تحالفات دول الجوار للتحكم في ثورة السودان

أسامة ضي النعيم
تقودها مصر، سلسلة تحالفات مع دول عديدة تهدف الي احتواء البوابة الجنوبية لمصر أو أرض السودان ، البوابة الجنوبية كما هي قناعة حكام مصر ، يحرسها بواب كما يحرس باب عمارة في الدقي ، الهدف ضمان تدفق مياه النيل وامدادات الرجال الاشداء للجندية وجلب الذهب والحاصلات الزراعية والثروة الحيوانية من أرض السودان ، أهداف تحققت حينا من الدهر عبر التأريخ ثم تتسرب من القبضة المصرية بفعل المقاومة السودانية ولا تفتر المحاولات لتعود.
يحدثنا الشيخ قوقل عبر صفحاته عن محاولات مصر للتحكم في البوابة الجنوبية ، قفزا علي تلك الحقب ولسهولة المتابعة يمكن البدء مع حكم محمد علي باشا ، أراد أن يوسع حكمه وتأمين الحدود الجنوبية لمصر، وأرسل وفدا يحمل في ظاهره الصداقة والمودة الي سلطان الفونج في عام 1813م، وكانت مهمة الوفد استقصاء الحقائق عن الوضع السياسي ، الاجتماعي ، الاقتصادي والحربي. وقد حمل الوفد هدايا الي السلطان تقدر قيمتها ب 4 ألف ريال (بالعملة السائدة آنذاك في السودان) ، فرد السلطان الهدية بما يتناسب ورغبات الباشا ولكن أهم ما حمله الوفد في طريق عودته كانت التقارير التي تفيد ضعف السلطة. بعد عودة الوفد المصري التركي الذى أرسله محمد علي باشا ، ما لبث أن قدم الي مصر الشيخ بشيرود عقيد من قرية أم الطيورقرب عطبرة في عام 1816م وطلب من محمد علي باشا أن يعينه علي خصمه ملك الجعليين الذى أقصاه من مشيخته ، أعتقد الشيخ أن الباشا سيساعده فأبقاه الباشا وأكرم وفادته حتي أعد العدة لفتح السودان وأرسل الشيخ ود عقيد مع الجيش سنة 1820م ، ثم عينه شيخا علي شندي في آخر الامربعد نزوح المك نمر الي الحبشة . وأرسل محمد علي أيضا جيشا آخر الي سلطنة الفور ليستولي علي كردفان ودارفور. وبحلول عام 1821م استسلم الفونج وسلطان دارفور، وأصبح السودان النيلي من النوبة الي التلال الاثيوبية ومن نهر عطبرة الي دارفور جزءا من امبراطورية محمد علي باشا. دخلت حفبة التحكم المصري علي السودان في هذه الفترة مضابط التأريخ بعنوان الحكم المصري التركي أو التركية (1821-1885م).
ويواصل الحاج قوقل ليمدنا بفترة التحكم المصرية الثانية علي البوابة الجنوبية (1899-1955م) في التأريخ الحديث . وقعت مصر وبريطانيا اتفاقية الحكم الثنائى للسودان في 19يناير1899م ، وقد وقع الاتفاقية من الجانب المصري بطرس باشا غالي ناظر خارجية مصرومن الجانب البريطاني اللورد كرومر. وهكذا تم تقاسم السيادة علي السودان بين الخديوي والتاج البريطاني،وتم رفع العلمين المصري والبريطاني جنبا الي جنب حتى يناير 1956م.
تحالف اليوم (2019- ؟) يجري بين مصر وبعض دول الخليج ، تصاعدت وتيرة التحكم بصورة سافرة وكان فض الاعتصام أمام القيادة وجهها القبيح ، ولله الحمد فان ثورة ديسمبر 2018م موجات سلمية تعلو وتهبط أو كما تقول الفرنجة (Revolution on the making ). لم تصل الي مرحلة قفل القوس وهي عصية علي التدجين ، لذا تتكالب دول الجوار لاعادة السودان الي عهد الانقاذ ، الهدف هو ابقاء السودان مستودعا للخامات الزراعية والثروة الحيوانية ومنجما يضخ الذهب والمعادن والاهم معبرا للمياه ، فوق ذلك اعداد الرجال الاشداء للقتال هنا وهناك بعدما منعت مصر السادات مشاركة بنيها في حروب الوكالة.
على خطى الشيخ بشير ود عقيد يزور البرهان الجناب العالى المصري ، يطلب عونا ترياقا مضادا للثورة وقاتلا للثوار أكثر فاعلية ، اعادة المارد السوداني الثائرالي القمقم من حيث خرج وتثبيت الغطاء وحراسته بالحلفاء من دول الخليج يتقدمهم فرعون مصربارث المقال الاشهر (ما أُريكم الا ما أرى) ويحاكي في مشيته ذاك المليك العريان.
وتقبلوا أطيب تحياتي.
جنجويدي مرتزق
استاذ أسامة ضى النعيم كل ما ذكرت صحيح وهو وقائع وانا متأكد ان 70% من الشعب السودانى يدرك ذلك ولكن زرعت فيهم الحكومة السابقية الأنانية وحب السلطة ونزعت منهم حب الوطن والايمان بقدرة الله فتبعوا أقوال الطامعين فى بلادهم
أعتقد ما في داعي للإساءة لأي دولة مهما كانت فهي في النهاية تبحث عن مصالحها وهذا شيء مشروع في العلاقات الدولية. ولكن السؤال لماذا عجزت أنت في 66 عاما عن أن تعمل لمصلحة بلدك. لا تلومن إلا نفسك. إذا لم تشرك جيرانك في مشاكل بيتك الداخلية أكيد سوف لن يتدخل الجيران من تلقاء أنفسهم. ده كلام ناس عاجزين وفاشلين كيف تلوم الآخرين وأنت من أتحت لهم الفرصة. طيب الآن أسياس أفورقي عايز يعمل مؤتمر في أسمراء لأطراف سودانية وأنت لسع تتكلم لي في حقبة الإستعمارز خلونا نعترف أننا لا نتسحق هذا البلد الجميل وأقول لها لك بصراحة إذا فرط الشباب في ثورتهم وتنازلوا عنها لهؤلاء السياسيين العطالى فإن مصير السودان أن يتم ابتلاعه بواسطة مصر وأثيوبيا وتشاد وارتريا وحتى جنوب السودان.
بديهي أن كل الدول تسعى وراء مصالحها وليس في ذلك عيب لكن العيب أن يصر بعض أبناء البلد على الحكم دون أن يتوافقوا مع إخوانهم في الوطن.