مقالات سياسية

ما الذي يمنع عسكري مرور من الحصول على رشوة وهو يرى “اللواء” أمامه فاسد !!

سيف الدولة حمدناالله

? في الأصل، ليس هناك ما يجعل من المقلب الذي شربه الفريق أول عبد الرحمن محمد زين والذي يُحاكم بسببه هذه الأيام بتهمة الإحتيال والشروع في إرتكاب جريمة غسيل الأموال، ليس هناك ما يجعل من مثل هذا الموضوع قضية تستحق النظر أو أن نُهدر فيها وقتاً في مثل هذه الظروف التي يمر بها الوطن وهو يغلي وعلى وشك الإنفجار، بيد أن ملابسات القضية هي التي تخرج بها من مجرد أفعال لشخص غشيم، إلى كونها “أنموذج” يستحق البحث لحالة التردي والإنهيار الذي إنتهت إليه الوظيفة العامة في ظل هذا النظام.

? وللذين فات عليهم معرفة ما حدث في هذه القضية، لا بد من مُلخّص حتى تستقيم به متابعة الموضوع، فقد بدأت القصة بوصول معلومة إلى هذا الجنرال أثناء فترة عمله في وظيفة الأمين العام لوزارة الدفاع (وهي تعني وكيل الوزارة)، بأن هناك شخص “ليبي” يُقيم في دولة غانا يرغب في التخلص من مبلغ (5 مليار دولار) كان قد قام بتهريبها بطريق غير مشروع من ليبيا عقب سقوط القذافي، وأن الحصول على هذه الغنيمة يستلزم إستئجار طائرة خاصة علاوة على دفع أتاوة للوسطاء، فإستعان وكيل الوزارة بأحد رجال الأعمال (وهو الذي تقدّم بالشكوى فيما بعد وكان سبباً في تفجير القضية) وعرض عليه مشاركته في الغنيمة في مقابل قيامه بتمويل العملية، ثم قام الإثنان (المتهم والشاكي) فيما بعد بإشراك تاج الدين المهدي الأمين العام الأسبق لجهاز المغتربين الذي وافق على الدخول كشريك بتحمله نصيب من النفقات، على أمل أن يلهف الجميع حصيلة الكنز المُنتظر ويتقاسمونه فيما بينهم بنِسب متفاوتة.

? تم إستئجار الطائرة وأُخطِر قائدها بطبيعة وغرض الرحلة، وعند وصول الطائرة إلى غانا أدرك الشاكي ومن معه – بسبب وقائع لا قيمة لتفاصيلها – أنهم وقعوا ضحية لعصابة إحتيال، فتراجعوا عن إتمام الصفقة، ونفدوا بجلدهم عائدين إلى الخرطوم، وفي وقت لاحق طلب الشاكي من وكيل الوزارة إسترداد ما أنفقه من أموال، ولما عجز عن ذلك قام الشاكي بفتح بلاغ في مواجهته، ومن ثم كانت القضية التي تنظرها الآن المحكمة، فيما إستعوض تاج الدين المهدي الله في خسارته ولم يتقدم بشكوى وإنقلب إلى شاهد في القضية.

? في البداية، لا بد من القول بأن الذي يستعجب له المرء، أن مثل الحيلة التي وقع ضحيتها شخص مثل المتهم وهو في مقام قائد جيوش (فريق أول)، يتعرض لجنسها في اليوم الواحد مئات الملايين حول العالم عبر رسائل البريد الإلكتروني، دون أن يستجيب لها من بينهم شخص واحد لديه عقل يميز به الماعز من الحمار، فقد أضحى هذا الجنس من الحيل على درجة من الشيوع بحيث لم يعد ينطلي على أحد، فمن بين كل شخصين من رعايا دول مثل نيجيريا وغانا وسيراليون يجرّب واحد منهم يومياً حظه في الحصول على شخص ذي غفلة ليبتلع الطعم ويرسل له رقم حسابه البنكي بدعوى أن يقتسم معه ملايين الدولارات.

? على الصعيد القانوني، هناك خطأ في إجراءات هذه القضية، فالصحيح أن الذي كان عليه إختصام هؤلاء المهابيل (جميع الذين شاركوا في هذه العملية لا المتهم وحده) هو الدولة، فهذه ليست قضية خلاف مالي بين المتهم والشاكي، فمثل هذا الفعل يُشكّل في القانون ما يُقال له “الجريمة المُطلقة” Absolute Crime ، وهي الجريمة التي تتصل بالنظام العام للدولة وحماية المجتمع، حيث تتولى تحريك إجراءات المساءلة عنها حتى لو لم يتقدم المتضرر مالياً من الجريمة بشكوى، ففي عالم اليوم يعتبر غسيل الأموال من أخطر الجرائم التي تتضافر الجهود الدولية لمكافحته بإعتبار أن غسل الأموال هو منفذ التصريف الوحيد للجريمة المنظّمة التي تقوم بها عصابات الأموال والتهريب الدولي ..الخ مثل التي وقع ضحيتها وكيل وزارة الدفاع.

? في السودان هناك نصوص تعاقب جريمة غسيل الأموال، ولكنها نصوص زينة وضعها النظام ليكف بها عين العدو ويُساير بها بقية العالم، ولكن واقع الحال يقول بأن نظام الإنقاذ قد جعل من الوطن “مغسلة” كبيرة للأموال القذرة والمتحصلة عن الجرائم، فالنظام يفتح ذراعيه لكل من يجلب أموالاً بهذه الكيفية، فالذين عادوا للوطن بمثل هذه الأموال بعد أن حصلوا عليها عن طريق الغش والإحتيال على ضحايا في السعودية ودول الخليج (تُعرف هناك بجرائم التنزيل ومضاعفة الأموال)،وكذا الذين حصلوا على أموالهم بالمضاربة غير المشروعة في العملة، أو جاءوا بأموال ليس لها مصدر معروف، مثل هؤلاء أصبحوا نجوماً وأعيان، يستقبلهم رئيس الجمهورية وكبار المسئولين، ومنهم من تقلّد وسام “إبن السودان البار” وتتصدر أخبارهم الصحف ونشرات الأخبار، ويتقاسمون حصيلة تلك الجرائم مع الدولة التي تقبل منهم التبرعات وتفرض عليهم الأتاوات.

? هناك أمثلة كثيرة معروفة لهؤلاء الأثرياء “الغسّالين” الذين يعيشون بيننا اليوم عيشة الملوك، من بينهم شخص يتبوأ الآن مركز رئيس مجلس إدارة واحد من أعرق بنوك السودان، وهو رجل نصف أمّي، كان يعمل في وظيفة صبي دكان في مسقط رأسه بإحدى المدن الريفية، وقد بدأت رحلته مع الثراء بعد إنتقاله للخرطوم بتزوير خطاب بإسم سفير دولة فلسطين تحصل بموجبه على رخصة إستيراد حديد وأسمنت من الخارج، وتصرف في التصديق ببيعه لرجل أعمال معروف، وبتكرار عملية التزوير أصبح من أثرى أثرياء السودان، وهو اليوم يستطيع أن يُقابل الرئيس وهو يضع رجلاً على رجل، ويتودد إليه كبار الضباط النظاميين والوزراء والحكّام (سوف يتم الكشف عن تفاصيل هذا الموضوع في مقال لاحق).

? الواقع أنه في ظل هذا النظام، أصبحت الوظيفة العامة هي المصدر الرئيسي للثراء، ولعل في ذلك تفسير للسبب الذي يجعل وزيراً بجلحات حتى منتصف رأسه يجهش بالبكاء مثل زوجة مكلومة لمجرد فقده الوظيفة، حتى أنه جاء زمن صار هناك قضاة يعتبرون أن الإعارة إلى دول الخليج ضرباً من العقاب، فمثل هذه الوظيفة وما في حكمها يستطيع صاحبها الحصول على تأشيرة مسئول بتخصيص قطعة أرض في ساعة زمن تعود عليه ما يعجز المغترب بدول الخليج عن تحقيقه في ثلاثة عقود وهو يحمل نفس المؤهل، فكل الأثرياء الذين تراهم اليوم يعيشون في أبّهة بالقصور الفاخرة ويهدون أنجالهم البنايات والسيارات بمناسبة الزواج والتخرج هم ضباط شرطة وجيش وقضاة ووكلاء نيابة ووزراء ووكلاء وموظفين بالمحليات ..الخ.

? المشكلة التي سوف يعاني منها الوطن بعد ذهاب الانقاذ، أنه سوف يكون من العسير أن تعود للوظيفة العامة مقامها كما كانت عليه في الماضي، فالرشوة والفساد وانهيار الاخلاق سوف يبقى لقرون تلهب ظهور أجيالنا القادمة بالعار، فقبل الانقاذ كان للفساد والجريمة أهلها وللفضيلة والصلاح رجاله، وكان الفساد عار يجلب لصاحبه الاحتقار، فذابت المسافة بين الفضيلة والرزيلة وتلاشت الفوارق بينهما، فأصبح الفاسد يتقدم الناس في الصلاة ويحج البيت الحرام كل عام، ويصوم كل اثنين وخميس، وتتسع غرٌة صلاته باتساع ذمته، وصار لكل فاسد مريدين وأحباب يسبحون بحمده وينتظرون عطفه وعطاياه، فتراخى الشعور بالعيب والحرام عند الناس، وغابت القدوة التي تستلهم منها الأجيال قواعد كل مهنة، فما الذي يمنع اليوم عسكري مرور من طلب رشوة وهو يرى القصور التي يعيش فيها رؤسائه من الضباط وهو يعرف مصدر تلك الأموال !! وما الذي يمنع وكيل نيابة من محاباة خصم على آخر وأكبر رأس في النيابة (المدعي العام) ضُبط بالثابتة وهو يستولي على أراضي الدولة ويحولها لمنفعته الشخصية !! وما الذي يجعل جندي نفر يقبل على نفسه أن يذهب للقتال في حرب وهو ينتعل “سفنجة” في قدميه ويُغطي رأسه بطاقية حُجّاج وهو يعلم أن ضابط برتبة “فريق أول” متهم رئيسي في قضية غسيل أموال !!

? من حيث القانون، ليس هناك في قوانين دولة الانقاذ ما يمنع الموظف العام من ممارسة أي عمل تجاري، بخلاف ما كان عليه الحال في القوانين التي كانت سائدة قبل الإنقاذ، ففي كل القوانين التي تعاقبت على السودان ( من قانون 1925 وحتى قانون 1983 ) ظل هناك نص في قانون العقوبات يمنع الموظف العام من الإشتغال بالتجارة، وتعريف الموظف العام في القانون يضع عامل الناموس بالبلدية ورئيس الوزراء في مرتبة واحدة، وقد سبق لنا في هذا السياق الإشارة أكثر من مرة للقضية المنشورة بمجلة الأحكام القضائية والتي تحكي عمّا كان عليه الحال قبل الإنقاذ، وتتلخص القضية في ضبط موظف حكومي متلبساً بالعمل على سيارة تاكسي في وقت فراغه، وبرغم أن هذا الضرب من التجارة ليس فيه تضارب مصلحة مع الوظيفة العامة، إلاّ أن المحكمة قد توصلت إلى إدانة الموظف لاخلاله بواجباته الوظيفية بخلطها بأعمال التجارة.

?
الذين يمارسون التجارة اليوم ذوي وزراء وأصحاب مراكز رفيعة، ولا يجدون حرجاً في المجاهرة بها، فعلي كرتي ينتهز كل مناسبة ليعلن في فخر أن الثروة التي ينعم بها أصلها من تجارة الأسمنت والحديد وهو يجمع بينها وبين عمله في الوزارة، وكذا حال جلال الدقير الذي يعمل مستشاراً لرئيس الجمهورية بالنهار ثم يقوم ببيع أطقم الجلوس والسفرة في الأمسيات (بليلة هاوس)، وأمين حسن عمر صاحب مدارس (كيمبردج) .الخ.

? ثم يأتيك من يملأ رئتيه بالهواء ثم ينفخ ملئ فمه وهو يُطالب بإستمرار حكومة الإنقاذ حتى “تستكمل” نهضة وتعمير البلاد !!

سيف الدولة حمدناالله
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اقتباس(الواقع أنه في ظل هذا النظام، أصبحت الوظيفة العامة هي المصدر الرئيسي للثراء،)ىقتباس اخر من المقال(المشكلة التي سوف يعاني منها الوطن بعد ذهاب الانقاذ، أنه سوف يكون من العسير أن تعود للوظيفة العامة مقامها كما كانت عليه في الماضي، فالرشوة والفساد وانهيار الاخلاق سوف يبقى لقرون تلهب ظهور أجيالنا القادمة بالعار، فقبل الانقاذ كان للفساد والجريمة أهلها وللفضيلة والصلاح رجاله، وكان الفساد عار يجلب لصاحبه الاحتقار، فذابت المسافة بين الفضيلة والرزيلة وتلاشت الفوارق بينهما، فأصبح الفاسد يتقدم الناس في الصلاة ويحج البيت الحرام كل عام، ويصوم كل اثنين وخميس، وتتسع غرٌة صلاته باتساع ذمته، وصار لكل فاسد مريدين وأحباب يسبحون بحمده وينتظرون عطفه وعطاياه، فتراخى الشعور بالعيب والحرام عند الناس، وغابت القدوة التي تستلهم منها الأجيال قواعد كل مهنة)
    تعليق مستحق(لله درك يارجل)/والله كل يوم نتعلم منكم دروس في حب الوطن/ وشرف المهنة/ والوطنية/الا ليت شعري ان يكون امثالك هم من توكل اليهم الامانة, امانة ادارة شئون العباد/ والوظيفة العامة/الله يوفقك/ وياريت الوطن ينصلح حاله ويعرف مكانه ومقداره, فاذا نظرنا حولنا نجد الكثير من النفعيين في المنصب العام جاؤؤ بشنطة تمكنا وكانو لايملكون شئ/ واستغلوا المنصب واثروء بمايسمي الثراء الحرام, ومن اين لك هذا/الياتو /والجزمجي/ والمرضي/والوزير العلاني ,الفريق الركاتي,والمدير المرائي/والسفير الزاتي/والمرشح الكعكي/وهلما جرا من ازيال الفساد المعروفة للجميع والذين لايرغبون في مؤمن الا ولاذمة, ويعيشون فسادا وافسادا/ ويهلكون الحرث والنسل/ويظلمون فهل يعجزون الله ,كلا والف كلا(يمهل ولايهمل)/كلنا ثقة بان الحق ابلج/والنصر اتي وان طال ظلام الظلم, لابد من صنعاء وعدن العدل ات

  2. موضوع كله حقائق تدعو للأسى!! و أصدق ما فيه:”فكل الأثرياء الذين تراهم اليوم يعيشون في أبّهة بالقصور الفاخرة ويهدون أنجالهم البنايات والسيارات بمناسبة الزواج والتخرج هم ضباط شرطة وجيش وقضاة ووكلاء نيابة ووزراء ووكلاء وموظفين بالمحليات ..الخ.”!!!

  3. .

    فضيحة والله لسعادة الفريق …..

    لكن لماذا لا تذكروا اسم رجل
    الأعمال الشاكى اسوة بالسيد
    الفريق وتاج الدين المهدى؟؟؟

    .

  4. شكرا مولانا سيف الدولة على هذا المقال المعبر، لكن أظنك نسيت ماهو أكثر سوءا وفسادا من مجرد الجمع بين الوظيفة العامة والإشتغال بالتجارة، ألا وهو التضارب الصارخ في المصلحة لمن يكون وزير صحة، ليشرف على وينظم عمل المنشآت الصحية ، وفي نفس الوقت يملك مستشفي وجامعة طبية.

  5. نسيبي..الذي نزل المعاش من القوات المسلحة قبيل سنوات قليلة برتبة اللواء بعد خدمة دامت اكثر من ثلاثين عاما..كان اثناء خدمته مكرهني العيشة بالتلفونات لأحول له رسوم الجامعات والثانويات وحتى الاساس لابنائه..بالاضافة للدعم الذي يطلبه مني في شتى المناسبات “فرح او كره” كما نقول..
    **صرخت فيه مرة..بأنك ضابط عظيم.. وصدرك مليان نياشين..ومركب حاجات حُمر في لياقة القميص وفي البورية”الطاقية” والوكت كلو مطلع زيتي رسل لي رسل لي.. فانفجر ضاحكا واخبرني عن تفاهة مرتبه الذي يتقاضاه رغم تلك الرتبة والنياشين والحاجات الحُمر..فأشفقت عليه وأرسلت له المعلوم وزيادة..وقد قال لي بالحرف الواحد وأقسم بالله..انه في “موقع” لو أراد ان يبني عشرة طوابق “بالحرام” لبناها في رمشة عين..وممكن يبني لي انا ذاتي مثلها..قلت له ما بال زملاءك فلان وفلان الذين بنوا وأسسوا وأثثوا.. فقال لي ديل “حرامية”!!وسرد لي بعض حكاوي الفساد يشيب لها الرأس..شاءت الاقدار ان اكون في اجازة عندما تم ايداعه للمعاش وكان معي في منزلي وقتها..فجاءته التلفونات مباركة..مبروك يا سعادتك..مبروك يا سعادتك..بعد ان علمت الامر قلت له المفروض يكفروا ليك ام يباركوا؟ فقال لي من ينزل المعاش وهو سليم ومعافى ونظيف في هذا الزمن..المفروض يضبح تور كرامة..علما بانه لم يدبر سكن لاسرته الا بعد ان استلم مستحقات خدمته..
    ** ان الضباط الموجودين حاليا من رتبة الملازم الى الفريق مؤدلجين..لزوم “التمكين” وان محضر اجتماع البشير المسرب مع قادة القوات المسلحة نموذجا..وهناك ضباط تم استيعابهم برتبة النقيب والرائد من “قولة تيت” ووصلوا الان الى رتبة الفريق والفريق أول..وان الوظيفة العامة هي مصدر للثراء الفاحش بحسب ادبيات الكيزان.. فكم هي تلك المليارات تلك التي ضربها “الملازم غسان”…وكفى..

  6. مولانا سيف حياك اللهزوالله كلام بميزان الذهب لأنه كله حقائق وان كانت موجعة.صدقت والله يامولانا فبعد ذهاب نظام الفساد هذا يلزمنا مئات السنين للتنظيف والتلميع لهذا الوطن لكى يرجع لما قبل نظام الذل والأهان والفساد والأفساد.الله يكون فى الأجيال القادمة فالتركة ثقيلة والله يقدرهم على أعادة الأمور لنصابها الصحيح.شكرا مولانا سيف.

  7. كلام موزون واسلوب مقنع, وبمناسبة الفساد الادارى رأيت بام عينى قاضى حكم على متهم بالسجن فى قضية صك وخرج من قاعة المحكمة وركب مع محامى الشاكى سيارته وتوجها لقضاء باقى اليوم معا ذبائح وكشاتين حسب الدعوة التى وجهت للقاضى قبل انعقاد الجلسة. ليست لدى اى معرفة بقانونية خروج القاضى مع المحاميين ولكن ما انا متأكد منه تماما هنالك مصلحة للقاضى فى الحكم على ذلك المتهم.

    اما موضوع الخمسة مليارات فهذا اصلا جهل مطبق ويدل على ان الاشخاص المشاركين يجهلون ابسط مقومات الانترنت والايميلات وخصوصا الرسائل المضللةاو المبهمة او الرسائل التى ترسل والغرض منها النصب والاحتيال Electronic spamming او unsolicited messages فهذا امر مضحك ومبكى فى نفس الوقت, فليس كل بريد الكترونى يصلك صحيح.

  8. يا مولانا نحن فى عهد غابت فيه الدهشة فقد افتى احد اعضاء هيئة علماء السلطان بان ما قام به هذا الفريق اول يدخل فى باب جلب المنفعة وعمله يندرج تحت باب اجر السعى فهو وسيط ووكيل لوزير الدفاع بالنظر الذى باع الفريق عبد القادر فى سوق النخاسة الذى تم تغيير اسمه مؤخرا لسوق المواسير وهو موجود فى كل بقاع السودان وهذا السوق يبيع اى شىء يخطر على بالك فهنالك سماسرة السياسة والزواج وخلو الرجل للزواج من مراة فى عصمة راجل اخر هذا هو المشروع الحضارى الذى يريد ان يستكمل تدمير ما تبقى من اخلاق بعد ان اجهز على السودان اقتصاديا وسياسيا وامنيا واجتماعيا وثقافيا وتربويا وهاك امتحان الريان ده

  9. هل عندما اخطر وزير الدفاع الذى يراس هذه المؤسسه لايدرى انه سيمثل امام القضاء وهل ممثل الاتهام سيضع أسئلته بحيث لا تعرضه لمساءله وهل يسمح للدفاع ان يقول كلمته من أسئلته اتجاه وزير الدفاع الذى يظهر انه المتهم الثانى غسيل الأموال هذه سنة وشرعية الإنقاذو

  10. الحركة الاسلاموية اصلا ومنذ اسسها البنا عصبة نفاق هلامية قائمة على الفهلوة والنصب والاحتيال ولذلك طبيعي لما تتمكن وتسيطر على مفاصل الحكم انها تدمر ثقافة العمل والاجتهاد وتستبدلا بالفهلوة والنصب والاحتيال والكسب السريع وشيل الفطير وطير كما يقولون دون اي مقابل او مساهمة ايجابية في العملية الاقتصادية اخذ بدون عطاء على نمط حياة طفيلي بحت الكيزان عبارة عن دودة شريطية في جوف السودان

  11. كلام سديد وتصوير دقيق لأزمة الخدمة العامة مدنية كانت أو عسكرية ولذلك أصبح التعيين في الوظيفة العامة لا يكون إلا بالواسطة والمحسوبية حتى ولو كان خفير بل الخفير لم يعد أقل من المدير في إمكانية اللهط والهبر – بس إذا كان السمسار هو من أتى بالمعلومة وفكرة الإستيلاء على المبلغ فشاركه المتهم بإمكانيات الوزارة بالاضافة إلى الطيار وتاج الدين المهدي الذي دفع المبلغ والذي على مايبدو دفع جزئياً منه للطيار وفي النهاية كلهم شربوا المقلب وطلع تاج الدين وحده الخسران مع مدبر عملية الغسيل ولا أدري لماذا يطالب الفريق والذي كان سياعدهم في الغسيل بعد جلبهم للمبلغ ولكنه فشل فكيف يطالب الفريق معاش بخسارته؟ وهو في ذات الوضع الذي فيه تاج الدين المهدي ولم يشتكي وكان ممكن يفتح بلاغ في السمسار لولا أنه مشترك معه في جريمة محاولة غسل الأموال بل السمسار هو الذي نصب عليهم جميعاً ولكن الفريق معاش لم يخسر شيئاً – وعندما أحجم تاج الدين والفريق عن فتح بلاغ في الليبي النصاب وأقول نصاب لأنو واضح إنو كان يعلم بأنه لا وجود لهذا المبلغ أو لا يملك التصرف فيه، فجهز مجموعة من النصابين في المكان الذي وعد بوجوج المبلغ فيه حتى إذا وصل هو المنصوب عليهم قابلهم هؤلاء النصابين باتفاق معه ليقولوا إن المبلغ في مكان آخر ويطالبوا بنصيبهم وإذا ذهبوا للمكان الآخر لتكرر نفس السيناريو وهو سيناريو مقصود منه إفهام الفريق وتاج الدين أن النصاب لم ينصب عليهم بإثبات أن المبلغ كان موجوداً ويضعهم أمام الأمر الواقع عندما يصلوا للمكان فيقابلهم بمن قابلوهم يسمعون منهم ما سمعوا ومن ثم يجعلهم (أي المغشوشين) يتخذون القرار بدفع المزيد أو الفرار والرجوع بخفي حنين ثم يعود معهم ويطالبهم بخسارته لأنهم أفشلوا العملية بعدم تكملة المشوار للحصول على المبلغ الذي اتفقوا على تكاليف جلبه وتقاسمه. وهذا الليبي لو كان سوداني لاكتفى بالمطالبة الودية وبالمسكنة إلا أنه ليبي أرعن – وقد يكون هناك من دفعه إلى هذه الرعونة من بعض الطامعين الحالمين، فالأولى أن يكون هو المتهم الأول في البلاغ الذي يجب فتحه بواسطة النيابة العامة ضد ثلاثتهم، إن لم يكن الطيار معهم، كما قال بذلك مولانا سيف الدولة بجريمة محاولة غسل أموال وهي جريمة تتطلب إثبات نية ارتكابها من ثلاثتهم.

  12. ألعزير سيف …تحياتي
    قِلة من ألحمقى وألجوعى فاسدين أصحاب صوت عالي وسخ يطفو علي ألسطح…من ألسهولة إذالته في زمن قصير جدا…، ضعوا لنا دستورا ممتاز ونظام قضائي لا يفُلت منهم أحد….إحترامي

  13. لدي سؤال يا مولانا لوتسمح .. كيف تقبل المحكمة فتح قضية الشاكي فيها يسعى لاسترجاع فلوس في قضية غسيل أموال..بمعنى ما بني على الباطل فهو باطل فكيف تم فتح القضية من أساسها ؟

  14. احـسنت وجزاك الله كل خير وربنا يجعل هذا العمل فى ميزان حسناتك بأذنه تعالى .

  15. وما الذي يجعل جندي نفر يقبل على نفسه أن يذهب للقتال في حرب وهو ينتعل “سفنجة” في قدميه ويُغطي رأسه بطاقية حُجّاج وهو يعلم أن ضابط برتبة “فريق أول” متهم رئيسي في قضية غسيل أموال !!

    شوفته كيف يا استاذ نكرر دائما المشكله الحقيقيه في الشعب السوداني وليس في الانقاذ

  16. إلى متى سوف يستمر مسلسل هؤلاء المرتزقة؟ لقد أصبحنا كحمير الوحش عندما تأكل في الحشائش وأعينها متجهة صوب التماسيح التي تأكل في أبنائها.
    أعوذ بالله من الكيزان .

  17. البلد مليانة مليونيرات غسيل . ناس ودعة وود الرسالة وصلاح إدريس ومين حمزة بتاع الأمن وجمال الوالي .. والقائمة طويلة وزي ما قلت كلهم باشوات واعيان.

  18. والله يا مولانا مافي غيرك زول بيعبر عننا ومقالاتك مدفع رشاش وننتظر نشرها لأنك أمل الشعب المسكين

  19. شكراً ليك يا مولانا على المقال وعلي ذكر الذين يمارسون الأعمال التجاريّة جنباً إلى جنب مع وظائفهم العامّة ولكنك لم تذكر الذين يمارسون مهنة الزراعة مع وظائفهم العامة و كمثال على ذلك فقد ذكر الرئيس عمر البشير أنّ مزرعته ذات الثمانية أفدنة تصفّي له سنويّاً مليار و نصف المليار من الجنيهات السودانيّة عدّاً نقداً مع العلم أنّه غير متفرّغ. وعلى حسب ما قال بأنّه إذا تفرّغ لها فسيضاعف العائد منها.

  20. حا احكى قصة عن واحد ليبى ايام لوران غباغبو بس ما تقولوا الزول دة فصل وطرز القصة على مقاس قصة الاغبياء ديل !!هسع تعبان هههههههههههههه

  21. كفيت ووفيت يا مولانا فى إنتظار المقال عن رئيس مجلس إدارة أعرق البنوك وهذه فرصة مهمة للتوثيق حتى تكون المحاسبة دقيقة

  22. سلام للجميع
    بعيدا عن جرائم غسيل الاموال الي تجرمها جميع قوانين الدنيا إلا أنه يجب محاكمة هؤلاء الاربعة الشاكي والمشكو ضده والطيار وتاج الدين بتهمة ( الاستحمار ) وكفى، إذ ﻻ يعقل أن يكون هناك بشر بهذا المستوي التعليمي والوظيفي أن يكونوا ( حميرا ) لهذه الدرجة التي يستغفلهم بها نصابون من غانا صارت حيلهم مكشوفة للقاصي والداني.

  23. يعجبنى جدا يا مولانة طريقة سردك الصادقة فى كل ما تكتبه من مقالات من سرد للحقايق دون بهرجة و تنميق و تلميع و هذا ما يجب ان يكون عليه كل من خطى حرف او كتب مقالة او اجرى تحقيق صحفى او مقابلة تلفزيونية ..فقد مللنا من الكذب و النفاق و التملق فعندما اشاهد مسؤول سودانى فى لقاء صحفى او مقابلة تلفزيونية اصبحت اصاب بحالة من القرف و الضيق مما نسمعه من اكاذيب و لف و دوران حتى اصبحنا نشك فى انفسنا .. و هل هذا الذى نسمعه هو سوداننا الذى نعرفه ام سودان اخر..؟؟؟؟
    نحن الأن فى امس الحاجة ان نكون صادقين و امينين مع انفسنا و امام الله لما ال اليه حال هذا الوطن من فساد و دمار وخراب طال البشر و الوطن و لم يسلم منه احد ….
    لك التحية يا مولاتا و ازجو ان تفصح عن كل ما تريد ان تكتبه دون مجاملة او مورابة فالقضاة هم اولى بقول الحق لأنم سوف يسألون عنه امام الله و شكرا …..

  24. لو كان من اول ما جاء القصر وترك المشا السجن فى سجنه ليومنا هذا لما حدث ما نراه ونسمعه اليوم..البلاوى دى كلها بسبب الشطارة الكثيرة للترابى وجهل العساكر .

  25. (( بأن هناك شخص “ليبي” يُقيم في دولة غانا يرغب في التخلص من مبلغ 5 مليار دولار)):

    لا اعتقد ان تعبير (تخلص)يفى بالمعنى الحقيقى!!فالصحيح كما هو واضح ان الهدف هو اكساب ذلك المبلغ مشروعية ومصداقية من خلال ادخاله الى السودان ثم الزعم لاحقا انه عائد مشروعات استثمارية أيا كان نوعها !وقد سبق ان عرض على احد قدامى معارفى فى ليبيا امرا مشابها :حيث طلب منى استخراج مستندات تؤكد اننى مدير اعماله فى السسودان بأثر رجعى !!و كان قد تمكن فعلا من تهريب اكثر من ثلاثة ملايين دولار الى دولة اجنبية !!المهم اننى اعتذرت !!بعد نصيحة من صديق يعمل محاميا!ومدير بنك سابق!!وكنت قاب قوسين او ادنى من الموافقة (جايز يكون لينا أجر المكوة)

  26. فما الذي يمنع اليوم عسكري مرور من طلب رشوة وهو يرى القصور التي يعيش فيها رؤسائه من الضباط وهو يعرف مصدر تلك الأموال !! وما الذي يمنع وكيل نيابة من محاباة خصم على آخر وأكبر رأس في النيابة (المدعي العام) ضُبط بالثابتة وهو يستولي على أراضي الدولة ويحولها لمنفعته الشخصية !! وما الذي يجعل جندي نفر يقبل على نفسه أن يذهب للقتال في حرب وهو ينتعل “سفنجة” في قدميه ويُغطي رأسه بطاقية حُجّاج وهو يعلم أن ضابط برتبة “فريق أول” متهم رئيسي في قضية غسيل أموال !!
    يامولانا المفسد لايحتاج لغدوة فاسده حتى يفسد لماذا نفترض هذا الافتراض السذاج . القيم والمبادى وحس التربيه هى المانع من الفساد . هل يمكن ان يتم تبرية مفسد بسبب ان من يديره فاسد. يامولانا الجريمة لاتبرر وتظل جريمه مهما كانت الدوافع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..