السلام بفهم الحكومة!

اسماء محمد جمعة
ليس هناك أحدٌ لا يريد السلام، والحياة بلا سلام ليس لها معنى، فأكثر شئ يشقى الشعوب هي الصراعات، ولذلك يظل السلام ضالة الدول في العالم أينما وجدته أصابتها السعادة، ولذلك الحكومات الرشيدة فقط تُؤمن بضرورة تحقيق السلام السياسي والاجتماعي قبل كل شئ، لأنّ هذا يتيح لها أن تهتم بما هو أرفع وتحكم بلا مشاكل، حكومة المؤتمر الوطني وحدها تُؤمن بالعكس، ولذلك أهدرت 28 سنة من عُمر الشعب والسودان في الصراعات والحروب وعدم الاستقرار، فقد وجّهت كل جُهُودها لتجعل البلد تعيش في صراعاتٍ مُستمرةٍ ولم تترك باباً للصراعات إلاّ وفتحته على مصراعيه، بل وصلت مرحلة قالت إنّها لن تجلس إلاّ مع من حَمَلَ السلاح، وأنّها ستفرضه بالقوة و(الما جاء بنجيبو)، فحمل السلاح كل من استطاع إليه سبيلاً حتى أنّها أصبحت لا تستطيع التوقُّف عن التفاوض فكلّما ألقى السلاح أحدهم حَمله آخرٌ.
اليوم فتحت الحكومة كل أبوابها للسلام ولكن بطريقتها هي، فالسلام عندها ليس ذاك الذي يعرفه الناس ويبني وطناً يسع الجميع تآلفاً ومَحَبّةً ومُشاركةً وحُريةً وتسامحاً وحُقُوقاً وواجبات ونكران ذات ?إلخ، بل يعني عندها البقاء تحت سُلطتها دون حُقوق وتحمُّل ظُلمها والسكوت على فسادها والانصياع لها وتصديق أكاذيبها، وهي لا تفهم أنّ السلام لا يتحقّق ما لم يشعر الناس بالأمان تجاهها هي قبل أيِّ شئ، وهي الشئ الوحيد الذي لا يؤمن، وحين لم تصل إلى السَّلام بالقوة اقترحت الحوار الوطني بديلاً ولم تستطع أن تقنع أحداً، لأنّ الحوار أيضاً تريده بطريقتها أن يوافق الناس على ما تريد، فَهَرَبَ الكَثيرون منه وانتهى على حكومة فراق أسمتها وفاقاً.
قبل أيام، رفضت الحركة الشعبية قطاع الشمال التفاوض مع الحكومة في الشأن السِّياسي، الحكومة وصفت الأمر بأنّه تكتيكٌ تُداوم عليه الحركة، وأنّها سَتتفاوض معها بغرض الوصول إلى سلامٍ شاملٍ وليس من أجل التفاوض، وقالت إنّ الباب ما زال مفتوحاً للحوار، وإنّ الحكومة ستجلس مع مَن يريد السلام حتى ولو كان شَخصاً وَاحداً، لاحظوا لهجة الحكومة، فهي لم تسأل الحركة الشعبية، لماذا حتى ولو من باب المُجاملة، بل اعتبرتها تناور وكأنّها تقول لها (على كيفك)، وفِي نَفس الوقت تدعو أفرادها للانشقاق وتَعدهم بأنّها سَتُفاوضهم، وقطعاً ستُلبي لهم مَطالبهم التي غَالباً ما تكون شَخصية (فهي بتشرك وبتحاحي) وهذا لن يُحَقِّق سلاماً.
مُشكلة الحكومة أنّها تتعامل مع الجميع باعتبار أنّ السودان مِلْكٌ لها وحدها وهي مُضطرة أن تقبل بالآخرين، وتعتقد أنّها هي الوحيدة التي تريد السلام وتعرف مصلحة السودان، وهذا الفهم مُسيطرٌ عليها تماماً وهو ما جعلها تنسى مصالح الوطن وتُركِّز فقط في اللهث خلف إقناع الجميع بالسلام على طريقتها، ولذلك ستظل تدور في حلقة مُفرغة!
المُؤسف أن 28 سنة من عدم الاستقرار وغياب السلام لم تُغيِّر من نظرة الحكومة وطريقة تفكيرها، ولذلك لن تنجح في أن تُحقِّق سلاماً حَقيقيّاً، وعليه من الأفضل أن لا يعول الناس كَثيراً للجُلُوس إليها والتفاوض معها، فمن الأفضل أن يتّجه الجميع نحو المُواطن وتوعيته بحُقُوقه وتشجيع الحراك الجماهيري.
التيار
أنا مستغرب كيف سمحت الحكومة هذه الأيام بنشر أي مقال والملاحظ هناك مقالات فيها تجريح ونقد لاذع ما كان يسمح به بل هناك تحريض ضد الحكومة والخروج عليها فكيف ولماذا سمحت بعد النقد وانت كانت لا تلتفت له فهل تريد أن تقول هناك حرية صحافة ام انها منتظره تاريخ رفع الحصار ثم تجمع كل ما كتب وتبدأ الحمله
أنا مستغرب كيف سمحت الحكومة هذه الأيام بنشر أي مقال والملاحظ هناك مقالات فيها تجريح ونقد لاذع ما كان يسمح به بل هناك تحريض ضد الحكومة والخروج عليها فكيف ولماذا سمحت بعد النقد وانت كانت لا تلتفت له فهل تريد أن تقول هناك حرية صحافة ام انها منتظره تاريخ رفع الحصار ثم تجمع كل ما كتب وتبدأ الحمله