تلك الشجرة

تلك الشجرة-

قصة قصيرة ا

محمد سليمان الفكي
[email protected]

قال الأول:
– “إن نحن داهمنا إبل بني رباح لما مسنا الفقر دهرنا.
قال الثاني:
– “لنأخذنها إن خرج معنا الناصر.”
قال الآخر:
– ” كدأبه ينتصر.”
قال الناصر:
– ” إن في عين كل منكم لخوف أو نكوص.”
قالوا:
– “حاشانا أفإن طلبناك معنا جبنا؟”
قال:
– ” يدكم في يدي.”
قالوا:
– “يدنا في يدك.”
قال :
– ” موعدنا من الفجر أوله.”
ونهض فسار صوب خيمته تنتظره حبيبته.
………….
قالت :
– ” الحب عرفناه شقاء وفرقة.”
قال:
– ” تالله ما غزوت يوما إلا من أجلك ْ.”
قالت:
– “حسبي أنت والخيمة والمعزات.”
قال:
– ” والمجد لك.”
قالت:
– ” أو هو في نزوحك شرقا وغربا وفخذيك يفسخهما السرح و…
قال:
– ” ذريني أكثر حاسديك وأرفع لي ولك اسما.”
قالت:
– “تالله إني أرى ما لا ترى.”
قال :
– “ماذا ترين؟ لترين…”
قالت:
– “لتكونن التائه مني والقتيل.”
قال :
– “لأخرجن بالرجال ولأجلبن مراحا يسد عين الشمس.”
قالت:
– ” أو كلهم رجل ؟”
فتنهد ثم حملق بعيدا ثم قال:
– “بلى.”
…..
أغبر وحار هذا النهار. تالله لقد أصابت ! فرّوا جميعهم وتركوك وحدك. لا مناص. أمامك قدرمن الحياة فتجلد ، ربما ساعة أو بعض ساعة وبهذه الطعنة القاتلة. هيا تجلد وقم . ستموت هناك تحت ظل تلك الشجرةالنابتة على كتف الجبل وستذكر وجهها . وتحسس خشبة الحربة المغروس نصلها في كبده فكسرها كي لا يتدفق الدم ثم همس متمتما متأوها:” نعم فثمة طريق من هنا حتى تلك الشجرة.”

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..