شطارتهم ? وبلادة السدنة

كمال كرار

في 23 سبتمبر 2010 أجاز مجلس الوزراء اتفاقية القرض التركي البالغ 21 مليون يورو لتمويل مشروع الصرف الصحي بفترة سماح قدرها عامين .

وخرج القرض من البرلمان بعد ذلك خروج الشعرة من العجين بعد أن تجادل أعضاؤه حول سعر الفائدة المقررة عليه ، ولم يتأملوا في الكيفية التي سينفذ بها المشروع ، وإدارة القرض المالي بالصورة الأمثل فهي من المحظورات الإنقاذية .

وتلكأ الجانب التركي في مسألة القرض وما يليه حتي مرت فترة السماح مرور الكرام ، وبعد انقضائها دخلت الجرافات والآليات التركية إلي أحياء الخرطوم بحري بصحبة المهندسين و ( السواقين ) والفنيين والخفراء الأتراك من أجل عيون الصرف الصحي المزعوم .

ولا يزال الغزو التركي الهندسي مستمراً ، مما يعني أن جل القرض قد تسلل إلي الجانب التركي في شكل مرتبات وإيجارات تدفع الآليات والسكن بخلاف الاحتياجات الأخري

ولو نظرنا بعد فترة إلي جرد الحساب النهائي سنجد أن 60% من القرض ، حصل عليه الأتراك ( المغتربين ) في السودان ، وأن 40% هي التي وظفت في المشروع بخلاف الخسائر التي تحملها الجانب السوداني والتي تشمل قطع شبكات المياه ، وإزالة الأسفلت من مساحات شاسعة . ضف إلي ذلك الأموال التي قد تكون قد تسللت من القرض لفائدة سدنة وتنابلة ( معروفين )

يحدث هذا والمهندسون السودانيون ( الشطار ) في قارعة الطريق بلا وظائف .

ويحدث هذا والعبقرية الهندسية السودانية ? غير الملوثة إنقاذياً ? تعرف تضاريس الأرض السودانية أكثر من محمد الفاتح العثماني نفسه

ولكن المثل الإنقاذي الانتهازي ( نفّع واستنفع ) يفعل فعله في الاقتصاد السوداني ولا عزاء للمراجع العام .

وعما قريب يحتفل سدنة آخرون بإنتهاء مشروع الصرف الصحي ويمنحون الأوسمة والنياشين لقاء ذلك .

وتنصب السرادق وتقام الاحتفالات من المال العام ، ويترقي تنابلة في سلم الوظائف الدستورية لأنهم أعلنوا أن مشروع الصرف الصحي هو الرد العملي علي افتراءات اوكامبو .

وسينتهي المولد لتجد وزارة المالية أنها مواجهة بتسديد 30 مليون يورو لقاء 9 مليون يورو فقط هي التي دخلت فعلياً في المشروع التركي الإنكشاري .

وستشتكي الوزارة من عجز أموالها وتفرض رسوم وضرائب جديدة وربما زادت أسعار المديدة .

وسيخرج الناس في المظاهرات في مدني و ( أم شديدة ) ، بعد أن صاروا بفضل الإنقاذ علي الحديدة

وسيعلن التنابلة في التلفزيون الرسمي عن تخفيض الأسعار ، وعن مشاريع التنمية في المناطق البعيدة

لكنه إعلان بعد فوات الأوان ، وكان يا ما كان .

إنه نصف الكوب المملوء من حكاية القرض التركي ، وبعد دا كلو كمان بتبكي ؟

الميدان

تعليق واحد

  1. لك الود كرار .. رجعتنى 45 سنه زكريات لاتنسى ابد الدهر .. ام شديده قريه حالمه تقع بالقرب
    من 24 القرشى الناس كانت جميله وطيبه والمواصلات لمدنى كانت بصات التيمس والاوستن والبص المشهور كان
    يتحرك من الدويم مرورا 24 القرشى ويسمى ( بوستة الدويم ) ماعارف حاليا الوضع اصبح كيف فى عهد
    السدنه اصحاب مشروع المجارى .. تسلم ياجميل وتسلم ام شديده واسلم كل اهلى البسطاء الطيبيين

  2. أم شديدة دي وين يا أستاذ كمال؟ وهل يعرفها الكيزان الذين خلوا أهلها على الحديدة؟

  3. حسب علمي بان كل القروض العالمية جزء منها فقط يتم به تنفيذ المشروع المطلوب وليس القرض التركي فقط و لماذا لم تتكلموا عن القروض الصينية و الصينيين الذين غيروا من التركيبة السكانية في المناطق التي يعملون فيها و لا يشترون حتى الخضروات من السوق المحلي و في الماضي كانت القروض الاوربية و الاميريكية يذهب جزء منها في استيراد الاطعمة من اوروبا واسأل كل من كان يعمل في مصنع سكر كنانة و مشروع الرهد الزراعي حيث كانت توفر للعاملين الاجانب كل سبل الراحة علي حساب القرض.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..