مقالات سياسية

أسئلة (خبيثة)..!!

حتى وقت قريب وقبل أن يكشِف حِراك الشارع السوداني (حال) النظام الحاكِم ويُعرّيه أمام المخدوعين كان هنالك استخدام لا يُمكِن تبرئته من تُهمة (الخبث) والغرض لفزاعة السؤال عن (من البديل؟؟) حال نجاح أي حراك في إسقاط النظام.

اعتمد هذا السؤال على أن (المجهول) هو أحد بواعِث (الخوف) وبالتالي الانتقال للتسليم بالحكمة التي تُعزز من خُبث هذا السؤال وسوء نوايا طارحيه على الشعب السوداني (الجِن البتعرفه) في تجاهُل كبير لقدرة الشعب السوداني في معرفة (جِن) النظام وإنسه.

(تجليات) حراك الشارع السوداني لم تتأخر كثيراً لتُجيب على (ملعوب) سؤال (من البديل) بتقديم سياسيي النظام ووزراءه الأصيلين أو الذين جاءوا على نحو (صًحبة الراكب) و(الأُجرة) على حقيقتهم وبمستواهم الذي يؤكِد بأنه مهما كان (البديل) فإنه لن يكون بمستوى رئيس (قطاع التنظيم) في الحزب الحاكم والذي لولا قناعتنا بأن إعلام الإقليم والإعلام الدولي يعرف عن الشعب السوداني ما لا يعرفه عنه حزبه الحاكم لتقدمنا بخطاب لا نجتهد في أن نذكر فيه غير (حمدي ليس منا).

(البديل) على الأقل لن يكون وعيه واستيعابه للأزمة الحقيقية التي يعيشها السودان في الحدود التي ظل (يلف) ويدور حولها كل قيادات وتنفيذيي النظام باعتماد استراتيجية (الخوف) اعتقاداً منهم بأنها ستكون (الفزاعة) التي تحمي (حصاد) زراعتهم لثلاثة عقود.

رسالة (التهديد) الظاهرة وغير المستبطنة في الخبر الذي خرج منسوباً لوزير الإعلام بملاحقة من سمّاهُم بناشري الإشاعات عن طريق البوليس الدولي (الإنتربول) تُمكننا من قراءة كيف يفكر هؤلاء في حل الأزمة وكذلك قراءة الأثر للأدوار التي يقوم بها من تم وصفهم من قبل النظام بمناضلي (الكيبورد) استخفافاً وتقليلاً لتكون هذه خيبة أخرى من (خيبات) قدرة النظام الحاكم في تقدير الحالة السودانية.

انعدام (العقل) الذي يُفكر هو الذي ورّط النظام في عدم فهم معنى أن لا تكترث (شابة) أو يكترث (شاب) لترسانة (الأسلحة) التي تنتظره في الشارع ويخرجوا لمقابلتها عارين من أي (سلاح) سوى (حناجرهم) و(إيمان) عميق بأن (الخوف) هو عدو (الثورة) الأول كما أنه سلاح القمع الأول.

(التهديد) أو محاولة (وصم) المحتجين بكل ما (يُعشش) في خيال منسوبي النظام لا ينقل حِراك الشارع السوداني إلى مربع (الخوف) بقدر ما أنه ينقله إلى مربع اليقين بأن سؤال (البديل) كان سؤالاً (خبيثاً) وأغراضه أكثر خُبثاً في هذا التوقيت.

(لُغة) رئيس الوزراء التي تحدث بها أمام وزراءه واستخدم فيها مصطلح (الحك) فيها إشارات أراد بها أن يقول بأن هذا جزء من (الحلول) التي يجب على الشعب السوداني أن ينتظرها من حكومته وهو الذي لا يستطيع أن يمنحنا جواباً على أسئلة (الحك) الحقيقية وعن كم (موعد) ذكرها بعضمة منصبيه (رئيس وزراء ووزير مالية) لحل (كوم) الأزمات التي عجزت عن حلها حكومته وآخرها وعده بحل أزمة (السيولة).. وكأنه لم يقرأ يوماً عن (المتغطي بالأيام)…

سوء النوايا وحده الذي قاد سياسات النظام إلى سوء المنقلب ليس فقط في اختيار سياسيية ووزراءه وحلفاء سياساته وإنما كذلك في اختياره للذين يدافعون عنه في المنصات الإعلاميه ليسجل (أهدافاً عكسية) في شبكة سياساته (المهترئه).

مرة واحدة ولا أكثر ولن تتكرر كان فيها القيادي بالحزب الحاكم (ربيع عبد العاطي) مُحقاً عندما قال ذات تصريحات (مشاترة) من أحد منسوبي حزبه بأن الحزب محتاج لعقد ورشة لضبط الخطاب لدى منسوبيه. قالها ونسي نفسه كأحد أهم المُطالبين بحضورها.

سأظل أكرر بأن (متوسط أعمار الشهداء) هو مؤشر يجب قراءته من كل الجوانب وبالذات من جانب النظام حتى يقتنع بأن الرهان على (التخويف) لم يعُد مجدياً.

خالد ماسا
الجريدة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..