رفع الفراش. في يوم.. ورقص في الأبيض

رفع الفراش. في يوم.. ورقص في الأبيض

سعد محمد علي
[email protected]

لم نستغرب أبدا والرئيس البشير في زيارته الى مدينة الابيض يوم الثلاثاء والتي جاء اليها بحجة افتتاح منشآت هي في حكم الواقع منشآت قديمة ومستهلكة فالكهرباء والتي انتظمت منذ العام الماضي وكذلك افتتاح استديوهات او توسعة للتلفزيون لم تكن سوى نقطة في طريق الفشل الانقاذي الذي يحاول ان يداري به اكبر وافظع غلطة في تاريخ البلاد وهي انفصال جنوب السودان والذي ساهم فيه المؤتمر الوطني مساهمة فعالة بل هي في الواقع بيعة تمت لصالح الحكومة والحركة الشعبية.
ففي الوقت الذي تذرف فيه الدموع على انفصال اغلى قطعة ارض في جنوبنا الحبيب نحد الرئيس البشير يتسلق المنصة وهو يرقص كما لم يرقص من قبل حيث الانتشاء والطرب واضحان عليه وضوح الشمس في رابعة نهار كردفان.. والشرفاء لا زالوا (يعصرون) فراش الانفصال.. وحتى الزيارة التي قام بها لكردفان والتي كان من المتوقع ان يعلن فيها حاجيات هي من صميم المواطن إلا انه وعد بأن الولاية ستشرب من الماء الصافي لكن من اين؟ لا ندري! ربما يقصد ماء الامطار والذي هو حقا صافي وكذلك الوعد المبتور بانه سيتم انشاء أبراج مكان المستشفى الحالي ولم تسعفه ذاكرته بذلك الا عندما ابتدع الشاعر المرهف الوسيلة قصيدته التي عبرت عن مطالب الناس في الولاية من ماء وكهرباء وصحة وقبل ذلك الغلاء الفاحش الذي يتمثل في ان كيلو اللحمة بـ16 جنيها البقري وكيلو الضأن بـ24 جنيها ورطل الزيت بـ6 جنيهات وملوة العيش تقارب الـ7 جنيهات بطحينها ورطل السكر بجنيهين.. ولم يقم الرئيس بأن يوعد حتى مجرد وعد برفع هذا الحمل عن كاهل المواطن وتناسى ان الجوع يسبب المرض وعندها ستكتظ مستشفاه الذي وعد ببنائه بالمرضى الى حين بنائه..
كنا نتوقع من السيد الرئيس ان يأتي الينا وفي يده ليس عصا موسى ولكن وعد يحمله في يديه وتمني وقمح ولكنه اتى بعصا لا ندري هل هي لكي يرقص بها ام لاستعراض العين الحمراء لكل من تسول له نفسه مجرد التحدث او محاولة التفكير في ذلك خاصة والناس اجتمعت في ميدان النادي الاهلي الفسيح والشبيه بميدان التحرير الشهير في القاهرة والذي هز عرش الطاغية وكبيرهم الذي علمهم السحر والجبروت

تعليق واحد

  1. هو يادوب رقيص…. وحياتك ياغالى لمن تعب قال ليهم كفاى وقفو…..هذا حاكمكم فكيف أنتم يا لهوانكم ياشعب يا…………طــــير

  2. أنا كنت في غاية الاستياء وأشاهد الحبوب يرقص على أنقاض الوطن الذي مزقه بالأمس ، يا أخي حتى مفروض يستحي شوية ويؤجل الرقصة لوقت تاني مراعاة لمشاعر الشرفاء

  3. ما أستغربه هو البكاء على الذين ظلوا يحاربون دون كلل أو ملل لأكثر من خمسين عاماً ولا أدري إن كانت حرب الجنوب قد بدأت فى العام 1954م أو 1955م المهم أنها قبل أن يعي المعلقون لأنهم ربما كانوا أطفالاً وقطعاً هنالك من لم يولد بعد وهى أيضاً قبل رقيص الرئيس، فقد بدأ التمرد مطالبين حينها تارة بالفدريشن ومرة السبريشن ومرة حق تقرير المصير من "المندكورو شكل المنقة" وإذا قدر لطارق أو الزول السمح العيش فى الجنوب لسمعها بل لوجد من يمسح أنفه بالتراب مع سؤال إقراري "شم تراب دة بتاعك" ففى حرب الجنوبيندر أن تجد بيتاً أو أسرة لم تفقد عزيزاً لديها فى هذه الحرب سواء كانت أسرة شمالية أو جنوبية والذين يتحسرون على الجنوب عليهم أن يضطلعوا على أجندة ومواثيق حركات التمرد منذ قيامها وحتى عهد الحركة الشعبية لتحرير السودان والتى رفعت راية الوحدة وتمسكنت إلى أن تمكنت ثم لبست بعدها زيها الحقيقي ليهتف قياديوها ومن على منابر الإعلام وهم شركاء فى حكومة الشمال ومنفردين بالحكم فى الجنوب مع ذلك يطلع علينا قادتهم وهم يهتفون "حرية ويي إنفصال ويي وباباي خرطوم بينما يقول بعضهم "لو داير تكون مواطن من الدرجة التانية فى بلدك صوت للوحدة" !!! فليقل لى أحدهم : كيف يمكن أن تجبر مثل هذا الإنسان على وحدة هو زاهد فيها؟؟
    يكفيكم تدليلاً على هذا أنه لم يشاركهم أحد فى الإستفتاء الذى جاء خياراً جنوبياً 100% وجاءت نتيجته 98% بينما كانت فى بعض المراكز أكثر من 100%
    يا طارق ويا الزول السمح، الجماعة الذين تبكون عليهم رقصوا وطربوا وشربوا الأنخاب لما تم إنجازه فلا أقل من أن نشاركهم الفرحة والبهجة من باب المجاملة ومشاركة أهل الفرح فرحتهم. يا جماعة والله إنتو فى وادي والجماعة فى وادي، الناس ديل موعودين كما صرحا بسويسرا أفريقيا خاصة ولديهم من البترول ما يغريهم فلا تحزنوا ولا تيأسوا وسيغني الله كل من سعته.
    ومبروك على أهل كرفان الكهرباء وعقبال الموية ولا زلت أتذكر جريدة كرفان التى تصدر صباح الجمعة ومساء الأثنين وفيها عمود ينتظره أهل الأبيض بفارغ الصبر وهو عمود "جاتكم الموية" وأقول لهم من عندي "جاتكم الكهرباء " والتى لا يعرف قيمتها إلا أهلنا فى الأبيض الذين إفتقروها لعقود ويا أخوانا" لا تبخسوا الناس أشياءهم."

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..