فيديو الرقص الخليع هو ثمرة ونتاج المشروع الحضاري

لقد أثار الفيديو المنتشر على نطاق واسع في مواقع التواصل ويظهر فيه شباب من الجنسين في رقص خليع، أثار ضجة واسعة على مواقع التواصل وقوبل باستنكار شديد من الكافة لأنه فوق خلاعته كان في الشارع العام وأمام الماره وهو بذلك سلوك شائن ومخالف للنظام العام ومستفز للمجتمع وادخل الرعب في قلوب الأسر كلها تخوفا من أن تنتشر هذه السلوكيات وسط الشباب.
ولكن علينا بدلا من التشفي من هؤلاء الشباب والمطالبة بإنزال أقصى العقوبات عليهم والنظر للحادثة باعتبارها معزولة وجلد مرتكبوها بسياط النقد وسياط محاكم النظام العام . علينا ان نحاسب انفسنا اولا ماذا قدمنا كمجتمع فضيلة لهؤلاء الشباب وهل كنا الغدوة الحسنى لهم في كل شئ وهل كنا لا نرضى بالظلم ولا نرضى بالغش والفساد والقتل والعنصرية وأكل اموال الناس بالباطل وهل كنا مجتمع فضيلة بحق في كل ما نعايشه اليوم من نفاق وسرقة وقتل وظلم ؟ وهل الفضيلة تتجزأ أم ماذا؟.
لماذا بلغت الدهشة بالناس مبلغا كبيرا من هذا الفيديو ولماذا ثارت ثائرة الناس الى هذا الحد؟. ونحن نرى كل يوم سياسات النظام الحاكم وهي تضرب قيم المجتمع وتمارس الظلم واكل اموال الناس والفساد والقتل وتكميم الافواه وانتهاك حقوق الانسان وكبت حريته.
كيف لا يدرك الناس ان ما فعلته هذه الحكومة بالمجتمع والتي جاءت منادية بمجتمع الفضيلة ، أكبر من اي دمار اخر اصاب الوطن المتصدع؟.
ماجاء في الفيديو ومايشاهده الناس يوميا من فيديوهات واهتمامات غريبة من الشباب وشذوذ ومخدرات. وما يراه الناس بأعينهم يوميا من تفسخ وتحلل للمجتمع هو يمثل ثمرة ونتاج مشروع الجبهة الاسلامية في الحكم فهذا حصاد زرع كل ما بذرته هذه الجماعة في المجتمع وما احدثته من خراب في القيم والاخلاق.
هذه الحكومة عند مجئها كانت تنادي بتغيير واعادة صياغة المجتمع السوداني وتحويله واعادة تركيبه ليكون مجتمع فضيلة ومجتمع اسلامي معافى. هل مثل قادتها الغدوة في العفة والامانة والصدق والسماحة وحب الخير؟
كيف نندهش من مثل هذا الفيديو والنظام يمارس الظلم والقتل والسرقة والفساد والنفاق ؟ لماذا اصبحنا لا نندهش من قتل الابرياء واغتصاب النساء وحرق القرى. لماذا لا نندهش من اخبار المخدرات التي تدخل بالحاويات كل يوم ولم يتم القبض على اي شخص مسئول منها؟ لماذا لا نندهش ويوميا نرى الفساد واكل المال العام والكذب والنفاق؟.
ان ما ظهر في فيديو هؤلاء الشباب هو ثمرة ونتاج المشروع الحضاري الذي صمتنا له وازعنا لقلة ليتحكموا في مصيرنا ومصائر ابنائنا وهذا نتاج صمتنا على كل ذلك وخيرات البلاد وعلى مدى ثلاثون عاما يستأثر بها قلة وباقي الشعب يعيش الفاقة ولا يجد ما يسد به الرمق ولا يجد ما يعالج به مريض او توفير وجبة لتلميذ وقد اغلقت كل الفرص والآمال في وجوه الشباب وأصبحوا يهربون من الواقع بالمخدرات والسلوكيات الغريبة.
علينا ان نكون واقعيين ونناقش الظاهرة في المحيط الكامل لها ولا ننظر لها باعتبارها واقعة معزولة وحدث يخص مرتكبيه فقط فالمجتمع تنهار قيمه وأخلاقه بفعل فاعل وبسياسات محكمة تسبب فيها النظام الحاكم وعلينا مواجهة الحقيقة ان كنا بالفعل نسعى للحفاظ على قيمنا وعلى شبابنا وعلى وطننا ككل، فليس من سبيل الا التغيير بمفهومه الشامل والعمل على اعادة ترسيخ قيمنا وتراثنا التي تأبى الظلم والسرقة وقتل الابرياء والخيانة والعنصرية واكل المال العام.
سامي دكين / المحامي
[email][email protected][/email]
نعم هذا صحيح ولكن الاتري أن ذلك أصبح منالا بعيدا بحكم الإستسلام الذي قابل به المجتمع جرائم أخطر من ذلك مست سيادته وإستقلاله وفوق ذلك حقوق أبنائه .
نعم هذا صحيح ولكن الاتري أن ذلك أصبح منالا بعيدا بحكم الإستسلام الذي قابل به المجتمع جرائم أخطر من ذلك مست سيادته وإستقلاله وفوق ذلك حقوق أبنائه .