مابين حانا .. المركزي..ومانا الولائي ..!

تقول الحكاية أن رجلاً تزوج بأخرى شابة على زوجته الكبيرة نسبياً وحيث أنه كان يطلق لحية إختلط فيها أسود الشعر بأشيبه .. فقد كانت الزوجة القديمة واسمها حانا تقوم بنتف الشعيرات السوداء بدعوى أن في بياض اللحية وقار .. بينما كانت الأمورة الصغرى وهي الست مانا تتولى الشيب بالإزالة لتشعر زوجها الحبيب أنه لا زال شاباً ولاتليق به اللحية البيضاء ..حتى لحقت لحيته أمات طه .. فأطلق قولته الشهيرة .. بين حانا ومانا ضاعت لحانا التي صارت مثلا بين الناس !
وهوحال دولة الإنقاذ التي شربكت ما بين أذيال الإتحادي والولائي في كثيرمن ضروب ومرافق الخدمات دون دراسة متأنية مما جعل الكل يشد في الإتجاه المعاكس للآخر ويتعالى صراخ التبروء عن المسئؤلية بتبادل إتهامات القصور والقاءعبارات اللوم ..ولعل ما حدث بين وزارتي الصحة الإتحادية والولائية بالخرطوم إبان هجمة الإسهالات المائية الأخير خير مثال .. وقس على ذلك من فجوات سقطت فيها الكثير من المصالح العامة والحيوية في حياة الناس نتيجة توخي سياسات عجولة أثقلت المركز و الولايات بجيوش من الكوادر غير الفاعلة بل و ليست ضرورية من الأساس لانها تزيد من إنهاك الميزانية وتصبح مصروفاتها البذخية التي يستاثر بها الدستوريون و حاشياتهم المترهلة على حساب ضرورات المواطن المُلحة !
لا تكتمل صورة الحكم اللا مركزي في إطارها المحدد بالخطط إلا بأن يكون كل إقليم قادرا بالحد المعقول على إدارة شئؤنه إداريا وماليا وخدمياً دون الحاجة للجوء الى المركزإلا في الحالات القصوى من الحاجة الماسة كالكوارث الطبيعية العابرة أو الجفاف أوخلاف ذلك من العوامل التي تؤثر في دولاب الإنتاج المحلي له !
وإلا يصبح الحكم اللا مركزي تشتيتاً للكرة بعيداً عن المركز وتخلصاً منها ولكن لترتد الى مرماه بالخسارة بدلاً عن استثمارها في موضع التهديف الصحيح الذي يحقق النصر على المركزية التي تدفع بالناس للتكوم ككتلة بشريةغير منتجة في عاصمةالبلاد بحثاً عن الفردوس المفقود الذي إحتله التبطل الحكومي وقام المدعوالفساد بتكملة بقية الواجب ..عداهما العيب !
[email][email protected][/email]