(وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون) صدق الله العظيم.

بسم الله الرحمن الرحيم
د. سعاد إبراهيم عيسى
إن أعاصير وأتربة دعوة العصيان المدني التي افتعلتها السلطة, بدأ من التقليل من شانه, مثله مثل كل الأحداث العظيمة التي تبغضها فتتنكر لها بالتقليل من شانها, لا زالت تملا الأجواء وتحجب الرؤيا تماما عن واقع الدعوة دوافعها ومسبباته, الأمر الذي لا يبشر بان هنالك أي اتجاه من جانب السلطة لإتباع أي من طرق ووسائل تنقية الأجواء والتهدئة, بقدر ما تسعى للمزيد من دفع وحث المواطن ليضاعف من عصيانه.
فالحكومة التي قللت من شان العصيان المدني في نسختيه الأولى والثانية الأخيرة, هي ذاتها التي أعلت من شانه من حيث لا تدرى, فالأمر قليل الشأن لا أظنه يتطلب بل ولا يحتاج, إلى كل هذا الجهد والركض الذي مارسته لمبالغ الحكومة بحثا عن كل ما يمكنها من إفشاله والقضاء عليه في مهده, ورغم فشلها في تحقيق ما أرادت, إلا أنها لا ا زالت تتحدث عن فشل العصيان وتتناسى ان الفرق شاسعا جدا بين الفشل والإفشال.
ففشل العصيان حقيقة يعنى, أن الاستجابة له قد انحصرت في مجموعة الداعين له, وربما القليل ممن يؤيدونهم. بينما انصرف كل الآخرين, ولعدم قناعتهم بجدواه او بمبرراته, إلى ممارسة حياتهم الطبيعية ودون التفات له. وفى هذه الحالة خسر الداعون له خسرانا مبينا.
أما إفشاله الذي تبنت فعله الحكومة واعترفت به, إنما يعنى قناعتها باحتمالات نجاحه بداية, بما يجعلها تسعى لإفشاله متبعة أساليبها في الترهيب والتهديد لكل من تخول له نفسه الاستجابة لدعوته, ومهما كانت قوة إيمانهم وقناعاتهم بضرورة حقهم في ممارسته, فاضطرهم ذلك النهج العنيف لكي يخضعوا لأمر السلطة مرغمين, يصبح امتناعهم عن المشاركة في العصيان لا يقلل من شانه بقدر ما يقلل من شان السلطة.
وبالرجوع إلى كل الجهات التي أجبرتها الحكومة على عدم ممارسة حفها في التعبير عن رأيها عبر ذلك العصيان, نجد أنها وبكاملها إنما تصب في خانة المؤيدين لدعوة العصيان وإلا ما قصدتهم الحكومة بتحذيراتها, كانوا هم العاملين بدواوين ألدوله المختلفة وبالقطاع الخاص, والطلاب بالجامعات, والمعلمين بالمدارس ورياض الأطفال, ثم اختتمت تهديد جماهير العصيان المتوقعة بسائقي الحافلات وربما الرقشات, وبان يداوم الجميع كان شيئا لم يكن. فأين الفشل.
وقبل كل هذا وذاك, فان الحكومة التي قللت من شان دعوة العصيان والقائمين علي أمره, من شباب الكي بورد كما أسمتهم, هي ذاتها التي أعلنت على الملا, بأنها قد أقامت غرفة عمليات خاصة لمناهضته, أو قل لمناطحة طواحين الهواء, بعد أن وصف احد قياداتها, دعوة العصيان بأنها مجهولة, يعنى دعوة لم يعلن الداعون لها عن أنفسهم, طبعا حتى يمكنوا السلطة من أن تلحقهم بمن قاموا باعتقالهم تحسبا لمشاركتهم في العصيان قليل الشأن, فلم إذا كل هذه الإجراءات والتحوطات وما يلزمها من ميزانيات في هذه الظرف الاقتصادي الحرج؟,
وللمزيد من تأكيد نجاح دعوة العصيان المدني وتزايد قلق السلطة وخوفها منه, ما أعلنه نائب رئيس الجمهورية, السيد حسبوا محمد عبد الرحمن, الذي رغم انه لم يعرف عنه هواية سب وشتم والإساءة إلى المواطنين التي يدمنها الكثير من قيادات حزبه الحاكم, فبعد أن وصف سيادته الداعين للعصيان المدني بأنهم عملاء لإسرائيل, ويقبضون منها بالدولار, وإنهم متبطلين ومنبطحين, وان دعوتهم للعصيان لم تحقق نتائجها, يعلن بأن ذلك الفشل في تحقيق النتائج, سببه الجهود والعمل الكبير الذي بذله الشباب لإفشالها, باختصار يعلن سيادته بان العصيان لم يفشل ولكنه تم إفشاله بالعمل الكبير الذي قام به سبابهم.
أما قصة وصف القائمين على آمر العصيان بالعمالة لإسرائيل بالذات, وما الغريب في ذلك بعد أن أصبح أمر تطبيع علاقات السودان معها, تتم مداولته على رؤوس الأشهاد ومن داخل قاعات اجتماعات الحوار الوطني, مثلها مثل التطبيع مع غيرها من الدول, طبعا هذا بصرف النظر عن أفواج السودانيين الذين جعلوا من اسرائل دولتهم المفضلة للجوء إليها ومهما كلفهم ذلك. وخاصة بعد أن أزيل من الجواز السوداني, الجملة التي توضح صلاحيته لدخول كل دول العالم ما عدا إسرائيل.
والمهم فان ألعماله لإسرائيل ها والقبض بالدولار أو الشيكل منها, لا يختلف عن العمالة الداخلية والقبض بالجنيه السوداني. فالعمالة تعنى خيانة لأمانة مقابل الحصول على منفعة خاصة, فيصبح الذي يخونها داخل دولة السودان أو غيرها من دول أخرى فهو عميل. فما الخيانة التي ارتكبها دعاة العصيان وهو من حقهم قانونا وشرعا؟
ثم ما الذي يجعل من مناهضة عصيان لا شأن أو وزن له يتطلب كل ذلك الجهد من شباب الحزب الحاكم, الذين قرروا أن يتبادلوا مع شباب الكي بورد رد التحايا, فكان أن أصدروا فيديو أسموه (الخرطوم الآن), وبالطبع المقصود من كلمة الآن هو يوم العصيان المدني الذي أرادوا أن يدللوا على فشله بعرض موقف المواطنين منه. وقد تم تصوير ذلك الفيديو بانتقاء واضح للأمكنة وللأحداث وبصورة رأوا أنها قد تثبت فشل العصيان بدليل سير الحياة كطبيعتها المعتادة بالخرطوم, بالطبع هذا إذا كانت دعوة العصيان المدني خاصة بولاية الخرطوم دون غيرها, فأصبح التركيز على إفشاله بها هو المهم بينما انفردت الولايات الأخرى بالاستمتاع بممارسته.
الفيديو يبدأ يعرض ساحة غاية في الخضرة المنبسطة على مد البصر, تشمخ بجانبها مجموعة رائعة من الأبراج, التي زينت واجهة كل منها بعلم السودان, وهو يتدلى من قمتها إلى قاعدتها, وتحيط بها بيئة غاية في النظافة. ثم كان عرض لقوات الآمن والمخابرات التي ظلت تتدفق إلى تلك الساحة وبأعداد كبيرة جدا, وهى تسير على أنغام الموسيقى حتى وصولها موقع المسئولين الذين عبروا عن ابتهاجهم فهبوا يمارسون العرضة طبعا, ورغم أن ذلك الاحتفال قيل انه في إطار ذكرى إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان, إلا انه كان مناسبة لإظهار القوة للفت أنظار دعاة العصيان ومؤيدوه أن يعملوا حسابهم..
ويستمر ذلك الفيديو في عرضه للخرطوم الآن, فيتخير بعض المناطق التي ستخدم الهدف كما يتصورون. فيتم عرضا لأفراد من الشباب الذين أجادوا اللعب بالكرة, رغم أنه لم يكن من المألوف مشاهدة مثل تلك العروض بالطرقات, وبلا داع أو سبب, ثم الأهم من كل ذلك ما تم عرضه لبعض الحشود الجماهيرية, التي لا تدل على إنها محتشدة الآن أو في وقت مضى, كما وإنها لا تعبر عن أي شيء غير احتشادها الكثيف الذي زج به بالفيديو لتكتمل الصورة..
خلاصة كل ذلك الجهد أفضى إلى أن يتساءل كل من شاهد ذلك الفيديو, عن إن كانت تلك هي الصورة الحقيقية للخرطوم في ذلك الوقت أو حتى في أي وقت آخر؟ فالذين اشرفوا على ذلك العمل يبدو أنهم لم يضعوا في الاعتبار أن مشاهديه ممن يعيشون في ذات الخرطوم في ذلك الوقت, وهم يشاهدون حقيقة الأوضاع فيها, سيصابون بالدهشة لصناعة ما تم عرضه بما لا يعكس واقع وحقيقة الحال, أما أن كان القصد من عرض ذلك الفيديو إيهام من هم بالخارج بفشل العصيان, فلهم هم أيضا طرقهم ووسائلهم التي تكشف لهم الوجه الآخر لما تم عرضه. ولا نشك في أن جماعة الكي بورد الأصليين سيردون على تلك التحية المصنوعة بأحسن منها.
والسؤال الواجب طرحه في هذا المجال هو من أين أتى كل هذا الاهتمام الزائد بأمر الاحتفال بيوم إعلان الاستقلال من داخل قبة البرلمان هذا العام, الامر الذى لم يحدث كذلك فى كل الاعوام السابقة وطيلة عمر هذه المناسبة؟ فلاول مرة تصحو الحكومة منغفوتها وترى ان هنالك ضرورة وواجب للاحتفال بتلك المناسبة بل وامتدت الاحتفالات لتشمل العديد من مؤسساتها, وعليه يصبح من واجب الجميع شكر وتقدير دعوة العصيان المدني التي قرر القائمون على أمرها أن ترتبط بتلك المناسبة العظيمة, وحينها فقط تم لفت نظر السلطة وغيرها إلى أهميتها وضرورة الاحتفاء بها, وهى حسنة أخرى تضاف لحسنات العصيان ألكثر.
اعتقد انه ومن كل ما سبق ذكره فان دعوة العصيان المدني قد نجحت بنسبة تفوق المائة في المائة وهى نسبة معتمدة في الرياضيات ويمكن أن يحصل عليها المتفوقون فيها, بينما فشلت السلطة في معالجتها للأمر وبنسبة تفوق المائة في المائة أيضا, إذ أنها أبقت على كل الأسباب التي دفعت المواطنين لممارسة حقها في العصيان, بل واجتهدت في الاستزادة من كل ما يضاعف من دوافع عصيانه كان ذلك بالمزيد من تكميم الأفواه أو تقييد الأرجل ومن ثم تتحدث عن فشله في العصيان عليها.
نلاحظ أن بالدول التي تتمتع بحكم ديمقراطي كثيرا ما نقرا عن استطلاعات للرأي تشمل شرائح كبيرة من المجتمع, لتكشف عن مدى رضا الجمهور عن الحاكم, وهى وسيلة تكشف للمسئول حقيقة موقفه بين شعبه, ومن ثم تمكنه من استدراك أمره قبل فوات الوقت.
ماذا لو اقتنعت حكومة الإنقاذ بأنه وما دام لا نملك مؤسسات وخيارات لاستطلاع رأى المواطنين عن اى أمر كان وبالصورة والمستوى المطلوب., بان تسمح للمواطنين باستخدام حقهم القانوني في التعبير خاصة الخروج في مظاهرات دون أدنى جنوح لتخريب أو أخلال بالأمن, وعلى تجعل من أجهزتها الأمنية حامية لتلك التظاهرة, ولترى حينها الحجم الحقيقي للمشاركين فيها, ما لم تعمل قواتها على بعثرتهم وتشتيتهم حتى إن كانوا صامتين. ومن بعد توهم نفسها بان المعارضة قد فشلت في إخراج الجماهير للشارع..
وماذا لو سمحت لدعوة العصيان المدني أن تأخذ مجراها الطبيعي, وهى الأخرى لا تعمل على الإخلال بالأمن ولا تعمل على تخريب ممتلكات المواطن أو الوطن, ودون اى تدخل من جانبها لإفشاله ولترى حينها من يقف معه حقا ومن يقف ضده, ودون أوهام او تخيلات بفشله وعدم تحقيقه لأغراضه؟ لكنها لا ولن تفعل ولذلك لن تعلم من اين يأتيها الخطر. .
أخيرا, على كل يقدرون وتضحك الأقدار.
[email][email protected][/email]
زمان و في سبعينات القرن الماضي كان اعلام السودان عامه و الاعلام العربي على وجه الخصوص معيشننا على ضلالات و ترهات الدوله العنصريه و الدوله المحتله و فلسطين الجريحه و و لدرجه انو كنا نتحاشى قرأه اي خبر يتعلق ب اسرائيل ونتفادى رؤيه اي صور لليهود و بعد ذلك جاءت زياره السادات الشهيره للقدس ورأينا بعد ذلك حجم التخابر و التخازل العربي وسياسات التطبيع المتواصله والسعي لمقابله اليهود خلف الابواب الموصده تاره وجهارا نهارا تاره اخرى و توالت النكبات و المصائب على وحده المصير العربي المشترك و ظهرت يعد ذلك مواقع التواصل الاجتماعي و عبرهم فانكشف المستور و عرفنا مرخراميف أن الاعلام العربي كان اتذاك موجها مع بوصله المصالح الماديه بين دولنا و بين الدوله العبريه, اذ كان الاعلام يدعو بشي بينما السياسيون يصولون و يجولون مع اليهود وان لا يفوت عليهم اخذ الصوره التذكاريه مع شامير و شارون وموشى دايان ومن على شاكلتهم اما الان وقد اختفت تلك المشاعر و الشعارات اذ بات اصحاب الارض انفسهم يبيعون ما تبقى لديهم بابخس الاتمان و لليهود مباشره فتمددت اسرائيل في كثير من دول الممانعه سابقا وصارت اياديها تبطش كل من عاداها يمنا و يسرا و بغير حساب كما هو الشأن في السودان و سوريا و الاردن و المغرب و مؤخرا تونس فلم تعد ذاك البلبل المخيف فاضحت قبله و محجا للعرب و المستعربه بل و ملازا امنا للاجئين على العموم و حسبنا الله و نعم الوكيل .
الكل يعلم و بعد ان خلت الساحه لهؤلاء المتأسلمين و مع ازدياد تمكينهم في شتى مناحي الحياه حتى اصبحو طائفه و تجاوبا مع التحديات التي تواجه جماعه الاخوان المسلمين في الوقت الراهن زاد تقاربهم مع السلفيه الجهاديه فدجنو العمل التربوي والدعوي والقضائي و السياسي والفكري و العسكري و الشرطي والاجتماعي و قريبا الرياضي فتصلبو في رأيهم و تذمتو على حسب مفهومهم الضيق وحسب افكار الطائفه الجهاديه الممانعه فكفرو مادون فكرهم اذ صارو يوزعون فتاوي التخوين الجاهزه بالجمله والقطاعي و يحكمون بالرده لاي طؤائف اخرى لا تروغهم او تجري في قلكهم فلم يعودو يكترثون او لنقل يتكيفون مع اي حلول سياسيه كانت ام اقتصاديه و لو اتت من بنات افكارهم فتساوؤ مع الماسونيه فكرا وعقيده.
يعطيك العافية يا رب ، و يحفظك
حتى هم ( واعني بهم حكومة المؤتمر الوطني ) تعلم ان العصيان قد نجح نجاحا فوق ما يتوقع الشباب الذين دعوا للعصيان ولكن كعادة هذه الحكومة القفز فوق الحقائق وكتم انفاس كل من يعارضهم او يعبر عن ما يجيش بصدره .
واقع الامر ان المرحلة الاولى من العصيان في 27 نوفمبر قد نجحت نجاحا باهرا ملحوظا الا ان المرحلة الثانية من العصيان في 19 ديسمبر كانت اقل حظا من الاولى وذلك ليس لعدم الاستجابة والقناعه من الشعب بوجوب العصيان بل لان حكومة المؤتمر الوطني مارست الترهيب والترغيب وكل ما تستطيع حتى لا يشارك الجمهور والموظفين بالقطاع العام والخاص في العصيان وهذا امر قام به النظام وهو يعلم ذلك وكذلك يعلمه الشعب ويعلمه شباب العصيان وكان متوقعا جدا
وهاهي مرحلتي العصيان قد مضتا وشباب العصيان يتوعد في مواقعهم الاسفيرية بان المرحلة الثالثة من العصيان ستشهد اسلوب جديد وتكتيك متقدم جدا نوعا وكيفا يستهدف مشاركة قطاع كبير جدا من الشعب ويشجع موظفي القطاع العام والخاص وحتى بعض عضوية المؤتمر الوطني نفسه والحركة الاسلامية الانضمام الى العصيان واحداث الشلل التام لحكومة المؤتمر الوطني وكما قرا من اسافير شباب العصيان حتى ان المرحلة الثالثة قد لا تحسم الحرب ضد المؤتمر الوطني ولكنها تجعله لاول مرة يعترف بالشعب السوداني وشباب العصيان وحقوق الانسان ويبدي تنازلات غير مسبوقة ويسعى بكل ما اوتي من قوة لمعرفة حقيقة شباب العصيان وقوتهم الخفية التى تفوق قوة الاسلحة التى بيد ميليشياتهم وقبضتهم الامنية ويتوعد شباب العصيان بان تستمر الدعاوي للعصيان وتدعيمها بتكتيكات نوعية يفاجئون بها حكومة المؤتمر الوطني وتشل قدرتهم تماما
ننتظر ونراقب ماذا في جعبة شباب العصيان وماذا في جعبة حكومة المؤتمر الوطني
تحليل جميل يا دكتورة وهذا ما عهدناه في يراعك ومبراتك التي تسخر القلم لبنانك .لا فًض فوهك .والحق ابلج والباطل لجلج.
أنا شايفة يا أستاذة سعاد أن العكس هو الصحيح فالحكومة لا تخدع نفسها بل المعارضة هي التي ظلت تخدع نفسها وتحاول أن تبيع السمك في البحر وأكبر دليل لخداع النفس أن المعارضة تقول أن العصيان قد نجح. ده أسمه خداع نفس بحذافيره يا أستاذة سعاد لان العصيان لم ينجح ولم يؤثر في الحكومة وكل الناس ذهبوا لاعمالهم وجامعاتهم كالمعتاد. وأنا شايفة أنه طبيعي الحكومة تتكلم وتحث الشعب أن لا يستمع لدعوات العصيان وتخوف الناس من الفوضي وتشوه صورة المعارضة. يا أخواتي كونوا منطقيين: يعني هل تتوقعوا أن الحكومة تصمت ولا تتكلم وتدعكم تعتصموا وتنتصروا عليها وهي ساكتة ومستسلمة؟ لا طبعاً فالحكومة بتلعب سياسة كما يلعب ناس المعارضة، ومثلما تشتم المعارضة الحكومة فالحكومة بتشتم وتسخر من ناس المعارضة وأقرب مثال كلام الرئيس في كسلا عندما قال عن المهدي أنه يلعب تنس ويدعوا الناس للعصيان بالكيبورت،، أها الرئيس كلامه صاح وأقنع الناس بمنطقهم البسيط ده لأنو ما ممكن المهدي يدعوا الشعب للعصيان ويمشي هو يلعب تنس في ملاعب القاهرة ويحتفل بعيد ميلاده ويقطع التورتة ويعيش حياة المترفين بدون أي إحساس بالفقراء والغبش.. البشير علي الاقل زول متواضع وقال عمره ما سمع بالهوت دوغ وقاعد يمشي يقابل الفقراء الغبش في الاقاليم في عز الشمس والغبار وبيعرف يلم الناس حوله بالكلام البسيط الذي يدخل عقولهم.. دي هي الحقيقة يا أخت سعاد وأسمعيها مني لأني أنا إمرأة سودانية زيك.. الاية الكريمة (وما يخدعون إلأ أنفسهم وما يشعرون) تنطبق علي المعارضة وليس الحكومة لأن المعارضة ضعيفة وهزيلة أما الحكومة فهي قوية وعاتية وكمان بيعرفوا يكسبوا الشعب السوداني حتي في أحلك الظروف بكلمة الله أكبر.
قبل أيام قابلت ضابط كبير في القوات المسلحة برتبة عقيد في بيت عزاء وهو من أسرة المتوفي أما أنا فصديق للأسرة.
المهم سألته يا سعادتك ليه غالبية ميزانية السودان 2017 تذهب للجيش والأمن مع أن السودان فقير والشعب مرهق بالغلاء؟؟ ليه 29 مليار للجيش والامن بينما الصحة والتعليم يعطوها أقل من مليار واحد؟؟
الحقيقة أن سؤالي ده دخلني في حوار طويل وحيرة طويلة مع الضابط الرفيع لأنه قال لي أن غالبية الميزانية تذهب للأمن لأن السودان مستهدف وأنا مستعد أثبت ليك هذا الاستهداف ولذلك فالأمن هو أولوية قصوي وأهم من التعليم والعيش والدواء!!!
طبعاً رأسي إحتار وقلت ليه: كيف الكلام ده سعادتك؟ فقال لي أن السودان ظل في حالة حروب مستمرة منذ الاستقلال وأن الحروب هذه مدعومة من أمريكا وأسرائيل لتفتيت السودان وأنهم في القوات المسلحة عارفين ثمن الحرب والسلام وعشان كده ظلوا ساعين لإقناع الحركات المسلحة بالسلام لكن الحركات وخاصة الحركة الشعبية لا تريد سلام لأنهم أصلاً عملاء لأسرائيل وأمريكا.
وفي النهاية سعادته قال أن ميزانية الدفاع في السودان هي أعلي ميزانية حرب في أفريقيا لظروفنا الداخلية ولولا الميزانية دي كان السودان أصبح أسوأ من الصومال أو سوريا أو ليبيا. سعادة العقيد قال أن الانقاذ لما جاءت في 89 كانت القوات المسلحة منهارة والجنود منهارين ويلبسون السفنجات في أرجلهم وهم يحاربون في أدغال الجنوب بدون رصاص ووقال أنه برغم كل ما يقال عن الانقاذ إلأ أن الانقاذ هي المساهم الوطني رقم واحد (حسب تعبيره) في تقوية القوات المسلحة وأنهم بدأوا إعادة هيلكة الجيش في 89 و90 ولبسوا العساكر دمورية كاكي وأحذية باتا وده دليل علي حجم الماسأة التي كنا نعيشها زمان، أما الان فقال أن القوات المسلحة في العشرين سنة الماضية تحولت لقوة ذات إمكانات ضاربة وقاتلت في دول أفريقية وآسيوية كثيرة جداً مثل جزر القمر والصومال وليبيا وتشاد واليمن وده دليل علي قوة الجيش السوداني الان في عهد الانقاذ.
واحد من الحضور في صالون العزاء سأل العقيد سؤال ولع الدنيا وقال له هل ممكن يحدث أي تغيير أو إنقلاب وتسقط الانقاذ ذي محاولة صلاح قوش؟؟ العقيد غضب غضباً شديداً من السؤال وقال: عملية قوش دي كانت لعبة غبية وحماقة منو ساي وهو لحدي الان ندمان عليها لأننا كشفناه من مرحلة التخطيط وضبطناه متلبس في ساعة الصفر بدون إطلاق رصاصة واحدة والناس لما داهموا منزله وإعتقلوه أمام أولاده قوش لم يصدق أن خطته إنكشفت وإنهار وأصيب بصدمة قلبية وأضطروا يأخذوه للمستشفي لعلاج القلب!! فمافي جهة بتقدر تعمل إنقلاب أو عمل سري في البلد دي لأنو ببساطة الجيش أقوي من الأمن مش عسكرياً بس بل وأمنياً كمان، لأنو عندنا وحدة خاصة أسمها الإستخبارات العسكرية لديها سلطات مطلقة لإعتقال أي ضابط بأي رتبة وفي أي جهة عسكرية، وقال أنا الان مثلاً ضابط قيادي في سلاح المظلات لكن لو جاني عسكري صغير من وحدة الإستخبارات العسكرية وطلب مني أمشي معاهو المكتب لازم أمشي معاهو بدون نقاش لأن سلطاتهم مستمدة من فوق ومهمتهم الرئيسية هي مراقبة تحركات وإتصالات القيادات العليا في كل القطاعات العسكرية بما فيها الجيش والأمن والشرطة ويرفعوا تقاريرهم للقائد الاعلي وهو رئيس الجمهورية وبالتالي يستحيل حدوث إنقلاب لأن الانقاذ والقوات المسلحة هي حاجة واحدة ومافي قوة أمنية أو عسكرية أو سياسية تقدر تحكم البلد دي إلأ بدعم وموافقة القوات المسلحة.
بصراحة داير أسمع رأئ الشباب هنا لأني من يوم الضابط ده وأنا محتار لأن كلامه بهذا الشكل يعني أن البشير مسيطر علي كل كبيرة وصغيرة. لاحظوا أن محاولة الانقلاب في تركيا الناس حركوا الدبابات للشارع لكن هنا مافي دبابة تقدر تتحرك إلأ بعلم البشير.. معقول لهذا الدرجة؟
تحليل عميق، هادئ وشامل قطع قول كل خطيب في فشل العصيان أو نجاحه. هذا هو الفرق بين العالم والجاهل. أقارن كلماتك يا دكتورة بكل ما قاله أهل الانتكاس بحق العصيان، فأري الفرق بين الثرى والثريا. ليتك كنت حاكمة لهذه البلاد بدل البشكير. ّإذا لنزلت عينا الخيرات من السماء ومن تحت أرجلنا.
لك التحية د. سعاد..لقد تناولتي الحقائق بغاية الموضوعية.. هناك حقائق اذ لابد من اخذها بعين الاعتبار..وأخذ الموضوع من عدة زوايا..
أولا..وكحقيقة ثابتة ان النضال لتحقيق الهدف يبدأ بالاعمال والافعال الصغيرة..وليس بالخطب الرنانة..وان الخوف من الفشل ليس مبررا لعدم القيام بالتجربة..
ثانيا..ان العصيان الذي جرى هو.. إعلان مبدأ وتسجيل موقف..وان اعلانه فقط هو تحدي ونجاح.. في ظل التكميم الصارخ للافواه..والانتهاك غير المبرر للحريات.. والتهديد والوعيد لكل من يتجرا بقول كلمة حق في وجه سلطان جائر..
ثالثا..ان كل نجاح..والوصول للمبتغى يُبنى على “مراحل”..وهي سنة الكون..حتى الانسان نفسه ربنا خلقه على مراحل اذ قال تعالى في محكم تنزيله (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ.. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ.. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)صدق الله العظيم.لذا فان كل ما يجري في الساحة من نضال هي مراحل..نحو تحقيق الهدف..
رابعا..أقول لأهل النظام..اذا شُبّه لكم بأن العصيان قد فشل..بحسب نظرتكم القاصرة..قان المناضلين الشرفاء سيجمعون حجارة الفشل ليبنوا بها سُلّماً نحو النجاح..وهو اسقاط النظام عاجلا أم آجلا بإذن الله..
خامسا..ان الدعم والتأييد الذي وجده هذا العصيان من كل الطيف السوداني لهو استفتاء لمدى كره الشعب النبيل لهذا النظام..وهل هناك نجاح اكثر من كسر الحاجز النفسي!! الذي جعل الكُتّاب وقبيلة الاعلام على سبيل المثال لا الحصر والمفكرين واهل الفن والدراما بتأييد العصيان ودعمه وتسجيل اسماءهم في لائحة الشرف نهارا جهارا وهم داخل السودان؟!!
تحليل عميق، هادئ وشامل قطع قول كل خطيب في فشل العصيان أو نجاحه. هذا هو الفرق بين العالم والجاهل. أقارن كلماتك يا دكتورة بكل ما قاله أهل الانتكاس بحق العصيان، فأري الفرق بين الثرى والثريا. ليتك كنت حاكمة لهذه البلاد بدل البشكير. ّإذا لنزلت عينا الخيرات من السماء ومن تحت أرجلنا.
لك التحية د. سعاد..لقد تناولتي الحقائق بغاية الموضوعية.. هناك حقائق اذ لابد من اخذها بعين الاعتبار..وأخذ الموضوع من عدة زوايا..
أولا..وكحقيقة ثابتة ان النضال لتحقيق الهدف يبدأ بالاعمال والافعال الصغيرة..وليس بالخطب الرنانة..وان الخوف من الفشل ليس مبررا لعدم القيام بالتجربة..
ثانيا..ان العصيان الذي جرى هو.. إعلان مبدأ وتسجيل موقف..وان اعلانه فقط هو تحدي ونجاح.. في ظل التكميم الصارخ للافواه..والانتهاك غير المبرر للحريات.. والتهديد والوعيد لكل من يتجرا بقول كلمة حق في وجه سلطان جائر..
ثالثا..ان كل نجاح..والوصول للمبتغى يُبنى على “مراحل”..وهي سنة الكون..حتى الانسان نفسه ربنا خلقه على مراحل اذ قال تعالى في محكم تنزيله (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ.. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ.. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)صدق الله العظيم.لذا فان كل ما يجري في الساحة من نضال هي مراحل..نحو تحقيق الهدف..
رابعا..أقول لأهل النظام..اذا شُبّه لكم بأن العصيان قد فشل..بحسب نظرتكم القاصرة..قان المناضلين الشرفاء سيجمعون حجارة الفشل ليبنوا بها سُلّماً نحو النجاح..وهو اسقاط النظام عاجلا أم آجلا بإذن الله..
خامسا..ان الدعم والتأييد الذي وجده هذا العصيان من كل الطيف السوداني لهو استفتاء لمدى كره الشعب النبيل لهذا النظام..وهل هناك نجاح اكثر من كسر الحاجز النفسي!! الذي جعل الكُتّاب وقبيلة الاعلام على سبيل المثال لا الحصر والمفكرين واهل الفن والدراما بتأييد العصيان ودعمه وتسجيل اسماءهم في لائحة الشرف نهارا جهارا وهم داخل السودان؟!!