أخبار السودان

غيب وتعال تلقانا … نحن

[CENTER]غيب وتعال تلقانا … نحن
[/CENTER]

في كل عام تظهر (الإنقاذ) للناس في 3 أيام، هي العيدين زائداً عيد الاستقلال،بخطاب باهت ومكرر ومعاد،مسجل مسبقاً في التلفزيون الرسمي، ومقروء من ورقة يكتبها من يصف نفسه بالمستشار الصحفي أو الإعلامي.
ثم يختفي المسؤولون طيلة 362 يوماً أخرى من العام ينشغلون فيها بالسفسفة، والسفر،على حساب مال الشعب، حتى إذا خلصت الميزانية جمعوا القروش من زيادة البنزين والغاز والسكر.
ويفتش الناس عن الحكومة، في العلاج حيث المستشفيات المتردية، وأنابيب الأوكسجين الفاضية،والشاش المنعدم، والمشرط المختفي فلا يجدونها، وعليهم إذا ارادوا العلاج الذهاب للمستشفيات الخاصة، وملاكها من كبار سدنة الإنقاذ.

ويفتش الشعب عن الحكومة في التعليم،فتختفي،والجامعات الحكومية تفرض الرسوم العالية على الطلاب،والمعامل غير موجودة،والمستشفي التعليمي لا يعلم طالب الطب ما يحتاجه، والقاعات قليلة مقارنة بعدد الطلاب،والمراجع في المكتبات لا توجد، والنشاط السياسي والثقافي محظور، والإتحادات محلولة.
ويفتش الناس(كل الناس) عن الحكومة في الخريف فلا يجدونها،والسيول تجرف المساكن، والناس تغرق، والبيئة تتردى، والمياه تغمر الأحياء، والبعوض يفتك بالفقراء.
ويفتش الناس عن الحكومة في زمن الكوليرا، فتختفي، والكوليرا عند المسؤولين هي اسهال مائي بسيط، وغلطان المرحوم لو شرب موية الماسورة الملوثة، ولو أكل سندوتش طعمية في السوق، والمحاليل الوريدية مافي، والنفايات تملأ الشوارع،وأدوية الوقاية لاتوجد.
وعندما يبحث الناس عن الحكومة في غمرة بحثهم عن زيادة الاجور،تختفي الحكومة،والتبرير الميزانية تعبانة،واتحاد العمال يصهين،ومكتوب علي العمال أن يعيشوا ويأكلوا ويشربوا بمبلغ لا يتجاوز ال14 جنيه في اليوم هو الحد الأدني للأجور،وهو لا يساوي ثمن الرغيف الذي يحتاجه أي بيت،فأين ثمن حلة الملاح والمواصلات والإيجار والكهرباء والموية؟؟
الحكومة التي تغيب عندما يتعلق الأمر بالناس،نراها حاضرة بكثافة متى ما تظاهر الناس لأي سبب،فتأتي المصفحات والمدرعات،والبمبان والرصاص،ولو لم يكف قمع التظاهر يأتي الجنجويد،والمال يتوفر لأجهزة القمع ولا يتوفر لمكافحة الكوليرا.
والحكومة نراها حاضرة أول كل شهر،عندما يأتي موظفوها لجمع الضرائب والزكاة ورسوم النفايات،ورسوم طفايات الحريق،والعشور،والضرائب علي المواشي،ورسوم الجوازات،والرخص التجارية،والتأمين.
والحكومة تحضر ولا تغيب،عندما تأتيها وفود صندوق النقد الدولي والبنك الدولي،أو حرامية الإستثمار من الخارج،فتراها تنفذ الشروط وتبرم العقود،وتبيع الأراضي،وتقبض العمولات.
والحكومة غائبة عن علاقات العمل،في المصانع،وعن علاقات الإنتاج في المشاريع الزراعية،ولكنها حاضرة عندما تأتي المواهي فتخصم الضرائب من العمال،وحاضرة أوان الحصاد،فتنتزع المحصول قسراً من المزارع.
مثل هذا النوع من الحكومات لا يعرف لغة الحوار ولا المذكرات،لكنه يخشى المظاهرات،مهما كان عدد جنوده والمدرعات.
يخرج 10 متظاهرين،فيتصدى لهم 100 عسكري،وتنفض المظاهرة،وقد يعتقلون،ولكن مظاهرة أخرى تعدادها 10 ألف متظاهر،لا يستطيع 10 الف جندي تعطيلها أو فضها،لأن في جوفها 10 ألف قلب يصمم على التغيير،و10 ألف قلب ثابت لا يخشى الموت في سبيل الوطن،و10 ألف سوداني أصيل يعرف أن ثمن الحرية غالي،بينما في المعسكر المضاد،10 ألف قلب(واجف)،يقاتل لأجل المال،وإن حمي الوطيس فر إلي عروس الرمال،ومنها إلي تشاد والأدغال،تلك هي معادلة الثورة والإنتفاضة القادمة لا محال.

كمال كرار
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. هذا هو الكلام..من الخرطوم الفيها عشرة مليون لوطلع ١٠٠٠٠ فقل على الانقاذ السلام

  2. هذا هو الكلام..من الخرطوم الفيها عشرة مليون لوطلع ١٠٠٠٠ فقل على الانقاذ السلام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..