عذراً محلية جبل أولياء.. السلمة تعفَّنت وفاحت ريحتها !!

جنوب الخرطوم ? عباس عزت

سئمنا طرح مشكلات النظافة ومللنا العناوين التي تتحدَّث عن الحي الفلاني في قبضة الأوبئة والمكان العلاني يتكدَّس بالنفايات وما شابهها من العناوين المنمَّقة التي لا تجسِّد الواقع، لذا وجدتني مضطراً لاستخدام اللفظ الأقرب لتجسيد الواقع: ? السلمة تعفَّنت?، حيث أنني لم أجد في أحياء ولاية الخرطوم السكنية حيَّاً واحداً بهذا الشكل الرث والمناظر المقززة في ظل غياب الدور الحقيقي لمن أُنيطت بهم هذه المسؤولية، فقد ظلت أرتال النفايات جاثمة على صدور سكان منطقة السلمة ? جنوب الخرطوم، لسنين عددا، تلوِّث صبح يومهم وتفوح منها الروائح الكريهة مساء ليلهم، لتصدر السلمة مشاكلها إلى المقابر وتحوِّلها إلى مكب كبير للنفايات..

أزمة مرشَّحة للتفاقم!!

عند زيارتك المنطقة تشاهد أطنان النفايات تتكدَّس في مجاري تصريف مياه الأمطار وعلى الأرصفة وفي الشوارع الداخلية، تفوح منها الروائح الكريهة، ويبدو أن الأزمة مرشحة للتفاقم بشكل خطير في غضون اليومين المقلبين، وهذا الأمر بدا جلياً خلال جولتي يوم أمس الأول، حيث تحوَّلت النفايات إلى ديكور ملازم للشوارع بشكل شوَّه المنظرالعام، وتراكمت كميات إضافية من النفايات على أرصفة الشارع الرئيس للمنطقة تحتوي للأسف على جيف الحيوانات النافقة وبدأت الروائح الكريهة تنبعث في أرجاء محطة ?البقالة? المكتظة بالمطاعم والمحلات التجارية، وبدت جيفة كلب نافق من داخل حاوية نفايات وهي تمد لسانها لمبادرة (زيرو كوش) التي أطلقها نائب والي الخرطوم قبل عدة أسابيع، وبات ينذر بكارثة بيئية بفعل الروائح الكريهة.

تقاعس المسؤولين!!

ولا نبالغ إذا قلنا بأن منطقة السلمة أمام كارثة بيئية في حال تقاعس المسؤولين من مشاهدة أكوام النفايات المنتشرة في غالبية شوارع المنطقة، دون أن تحرِّك هذه المشاهد مسؤولاً واحداً من محلية جبل أولياء لاتخاذ قرار، لأن من يريد جباية للضرائب ورسوم للنفايات عليه أن يقدِّم واجباته تجاه المواطنين .

السكان غاضبون !!

وأبدى سكان السلمة غضبهم إثر غياب أعمال النظافة في منطقتهم ما، قد يشكِّل تهديداً حقيقياً على حياتهم.. وبحسب مواطن (فضَّل حجب اسمه)، فإن أكياس الفضلات المنزلية باتت مكدَّسة داخل وقرب حاويات جمع النفايات في شوارع السلمة، والتي بدت أشبه بجبال صغيرة، وقال إنه منذ إطلاق مبادرة ?زيرو كوش? في ولاية الخرطوم ولغاية هذه اللحظة لم نشاهد أعمال التنظيف في السلمة سوى مرتين فقط، في الأسبوع، حيث يقوم عمال النظافة بجمع بعض أكياس النفايات الملقاة على أرصفة شارع السلمة الرئيس ويتركون بعضها مبعثراً تنثره الرياح، بينما خلت الشوارع الداخلية من إزالة النفايات منذ شهور، مبيِّناً أن أكوام النفايات أصبحت مشهداً مألوفاً في جميع مربعات السلمة وتهدِّد حياتنا، حيث تتناثر مئات الآلاف من الأكياس البلاستيكية في الشوارع وما يزيد خوفنا أكثر هو تزايد كميات النفايات حول الحاويات، في ظل عدم وجود أي مؤشرات على السعي لرفعها من الطرقات.

مزبلة التاريخ !!

ويرى المواطن ?عبد الحكم هارون الدود?: أن مشكلة النفايات اليوم بسبب عدم وجود مسؤولين في الدولة، ولا أحد منهم يسأل عن الشعب (الفضل)، مضيفاً: نحن نعاني من تكدُّس النفايات منذ سنوات ولا حل في الأفق حتى اللحظة، وطالب بمحاسبة المسؤولين لأنهم لا يعملون إلا لمصالحهم الخاصة، ولا أحد منهم ينظر لهذا الشعب، مضيفاً: ?نحذِّرهم نحن كشعب، من أنه سيأتي يوم ونرميهم في مزبلة التاريخ?.

استهتار بحرمة المقابر!!

وتعرف مقابر السلمة، أيضاً، أوضاع كارثية، فلا نظافة ولا حرمة محفوظة، فأسوارها مهدَّمة وتحيط بها القاذورات والنفايات المتراكمة من كل جانب، لتنبعث منها مختلف الروائح الكريهة والأمراض الخطيرة، بسبب غزو النفايات المنزلية التي تحاصر المقبرة وتمتهن كرامة الأموات، في استهتار صارخ بحرمة المقابر.

كارثة إنسانية!!

وأكد مجموعة من الذين التقيتهم بالمقبرة أثناء أخذ صور الكارثة الإنسانية، عن استنكارهم الشديد لمثل المشاهد، واستغربوا تقاعس المسؤولين من القيام بواجبهم المهني واحترام حرمة المقبرة، وطالبوا بتغيير مكان جمع النفايات بعيداً عن المقبرة مندِّدين بالسياسة التي وصفوها بالفاشلة لمحلية جبل أولياء، ودعوا إلى التدخل العاجل لوالي الخرطوم.. فهل يستجيب ؟
التيار.