رأسان في طاقية …!

من الواضح جداً أن حالة الإستقطاب الحادة لم تعد ناراً تحت صفيح الخلافات حول أحقية تسيير دفة الحكم الإنقاذي في بحور تخبطه المتلاطمة مابين دولة حزب المؤتمر الوطني التي سلبتها رياح الفساد وأياد الشد والجذب داخل أجهزتها والإنقسامات ما بقيّ في جسدها الواهن من أسمال رثة وبالية من جانب ، ومن جانب آخر محاولات الأجهزة الأمنية إحكام قبضتها على مفاصل السلطة بعد إنتزاعها تدريجياً سواء على مستوى المركز أو العمليات الحربية في الأطراف الملتهبة الجراح بالقدر الذي جعل دور القوات المسلحة يتراجع خلف صفوف الأمنية المدللة التي بات مجرد الإشارة اليها بغير المسمى الذي أطلق عليها يعتبر تجاوزاً لماسميّ بالخطوط الحمراء التي تقود متعديها الى السجن مثلما حدث للسيد الصادق المهدي والسيد ابراهيم الشيخ !
ولعل إعتقال الشابة مريم إسحق من قبل أجهزة الأمن وهي تهم بمغادرة البلاد بعد إطلاق سراحها بواسطة ما وصف بالقضاء المستقل ، ربما يمثل ذروة حالة الإستقطاب تلك ، إذ أن أجهزة الأمن ذات السطوة التي أضحت فوق كل السلطات تعتبر أن إطلاق الفتاة بتلك الصورة فيه إنهزام بائن للحكومة تجاه الضغوط الخارجية التي مورست عليها في هذا الصدد وإن كان ذلك التراجع عن الحكم على الفتاة قد تم في لبوس الذرائع القانونية التي يبدو أن الأمن هو أكثر العارفين بعدم صحة طول يدها في القرار ، بقدرما هو كان قراراً سياسياً بالدرجة الأولى !
بالطبع لن يطول إحتجاز مريم وزوجها وأطفالها أو منعهم من السفر طالما أن تلك الجهات الخارجية ستظل تضغط على حكومتنا الى أن يغادروا الى الجهة التي يرغبون في الذهاب اليها !
والذي فعلة الأمن تجاههم ماهو إلا محاولة يائسة القصد منها لملمة بقية الكرامة المهدرة بانكسار حكومتنا وبالتالي ستمارس تلك الأجهزة نوعاً من الإرهاب على مريم لشراء صمتها وهي التي في جعبتها الكثير ممايمكن إستثماره إعلامياً ومعنوياً بالقدر الذي سيفضح الكثير من الجوانب الخفية في قضيتها التي إن هي غادرت بها الحدود لن تستر رأسي الحكم المتنافرين طاقية التظاهر بتماسك أجهزة الحكم المزعومة مهما حاولا شدها .. ويا خبر بفلوس !
bargawibargawi@yahoo>com

تعليق واحد

  1. السلام عليكم أستاذنا برقاوي
    مثلما كان متوقعا أطلق سراح مريم بعد الحكم باعدامها،، والآن بعد اعتقالها مجددا تتوقع أنت وأنا وجميع القراء بل وجميع أهل السودان وغيرهم من بلدان العالم الأخرى أن حكومة الدولة الرسالية الخائبة سوف تطلق سراحها مرة أخرى لأن موضوع مريم أضحى بيد الامريكان والأوروبيين ، ديل ما عندهم كرامة يا أستاذ ومستعدين يسجدوا تحت أقدام أي خواجة إذا ضمن لهم أن يظلوا في الحكم ، بس فالحين فينا نحنا

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..