لا يا شيخنا

نقلت جميع الصحف، دعوة الشيخ محمد عثمان صالح، رئيس هيئة علماء السودان، للرجال للزواج «مثنى وثلاثَ ورباعَ»، وقلبت تلك الصحف، على أمل أن أجد بين كتابها من ناقش هذا الأمر، ولم أجد سوى الزميلة سهير عبد الرحيم، وحتى ما كتبته سهير كان «خلف الأسوار»، ولكنني استطعت المتاوقة وقراءة ما كتبته، وشعرت بالضيق لأنها «سرقت» معظم أفكاري حول هذا المقترح، رغم أنه لم يسبق لي أن التقيتها او تبادلت معها الحديث أو المراسلات.
ولكنني سأدلي بدلوي في هذا الأمر، ولا أحسب أن الأستاذة سهير ستحتج على ذلك وتزعم أنني انتهكت حقوقها الفكرية «بقت على الحقوق الفكرية يا سهير؟»
يا شيخنا محمد عثمان، قلت في معرض حثك للرجال على ممارسة التعدد في الزواج،إن معدلات البطالة بين الشباب خطيرة، وهذا يا سيدي يعني أن الزواج بواحدة فقط في تلتلة، بل إن ارتفاع معدلات الطلاق الذي تحدثت عنه، في حد ذاته دليل على أن الاحتفاظ بزوجة واحدة صار أيضا في تلتلة، ومن يطالع الإعلانات الصادرة عن محاكمنا، يكتشف أن نصفها تقريبا تتعلق بالبت في قضايا رفعتها نساء يطالبن بالطلاق، بسبب غياب الأزواج لمدد طويلة، ويغلب الظن عندي، بأن الزوج الذي يهجر زوجته لفترة طويلة، إما اكتشف أنه بات عاجزا عن إعالتها فهرب بجلده، وهذا مسلك الجبان غير المسؤول، وإما مارس الاغتراب ثم سف التراب، بعد أن عجز عن الحصول على عمل منتظم، وحال أمثال هؤلاء، كحال لاعب القمار الذي يخسر ثم يخسر، ولكنه لا يكف عن المقامرة، على أمل أن حظه سيضرب، ويسترد الأموال التي خسرها، وفوقها أموال زملاء طاولة السوء
ثم أن معظم ممارسي التعدد، لا يفكرون في الأمر من زاوية تحصين الأبكار أو الأرامل أو المطلقات، بل من زاوية ما يسمونه «تجديد الشباب»، ويكون ذلك عادة باختيار زوجة من الموديلات الجديدة التكنولوجية، أي من الفئة غير المهددة أصلا بالعنوسة لأن سوقها حار، ولكنها وفي ظل ظروف اقتصادية مأساوية تفضل صاحب الجيب التقيل، على الشاب الوسيم النبيل صاحب الجيب الهزيل.
ثم أن مجتمعنا يعتبر المطلقة معيبة والأرملة نحسا وشؤما، والرجال عندنا بوجه عام يقولون عن الأرامل والمطلقات انهن سكند هاند، وبالمقابل فليس في قاموسنا رجل سكند هاند، حتى لو مارس التعدد والتسريح بمعروف، أو غير معروف ست أو تسع مرات
وعند إيرادك للآية الكريمة التي تبيح التعدد، حرصت يا شيخنا على تذكير الرجال المعددين بأن يعدلوا بين الزوجات، ورغم أن الآية تقول أيضا «فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة»، فإن نسبة كبيرة من الذين يتزوجون أو يفكرون في الزواج بأكثر من واحدة، لا يعدلون، ويدركون أنهم لن يعدلوا، ومع هذا لا يكتفون بالزوجة الواحدة، فآخر الزوجات تكون عادة محل تدليل، بعقلية «زهجنا من كل يوم ملوخية»، ولكن هناك من الأزواج الذين يولون الزوجة الأولى احتراما شديدا، خاصة إذا كانت أم عيال، بينما بعض الرجال، يهجر حتى العيال عند هجر الزوجة «القديمة»، والارتماء في أحضان أخرى «جديدة».
الزواج يعني فتح بيت، والبيت يحتاج إلى أثاث وكهرباء وماء وغذاء ودواء، وكم من بيت أغلق أو انهار لعدم توفر تلك الضروريات، ولهذا صار تعدد الزوجات شأنا يخص «الشبعانين»، القادرين على فتح عدة بيوت وتزويدها حتى بالكماليات، وأنت تعرف يا شيخ محمد عثمان، أن بلادنا ساحة للجدل وقلة العمل وفقدان الأمل، ولهذا ستظل تجمعا ضخما للعوانس والأوانس، والعزّاب الذين حياتهم عذاب، ولهذا سيتناسل ويتكاثر الأغنياء فقط، بينما حتى فقراء المتزوجين، يعتبرون حمل الزوجة بطفل جديد «كارثة»، ليس لأنهم قانطون من رحمة الله، ولكن لأنهم يقرؤون المشهد، ويتذكرون التعليم والعلاج والكساء والغذاء، وينظرون إلى الأفق فيجدونه «مسدوداً».
الصحافة

تعليق واحد

  1. كلااااااااام الشيخ سليم ومنطقي إلا انت شكلك هارشك ام العياااااااال واما سهير فإنه قد تزوجة مثني وثلاث وفشلت لأنها تحمل نفس افكارك وازيدك من الشعر بيت يا استاذ /جعفر بأن الزواج الاصعب هو الزوجة الاولي أما الثانية والثالثة فهي الاسهل ثم الاسهل وكثيراً ماتكون من تلك الفيئات التي ذكرها الشيخ
    وبعدين الشارع اتملااااااااااء فتوي ناهيك عن المطلاقات والارامل ….!!
    يغني لو الواحد تزوج بثمانية ربما لايكفي

  2. لي سؤال ساذج اود ان اطرحه عبرك يا استاذ جعفر :
    تقول الآية الكريمة التي ينبنى عليها مفهوم التعدد : (…… فان خفتم الا تعدلوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء …) الى آخر الآية.
    والسؤال الساذج ينقسم الى فرعين:
    @ اذا لم نخف (نخاف) ان نعدل في اليتامى وظننا باننا سنعدل ، كيف يكون الوضع؟؟؟
    الاجابة المنطقية: (خلاص، لا تنكحوا مثنى ولا ثلاث ولا رباع).
    @@ اذا لم يكن هنالك يتامى اصلا” ، وبالتالى لا وجود للخوف من اساسه، كيف يكون الوضع؟؟؟
    الاجابة المنطقية: (خلاص، لا تنكحوا مثنى ولا ثلاث ولا رباع)
    ان الآية الكريمة مبنية على ركنين لا تقوم الا بهما :
    الخوف من عدم العدل بين اليتامى ،، و نكاح مثنى وثلاث ورباع ،،، فالخوف هنا (شرط) والنكاح هو (جواب الشرط)، ومعلوم للجميع انه اذا سقط الشرط يسقط تلقائيا” جواب الشرط ، وتلك حقيقة لا جدال حولها.
    فمثلا” تقول لصديقك :اذا فاز الهلال الليلة (الشرط) حأعزمك عشاء (جواب الشرط) ، ولكن الذي حدث هو ان الهلال لم يفز ، فهل يحق لصديقك ان يطالبك بالعشاء؟؟؟ ،، اعتقد اننا متفقون على ان الجواب (لا)،
    وذلك لعدم تحقق الشرط والذي يؤدي مباشرة” لسقوط جواب الشرط.
    ان الذين يبدأون الآية عند الجدل حول التعدد بالقول مباشرة” (فانكجوا ما طاب لكم …..) يبتسرون الآية ويخرجوها عن سياقها ويقتلون مقاصدها ، عن قصد او عن جهل او خبث.
    الآية وردت بلغة عربية سهلة جدا” وواضحة تماما” ولا تحتاج ل (بغوي او شاطبي او قرطبي او ابن كثير او ابن قليل ).

  3. يا ناس عندما خلق الله سبحانه وتعالى ابونا آدم خلق له حواء واحدة ولم يخلق له اربعة حواءآت . إذن الأصل فى هذا الأمر هى الزوجة الواحدة .فلستوب .
    يلا بلا شيخنا بلا مولانا بلا لمة .

  4. بصراحة عندما اقرأ مثل هذه المواضيع اصاب بالحيرة و الاندهاش — يا ناس انتوا بتتكلموا عننا نحن السودانيين ام بتتحدثوا عن خلق أو قوم آخرين فى بلاد اخرى أو عن ناس عايشين فى كوكب آخر — تعدد شنو اللى انتوا بتتكلموا عنه !!!! — أنا سودانى و قد تجاوزت ال 46 عاما من العمر – و خريج جامعى – و موظف محترم فى شركة محترمة – والى الأن لم اتزوج و فى كل لحظة احلم بالزواج – و لكن لا بصيص أمل فى تحقيق ذلك الحلم المستحيل بالزواج – و مازلت أسكن فى صالون بيت العائلة – لأن راتبى و هو ما يقارب 3 مليون جنيه ( طبعا بالقديم ) لا يمكننى من أيجار مسكن و فتح بيت زوجية و مساعدة الاهل ناهيك عن تكاليف الزواج نفسه… و بعد كل هذه الخيبة و الاحباطات المتواصلة و المتراكمة و المتصاعدة فى حياتنا المعيشية التى نابدها – نجد من يدعوا الى التعددددد ….

  5. لماذا لم يشير الكاتب الى انه لو تم توزيع اموال هؤلاء اللصوص احباب الله وشعبه المختار على الشباب محدودى الدخل والعطاله فلن تبقى بكاره واحده فى السودان فى شهر واحد بدلا من هبالة التعدد هذه وتزويج بنت العشرين للشيوخ العفنين

  6. كلااااااااام الشيخ سليم ومنطقي إلا انت شكلك هارشك ام العياااااااال واما سهير فإنه قد تزوجة مثني وثلاث وفشلت لأنها تحمل نفس افكارك وازيدك من الشعر بيت يا استاذ /جعفر بأن الزواج الاصعب هو الزوجة الاولي أما الثانية والثالثة فهي الاسهل ثم الاسهل وكثيراً ماتكون من تلك الفيئات التي ذكرها الشيخ
    وبعدين الشارع اتملااااااااااء فتوي ناهيك عن المطلاقات والارامل ….!!
    يغني لو الواحد تزوج بثمانية ربما لايكفي

  7. لي سؤال ساذج اود ان اطرحه عبرك يا استاذ جعفر :
    تقول الآية الكريمة التي ينبنى عليها مفهوم التعدد : (…… فان خفتم الا تعدلوا في اليتامى فانكحوا ما طاب لكم من النساء …) الى آخر الآية.
    والسؤال الساذج ينقسم الى فرعين:
    @ اذا لم نخف (نخاف) ان نعدل في اليتامى وظننا باننا سنعدل ، كيف يكون الوضع؟؟؟
    الاجابة المنطقية: (خلاص، لا تنكحوا مثنى ولا ثلاث ولا رباع).
    @@ اذا لم يكن هنالك يتامى اصلا” ، وبالتالى لا وجود للخوف من اساسه، كيف يكون الوضع؟؟؟
    الاجابة المنطقية: (خلاص، لا تنكحوا مثنى ولا ثلاث ولا رباع)
    ان الآية الكريمة مبنية على ركنين لا تقوم الا بهما :
    الخوف من عدم العدل بين اليتامى ،، و نكاح مثنى وثلاث ورباع ،،، فالخوف هنا (شرط) والنكاح هو (جواب الشرط)، ومعلوم للجميع انه اذا سقط الشرط يسقط تلقائيا” جواب الشرط ، وتلك حقيقة لا جدال حولها.
    فمثلا” تقول لصديقك :اذا فاز الهلال الليلة (الشرط) حأعزمك عشاء (جواب الشرط) ، ولكن الذي حدث هو ان الهلال لم يفز ، فهل يحق لصديقك ان يطالبك بالعشاء؟؟؟ ،، اعتقد اننا متفقون على ان الجواب (لا)،
    وذلك لعدم تحقق الشرط والذي يؤدي مباشرة” لسقوط جواب الشرط.
    ان الذين يبدأون الآية عند الجدل حول التعدد بالقول مباشرة” (فانكجوا ما طاب لكم …..) يبتسرون الآية ويخرجوها عن سياقها ويقتلون مقاصدها ، عن قصد او عن جهل او خبث.
    الآية وردت بلغة عربية سهلة جدا” وواضحة تماما” ولا تحتاج ل (بغوي او شاطبي او قرطبي او ابن كثير او ابن قليل ).

  8. يا ناس عندما خلق الله سبحانه وتعالى ابونا آدم خلق له حواء واحدة ولم يخلق له اربعة حواءآت . إذن الأصل فى هذا الأمر هى الزوجة الواحدة .فلستوب .
    يلا بلا شيخنا بلا مولانا بلا لمة .

  9. بصراحة عندما اقرأ مثل هذه المواضيع اصاب بالحيرة و الاندهاش — يا ناس انتوا بتتكلموا عننا نحن السودانيين ام بتتحدثوا عن خلق أو قوم آخرين فى بلاد اخرى أو عن ناس عايشين فى كوكب آخر — تعدد شنو اللى انتوا بتتكلموا عنه !!!! — أنا سودانى و قد تجاوزت ال 46 عاما من العمر – و خريج جامعى – و موظف محترم فى شركة محترمة – والى الأن لم اتزوج و فى كل لحظة احلم بالزواج – و لكن لا بصيص أمل فى تحقيق ذلك الحلم المستحيل بالزواج – و مازلت أسكن فى صالون بيت العائلة – لأن راتبى و هو ما يقارب 3 مليون جنيه ( طبعا بالقديم ) لا يمكننى من أيجار مسكن و فتح بيت زوجية و مساعدة الاهل ناهيك عن تكاليف الزواج نفسه… و بعد كل هذه الخيبة و الاحباطات المتواصلة و المتراكمة و المتصاعدة فى حياتنا المعيشية التى نابدها – نجد من يدعوا الى التعددددد ….

  10. لماذا لم يشير الكاتب الى انه لو تم توزيع اموال هؤلاء اللصوص احباب الله وشعبه المختار على الشباب محدودى الدخل والعطاله فلن تبقى بكاره واحده فى السودان فى شهر واحد بدلا من هبالة التعدد هذه وتزويج بنت العشرين للشيوخ العفنين

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..