مقالات وآراء

تصريحات البرهان العنترية

 

من الآخر

أسماء جمعة

ما زالت تصريحات رئيس الحكومة الانقلابية عبد الفتاح البرهان التي أطلقها قبل ثلاثة ايام عن دمج الدعم السريع في الجيش، محل نقاش بين الناس يتساءلون عن سبب انقلابه على الدعم السريع وقبول فكرة الدمج، وهو الذي لم يكن يقبلها وينبري شخصيا للدفاع عنها شخصيا كلما طالب بها الناس معززا من ضرورة وجوده، ولأول مرة يخالف نفسه ويشدد باصرار على عملية الدمج، لدرجة انه قال إنها الفيصل بينهم وبين الاطاري، بل وقال مهددا الدعم السريع  ان الجيش لا يخاف من اي جهة، والكل يعلم ان الجيش لا يعمل حساب الا للدعم السريع، كذلك اشترط دمج جيوش الحركات المسلحة لكنه لم يشدد  على الامر  كما فعل مع الدعم السريع لانه أصبح أكثر ارتباطا بها لكنها لن تنفعه أيضا.
السؤال الذي يطرح نفسه هنا  لماذا صرح البرهان بهذه التصريحات بالرغم من أن دقلو أعلن تايده للاتفاق الاطاري وموافقته على دمج الدعم السريع في الجيش سلفا؟ ومالرسالة التي يريد ايصالها له بأن الجيش لا يخافه؟ وهل هذا صحيح فالجيش ما زال هو الجيش (لم يكرب قاشه بعد) ولم يقم باية إجراءات تدل على إنه أصبح قويا، كذلك ما زال متحالفا مع عصابات الحركات ويعمل جاهدا على افشال التحول الديمقراطي بكل الطرق والوسائل، وما زال انقلابيا لا يؤمن بالحرية والسلام والعدالة ومتعلقا بالسلطة.
كل الناس فهمت من تصريحات البرهان  انها تصب في اتجاه  تصفية حسابات ظل يجمعها لدقلو،ولم  يصدق أن هناك بند في الاطاري يتحدث عن دمج الدعم السريع في الجيش والتزم به دقلو،فأستغل الفرصة وقرر أن يفرد عضلاته أمامه، ولكن بعد كل هذا فإن ما قاله البرهان  لا يعني أنه  ملتزم شخصيا بالاطاري فهو فقط يستثمر اللحظة دون أن يفكر في العواقب كما تعود، وهو يقول كلامه هذا ولا يدري ما الذي سينتج عنه.
اعتقد انه من المفيد أن يهدأ البرهان ويتحلى بالحكمة ولا داعي لعنتريةو التصريحات الوهمية، فهو لا يمكنه هزيمة الدعم السريع الذي اصبح قوة ضاريةاقوى من الجيش وهو يخاف منه مهما انكر، وبما أن دقلو ايد الاتفاق الاطاري ووافق على دمج الدعم السريع، فيجب أن يحترم البرهان هذا ويمضي في الامر بهدوء ويقدر موقف دقلو ولا داعي للعنصرية الكاذبة .
في الحقيقية البرهان  لا يحق له أن يغضب من الدعم السريع فما وصل اليه بفضله هو شخصيا،فحين سقط البشير وكلف بتحمل المسئولية  لم يكن يملك الشجاعة ليتحملها وحده أو حتى بالاستعانة باقراد من الجيش، فاختار قوات الدعم السريع، وهو يعلم أنه جيش موازي اسسه البشير لحمايته من الجيش الذي لم يعد  يثق فيه، وكان امام البرهان فرصة في تلك الايام لمعالجة مشكلة الدعم السريع ،ولكنه فضل التمسك به  لنفس سبب المخلوع وهو الخوف من الجيش، وفي مناسبات كثيرة ظل البرهان يمتدح الدعم السريع حتى ظننا أنه سيرث الجيش، فهل الان آمن جانب الجيش ام انها الهاشمية التي ستقوده إلى حتفه، فحين يدمج الدعم السريع والحركات في الجيش ويصبح قومي وموحد لن يكون هو الشخص المناسب لقيادته.

الديمقراطي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..