برشلونة أوتارا

تأمُلات

برشلونة أوتارا

? اندهش الكثيرون ? شخصي منهم- لخبر سفر مدافع الهلال العاجي أوتارا لإجراء اختبارات فنية لدى نادي برشلونة.

? ولكل المندهشين والمكذبين للخبر الحق فيما في اندهاشهم لاعتبارات عديدة.

? أول هذه الاعتبارات أن أمين عام النادي عماد الطيب قد عودنا على اطلاق ( الكلام الهوا) منذ فترة مجلسهم السابقة وليس الآن فقط.

? وثاني هذه الاعتبارات أن العاجي رغم اتفاقنا على أنه يعتبر أفضل المحترفين الذين تعاقد معهم الهلال مؤخراً ، إلا أنه ليس بتلك الجودة التي تؤهله للعب في برشلونة (أ) أو (ب)، إلا إذا أصر مجلس النادي الكتالوني الحالي على استمرار مسيرة فشله التي لازمته منذ أشهر عديدة.

? وثالث الاعتبارات أن عماد الطيب تحدث عن وكيل لاعبين واتصالات عديدة لنادي برشلونة وطلب رسالة رسمية منهم يؤكد أنها وصلتهم قبل سفر اللاعب دون أن يرفقوا كمجلس نسخة من رسالة النادي الكتالوني مع الخبر.

? ولو أنهم فعلوا ذلك لسدوا الطريق أمام التكهنات والتأويلات ولما تركوا الناس بين مصدق ومكذب.

? أدري أن بعضنا لا يزال غير مصدق للخبر رغم التأكيدات المستمرة بوصول اللاعب لبرشلونة.

? ولهؤلاء الحق أيضاً في عدم تصديقهم ، لأن مجرد السفر لا يعد دليلاً كافياً.

? كما أن تناقل بعض الصحف العربية والعالمية للخبر ليس تأكيداً على صحته كما يظن البعض، لأن هذه الصحف والمواقع تعتمد على مصدر رسمي اسمه أمين عام النادي، ولا يدركون أن هذا الأمين سبق أن كذب على جماهير ناديه كثيراً.

? عموماً إن صحت الأنباء وتأكد فعلاً إجراء أوتارا لاختبارات فنية مع برشلونة فسوف يصب ذلك في مصلحة الهلال، وتكون الخطوة عملاً ناجحاً من مجلسه تستحق الاشادة.

? هذا بغض النظر عن نجاح اللاعب أو فشله في الاختبارات المذكورة، لأن مجرد الاهتمام العالمي بلاعب من أنديتنا في هذا الوقت الذي يتراجع فيه كل شيء في بلدنا يعتبر مكسباً.

? لكنه ليس بالمكسب الهائل والضخم كما يصوره بعض من امتهنوا التهليل والتطبيل للرجال والضحك على عقول البسطاء، لسبب بسيط هو أن برشلونة يعيش حالياً أسوأ أيامه إدارياً.

? فخلال فترة المجلس الحالي فقد النادي الكبير الكثير من بريقه وخسر خيرة لاعبيه دون أن يعي رئيسه ومساعدوه الدروس القاسية التي تلقوها واحداً تلو الآخر.
? ودونكم رحيل نيمار الذي صار أحد أهم ثلاثة لاعبين في العالم في الآونة الأخيرة.

? لاعب بهذا الحجم وهذه المكانة حين تداول الإعلام أخبار تفاوضه مع نادِ آخر خرج علينا رئيس برشلونة ليقول ” عقد نيمار سارِ حتى عام 2021، ولن يكون هناك أي تفاوض حوله، ومن يرغب في اللاعب سوف يتحتم عليه دفع الشرط الجزائي البالغ 222 مليون يورو”.

? الحقيقة أنني لم أصدق أيامها التقارير الإعلامية عن رحيل متوقع لنيمار صوب باريس.

? لكن بعد أن طالعت تصريح رئيس نادي بشلونة – الوارد أعلاه- شعرت بأن الكتالونيين قد يفقدوا فعلاً لاعباً سيستحيل عليهم تعويضه بسبب هذه الإدارة الضعيفة وعدم احترافيتها.

? وتعلمون جميعاً حجم الأخطاء الهائلة التي وقعت فيها إدارة برشلونة الحالية وفقدانها لأكثر من عشرة لاعبين خلال السنوات الفائتة دون أن تتمكن من تعويض أياً مهم.

? ومع بداية كتابة هذا المقال اطلعت على آخر أخبار أزمات إدارة برشلونة الفاشلة المتمثلة في غضبهم من بعض أعمدة الفريق لكونهم قد التقطوا صوراً مع داني ألفيش ونيمار ونشروها ببعض مواقع التواصل الاجتماعي.

? أغضبتهم الخطوة العادية جداً من بعض نجوم ناديهم لأنها أتت كما يقولون في وقت أصدروا فيها بياناً ضد نيمار.
? كل ما تقدم يؤكد أن إدارة النادي الكتالوني ليست كما كانت في السابق.

? وقد أُهين بسبب ضعف هذه الإدارة النادي الكبير العريق صاحب المكانية العالمية التي لا يختلف حولها إثنان، لدرجة أنه صار يركض وراء لاعبين وبأثمان أغلى من سعرهم الحقيقي في سوق الانتقالات دون أن يظفر بهم.

? لذلك لا يفترض أن نستغرب فعلاً إن تواصل وكيل لاعبين مع هذه الإدارة وحدثها عن مدافع الهلال السوداني لتطلبه لإجراء الاختبارات.

? وإجراء الاختبارات نفسه يمثل فشلاً يضاف لقائمة الخيبات الطويلة لهذه الإدارة، لأن نادياً بحجم برشلونة كان فيما مضى يعتمد على أكاديميته التي تختار المواهب بعناية فائقة أو يتعاقد مع نجوم معروفين لا يحتاج الواحد منهم لإجراء الاختبارات مع النادي.

? إذاً علينا أن نفهم أن الثوابت غير موجودة في مثل هذه الأمور.

? وبإمكان إ دارة ضعيفة أن تهين وتشوه الصورة الجميلة لأعتى الأندية.

? هذا بالضبط ما تفعله إدارة برشلونة هذه الأيام.

? وبما أن مصائب القوم يمكن أن تكون فوائد عند آخرين، فقد تصدق حكاية اختبارات أوتارا لنستفيد منها نحن على صعيد السمعة وبعض الأموال فقط.

? ولأنها ستظل فائدة محدودة لا أرى القوم ا( المبتهجين) حالياً على حق فيما يفعلون.

? وظني أن الكثير من المقالات التي دُبجت في اليومين الماضيين لا تخرج عن اطار التخدير وبيع الوهم لجماهير الأزرق.

? فلن تجني كرة القدم السودانية أي فائدة بخلاف بعض الشهرة المحدودة والمال لا أكثر.

? ولن نتحول لاحترافيين ومهنيين في تعاملنا مع الأمور لمجرد أن لاعباً أجنبياً استقدمه الهلال صار ضمن اهتمامات أحد الأندية العالمية الكبيرة.

? فالمهنية والاحترافية طريق شائك وطويل يتطلب الكثير جداً من العناصر غير المتوفرة في بلد يسير بالعافية من أعلى هرمه إلى أسفله.

? فكفوا عن الضحك على عقولنا وكفاكم تهليلاً وتطبيلاً زائداً.

? نحن نعيش في بلد يتفاخر والي عاصمته بصوره وهو ( مكفكف) البنطال وخائضاً في مياه الأمطار باعتبار أن ذلك تواضعاً!
? ونحن نعيش في بلد كلما سرقت وكذبت أكثر وجدت المكافأة عوضاً عن المحاسبة.

? ونحن نعيش في بلد لا يهتم فيه القائمون على أمر الكرة سوى بجيوبهم وحساباتهم المصرفية، وقد شهدتم جميعاً كيف سارت أزمة اتحاد الكرة الأخيرة إلى نهايات أكدت أن العبث والفساد وسوء الإدارة مستمر إلى يوم يبعثون.

? فكيف أتوقع ككاتب أن يتطور كل شيء ، وأن يحترف عدد من لاعبينا في الدوريات الأوروبية لمجرد أن نادياً استدعى محترفاً أجنبياً عندنا لاجراء اختبارات!

? أليس هو الضحك على عقول القراء واستغلال مساحات الأعمدة لكسب المزيد من المناصرين للغثاء والكتابات التي ساهمت بشكل فاعل في التدهور الذي أصاب الكرة في البلد!

? إن قُدر لأوتارا أن يحترف في برشلونة (ب) أو غيره سيجني الهلال بعض الأموال، وفي ذات الوقت سيفسد البعض الخطوة بالتركيز على ( المكاواة) واستهداف أنصار الغريم بفشلهم في تسويق شبيه.

? هذا كل ما ستجنيه كرة القدم السودانية من مثل هذه الصفقة إن تمت، طالما أن العقلية التي تدير الكرة في البلد على تخلفها المريع.

? أما حديث عماد الطيب حول دعوة النادي الكتالوني – إن تمت الصفقة – للتباري مع الهلال في افتتاح لجوهرة الزرقاء فهو شيء مضحك جداً.

? ويذكرني هذا التصريح المضحك بخبر نشرته قبل سنوات جريدة الصحافة السياسية حول دعوة نادي برشلونة للعب في السودان.

? وقتها حددوا على ما أذكر يوم الاثنين موعداً لحضور برشلونة الذي كان يلعب له وقتها النجم المهول رونالدينيو.
? وقد كتبت حينها مقالاً طالبت فيه أصحاب الصحيفة بأن يحترموا مكانتها كصحيفة سياسية وألا ينشروا أخباراً تضحك الناس عليها وعليهم.

? وما زلت أتساءل كيف تحمست جميع صحفنا في اليومين الماضيين لنشر خبر اختبارات أوتارا قبل أن يطلب أي من محرريها من عماد الطيب أن يزودهم بنسخة من خطاب برشلونة الذي أكد استلامهم له!

? وهل يمكن لإناس يمارسون الصحافة بمثل هذا التهافت والجري وراء الأخبار المثيرة دون البحث عن الأدلة التي تقطع الشك باليقين أن يساهموا في إ حداث نقلة في كرة القدم أو الرياضة السودانية؟!

? إجابة السؤال أعلاه متروكة لفطنة القاريء.

كمال الهِدي
[email][email protected][/email]