مقالات سياسية

“رئيس بلا كرامة” !

عبد المنعم سليمان

ما تعرض له “المشير عمر البشير” من مهانة بـ”جنوب افريقيا” يجعل المرء يتساءل ما إذا كان الرجل يحمل “ضمير” بين جوانحه .. لأن ما رأيناه من كمية “العار” و”الذل” و”الإحتقار” التي التفت حوله وطوقته .. يجعلنا نجزم بان “عمر البشير” لم يسمع -في كل حياته- بشيئ اسمه الكرامة والكبرياء وعزة النفس .. بل وليس له أدنى علاقة بجنس البشر .

نعم ، أفلت المُشير الهارب من “الزنزانة” التي جهزتها له السلطات العدلية بجنوب افريقيا .. ولكنه عاد إلى “الخرطوم” أسيفاً كئيباً كسيفاً يجر أذيال الخيبة والعار خلفه .. .. لأنه وان استطاع الإفلات من زنزانة المحكمة الفسيحة إلا انه حبس نفسه في زنزانة نفسية مُظلمة .. تلك “الزنزانة” التي ظل يهرب من مواجهتها طويلاً .. تارة بـ “الجعجعة” والكذب والصراخ .. وأخرى بالرقص و”المياعة” والخلاعة ..

وحقيقة تنازعتني مشاعر كثيرة ومتناقضة طوال الـ (48) ساعة الماضية .. فإحساسي ساعة الإعلان عن قرار المحكمة بمنعه من مغادرة “جنوب افريقيا” كان مزيجاً من الفرح والحزن .. الفرح : لأن القرار جعلني أحس بحرية لم أشعر بها من قبل .. وحرر مشاعر مكبوتة بدواخلي .. والحزن : لأن ثيابنا إتسخت بقذارته .. وتدنست “أرداننا” بدنسه .. وتلطخت سمعتنا بـ”رذاذ” عاره و”شناره” .. حتى أصبحنا نمشي في الشوارع مطأطئ الرؤوس خجلاً له ومنه .. لأن السؤال المُصاحب لنشرات الأخبار ، كان : كيف استطاع جبان وخسيس بسوية أخلاقية وسياسية مُنحطة كهذه ان يتربع على رؤوسكم لمدة (26) عاماً؟

المُضحك المُبكي في القصة ، ان “ثلة” من الجماعة التي يحتقر رئيسها بذلك الشكل المُخجل الذي يدعو للإنتحار .. أقامت الإحتفالات ورفعت الرايات بمناسبة أوبته (سالماً) .. وكأنه عائد من معركة من معارك التحرير ، وليس “خاسئاً وهو حسير” .. ولحسن الحظ كان إحتفالهم باهتاً كوجه “المُحتفى به” .. وبائساً مثله .. لدرجة انها المرة الأولى التي لم يمتّعنا فيها “الرجل الذليل” بفواصل من “رقصه” الماجن .. حيث ظهر عند وصوله هزيلاً على حقيقته كما جماعته التي أصبحت لا تثير عند الناس حتى شهية “البصق” عليها .. لأن جماعة تحتفي بالإهانة والعار والإحتقار هي جماعة وضيعة وسافلة وتافهة .. يجب أن يُهال التراب عليها وتُدفن .. كما تفعل “القطط” مع ما يخرج من بطونها !

بئس هذا الزمن البائس .. وبئس المُحتفي والمُحتفى به .. وبئس ذلك الحزب التافه .. وبئس تلك الأعلام المرفوعة .. وبئس الصور المرسومة .. وبئس الوزارة وزارة الخارجية .. وبئس وزيرها الباكي .. وبئس الجماعة التي تحتفي بالإهانات .. وبئس “الرئيس” الذي وهب وجهه لتلقي لصفعات .. وبئس قوم ولو أمرهم “صنم” لا يملك طُهر الأصنام .

وكما رددنا من قبل كثيراً ، كذلك نردد الآن ، ونقول مع الشاعر القديم : إن الهوان حمار البيت يألفه ** والحر ينكره والفيل والأسد .

الفيل والأسد .. وكل حيوانات الغابة تعرف معنى الكرامة والشرف وعزّة النفس وترفض الهوان ، ومشيرنا الذليل يألفه ويتمرغ فيه !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذا شخص تم تطعيمه ضد اي شيء اسمه كرامة او عزة نفس او رجولة او نخوة او احساس، كما انه لم يشعر باي مهانة، لانه كان يامل في الافلات و هو مشغول بالخوف على مسروقاته المادية و المالية من قوت الشعب، لان اللصوصية و السرقة يشكلان و يلخصان شخصيته، و ها هو يعود لممارسة السرقة التي يستخدم فيها أداته الوحيدة و هي السلطة، و انا متاكد من انه نسي كل ما حدث في جنوب افريقيا، هذا اذا لم ينس انه كان هناك أصلا. خذوا مثلا انه و بعد عودته باقل من 24 ساعة اصدر قرارا بإحالة صفيه ابو ريالة الى التقاعد من القوات المسلحة، هسع دا زول متذكر جنوب افريقيا؟

  2. يسلم يراعك ي عبد المنعم كتبت وأوفيت ويا ليت كان عنوانك لهذه المقاله الرائعه كالتالي ( رئيس بلا كرامه وشعب فاقد الإراده ) لأن هذا الشعب إذا كان يمتلك إراده كان يجب أن يكون في موكب كبير في المطار لإستقبال الرئيس الهارب وزفه إلى مزبلة التاريخ

  3. ما يهمنا مقدار الازمة وكمية الخوف والفوبيا والرعب التى تعرض لها الرئيس الدائم امير المؤمنين ..وكذا كمية البامبرز التى استهلكها خلال الرحلة ..
    نرجو من خدامين الجبهة الاسلاميه وهيئة علماء السودان التوجه لغسل الطائرة الرئاسيه من دنس خليفة المسلمين ..

  4. يا عبد المنعم
    عن اي كرامة تتحدث فزولكم دا الكرامة الوحيدة البعرفا
    هي ما كان يمد يده لاخذها
    و نصيحة لك و لكل من يريد ام يعرف
    فلتكن معرفتكم من البداية فنقبو و ابحثو عن تاريخ الزول دا
    في المدرسة الوسطى و المدرسة الثانوية و ما زال بعض من من زاملهم
    في هذه المراحل على قيد الحياة
    و اسالو عن اب يد خفيفة
    و اسالو عن سرقة املاح الفسفور من معمل المدرسة
    و حا تعرفو من الذي يحكمكم الان
    حرامي شحات منعدم الكرامة كذاب
    الصفات السيئة دي حا تسمعوها كثيرا مع كل واحدة من
    قصصه الكثيرة و المخزية
    نقبو و ابحثو بغير انفعال و ستجدون الحقيقة

  5. المعلقين و الكاتب كلهم خموم و انت يا الفاتح فتح الله دماغك و عبد الشيطان لا عبد الرحمن المعلق الثانى و انت يا عبد المنعم لا أنعم الله عليك أى مهانة تعرض لها البشير ؟ دى إلا مهانه فى خيالك . الرجل راح بدعوة رسمية من الإتحاد الأفريقى و جاكوب زوما رئيس الدولة .إية دخل البشير فى شىء بين حكومة جنوب أفريقيا و معارضتها و الله لو أقامو مليون دعوة تكون حبر على ورق و ( Show ) فقط .
    أنتم تريدون للسودان أن يكون صومال و سوريا و يمن ولا شنو ؟
    صحيح حكومتنا غير ديمقراطية و ظلمت الشعب كثير لكن إذا صبرنا وأعملنا الحكمة و السياسة يمكن ان نصل لشىء أحسن و لكن الخراب يعم . أسألك سؤال يا عبد المنعم لو كل الحركات المسلحة و المعارضةالسلمية أتفقو على الحد الأدنى مش ممكن يكون فى أمل للتغيير ؟ لكن قصة الإقصاء و إقتلاع النظام من جزوره دى بتلحق البلد امات طة و البشير رئيسك لمدة 25 سنة خلت حقحيقة لا يمكن إنكارها و فى النهاية هو رمز البلد و كل دول العالم تعرف أن البشير رئيس جمهورية السودان و يجب ان تكون معرضتنا من غير بذاءة و قلة أدب و خوض فى الأعراض .
    مثال على ذلك يقولو للبشير ( ود أم زقدة ) ما دخل أم البشير فى حكم السودان و حاشا أم البشير امنا كلنا سودانية أصيلة و بسيطة . أنت يا منعم سبيت البشير و تعرضت له شخصيا و هذا ليس من شيم الرجال هل ترضى أن يسب أمك أو أبوك أحد؟
    يا جماعة يجب ان نعارض بقيمنا و عاداتنا السمحة حتى إذا تقاتلنا يجب أن ندفن بعض و نستر بعض حتى فى الموت لا لشىء إلا لله

  6. الغريبه ولا واحد من الحرس السابق نافع و علي طه طلعو بتصريحاتهم الغريبة. كانهم كانو من الصف الشمتانيين ولا حتي ظهورهم في المطار عند حضور رئيسهم

  7. البشير ده ما جاب لينا اﻻ العار و المهانة و الشماتة و سط العالم بجبنه و إجرامه و عدم إحساسه بأي شيء، اتذكر مرة قريت تقرير دولي عن افسد و اسوأ شرطة في العالم فجابوا الدول اللي فيها اسوأ شرطة و من بينها السودان، بس لمن جوا على السودان ما بس اكتفوا بذكر فساد الشرطه فيه، بل سخروا من السودان و قالوا انه بلد فاشل من كل النواحي و ان رئيسه مطلوب للعدالة من قبل المحكمة الجنائية الدولية، في حين انهم لمن اتكلموا عن فساد الشرطه في بقية الدول المذكورة في التقرير بس اتناولوا فساد الشرطة فيها بدون ما يتكلموا عنها و عن حكامها و كأنهم قاصدين و متعمدين الشماتة فينا نحن بالذات من دون غيرنا

  8. الكاتب ذو قلم رفيع واحترافية عالية جدا وثقافة عالية
    حقيقة المقال رائع رائع يطابق الحقيقة كما ونوعا ولغة رفيعة
    ماشاء الله وهنيئا للسودان بك
    عبدالمنعم سليمان
    تسلم يدك ويسلم قلمك
    ثقافة يحسدك عليها الكيزان خريجي الجامعات المضروبة وامتحانات المجاهدين

  9. إهانة رئيسكم هى إهانة عظمى
    لوطنكم الحر الغالي……..
    فهل يقبل الشعب السوداني إهانة نفسه وإهانة وطنه!!!!!!!!!!!؟!!!!!!!

  10. الأستاذ عبد المنعم سليمان حياك الله و ابقاك

    الحق كل الحق ما سطرته يداك النضيفة و قلمك الوطني

    نحن في انتظار مقالتك التي تعبر عما بداخلنا و تتطبطب علينا

    و تفرحنا و تشفي صدورنا المورمه من كيزان السجم و الرماد

    اللهم دمرهم و مزقهم و شردهم

    مقال قوي ينم عن قوة كاتبه كل التحايا و الود

  11. البشير من ما جا من جنوب افريقيا وهو عنده إسهال وكان لابس بابمرز لمن نزل من الطيارة ما شفتو كان نازل بالجمبة
    وحسي غندور وشلتو يشيلو في بامبرز جديدو ويرمو في العفنان
    غايتو يا بشة تاني الا يركبو ليك جلكوز ماسورتك خلاص جلبة اتحلجت والصين ما بتحلك
    اتة قايلة ركب، دي شغلة طويلة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..