مطلوبات ..!

مباحثات عسكرية مشتركة بين السودان والولايات المتحدة الأمريكية، تحتضنها الخرطوم ? فعلياً- بدأ نائب القائد العام للقيادة الأميركية الأفريقية، المعروفة اختصاراً بـ (أفريكوم) مباحثات مع قيادة الجيش السوداني.

أبريل الماضي شارك السودان للمرة الأولى في اجتماعات قمة رؤساء أركان (أفريكوم)، وتتبع (أفريكوم) إلى وزارة الدفاع الأمريكية، وهي مسؤولة عن النشاط العسكري لأمريكا في القارة الأفريقية.

يونيو الماضي وفد دبلوماسي أمريكي رفيع يصل جبل مرة، ويتجول في منطقة (قولو)، على رأسه القائم بالأعمال الأمريكي في الخرطوم.

هذا وذاك، يُمهد الطريق أمام تعاون عسكري وأمني، مقابل مطلوبات يتوجب إنجازها، وهي موضوعة الآن على طاولة حكومة الخرطوم.. أبرز هذه المطلوبات، الوضع الأمني والعسكري في دول الجوار، وعلى رأسها ليبيا.

ووفقاً لسودان تربيون ?أشار نائب القائد العام للقيادة الأمريكية الأفريقية إلى أن لقاءه مع رئيس الأركان المشتركة تناول عدة قضايا، على رأسها العلاقات السودانية الأميركية، بجانب الأوضاع في ليبيا والصومال.. موضحا أن الجانبين لديهم فهم مشترك، ومدرك لأهمية استتباب الأمن والاستقرار في ليبيا، بالإضافة إلى مكافحة الأرهاب، والاتجار في البشر في الصومال?.

المباحثات المشتركة ناقشت- بصراحة- أهمية وأولوية الملف الليبي، وليبيا لا طريق إليها إلا عبر بوابة السودان؛ لذلك يصبح استعجال الحكومة، وسقفها العالي في حملتها لجمع السلاح في دارفور متوافقاً مع المطلوبات الأمريكية في ليبيا هناك، والطريق لن يكون معبداً إلى ليبيا، ما لم تصبح دارفور تحت سيطرة الحكومة بشكل كامل.

الخرطوم التي تنتظر شهر أكتوبر على أحر من الجمر، وفي بالها الوعد الأمريكي برفع العقوبات كلياً.. تسابق الزمن لإنجاز المطلوبات المفروضة عليها فيما يتعلق بأمن دول الجوار، وهو المطلوب الأمريكي المهم.

أما مطلوبات الداخل فهي ليست أولوية في القائمة الأمريكية، وما يُثار من حديث عن ملف الحريات، وحقوق الإنسان إنما هو مستمر، أُنجزت المطلوبات أم لم تُنجز.

إذا استطاعت الحكومة حتى نهاية العام أن تضع يدها في ليبيا، وفقاً للمطلوب الأمريكي، فعلياً، فسوف تكون تخطت الحاجز الصعب، باعتبار أن استقرار ليبيا يرتبط بشكل وثيق باستقرار المنطقة.

عموماً- شهر أكتوبر ليس بعيدا، والراجح أن يكون الملف السوادني قد اكتمل لدى الإدارة الأمريكية إذا كان فعلاً سبب تأجيل قرار رفع العقوبات مرتبط بهيكلة الإدارة الأمريكية، لكن ماذا إذا لم تُرفع العقوبات بشكل نهائي خلال أكتوبر الموعود؟، هل تواصل الولايات المتحدة سياسة المداعبة بالجزرة، وبالمقابل تواصل الخرطوم تعاونها المجاني مع الولايات المتحدة، أم تعود الخرطوم سيرتها الأولى؟.

التيار

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..