أخبار السودان

( بياناتك ضاعت)

الطاهر ساتي

:: يوم السبت الفائت، كتبت عن إحدى غرائب التعليم العام، وهي أن التلميذ يدرس كل فصول المرحلة الثانوية بمدرسة، ولكن يتفاجأ – بعد امتحان الشهادة السودانية- بأنه تخرج في مدرسة أخرى لم يدرس فيها وربما لم يسمع بها..وهذه ظاهرة في التعليم العام، ومراد بها رفع نسبة النجاح بمدارس على حساب مدارس آخرى وذلك بتوزيع التلاميذ المتفوقين – عند الامتحان – في مدارس لم يدرسوا فيها، وهي وسيلة غير أخلاقية و (لا تربوية)، ولكنها إحدى محن التعليم العام في بلادنا.. والمؤسف للغاية هو أن إدارات المدارس هي التي تقف وراء هذا ( الغش)..!!

:: وهذه إحدى محن التعليم العالي .. فالطالب ابراهيم عبد الرازق دفع الله، التحق بكلية الهندسة بجامعة الخرطوم، هندسة حاسوب الدفعة (16)، وتخرج فيها في ( العام 2005) ..واحتفلت به كليته وأقامت له – ولكل الدفعة – كرنفال الخريج السابع، وأهدته – في أجواء أنغام الموسيقى وزغاريد الأسرة والأهل – شهادة تقدير فيها أحلى الأماني بحياة سعيدة.. وبعد إنتهاء حفل التخريج واكتمال فرح الأسرة، تقدم الخريج ابراهيم عبد الرازق إلى كليته بطلب إستخراج شهادته الجامعية ليعمل بها أو يواصل بها مراحل التعليم الأخرى..وكان الرد المفاجئ – والصادم – على طلبه : ( آسفين، بياناتك ضاعت)..!!

:: هكذا الرد، منذ عام التخريج – 2005- وإلى يومنا هذا.. يخاطب عميد الكلية، ولا يجد غير هذا الرد، فيخاطب المسجل ليؤكد (رد العميد)، فيخاطب المدير ليحوله إلى (العميد والمسجل)، منذ تسع سنوات.. طلبات هذا الخريج وخطابات أسرته و ردود الجامعة والكلية بسعة ( ثلاث صحف تقريبا)، وكلها تلف وتدور حول الإهمال الناطق بعبارة ( بياناتك ضاعت)..والمدهش في أمر الخريج ابراهيم ، يمده الساده بالجامعة والكلية والمسجل – عند اللزوم – بإفادات تؤكد انه درس وتخرج في جامعتهم وكليتهم، ولكن حين يطلب الشهادة يمدوه بما يفيد بان ( بياناتك ضاعت)..!!

:: ( بياناتك ضاعت)، لامبالاة إدارية بمؤسسة تعليمية حرمت هذا الشاب الخريج من مواصلة دراسته، فالتسع سنوات ? عمر رحلة البحث عن شهادته – تكفي لنيل (الدكتوراة)، ولكن أهدرها الشاب في دهاليز إدارة عاجزة حتى عن حفظ بيانات طلابها..( بياناتك ضاعت)، فشل إداري حرم هذا الشاب الخريج من فرص التوظيف والترقيات في الخدمة العامة – أوالقطاع الخاص – طوال التسعة أعوام الفائتة.. ( بياناتك ضاعت)، لامسؤولية إدارية أضاعت تضحيات أسرة صبرت على تكاليف دراسة ابنها وإنتظرت موسم الحصاد ولم تجن من كل سنوات الصبر والتضحية غير ( هذه المأساة)..من المسؤول عما حدث لهذا الشاب وأسرته؟، وكيف يجب أن يُحاسب؟.. عفواً، تناسيت أن الحدث في السودان، وأن مصطلح من شاكلة ( مسؤول أومحاسبة)، للمجاز و ليس ( حقيقة)، ولذلك يحدث للجميع ما حدث لهذا الشاب.. نعم، تختلف أنواع الفشل والعجز في الخدمة العامة، ولكن الضحية دائماً ( مواطن سوداني)..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. نفس المشكله حدثت لى فى السنه الثالثه عندما حضرت للجامعه لاستخراج شهادتى واذا بى اتفاجاء بالموظف يخبرنى بعد تفحصه لجهز الكمبيوتر االذى امامه بانى راسب فى ماده التكاليف ويجب على الانتظار لامتحن مره اخرى اخرى

  2. تحية طيبة يااستاذ … نفس هذا الموقف حصل لاحد من اهلي وكان يدرس في جامعة النيلين وبعد التخرج اخبروه بان بياناته ضاعت … المهم في نهاية المطاف بعد امشي وتعال كل الاساتذة شهدو له بانه كان طالب في الجامعة وتم استخراج الشهادة له

    والسبب كان كيد سياسي لانه كان ينتمي لحزب معارض للحكومة … ف احتمال الزول دا كان ينتمي لحزب معارض .. والكيزان عملو عملتهم في ملفاته

    واقول له عليك بقول (حسبي الله ونعم الوكيل) دائماً وسوف تصل لبر الامان من هذا الظلم

  3. ابحثوا عن عصابات ومليشيات المؤتمر الوطني المزروعة داخل الجامعات فهي مسئولة عن كل الجرائم والمكايدات التي تحدث داخل دهاليز مؤسسات التعليم

  4. كان أفضل العمل اليدوي و الله في السودان ، تقنية المعلومات دي عالم غير عالم السودان صدقوني ، بدل تسهيل و حفظ المعلومات أصبح العكس ، لأن العاملين عليها متهجمين ساكت ـ تلقى واحد بطبظ بكبسة زر أضاع بيانات الراجل و لا (backup) و لا يحزنون للمعلومات ناهيك عن إمكانية الإسترجاع ، و المصيبة أن الراجل خريج هندسة حاسوب ، و الله دي كارثة ، تصوروا انا الكتبت التعليق دى مادرست حاسوب يوم واحد ، كله بالتجارب و الإحتكاك و الممارسة ، حسبي الله و نعم الوكيل فيكم يا الكيزان ، مسكتو مصاير الناس لجهلة و مفترين بحجة التمكين ، حسبي الله عليكم .

  5. فى حالة ضياع اى اوراق امتحان او بيانات تقوم المدرسة او الكلية باستخراج شهادة بمتوسط مستواه فى السابقة للتخرج جامعة ان هذا الطالب رفع دعوة قضائية وكان للجامعة ان تجعله يمتحن مع الدفعة اللاحقة بدل ان يضيع وقته

  6. “بكلية الهندسة بجامعة الخرطوم، هندسة حاسوب الدفعة (16)”

    التحيه استاذ الطاهر
    لم نسمع قبلا بهذا القسم. هل هنالك قسم هندسه حاسوب في كليه الهندسه بجامعه الخرطوم (بل والدفعه 16)؟
    ارجو التاكد او التاكيد وشكرا

  7. عزيزي:
    إبراهيم عبدالرازق دفع الله المكلوم….
    والله ما عارف أقول شنو لكن ربنا يجيرك في مصيبتك وحسبي الله ونعم الوكيل. .

  8. من حق هذا الطالب و من واجب الجامعة أن يتسلم شهادته و ضياع البيانات فى جامعة مثل الخرطوم فضيحة كبرى خاصة و الجامعة تدرس أمن المعلومات فلماذا غاب عنها فكرة الbackup رغم بساطتهاالأمر ليس صعبا على الإطلاق حتى لو تم اللجوء إلى كراسات الإجابة التى عادة ما يتم الإحتفاظ بها لفترات طويلة كما أن النتيجة التى تتم إجازاتها بواسطة مجلس الأساتذة يفترض أن تكون قد تنقلت كنسخة إلكترونية بين أكثر من مكتب و يمكن للطالب أن يلجأ للقانون حتى تلزم الجامعة باستخراج الشهادة و يقول المثل السودانى “الأمر الهين بيضيع الحق البين” فأنا أتعجب من هذا الطالب الذى ترك حقه كل هذه المدة

  9. لقد هدمتم بالطاهر ساتي بالتمكين كل ما عرف عن المواطنة و الحقوق و القانون.
    لا توجد جهة يشتكي اليها امثال هؤلاء لان الدولة بمفهومها العريض قد ذابت في شخوص الحركة الاسلامية.

    لم تتحسروا على ضياع ثلث الوطن

  10. اذا حقا بياناته ضاعت ما يكتبوا بيانتاته فالطالب بيكون معروف من قبل

    الاساتذة والطلاب وحتي العمال في الجامعة خلال سنوات الدراسة يعني بالعربي

    دي ما حجة اطلاقا الا اذا كاتبين عنه تقرير امني وقاصدين يحرموه من الشهادة

    الشخص بيضيع جوازه وبيستخرج جواز اخر وبيضيع جنسيته وبيستخرج جنسية تانية

    اثبات البيانات الشخصية من اسهل الامور في كل دول العالم ونتائجه في الجامعة

    بالتاكيد موجودة ومستحيل تضيع الا بفعل فاعل يعدموا اوراقه وحتي اذا حدث هذا

    الاساتذة الدرسوه موجودين وممكن يعملوا اعادة تقييم ومن حق الطالب يشتكي

    ويطلب تعويض كمان ولكن الظاهر الموضوع فيه انومستحيل الطالب ما يكون عارف

    حقوقه

  11. رغم قناعتي بتراجع مستوى القضاء والقضاة السودانيين ولكن اعتقد كان عليه أن يلجأ الى القضاء يطالب المحكمة ان تتخذ الأجراء المناسب اضافة الى التعويض عن ما اهدره من وقت ومال وما فاته من فرص وكسب واترح ان يبحث له عن محامي ممتاز بس ما كوز وانا واثقة من انه سيجد من يقف معه من المحامين الوطنيين

  12. من أبجديات العمل الصحفي هو كشف الحقائق و تمليكها الى المواطن. كل ما كتب في هذا المقال ليس له علاقة بجامعة الخرطوم-كلية الهندسة. و أكتب هذا التعليق بصفتي نائب عميد كلية الهندسة-جامعة الخرطوم. و اعتبر هذا المقال من ضمن المخططات التي تعمل للحض من جامعة الخرطوم و العاملين بها.

    في بداية الأمر بحثت عن هذا الطالب و النتيجة انه لم يدرس بكليتي
    ثانيا: كلية الهندسة ليس بها تخصص هندسة حاسوب
    ثالثا: كلية الهندسة لا تتعامل مع خريجيها برقم الدفعة.
    رابعا: كل مستندات خريجي الكلية منذ منتصف القرن السابق متواجدة بالكلية.
    و… ….و…..

    كل هذه المعلومات إذا طلبها هذا الصحفي “المرموق” قبل كتابته هذا امقال المشين للجامعة و الكلية، كنت اعطيتها اليه لكي تساعده في مهنته “الشريفة” ووفقك الله فيها.

    و أخيرا صدق المثل بيقول : ” العيار الما يصيب يدوش”

    د. علي سيوري
    كلية الهندسة
    جامعة الخرطوم

  13. بسم الله الرحمن الرحيم “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا” صدق الله العظيم.

    من أبجديات العمل الصحفي هو كشف الحقائق و تمليكها الى المواطن. كل ما كتب في هذا المقال ليس له علاقة بجامعة الخرطوم-كلية الهندسة. و أكتب هذا التعليق بصفتي نائب عميد كلية الهندسة-جامعة الخرطوم. و اعتبر هذا المقال من ضمن المخططات التي تعمل للحض من جامعة الخرطوم و العاملين بها.

    في بداية الأمر بحثت عن هذا الطالب و النتيجة انه لم يدرس بكليتي
    ثانيا: كلية الهندسة ليس بها تخصص هندسة حاسوب
    ثالثا: كلية الهندسة لا تتعامل مع خريجيها برقم الدفعة.
    رابعا: كل مستندات خريجي الكلية منذ منتصف القرن السابق متواجدة بالكلية.
    و… ….و…..

    كل هذه المعلومات إذا طلبها هذا الصحفي “المرموق” قبل كتابته هذا امقال المشين للجامعة و الكلية، كنت اعطيتها اليه لكي تساعده في مهنته “الشريفة” ووفقك الله فيها.

    و أخيرا صدق المثل بيقول : ” العيار الما يصيب يدوش”

    د. علي سيوري
    كلية الهندسة
    جامعة الخرطوم

  14. شئي غير معقول. كيف تضيع بيانات طالب خريج؟ و ما ذنب هذا الخريج لتضيع منه تسعة سنين بسبب فقدان بياناته.
    الموضوع واحد من إثنين : إما يكون هناك إستهتار في الكلية التي تخرج فيها هذا الطالب و إما يكون في الموضوع أمر آخر.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..