اغلطوا إنتو يا أحباب

شادية سيد أحمد

وضعت محكمة الامتداد برئاسة القاضي خالد ميرغني محمد حداً لقضية الطفل غزالي الذي تعرض لحادثة قطع في “البربخ” أثناء خضوعه لعملية جراحية بمستشفى إبراهيم مالك وهناك تفاصيل أخرى ما بين هذه الفقرة والتي تليها الى أن نصل الى أن المحكمة قضت بإلزام الطبيب الذي أجرى العملية بسداد مبلغ 5480 دولار للمدعي كتعويض الى جانب إلزامه بتعويض والد الطفل مبلغ 500 مليون جنيه بالقديم عن الضرر الذي أصاب ابنه. ورد هذا الخبر ما نشيت في صحيفة “الصيحة” في صفحتها الثانية في عدد الاثنين 30 مارس، تحت عنوان المحكمة تغرم طبيباً 550 ألف جنيه لارتكابه خطأ طبيا. الى هنا لم نأت بشيء من بنات أفكارنا، هذا ما ورد ولكن السؤال الذي أود طرحه على الجهات المعنية بالأمر هل هذه العقوبة المادية تكفي في مثل هذه الحالات، وأن يقوم الطبيب المعني بممارسة المهنة مرة أخرى ولا توجد مشكلة في أن يقوم بقطع أي جزء آخر من أعضاء المواطن “المريض” الذي يخضع للعلاج طالما أن العقوبة مادية ومقدور عليها، وإن لم يكن في مقدروه يتدبر الأمر، ولا توجد مشكلة. هل يعقل هذا، وهل نحن كمواطنين نقدّر أعضاءنا بالدولارات مهما بلغت قيمتها. ويقال إن حادثة غزالي أن يدفع له هذا المبلغ لإجراء عملية تجميل خارج البلاد. ماذا إن كان الخطأ الطبي ليس له علاج، ولماذا يسمح لهذا الطبيب ليمارس المهنة مرة أخرى، وهل القانون يسمح له بذلك “اغلطوا انتو يا أحباب نجيكم نحن بالأعذار”. هل يعقل هذا، هناك أخطاء قد تكون مغفورة ويقبل العذر فيها إلا ان هذا الخطأ الطبي خطأ على قدر عال من الحساسية، وبالتالي فهو من الأخطاء – بحسب تقديري الشخصي – التي يجب ألا تغتفر، وأن لا تكون بها أية مجاملات. أي خطأ تكون له أسباب ومسببات، سؤال أطرحه؛ ما هي أسباب الخطأ الطبي وفي أي خانة يمكن أن توضع، وكيف نصنفها. حياة المواطن ليس لعبة في يد الأطباء ليخطئوا ويتسببوا في مشاكل للمواطن، وتأتي المحكمة وتقفل باب الشكوى بتعويض المتضرر بحفنة من الدولارات، ماذا تفيد هذه المبالغ المالية ولماذا لا تكون العقوبة صارمة وقاسية لكي يكون الطبيب عبرة وعظة لغيره. حقيقة لفت نظري هذا الخبر المؤسف، بل استفزني ودفعني لأسطر هذه الكلمات وهي مجرد أسئلة مشروعة من وجهة نظري تتصل بتشديد العقوبة على المخطئين وإن وصلت الى حد سحب رخصة ممارسة العمل من الطبيب المعني حفاظاً على حياة المواطن حتى لا يخطئ الطبيب ويبحث له عن عذر لأن الأعذار في مثل هذه الحالات لا تفيد، فهناك أخطاء قادت الى مفارقة الحياة وما أكثر الأخطاء الطبية وكفى

التغيير