(هواة التدمير)

** ظاهر المشهد تقليد، ولكن جوهره ليس كذلك ..إذا فتحت محلاً لبيع العصائر للمارة والسيارة، ونجح المحل، يأتي آخر ويفتح محلاً لبيع العصائر أيضاً بجوارك مباشرة، ثم يأتي ثالث ورابع وخامس، ويصبح المكان سوقاً للعصائر..ثم يكتشف أحدهم أن المكان يصلح لإنتاج وتوزيع الخبز أيضاً، ويبني (فرن بلدي)، وينتج ويوزع ويربح، ليأتي آخر ويبني – بجاوره مباشرة – مخبزاً تركياً لإنتاج وتوزيع الخبز الفاخر، أي يطور فكرة صاحب الفرن البلدي، ليربح كثيراً..ثم يأتي آخر بفكرة جديدة ..و..هكذا تؤسس المجتمعات أسواقها ثم تدير نشاطها التجاري بالمنافسة الشريفة ثم بتطوير الأفكار ..!!

** وما بالمجتمعات يرتقي إلى مستوى الدول، ولكن ليس في كل الأحوال، بل فقط في حال أن تدير أجهزة الدولة واقع الناس والبلد بذات وعي المجتمع..وهذا ما نفتقده حالياً على مستوى الدولة، ولذلك عجز ولاة الولايات وسادة سلطات الإستثمار المركزية عن تقديم نماذج إستثمارية مشرقة للعالم..وعوضاً عن تقديم النماذج المشرقة، يزعجون العواصم العربية بالمؤتمرات والملتقيات و(سفريات مصطفى اسماعيل)، وكذلك يبددون أموال شعبهم بالثرثرة ثم بقوانين – كما جلود الأفاعي- تُجدد سنوياً، وبلا جدوى..تقديم مشاريع زراعية وصناعية وسكنية نموذجية للعالم أفضل من مائة ملتقى بالدوحة والف مؤتمر بالرياض..وتصدير سلع ذات جودة ينتجها مصنع مستثمر أجنبي أو وطني وتحمل ديباجة (صنع في السودان)، يجذب من رؤوس الأموال لتصنيع سلع أخرى ما لم – ولن – تجذبها رحلات مصطفى إسماعيل..!!

** هكذا عالم الإستثمار، أي كما أسواق المجتمع، ربح هذا يأتي برأس مال ذاك، ونجاح فكرة هذا يأتي بذاك ليطور تلك الفكرة.. وكثيرة هي الفرص التي أهدرتها أجهزة الدولة في بلادنا .. أهدرتها، تارة بالطمع الذاتي وأحياناً بالحسد، وكثيراً بسوء الدراسة أو عدم التخطيط.. سندس، على سبيل المثال ، كان يجب تقديمه كنموذج إستثمار زراعي مشرق قبل عقد ونيف من الزمان، وقف على أرضه القذافي حائراً : ( دي الأرض و دي الموية، ايه المشكلة؟)، وهكذا حال الملاك الآخرين إلى يومنا هذا..ومصانع الغزل والنسيج، والتي كانت شموساً مشرقة، مبانيها ومايكناتها محض آثار تحكي عظمة التاريخ، وهي قاب قوسين أو أدنى من مزارع القطن..و..المساحة لن تسع المصانع التي كانت ناهضة بعمالها وانتاجها و(قعدت)، لعجز أجهزة الدولة عن تطويرها بسياسات راشدة..وكذلك كثيرة هي المشاريع التي تجمدت قبل أن تثمر، لعجز أجهزة الدولة عن إدارة أزماتها وإزالة أسباب تجمدها..!!

** وعلى سبيل المثال الراهن..(دريم لاند)، نموذج المدينة الحديثة التي كان يجب تقديمها للعالم، لتجذب رؤوس أموال أخرى لمدن آخرى بالسودان، (تبخر الحلم)..ناهيك عن النهضة العمرانية وسكانها، وجدوى تلك النهضة وآثارها على كل المنطقة وأهلها.. (700 عامل)، يمثلون ( 9 شركات سودانية)، أخرجهم قرار التصفية من (حوش المدينة)..و( 5000 وظيفة)، داخل المدينة بعد إكتمالها، لم تعد متاحة بعد قرار التصفية..وجامعة ومدارس ومشافي و..و..(حياة كاملة)، كانت ستحل محل (الأرض الجرداء)، ولكن تفاجأ وزير الإستثمار بقرار التصفية (من الصحف)..نعم، تفاجأ مصطفى بقرار التصفية، وهو المسؤول عن الإستثمار .. فهل تفاجأ والي الجزيرة أيضاً؟..ربما يدير ملف المشروع ( موظف)، وليس الوالي والوزير ..وعليه، ليس في الأمر عجب، هكذا الإدارة في السودان، وأي موظف من البدريين – ولو في مدخل الخدمة – يستطيع أن يفاجئ الشعب و(يدمر بلد)، ناهيك عن ( تدمير مشروع) ..!!

تعليق واحد

  1. يا ود ساتى شله من الحراميه بعد ان طردت شيخها انفردت بالحكم و هى غير مؤهله حتى فى اسلوب السرقه , فى بعض الدول بيكون فى فساد غير واضح للمواطن العادى , ديل كل المشروع بيسروقوه و بيخلوا عظم زى مشروع الجزيرة , و بيظهروا على مسرحيه هى لله و لكن هى بعيده عن الله , لو فحصنا جهاز الامن و عضويته كلهم غير مؤهلين اساسا فقط فى بداية الهلاك تم تدريبهم فى ايران على القتل و التعذيب مقابل ان كل مفاتيح الدوله فى اياديهم من بشر و مال و مؤسسات و عاثوا فيها فساد و هذه النتيجه اليوم , و معروف لما تاتى بافراد غير ناضجين فكريا و نصف متعلمين فى جهاز حساس تكون هكذا الدوله , اليوم البشير مغيب عن اشياء كثيرة و يفتكر نفسه عمر بن الخطاب و لا يدرى انو هو ماسسسسسسسورة فى السودان

  2. الشكيه لى ابيدا قويه . الحاصل شنوا ؟ فهمونا الناس ديل ربنا غضب منهم
    ومداهم فى الضلالة مدا . الحديث عن قادة الانقاذ من الافعال المؤذيه للذوق العام
    الجارحه للضمير الاخلاقى .

  3. اخي الطاهر أود تصحيحك فهمك الخاطئ للإستثمار او علاقة الدولة بالتنافس فيه الذي تسعى لمعالجته من تناولك اليوم وخلال الايام الماضية أتمنى ان تحظى ملاحظاتي هذه باهتمامك:
    اولا في ما تناولته اليوم:
    1-في القانون الاداري المحلي للسودان سابقا والمعمول به في جميع دول العالم الاول لايوجد شيء مثال ما اسميته (ظاهرة التقليد) وذهب الى القول (هكذا تؤسس المجتمعات أسواقها ثم تدير نشاطها التجاري بالمنافسة الشريفة ثم بتطوير الأفكار ..!!)
    اداريا عندما يفتخ زيداً محلا لبيع منتج في حي وهو مستثمر هنا يقتضي من السلطات المحلية حمايته بمنع اعطاء رخصة لبيع نفس المنتج الذي يبيعه زيداً في نفس المكان فمثالا في اوروبا يقضي القانون المحلي للبلديات ان لايفتح متجر اخر مشابه الا على بعد ميل من متجر زيد الا في حالات الاحتياجات المحلية لسلعته وبالتالي يحمي القانون زيداً ويشجع استثماره
    اما فهمك انت ان كل من وجد فكرة زيد مربحة له الحق في سرقتها ومنافسته تحت مسمى التقليد والمنافسة الشريفة ضعني اضع علامتي تعجب!!
    2- في مقالك السابق وغيره اشرت الى مثال المستثمر الذي دعي للاستثمار في الزراعة بالجزيرة وعندما وجد الفندق الذي اقام به غير مريح اقترح الاستثمار في الفنادق ثم ادخلتنا في تساؤل حق ذلك المستثمر في الحصول على ارض حكومية مجاملة له!!
    قد تعلم اولا تعلم ان معظم الاستثمارات الخليجية هي في الحقيقة اذا ما خلعت خمار صاحبها ستجد وجهاً قبيحاً لطفيلياً سودانياً يتخفى خلفها بل معظمها اموال سودانية سرقت من وطنك لتعود له بعباية خليجية سعودية لزوم التخفي والحصول على خصائص وجوديات الحكومة المبهولة للعاربة المستثمرة
    الدولة لم تدعوا ذلك المستثمر لهذا المجال اما البنية التحتية او السياحية التي لا ارى اولوياتها هنا في دولة غالبيتها جائعة فهي قضية مختلفة تماما والمستثمر في السودان او افريقيا الوسطي مهمته دراستها بنفسه وبماله قبل الشروع في ادخال راس ماله فيها فاذا كنت ترى ان واجب الدولة توصيل الكهرباء والمياه له وغيرها من الخدمات قبل مواطنها فذلك في هذه الحالة يدخل مال دافع الضرائب في رأس المال المستثمر والاخير لاعلاقة له بالفائدة او مرتجع الضرائب له من الاستثمار فلاتخلط بين الاثنيين فاجدك بعقلية نفس الذين دمروا المؤسسات الادارية والحكم المحلي الذي من واجباته وليس المركز ان يحدد حوجته لنوعية الاستثمار وطرق تمويله وادارته ومنافعه لمواطنه ..الخ
    3- ومناقضتك لنفسك لاتتوقف هنا بل مثالا عندما تتسائل عن اسباب غروب شمس نجاح مثالا مصانع الغزل والنسيج الاجابة في الافكار التي تحملها لان الدولة باسم المنافسة الشريفة لم تحميها ففتحت ابواب استيراد المنسوجات من الصين وغيرها منذ عهد النميري فكيف توزن المعادلتين؟!
    فالدولة هنا لم تستطيع حماية سلعة استراتيجية لها ويمتلكها دافع ضرائبها في نفس الوقت لم تسطيع تطويرها للمنافسة بعد قرارها فتح الاسواق لنفس المنتج وفي نهاية الامر بعد اعتماد امثال افكارك اضطرت لتبيع رأس مالها خردة!!
    يتفاجأ والي الجزيرة او الطفل المعجزة بنفض مستثمر يده من خطته هذا امر لايهم الشعب السواني حتى وان رأيت انت عكس ذلك؟ وحتى افهمك يجب ان لاتخلط بين مسؤلية الدولة اتجاه المستثمر ومسؤليتها لتشجيع الاستثمار والحقيقة حتى رئيسك لايفهم هذا ولا حرج عليه فقد احتاج لعشرين عاما ليفهم معنى الفساد!!
    الدولة واجبها اتجاه المستثمر يتمثل في القوانيين الادارية الواضحة وشفافيتها والقوانيين العدلية الجنائية والقوانيين المالية في المعاملات
    اما واجبها اتجاه تشجيع الاستثمار يتمثل في اثنيين لا اكثر يمكنها عبر البرلمان ان تصدر اوامر في مستوى الضرائب والعائدات لانها اموال المواطن والاخر توفير الضمانات في خروج ودخول رأس المال فقط لاغير
    مايقوم به اطفال طفيلي الانقاذ وبرلمان السزاجة في هذا المجال لايعدوا ان يصنف فساد في حد نفسه حتى القانون الذي تم اجازته مؤخرا هو في حقيقته اطار لتقنيين الفساد والنهب مخجل امره مقرف حقا يضع كل المشاركين في اعداده في خانة اللصوص
    وددت ان اواصل نقاط كثيرة حول تناولك بحسن نية لقضايا الاستثمار لكن يبدوا انك في نفس بساطة تلك الباحثة التي ردت عليك بخصوص الاشراف في دار الشايقية وهي لاتعرف حتى من هو الملك جاويش الذي توسل عدوه الذي استبسل في قتاله وانتهي به الامر ان يكون رقيقا لاسماعيل باشا وقصته المعروفة فعلا محن سودانية وعجبي الباحثة او مواطنيها لايعرفون مقابر المماليك المئتين !!
    معذرة اخي بخوص المتناول هل تعرف ماذا نسمي امثال كتاباتك هذه خاصة مؤخراً ؟؟ تسمى (spin) ولكنه تضليل من صحفي غير مطلع بحسن النية!! وهنالك صحفيين متخصصون في هذا المجال بل ومؤسسات صحفية له اليوم يمكنك الاستزادة منهم راجع موقع spinwatch!!

  4. و(يدمر بلد)، ناهيك عن ( تدمير مشروع) ..!!

    وكيف يتم تدمير البلد وهل اكثر من ذلك فاتو مرحلة التدمير واتجهوا لظلالهم

  5. عاوزني اديك من الاخر يا طاهر….
    صاحب دريم لاند والخواض وعبد الرحمن سر الختم….وخليك مع سر الختم دي لانو وداد وبشبش في الصووه…والالا بلاش احسن تودونوا في ستيين الف داهية..الفينا مكفينا

  6. اسال نفسى كل يوم كيف ( انا وكل الشعب السودانى ) عايش ..وكيف سيكون يوم بكرة تحت الظروف الحالية … اى اتجاه تقبل وكل شىء تعمل فيه او تسعى لاجله يطلع لك ( العفريت ) ..أى وزارة او مؤسسة اوجهة حكومية تمشى ليها تلقى ليك واحد ( ماسورة ) ..يعذبك ويطلع دينك ….متى سينعدل حالناو( نرفع سروالنا) ونكون زينا وزى باقى خلق الله ..؟؟وزرائنا مواسير ورئيسنا ذااااتوا طلع ماسورة…زراعتنا ماسورة…اقتصادنا ماسورة.. ..تعليمنا ماسورة….كورتنا ماسورة….وحتى حريمنا وبناتنا ( حزمة مواسير )

  7. عزيزى ود ساتى البدريين ومادراك مالبدريين
    اولئك قوم لاطاقة لك بهم
    فهم فوق القانون وفوق المحاسبة
    اللهم اكفنا شرهم فلا خير يرتجى فيهم

  8. لماذا لا نستفيد من تجربة تنظيم هيئة المدن الاقتصادية في المملكة العربية السعودية. فقد صدر تنظيم المدن الاقتصادية بموجب المرسوم الملكي رقم (أ/ 19 ) بتاريخ 10/3/1431 والذي بموجبه نشأت هيئة المدن الاقتصادية والتي ترتبط بالملك وتتمتع بالشخصية الاعتبارية والاستقلال المالي والاداري. والغرض الذي من أجله أنشئت هيئة المدن الاقتصادية هو إعطاؤها سلطات وصلاحيات لا تتوفر لغيرها من أجهزة الدولة الأخري بأن جعلها التنظيم تعمل علي أسس ومعايير تجارية ، كما منحها المرونة والصلاحيات التي تمكنها من القيام بمهامها وفقا للوائحها الداخلية والمالية والادارية التي نص عليها. والمادة الثالثة من التنظيم في صدرها تقرأ:
    ” تتولي الهيئة الاشراف الكامل علي المدن الاقتصادية إداريا وماليا من أجل تحقيق أهدافها في توطين رأس المال الوطني واستقطاب الاستثمارات الأجنبية وأهداف خطط التنمية في المملكة،”

    ومن المعلوم أن توطين رأس المال الوطني واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية لا يتأتيآ إلا في ظل رغبة جاده فى تطوير بيئة الاستثمار وجذب المستثمرين للبلاد. ونظام المدن الاقتصادية يشبه لحد كبير نظام المناطق الحرة عندنا في السودان. فيمكن تطوير هذا النظام بإنشاء آلية لتسوية المنازعات يتمثل في:

    (1) إنشاء نظام قضائي مستقل على سبيل المثال، محكمة اقتصادية لمعالجة المنازعات المدنية والتجارية. ويتكون هذا القضاء من درجتين: ابتدائية واستئنافية. ولتمكينه من تحقيق ممارسة أفضل فإن استقلال القضاء يجب أن يكون المبدأ الأساسي الذي تعمل عليه المحكمة. بالإضافة الى ذلك ، فإن قرارات القضاء يجب أن تكون نهائية وملزمة وذلك لتعزيز اليقين والشفافية والفاعلية داخل المناطق الحرة.

    (2) إنشاء مركز لتسوية المنازعات بالطرق البديلة لتشجيع التسوية الودية للمنازعات التجارية عن طريق التحكيم والتوفيق . وقد أصبح التحكيم مؤسسياً له لوائحه وانتشرت مراكزه في شتى أنحاء العالم وأصبح شرط التحكيم أكثر قبولاً في كافة العقود الدولية لاتساع رقعة التجارة الدولية وزيادة حجم المعاملات المصرفية بما فيها من خطابات اعتماد وقروض وزيادة حجم النقل البحري والجوي والبري وتشعب مشاكل التأمين وحاجة الدول النامية للمعدات الصناعية والمنتجات ووسائل التقنية الحديثة والخبرات والمعرفة المستوردة من الدول الصناعية الكبرى ودخولها مع هذه الدول في مشروعات دولية مشتركة كمشروعات استخراج البترول من باطن الأرض وتشييد المصانع العملاقة. من المتصور أن مركز تسوية المنازعات البديلة سوف يضع قواعد التحكيم الخاصة به وفقا لنظام التحكيم السوداني. ويتم اللجــوء إلى التحكيم عـن طريق المحكمة بقرار منها إذا كان النزاع معروضاً عليها ؛ وإذا لم يكن النزاع معروضاً على المحكمة فإن التحكيم يكون تحكيماً خاصاً باتفاق الخصوم على إحالة النزاع إلى محكم أو محكمين للفصل فيه أو يكون التحكيم مؤسسياً إذا لجأ الخصوم إلى أحد مراكز التحكيم لتسوية النزاع عن طريق محكمين تحـت إشرافه. وهذا النوع الأخير هو الذي أصبح أكثر أهمية وانتشاراً من غيره.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..