أخبار السودان

لحكومة الخرطوم ..غلاب التحدي .. وتراكم الأحلام !

بعد طول إنتظار وترقب خارج فرضية حدوث اية عناصر مفاجئة لتغيير يذكر .. أعلن والي الخرطوم الجديد الجنرال عبد الرحيم حكومة ولايته التى تشكل ثلث السودان من حيث التكدس الديموغرافي داخل رقعة جغرافية تختنق قنوات ومواعين خدماتها الحيوية الى درجة الإنفجار في معدة أنابيب و مصارف مياهها وتناثر أطنان القمامة في شوارعها البائسة وتقطع أنفاس ما تحمله أسلاك طاقتها العشوائية فضلا عن بقية الضوائق المعيشية و الغلاء الطاحن الذي تقع فيه بين قطبي رحى الفقر و التضخم الفئة الغالبة عدداً والتي جاءت هرباً من رمضاء الريف الطارد الى جحيم العاصمة الحارق
!
فحكم الخرطوم لا يشكل تحدٍ لواليها وحكومتها فحسب .. بل هو التحدي الأكبر لآلة الدولة كلها .. فهي ليست عاصمة ككل العواصم التي تتمايز فيها معالم الصورة الحضرية الواضحة عن السمات الريفية التي نقلت كل ثقافاتها وعاداتها وملامحها وقد غطت لاسيما في الأطراف والتخوم بل وفي ربكة الوسط على كل قسمات المدن في شكلها المطلق !
لا أحد ينكر على أي مواطن أن يرتاد عاصمة بلاده عملا وإقامة طالما أنه لم يجد في مسقط راسه ما يحفظ له كرامة عيشه !
لكن ذلك يتطلب أن تواجهه الدولة بالخطط اللازمة التي تواكب هذا التوسع في مساحات البناء و التدافع في أعداد الحالمين بجنة المدينة المفقودة في ديارهم ولم يجدوها قريبا من النيلين .. فعطشوا وهم متبطحين عند شواطئها وجاعوا و هم يتوسدون خضر تها ولم يجدوا علاجاً عند ظلال مشافيها أو ينعموا بتعليم تقلصت فرصه خلف اسوار مرافقها المتهالكة !
فما نيل المطالب بالتمني يا والي الخرطوم ولكن يؤخذ الحكم غلابا .. سهراً وإجتهاداً وتفكراً بوضع الخطط المدروسة وتحديد المدى الزمني لكل مشروع يمثل معضلة أو يشكل حلاً بالإستعانة تغييراً باهل الكفاءة المخلصين لا تكراراً لجماعة المصالح المنتفعين والمستفزين للشعور العام !
فما عددته من إنجازات إعتبرتها معجزات خلال ربع قرن من تعاقب الولاة الذين سبقوك هو أرقام متواضعة إنجزتها حكومات دول اقل موارداً و أقصر تاريخاً على مستوى الوطن كله في ربع هذه المدة بعيداً عن التجريب والتخبط و نقصان البناء أو عدم بلوغ الهدف .. وما طرحته من طموحات هي اضعاف ما أنجز خلال عمر حكمكم الشائخ .. يصبح محض أمانٍ ليست عذبة قياساً الى ما تبقى من زمن المباراة الفاترة وأنت تحلم فيه بتحقيق الهدف الذهبي !
توسيع قاعدة المشاركة الحقيقية تمثيلا لكل قطاعات الشعب دون تحيز لعقيدة سياسية بعينها أو شريحة إجتماعية لحالها في بناء الوطن كله وليس العاصمة فحسب وعلى قناعة أن الفشل لا يقود إلا الى المزيد من الفشل .. هو المخرج الأوسع لمشاكل البلاد وليس مشاركة الترضيات التي تشبه إدخال الأيد النظيفة في جراب الدقيق .. لتتساوي في التلوث مع تلك التي عاثت و عاست في عجين الخبز حتى فسد ولم يعد صالحاً لإعلاف الدواب ناهيك عن إقامة أود البشر! !
فمن يحكم الخرطوم .. قد حكم السودان .. ومن تتعثر خطاه في مطبات دروبها الوعرة .. قد يسقط معه الوطن باكمله في قادم الأيام التي يظن المترفعون بعيداً عن دائرة المعاناة بانها براحات الفرج للضيق الذي طال ولم يحسوه إلا مجازاً في تجشوء الخطب ..!
بينما الذين يحترقون في الدائرة اللاهبة ويعيشون الصورة من داخل أوجاعها.. فهم يتغنون مع الشاعر القائل .. أندب حظي أم امالي .. دهري قصدني مالو ومالي !
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. كلام جميل وارد عليك بقول الشاعر :

    لقد اسمعت لو ناديت حيا …
    ولكن لا حـياة لمن تنادي …
    ولو نارا نفختها اضاءت …
    ولكن انت تنفخ في التراب …

    استاذي العزيز الناس تتقدم وتتطور السؤال هو من الذي اوصلنا لهذه المرحلة

    ولكن لا نقـول إلا ما يرضـــي ربــنا ( إنا لله وإنا اليه راجعــون ) …..

  2. كلام جميل وارد عليك بقول الشاعر :

    لقد اسمعت لو ناديت حيا …
    ولكن لا حـياة لمن تنادي …
    ولو نارا نفختها اضاءت …
    ولكن انت تنفخ في التراب …

    استاذي العزيز الناس تتقدم وتتطور السؤال هو من الذي اوصلنا لهذه المرحلة

    ولكن لا نقـول إلا ما يرضـــي ربــنا ( إنا لله وإنا اليه راجعــون ) …..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..