! ولكن كانت القلوب قد امتلأت ب (الغباين) وأدت الحروب إلى تقسيم الوطن. ألا تكفى كل هذه التجارب لوضع كتالوج لخبرات متراكمة ، ينبغى الإطلاع عليها ، والاستفادة منها عند حدوث مشكلة جديدة ، وذلك بالبدء بالمفاضات أولا قبل استخدام البندقية؟ .

ومن المعروف أن القاصر فى التفكير يكرر الخطأ عدة مرات ، وإذا كان تكرار الخطأ وارد فى المشكلات الشخصية حيث لا يؤدى لأضرار كبيرة ، ويمكن محاصرته ، فتكرار الخطأ فيما يخص الأوطان من الصعب محاصرته ، ويعتبر جريمة كبرى وخيانة عظمى لا تغتفر..!.

وقد لاحت بوادر الحل عدة مرات ، من الإيقاد ، وتدخل كثير من زعماء الدول الأفريقية بلا جدوى ، وفى منبر جدة كان لا يلتقى الطرفان إلا عن طريق وسيط ، وفى جنيف رفض وفد جيش الكيزان المشاركة ، وفى كل هذه المحاولات كان الدعم السريع يبدى نيات إيجابية لوقف الحرب ، مع أنه كان المعتدى عليه ، بينما كان المتمسك باستمرارها هو وفد جيش الكيزان. وقد يتهمنى البعض بميلى للدعم السريع ، ولكنى أحكم دينى الذى يجبرنى على قول الحقيقة التى يعرفها القاصى والدانى من أبناء الشعب السودانى رغم الدعايات الكاذبة لإعلام الكيزان ، التى صُرف عليها الملايين ولم تغير من قناعة الشعب قيد أنملة فى أن المعتدى عليه هو الدعم السريع فجرا فى معسكرات المدينة الرياضية وسوبا. وهكذا انقاد الجيش المسلوبة إرادته بواسطة الكيزان إلى إدخال الوطن فى محرقة قد تؤدى لانقسام الوطن أو زواله من خريطة العالم.

ويرجع هذا إلى سيطرة القوى الكيزانية على الجيش تماما ، وإلى الغباء المستحكم فى سلوكهم الذى لايمت للإسلام بصلة ، وهذه حقيقة واقعة مهما حاول قادة هذا الجيش وإعلام الكيزان إخفائها. فالشعب السودانى ليس أهبلا أو عبيطا حتى يصدق أكاذيب إعلام الكيزان وجيشهم. ألم يوافق قائد الجيش على مقترحات الإيقاد ، وقبل أن تصل طائرته للخرطوم أعلن (على الصادق) رفضه لكل ماتوصل إليه رئيسه؟ ودليل آخر : من الذى اعتبر الدعم السريع متمردا؟ هل كان ذلك قرارا من الجيش؟ أم من شخص مدنى عبر عن ذلك بلغة غير عسكرية (يعتبر الدعم السريع فئة متمردة ويتم تجييش الشعب السودانى ضدها) ؟ كاتب هذه السطور لا يؤيد الدعم السريع ولكن هذه شهادة نحاسب عليها يوم القيامة ، والدعم السريع مولود شرعى كيزانى ، وكل ماهو كيزانى مكروه من غالبية الشعب السودانى الذى لا يميل أصلا إلى العنف ولا يفرض طريقة حياته على غيره كما فعل الكيزان طوال ثلاثة عقود وخمس سنوات عجاف..! .

 

إن التعامل فى قضايا الأوطان يجب أن يتم بتجرد حتى عند أقل الناس قدرا من الوطنية ، لأن المسؤول عن الوطن لو ضحى به فسيكون هو الآخر مشردا لا وطن له..! .

طرفا المشكلة يدعان أنهما يرفعان راية الإسلام ، وهما زملاء الأمس فى التنظيم ، وحاليا يقتلون بعضهم بعضا وهم يكبرون ، (والفريقان فى النار القاتل والمقتول ، مصداقا لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم : إذا التقى المسلمان بسيفيهما..) والشهيد الوحيد فى هذه الحرب هو المواطن المسكين. وإذا كانا لم يستطيعا إيجاد حل لمشكلتهما فى تاريخ الإسلام ، وحيّدا الإسلام فى صراعهما ، فسأحاول فى هذه السانحة أن أضرب بعض الأمثلة للحفاظ على الأوطان من تجارب غير المسلمين ، أو من يعتبرونهم شيوخنا الأفاضل (كفارا) ، وهنالك آراء مختلفة فى تفسير ذلك (اللفظ) لا مكان لمناقشتها هنا ونحن مهتمون بتحليل مشكلاتنا الحالية للوصول لحلول منطقية لها. وهذه الدروس التى سأذكرها ، غابت فيها (الغبينة) الشخصية أو الجماعية ، وبقى الوطن فى حدقات العيون.

الدرس الأول فى الوطنية من فرنسا أثناء الحرب العالمية الثانية ، حيث كانت كل المؤشرات تدل على احتلال نازى وشيك لفرنسا ، كى تستطيع قوات الرايخ الثالث الوصول إلى بريطانيا عدوها اللدود ، وفعلا تم احتلال فرنسا فى عدة أيام (استغرق احتلال دول أوروبا فى الأراضى المنخفضة بكاملها ستة أسابيع فقط) ودخل الجيش الألمانى العاصمة باريس فى يونيوعام 1940م ، محتلا كل شمال فرنسا المهم لهم لفتح الطريق لضرب بريطانيا. وهنا تساؤل مشروع ، ألم يكن هنالك جيش فى فرنسا؟ نعم كان هنالك جيش قوى يحمى حدود فرنسا ، إذا لماذا طلب الجنرال ديقول وقتها وهو رئيس البلاد وقائد جيشها ، سفنا من بريطانيا على وجه السرعة لإجلاء الجيش الفرنسى إلى بريطانيا قبل وصول الألمان؟ هل كان الجنرال ديقول خائنا؟ أو جبانا رعديدا؟ عندما مات الجنرال ديقول عام 1970م ، وكان معتزلا للسياسة منذ سنوات طويلة ، قال الرئيس الفرنسى وقتها (بومبيدو) عبارة خلدها التاريخ وجاءت على الصفحات الرئيسة لجميع الصحف الفرنسية (الآن فقط أصبحت فرنسا أرملة..!) ، لأن ديقول كان يعتبر بطل فرنسا..! لكن لماذا لم يحارب وانسحب بجيشه؟ .

عرف الجنرال بفكره العسكرى الثاقب ، أن جيشه سيسحق تحت جنازير الآلاف المؤلفة من دبابات وجيوش الرايخ الثالث ، وسينتهى جيشه فى ساعات ومعه تدمير الوطن بكامله ومقتل الملايين من شعبه فى هجوم القوات الغاشمة لجيوش الرايخ الثالث. فانسحب بجيشة كاملا إلى بريطانيا. ولكن هل ترك الألمان يهنأون باحتلالهم فرنسا؟ مطلقا لم يتركهم ، كان قد نظم المقاومة الشعبية قبل انسحابه ، ووضح لهم طرق المقاومة البسيطة والسهلة والفعالة فى نفس الوقت ، وأن سلاحهم يمكن صناعته ببساطة داخل المنازل ولا صوت له..! .

 

كيف أدار ديقول الحرب ضد الألمان باللاسلكى وهو فى بريطانيا مع جيشه؟ أمرهم بإخراج زجاجات النبيذ المعتقة الموجودة فى قبو أى منزل فرنسى، وتفريغها فى المجارى (رغم قيمتها فى التراث الفرنسى العائلى الخاص بالاحتفالات والمناسبات وغيرها) ، وصنع قنابل الملوتوف فى المنازل وهى عبارة عن زجاجة بها بترول وشريط قماشى فقط ، ويمكن لأى فرد إعدادها بسهولة ، وكانت تتم مهاجمة دبابات الألمان فى المدن الفرنسية المختلفة ليلا ، ثم يختفى رجال المقاومة فى الحوارى الضيقة لباريس ولا يُعثر لهم على أثر. وكان هتلر يتلقى غاضبا تقارير الحاكم العسكرى العام لفرنسا بباريس ، بمقتل مئات الجنود والضباط الألمان يوميا فى جمبع أنحاء فرنسا ، وأخيرا أمر هتلر الحاكم العسكرى بتدمير باريس بالكامل على رؤوس مواطنيها ، حتى تكون عبرة لبقية المدن الفرنسية ، ولكن هل تم ذلك؟ متابعة هذا الحدث مكانه مقالا مستقلا. ولكن متى عاد ديقول لفرنسا ليحرر بلاده من الاحتلال الألمانى ويحصل عليها سليمة تماما لم تمس ولم تخرب مبانيها وقصورها الفخمة ومتاحفها الرائعة بسوء ؟ لقد عاد ومعه أكثر من 150 ألف جندي فرنسى وأمريكى تحت قيادته وقيادة الجنرال الأمريكي إيزنهاور ، ونزلوا على شواطئ نورماندي بفرنسا فى يونيو عام 1944م ، ليدحروا الجيش الألمانى ويحرر ديقول فرنسا من الاحتلال بأقل الأضرار الممكنة. هل درس عساكرنا فى كلياتهم تاريخ هذه الحروب ليستفيدوا من تجاربها؟ لا أظن . لأن مناهج كلياتنا العسكرية تركز على فصل العسكرى من المدنى (الملكية) حيث يتم إعلاء شأن الضابط ذاتيا شيئا فشيئا ، ليتحول إلى شخص مريض بالنرجسية ، ويرى نفسه أفضل من أى فرد مدنى آخر فى البلد. ولا شك أن بعضا من جيلى يتذكرون نميرى (رحمه الله) فى البرنامج الإماراتى (بين زمانين) والذى ذكر فيه نميرى بأن العسكرى أهم من المدنى ، وأن العسكرى يساوى (اتنين مدنيين) (هذه عباراته حرفيا) ، ولما استغرب المذيع الإماراتى هذا القول ، شرحه له نميرى قائلا : لأن العسكرى (عسكرى ومدنى فى نفس الوقت)..! .

الدرس المستفاد من فرنسا : الانسحاب للحفاظ على الأرواح فى حالة إدراك أن قوى العدو يمكن أن تقهرك ، فالإنسحاب تكتيكيا ليس جريمة ، والتفاوض العاقل من أجل الوطن مهما كانت الخلافات : ذكاءا ومحمدة..! ولكن من أين يأتى الذكاء للفريقين؟ .

 

نأتى للدرس الثانى فى الوطنية وهو من الجارة الشقيقة أثيوبيا. فقد تولى (هايلي مريام ديسالين) رئاسة الوزراء فى 22 أغسطس عام 2012م بعد وفاة رئيس الوزراء (ملس زيناوي) مباشرة، واستمر فى الحكم حتى أعلن فى جلسة للبرلمان عام 2018م ، أنه قررالاستقالة وترك منصب رئيس الوزراء باختياره قبل انتهاء مدته القانونية ذاكرا أسبابا منطقية ، وافق عليها أعضاء البرلمان وبدأ التشاور لوجود بديل يكمل مدة ديسالين لحين تنظيم انتخابات جديدة ، وقد وقع الاختيار على الدكتور (أبى أحمد) الذى قبل التكليف ، وعُقدت جلسة للبرلمان تم فيها التسليم والتسلم بين ديسالين وأبى أحمد ، وتمت مناقشة أمور الفترة المقبلة بعقلانية شديدة ، تناول فيها الحاضرون المعجنات والمشاريب والقهوة الأثيوبية المشهورة ولم تستخدم فيها المدفعية والدبابات وغارات الطيران والمسيرات وبراميل البارود..! وفى نهاية الجلسة ذكر رئيس البرلمان مآثر الرئيس (ديسالين) الشخصية ، وقيادته الحكيمة لأثيوبيا فى الفترة التى حكم فيها ، وشكره نيابة عن الشعب الأثيوبى ، وشكر (ديسالين) فى كلمته أعضاء البرلمان ، وتمنى التوفيق لهم ولزميله (أبى أحمد) فى قيادة البلاد . ولما سُئل (ديسالين) فى قناة فضائية غربية عن سبب تركه للرئاسة التى يتسابق المتسابقون للحصول عليها ، كانت إجابته : لقد واجهتى مشكلات لم أستطع حلها ، ولهذا رأيت أن أترك مكانى لشخص آخر يستطيع حل هذه المشكلات من أجل سلام الوطن..! .

لو كنت موجودا فى إثيوبيا وقتها ، لقبلت رأسه وجبينه ويديه..! .

 

الدرس الثالث من العدو الصهيونى …

كيف وصل نتنياهو للحكم فى الفترة السابقة ؟ المرشحان اللذان حصلا على أكبر نسبة من مقاعد الكنيست المائة والعشرين في انتخابات عام 2009م هما (تسيبى ليفنى) 48 مقعدا ، ومنافسها الشرس (بنيامين نتنياهو) الذى حصل على 46 مقعدا ، ولم يكن له أمل في تشكيل الوزارة . ولكى تشكل حكومة فى إسرائيل من الحزب الواحد يجب إحراز عدد (50+1) من مقاعد الكنيست فأكثر. وفى حالة كل من تسيبى ونتنياهو يجب على من يكلفه رئيس الدولة منهما بتشكيل الحكومة ، أن يتحالف مع أحزاب صغيرة لاستكمال النسبة المطلوبة. (3 مقاعد بالنسبة للفنى ، و5 مقاعد لنتنياهو).

تسيبي ليفني (1958م) ، وزيرة خارجية إسرائيل السابقة والصهيونية المتعصبة ، تزعمت حزب (كاديما) منذ 18 سبتمبر 2008م ، ثم استقالت لتتولى منصب وزيرة الخارجية في عهد بيريز عندما كان رئيسا للوزراء ، أسس (شارون) حزب (كاديما) وهو حزب (إهود اولمرت وتسيبي ليفني وشمعون بيريز). وأهم برامجه : الحفاظ على دولة اسرائيل دولة يهودية وديموقراطية ، واستكمال العملية السلمية والحفاظ على حدود اسرائيل. وقد ساهم الحزب فى وضع قانون تقاعد لكل عامل ، ورفع المخصصات المالية للعجزة والمعاقين وأضاف للشعب الإسرائيلى ما يعرف بسلة الأدوية المدعومة ..! .

بنيامين نتنياهو (1949م) ، سياسي إسرائيلي شغل منصب رئيس الوزراء التاسع لإسرائيل من عام 2009م إلى 2021م ، وسابقًا من 1996 إلى 1999م. وهو رئيس حزب (الليكود) الذى يقود الحركة الوطنية الليبرالية . يُعتبر صاحب أطول مدة كرئيس حكومة لإسرائيل في التاريخ الإسرائيلى. خدم في القوات الخاصة للجيش الإسرائيلي.

يقوم برنامج حزبه على تنمية وتعزيز القومية اليهودية من أجل ردع (الأعداء) ، ومن أجل السعي إلى اتفاقات سلام مستقرة مع الجيران . وعدم تمكين إيران من الحصول على سلاح نووى. وهو يتبنى ثلاث مكونات حزبية وهى قوة إسرائيل ومناعتها القومية وهي: الأمن ، والاقتصاد ، والهوية اليهودية .

بطبيعة الحال كلف رئيس الدولة (بيريز) (تسيبى لفنى) الحاصلة على النسبة الأعلى فى الانتخابات بتشكيل الحكومة ، وبدأت في الاتصال ببعض الأحزاب الصغيرة لتكملة المقاعد الثلاث المطلوبة ، ولكن هذه الأحزاب فرضت شروطا معينة للتحالف معها وهو طلب وزارة سيادية ، ورفضت تسيبى هذه العروض .اتصلت (لفنى) بغريمها ومنافسها الشرس في الانتخابات نتنياهو وقالت له : نتنياهو هل تستطيع تكوين الحكومة من أجل إسرائيل؟ قال لها سأحاول..! (لم ينظم حفلا ويعزم الأحباب .. ولم يجهز لنفسه لحفل تنصيب)..! حاور الأحزاب الصغيرة بدهائه السياسى ، ونجح في الحصول على المقاعد الخمسة . ليحكم إسرائيل لمدة 12 عاما ، بفترتين رئاسيتين..! .

كنت مهتما بكيف سيتعامل نتنياهو مع من منحته فرصة تشكيل الوزارة ، وهى غريمته الكبرى في إسرائيل (تسيبى ليفنى). تابعت إجراءات تشكيل وزارتهم في المحطات العالمية. وفي يوم أداء قسم الوزراء أمام نتنياهو ورئيس الدولة ، كانت تسيبى ليفنى موجودة بدعوة من نتنياهو وقد وقفت بين نتنياهو ورئيس الدولة شمعون بيريز .. حاضرة حفل الوزراء وهم يؤدون القسم ..! .

لم يحاول أى منهم إزاحة غريمه من الطريق بقتله فى حادث طائرة أو سيارة مدبر ، أو باغتيال ضابط شرطة كبير حتى يلصق التهمة بمتظاهرين من أجل الحرية.! .

درس في الوطنية من الأعداء ، ألا نخجل قليلا من أنفسنا ونضع الوطن في حدقات العيون ؟ .

الفقرة الأخيرة فى هذا المقال موجهة لتنسيقية القوى الديموقراطية (تقدم) وللسيد الدكتور عبد الله حمدوك

أقول لك .. لقد أصبحت أمل غالبية الشعب السودانى فى الحرية والديموقراطية ، أرجو فتح منصة أليكترونية فى كل المديريات وفى المنافى فى مصر والخليج وأوروبا وأمريكا واستراليا ، لتتلقى عليها تأييد الشعب السودانى بالملايين لك لتفويضك الحديث باسمهم ، فأنت رئيس الوزراء الشرعى للبلاد ، وغيرك لا شرعية له ، ولا تأبه للسهام الموجهة إليك من أعداء الوطن ، ولا يجب أن يتعدى هذا العمل أياما معدودة ، بعدها تحمل تفويضا من الشعب السودانى للأمم المتحدة ومجلس الأمن للتدخل لإنقاذ الشعب السودانى ، فهذه الحرب ستستمر أكثر من عشر سنوات على الأقل ، وأرجو ألا ينخدع الشعب السودانى ويتم تخديره بأقاويل أن الحرب قابلة للإنتهاء فى أيام أو أشهر قليلة. فأقل حرب أهلية استمرت 15 عاما ، وكل يوم يموت المئات من أفراد الشعب السودانى ، وانتشرت الكوليرا بين المواطنين غير القادرين على الهجرة ، ويعامل اللاجئون معاملة سيئة ويستغلون فى أهم دول الجوار، ويتوعد الكيزان الشعب بالعنف إذا عادوا ، ويتوعد الدعم السريع بالإنتقام من القبائل الشمالية التى حملت العلم والطب لجميع مناطق السودان ، مع أنهم يعيشون فى أكثر المناطق تهميشا..! .

 

وهذا معناه : لا خير فى هذا ولا خير فى ذاك ، ولا ينتظر أحد أن يلجأ أحد الفريقين إلى السلام ، فقد تحكمت (الغبينة القاتلة) و (الغباء الفطرى) فى سلوك كلا الفريقين ، ولا أمل فيهما معا..! .

حمدوك حقق أمنية الشعب السودانى فهم فى انتظارك..! .

الوطن يحتضر..فلا تتردد..! .

 

[email protected]

‫7 تعليقات

  1. ( و هذه الحرب حرب غباين بين الكيزان و الجيش و مليشياتهم و بين الدعم السريع ) سؤال سألته مراراً و تكراراً إذا كانت الحرب بين الكيزان و المرتزقة فما علاقة قبيلة المساليت و الشهيد خميس ابكر بالكيزان و للمعلومية الشهيد خميس ابكر حارب الكيزان في الميدان و حارب الهالك حميدتي حين كان يقتل أبناء القبائل السودانية ( الأصلية ) في دارفور بإشارة من أسياده الكيزان يا اللخو الحرب ليست حرب بين الكيزان و المرتزقة كما تزعم و إنما هي حرب ضد الشعب السوداني الأعزل و ( الوطن ) بما فيه من شعب و ثقافة و تاريخ و قبائل و أحزاب سياسية… إنها حرب وجود فمتي ترتقوا الي مستوي الحدث و تتركوا عنكم الفجور في الخصومة السياسية التي دمرت البلد….

    1. خميس أبكر خان شعب دارفور وعض اليد التي أحسنت اليه وتسبب في قتل المدنيين من عرب دارفور دون ذنب وهذا مصيراي خائن جبان

    2. علي ذكر المساليت، ألم يخبرك زملائك الامنجية ان سلطات المساليت تعرض لمحاولة إغتيال قبل ايام في بورتكيزان نفسها وسرقت سيارته الخاصه في وضح النهار؟
      المشكله ان الكيزان أغبي من الحمار المكادي ويظنون ان الشعب بمثل غبائهم وستنطلي عليه مسرحياتهم السمجه هذه! نحن نعلم يا نعجة كرتي ابو عزو ان جميع الجرائم الكبري والإغتيالات مثل مقتل الوالي خميس وغيره هي صنيعة اجهزة امنكم واستخباراتكم ومليشياتكم الداعشيه ولم يعرف السودان قط قبل الكيزان ثقافة التصفيات والإغتيالات التي لم يسلم منها حتي كباراتهم امثال الزبير محمد صالح ومجذوب الخليفه والوزراء بلايل ومحمود صاغه وغيرهم العشرات وطالت حتي ابرز معارضيهم الدكتور جون قرنق ام تري ديل ايضا قتلهم الدعم السريع؟!

  2. الغباين و الانتقام السياسي دمروا الوطن ففي عام (58) حين تأكد حزب الامة أن أعضاء البرلمان سيسحبون الثقة من حكومة عبدالله خليل ( رحمه الله ) سلموا السلطة للفريق عبود ( رحمه الله ) انتقاماً من أعضاء البرلمان بدلاً عن الدعوة إلي انتخابات مبكرة كما تفعل الحكومات التي تحترم شعوبها و في عام ( 65 ) و بسبب ( فرد ) قامت أحزاب الأمة و الاتحادي و جبهة الميثاق الإسلامي بإقصاء الحزب الشيوعي من الحياة السياسية بدلاً من تقديم ( الفرد ) الي محاكمة إذا وجدت مادة قانونية تدينه… الحقيقة الواضحة التي يتهرب منها الكثيرون هي إن العلة في عقلية ( جميع ) النكب السياسية

    1. شكرا على كلامك الطيب اخى الفاضل الاستاذ محمد حسن اسحاق. والله انا بحاول تأدية واجبى فى صدق الكلمة ولو على النفس لأننا نعيش فى بحر متلاطم لأكاذيب الكيزان ٣٥ عاما الآن حتى غبشوا الوعى عند بعض الجمهور واصبحوا لايميزون الحق من الباطل
      والكذب وتغيير الحقائق من سمات المنافقين ورغم أنهم دمروا السودان وشعبه ولكنى مع ذلك نصحتهم فى عدة مقالات ان بطلوا استفزازات للشعب واختفوا لمدة عامين وتعالوا كحزب جديد عاقل ببرنامج لتطوير السودان ولكنهم لم يستمعوا للنصح ويصرون على العودة بالبندقية والعنف وهذا ماذكره البشير فى رسالته الصوتية
      لايستفيدوا ابدا من تجاربهم ولذلك عنونت مقالى بعبارة (غباء الكيزان وغبينتهم)
      ولا اعتقد انهم سينصلحون. فى كوز مصرى صرح بعد توبته فى مقالة تلفزيونية بان التنظيم ينزع منك انسانيتك
      ولذلك لاجدوى من مناقشة كوز.
      تحياتى الخالصة لك وربنا يخلصنا منهم باذنه تعالى.

  3. شكرا الاخ الكريم محمد الحسن اسحق..هذا واجبنا فى الظرف الذى يمر به الوطن الأن. تحياتى الخالصة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..