مبادرات: المشاريع المتكاملة : تعزيزاً للفوائد و المنافع

أضحي مفهوم الادارة المتكاملة للموارد سائداً في وقتنا هذا و يجد الاهتمام من العاملين و متخذي القرار، و بذات القدر و كشئ جديد قد يجد المعارضة و هو أمرٌ في سلوك البشر معلوم.
لماذا الادارة المتكاملة للمشاريع ؟ الاجابة كما جاءت في العنوان بسيطة و هي تتمثل في تعزيز الفوائد و المنافع من أي مشروع و إشراك أكبر عدد من المستفيدين.أما المشاريع فهي قد تكون إنتاجية للتنمية و قد تكون خدمية و قد تذهب بعيداً في مجالات البحوث العلمية أو الاجتماعية و الثقافية.إذا أردنا إجراء إحصاء للسكان في مكان ما أو علي المستوي القومي ، لماذا لا يتبعه إحصاء للحيوان ؟ في ذات الوقت أو لمعرفة الأمراض السائدة أو أعداد المهاجرين أو العايدين من الهجرة و الاغتراب و ما يقدمونه من دعم و ما يحدثون من فرق ؟ و هكذا يمكن إشراك مؤسسات أخري في هذا النشاط ? حتي لو أدي ذلك إلي زيادة التكلفة و الوقت ! طالما كان العائد منه كبيراً. كثيراً ما نسمع عن قيام مشاريع قومية في مجالات الاحصاء ،مثل مشروع حصر موارد الغابات أو مشروع الاحصاء الزراعي و تقدير أنتاجية بعض المحاصيل ، مثل الذرة و الدخن، ألم يكن من المجدي لو تكاملت الجهود؟ خاصة مع إدراكنا لشح الموارد المالية و البشرية .ولمزيد من الايضاح: إذا أردنا إجراء مشروع بحثي في الجدوي الاقتصادية لغابات الهشاب في كردفان ?لماذا لا يتبع ذلك المشروع نشاطاً في ذات الموقع لدراسة الحشرات أو النباتات و مشروعاً آخر لمعرفة العنصر اللاصق أو لتحديد الخصائص الغذائية و العلاجية للصمغ ! الأمر الذي يدعونا لضم أعضاء للفريق البحثي من جهات أخري ، مثل: أقسام النبات و الحيوان باحد الجامعات و معهد أبحاث الصمغ و مركز بحوث الأغذية و مركز البحوث و الاستشارات الصناعية…إلخ بالطبع قد تزيد التكلفة و الوقت و لكن سنعزز الفوائد و المنافع. خاصة إذا ما أردنا الحصول علي تمويل من جهات دولية ? فهي تمنح أولوية إذا ما تعددت الجهات المشاركة في أي مشروع !
مثال آخر إذا ما أردنا الاكتتاب باسهم في مشروع للانتاج الزراعي و دعوة المساهمين ?لماذا لا نوسع الخيارات لارضاء أكبر عدد من الناس ؟ إذ يرغب بعض الأفراد في تخصيص كل أرباحهم للأعمال الخيرية ،بينما يرغب آخرون في التبرع بجزء من أرباحهم لخدمات التعليم أو الصحة .و قد يفضل بعضهم بالاحتفاظ بكل أرباحهم وهو خيارهم و علينا إحترامه وهو في نهاية المطاف يساهم بشكل مباشر و غير مباشر في تعزيز فوائد المشروع بخفض التكلفة و زيادة الربحية ! أمرٌ يدركه أهل الاقتصاد و المال.قد يزعم بعضهم بأن الأمر سيكون معقداً و لكن مع إدراكنا لبرامج الكمبيوتر و تسهيلها للحسابات سيكون العمل سهلاً و سلساً. ومن هنا تأتي هذه الدعوة لتبني المقترح ، لنعمل في كافة مشاريعنا و أنشطتنا بصورة متكاملة و بما يُعزز المنافع و الفوائد.
وهنا يأتي دور الاعلام في التوعية و الارشاد .كما تضحي لإدارة المعرفة قيمة عُظمي، مما يدعونا للمبادرة لادخالها في كافة مؤسساتنا و يشكل المقترح المقدم مدخلاً مناسباً لها.
[email][email protected][/email]