المؤسسة العسكرية السودانية تتبني تهريب اموال لمصر

محجوب حسين

“نحن في انتظار أن يصدر الناطق الرسمي للقوات المسلحة السودانية خالد الصوارمي بيانا ينفي فيه هزيمة البرازيل من ألمانيا»، النص الساخر المشار إليه بين مزدوجين، تعليق لأحد السودانيين، ردا على ما جاء فــي البيان الأخـــير للناطق الرســــمي للقوات المسلحة السودانية، هذا التعليق الساخر يكشف في عمقه وإيحاءاته ورمزياته عن سخرية الشعب السوداني من البيانات العسكرية السابقة واللاحقة، التي تصدرها مؤسسة الناطق الرسمي التي تحولت إلى مؤسسة «حزبية» فقـــدت المصداقية، الناطق فيها مهمته الحصرية تلاوة ما يأتي إليه وهو مرتد بذته العســـكرية بدون مساءلة عـــن ماهية البـــيان والجـــهة التي اصدرته، وهل هناك ملاءمة أو مواءمة مع طبيعـــة الموقع الحساس والمهم الذي يرتبــط بهيبة المؤسسة العسكرية ورجالاتها والقضايا المتعلقة بالأمن الوطني.. إلخ.

سبب ما تقدم هو أن الصحف المصرية أوردت خبرا في الأسبوع الماضي تقول فيه «أن سلطات أمن مطار القاهرة أوقفت دبلوماسي سوداني قادم من الخرطوم، يتبع الملحقية العسكرية بالسفارة السودانية في القاهرة، وفي حوزته كيس قمامة بداخله مبلغ 175 الف دولار»، في الحيثيات والوقائع صنفت الجريمة باعتبارها جريمة تهريب كاملة الأركان وعليه تم توقيف الدبلوماسي، وعند استجوابه أدلى بىعترافات خاطئة/تضليلية، كقوله ان الأموال داخل الكيس هي مئة ألف دولار وعند عدها من طرف السلطات تأكد انها 175 ألفا، أما الجهة المرسلة إليها فذكر بأنها مرتبات العاملين في السفارة.. المهم بدون الدخول في التفاصيل تم إرجاع كيس القمامة بما يحتوي من أموال الشعب السوداني إلى مركز التصدير في الخرطوم.

وبموجب ذلك أصدر الناطــــق الرسمي باسم الجيش كله بيانا هزيلا، يؤكد فيه إفادات المهرب وصحتها في كون هذه الأموال مرسلة للجهات المذكورة وبمستندات رسمية، إلى نهاية البيان الذي أثار استياء الجميع في تلاعب رجالات الدولة بالعــــديد من المؤسسات الوطنــــية لتغطــــية ما سموه «بغسيل الأموال» الذي تمارســـه الحكومة السودانية في الداخل والخارج، لسد فجـــواتها المادية ودعم آلة حربها وأمنها للمضي في صنوف الاستبداد والتعذيب.

تبقي ضمن حالة الاندهاش والغرابة التي لازمت هذه العملية، ثمة أسئلة وإجابات تفرض ذاتها، هذه الأسئلة لا تتعلق مطلقا بالأسئلة والإجابات المتجاوزة من قبيل الجهة المعنية، هل هي الخارجية أم الدفاع أم الأمن، ام حتى تفسير ربكة الدبلوماسي أثناء توقيفه وإقراره فقط بالمئة الف وليس الـ175 الف دولار، ومنذ متى تحول أموال البعثات الدبلوماسية من مرتبات ومخصصات ومهام أخرى بأكياس البلاستيك، أو قل حتى الحقائب الدبلوماسية المخصصة للوثائق الرسمية والسرية، أيضا هل شهد تاريخ العلاقات الدبلوماسية أن تم تحويل أموال بهذا الشــــكل الكلاسيكي؟ والســـؤال الأكثر أهمية هــــو، هل يحـــتاج أمر كهذا إلى بيان رسمي من القوات المسلحة السودانية، وما هي جهة الاختصاص؟

كلهـــا أسئلة تنســف بيان الناطق الرسمي الذي حاول تحمل الجريمة باعتــبارها جريمة ارتكبتها القوات المسلحة السودانية، في حين أن القوات المسلحة السودانية كمؤسسة قد تكون بريئة ولا علم لها بوقائع الجريمة .

تلك هي بعض من صيغ أسئلة الإجابات المتجاوزة التي تريد ان تفكك في الجريمـــة وعناصـــرها، رغم أن المتهم في كل الأحوال واحد، ويرتبط بأجهـــزة نظــــام الخـــرطوم، هذه الأجهزة جاءت بثوب أمني أو مدني أو عسكري أو استخباراتي أو اقتصادي، فيما نحن نعتقد أن السؤال المركزي الذي يجب أن يبحث ليس في المصدر وإنما في وجهة الإرسال المقصودة والمعنية ولماذا؟

وقائع كيس «القمامة» السوداني المرسل إلى القاهرة المؤكد فيه هو إنه تم ? رغم أن العملية الإجرامية فشلت- استغلال أجهزة الدولة التي تتمتع بالحصانة القانونية/الدولية كأفراد البعثات الدبلوماسية وتسليمهم أموالا- بالضرورة من خزينة الشعب السوداني- ووضعها بطريقة رثة كشكل من اشكال التمويه. دخول وزارة الدفاع في الخط وتبنيها الأمر يحمل أكثر من إشارة في حين العرف الجاري هم ينقلون ملايين الدولات في الخارج لصالح حساباتهم ولكن في الحالة المصرية التخوفات كثيرة وهو ما فرض التجريب بمبالغ غير مكشوفة عادية جدا.

٭ كاتب سوداني مقيم في لندن

محجوب حسين

تعليق واحد

  1. فساد فساد مبالغة سرقة عينك ياتاجر اعوذ بالله من هؤلاء الذين لا دين لهم ولا حياة لهم انهيار اقتصاد الدولة سببها في مثل هذة الأشياء دولارات خارج ليلا ونهارا بدلا من تنمية الدولة في أنشاء المستشفيات والصحة والتعليم والزراعة ماذا ينتظر الشعب السوداني اين الثورة اين الانتفاضة اين الحس الوطني اين الوطنية ( يا ثوار اكتوبر يا صناع المجد هتف الشعب من أعماق التطهير واجب وطني التطهير واجب وطني )

  2. يا جماعة والله والله والله واسمعوا مني هذه المعلومة ان الانقاذ كانت ومازالت بتمول التنظيم الارهابي بالصومال بمنحة شهرية 200 الف دولار ,,,,,, ياجماعة لعنة الله علي هؤلاء

  3. جاء يكحلها قام عماها. اعتراف كامل بجريمة تهريب عملة صعبة الي قطر اخر بطرق غير مشروعة وبمشاروة اجهزة حكومية والجيش بالتحديد

  4. تأكيد او ضحض هذه الجريمه فى المقام الاول هى مسئولية البنك المركزى الذى لم ينطق ببنت شفى حتى اليوم وكأن الآمر لا يعنيه فى شىء، وكان الواجب تصويب النقد لادارة البنك المركزى المسئول الاول عن حركة العملات الاجنبيه سحبا وإيداعا!! وحسب تصريحات (الكذاب الرسمى للقوات المشلحه)أن الاموال تخص الملحقيه العسكريه فى سفارتنا وسكوت البنك المركزى يعنى آمرا واحدا لا ثانى له أن المبلغ المضبوط ليس للبنك اى علاقة له به!!واى مغادر للبلاد مهما كان مستوى تعليمه يعرف أن قانون البنك المركزى لايسمح بخروج اى شخص من البلاد بأكثر من 10الف يورو او ما يعادلها من النقد الاجنبى،والشىء الذى لم ينتبه إليه اى آحد ما صرح به الكذاب الرسمى بأن المتهم الرسمى الذى ضبط بحوزته جسم الجريمه كانت معه اوراق رسميه وإدعاء المتهم بأن المبلغ الذى كان معه 100الف دولار وليس 175الف دولار يجعلنا نتسآل ما الذى كانت تحتويه الاوراق الرسميه من ارقام؟!!وما هى اهمية الاوراق الرسميه التى حملها المبعوث إن لم تك مذكور بها المبلغ الحقيقى الذى كان يحمله لجهات رسميه كدليل براءه وحسن طويه الجهات التى دفعت بهذا المسئول (العسكرى)؟!!يا سادتى أصغر تاجر فى هذه البلاد سوى كان مصدرا او مستوردا او الاثنين معا يخضع لقوانين البنك المركزى التى تنفذ بواسطة البنوك التجاريه وإذا اراد هذا التاجر البسيط إستيراد اى سلعه وكى يحول النقد الاجنبى للمصدر فلا بد له من إتباع إجراءات معقده رغم أن التاجر هو الذى يقع على عاتقه توفير العمله الاجنبيه التى يود تحويلها للجهه المعنيه وقوانين البنك تفرض عليه آهمية ذكر إسم الدوله والبنك المراد تحويل المبلغ اليه بجانب المستندات كالفواتير وغيرها من الاوراق (الرسميه) الاخرى !!.
    من هنا اناشد كل الذين يتناولون هذه القضيه من كتاب ومعلقين إضافة البنك المركزى الى لائحة المتهمين الرئيسين وهو المتهم الاول فى هذه القضيه حسب تقديرى،ولا نعلم إذا ما كان لديهم (كذاب آخر رسمى) ليفند لنا ما صرح به نظيره الكذاب الرسمى لقواتنا التى شبعت تشليحا!!!!!!!!.

  5. ده إسمو الأكل المتتالي المتباري من أكياس قمامة دبلوماسية الإنقاذ الفنية الذي صدق بالميتين ألف دولار
    وهو الوزيريسحب منها العشرة الأولى ووكيله طبعا عارف يسحب عشرة وحاملها خمسة فتصبح 175ألف دولار فقط إلى أي جهة كانت مأكلة وغسيل بعده في لعبة الثلاث.

  6. حكومة الهلاك الوطني فكانت شعاراتها مبنية على مبدا التمكين واستغلال موارد الدولة وعرق البسطاء الغبش الذين يمنون النفس بمن يحس بادميتهم ووجودهم كسودانيون لهم حقوق في هذا البلد الممكون والمقهور بحكم العسكروالجبابرة الكيزان الذين حولوا الوطن الى مملكتهم الخاصة يديرونه كيف يشاءون فقسموه الى دويلات وشردوا اهله وجوعوهم وارعبوهم بالحروبات التي اثقلت كاهل الوطن واعاقت تقدمه في المجالات . فقد استشرى الفساد في جسم الوطن حتى اوهنه وماتقوم به حكومة الكيزان من نهب للمال العام سواء عن طريق اكياس القمامة او الحسابات الجارية بماليزيا ودبي او الفللالرئاسية بكافوري او ماليزيا
    ليس من القريب ان نرى تدخل القوات المسلحة في اختصاصات وتصريحات لا صلة لها بها وهنالك وزارة خارجية كان من المفترض ان ترد على ما وجه اليها من اتهامات ولكن هذا ان دل انما يدل على ان هنالك عدم مؤسسية وان جميع مؤسسات الدولة همها نهب المال العام باي طريقة تراها مناسبة سواء عن طريق اكياس القمامة او غيرها طالما ان هنالك عصابة تحميهم ولا يوجد حسيب او رقيب
    جميعهم حرامية نهبوا ثروات البلد وحولوها الى ممتلكات خاصة. اللهم ارنا في عجائب قدرتك ببركة هذا الشهر الفضيل وبقدر ما اقترفوه من ظلم في حق هذا الشعب المقهور على امره واخذهم اخذ عزيز مقتدر تجار الدين وعجل برحيلهم حتى يلاقواا يوما كعود كالقذافي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..