المبدعون .. والموت في المنافي..

المبدعون .. والموت في المنافي..
بكري الصايغ
[email][email protected][/email]
****************************
الـمصـدر:
جـريدة (الشـرق الأوسـط) اللندنيـة،
بتاريـخ:
تاريخ كتابتها هو عام 1993..1/6/1993
الكاتب الراحل:
محمد الحسن أحمد-
الذي توفي بالغربة في لندن
———————–
***- عبر سنوات كثيرة، وخلال عدة عهود، تغرب مبدعون سودانيون كثيرون، وعاشوا في المنافي، بعضهم قضى نحبه فيها:
عيد بأية حال عدت يا عيد * بما مضى أم لأمر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيداء دونهم * فليت دونك بيدا دونها بيد
***- هكذا حال النوابغ والمبدعين السودانيين، يلجئهم المر إلى الأكثر مرارة، تضيق بهم بلادهم، وهي أوسع البلاد بحجم قارة، وهم الأحق بأن تفسح لهم في أرجائها المترامية، إلا أنها تضيق عليهم الخناق لكونهم الرئة التي يتنفس من خلالها الآخرون، لأن حقب الحكم، في غالبها الأعم لا تأذن بالتنفس، إلا من خلال بزة عسكرية، لذلك فإنهم يرحلون وحناياهم مثقلة بنزيف الوطن، فينزفون حتى الموت عطاء وحسرة على الوطن. وبين مغالبة اليأس والحلم بالميلاد المرتجى، يقدمون أنفسهم قرابين على محارق الشوق إلى ملاعب الصبا، والمثوى الأخير في شبر هناك في الأرض الحبيبة، يصير أحياناً عزيز المنال باهظ التكاليف. تسترجع بنا حالة من الوجد، مع مطالع العيد ـ كعادة أهل السودان ـ خسائرنا من أهل الشفافية والنبوغ، ممن ألجأهم ظلم ذوي القربى إلى طلب الانعتاق في أرجاء الكون الفسيح، فعادوا رفاتاً أو ينتظرون العود كذلك، أو بنصر عظيم إن شاء الله.
***- نذكر معاوية محمد نور، الذي رضي من الغنيمة بالإياب، فعاد بعد تجوال في الشام ومصر، صال في صحافة [تها] ومجالسها برأي ثاقب سديد وبحس مرهف وعبارة أنيقة. وتطاولت قامته وهو ابن العشرين حتى حاذى عمالقة ذلك الزمان، العقاد، وطه حسين، والمازني، وأقرانهم، إلا أنه ظلت تضغط على روحه وعافيته، آلام النوى وأحلام العودة إلى وطن يندرج التنفس فيه ـ وقتذاك ـ في بطاقات التموين، وعاد من المنفى المكاني إلى منفى الأعماق فلاذ به حتى استوى جدثاً على ثرى السودان، وذاكرات أهله. وهكذا كان حال الشاعر المرهف المبدع إدريس جماع أيضاً.
***- وتتداعى الأسماء والصور لقوافل العائدين على متون الطائرات غير الممنونة معلبة رفاتهم في توابيت معلبة مستوردة نقلت من رسوم الجمارك بينما لو كانوا عادوا أحياء لما فلت بعضهم حتى من المشانق، هكذا جاء محمد محمد علي، الشاعر الفحل، والناقد الثاقب محمولاً في تابوت من أرض الكنانة، وكذلك جاء محمد أحمد محجوب ينشد، قبرا في فردوسه الذي تربع عليه مهندسا الشعور والمعمار معا، وقاضيا ورئيس وزراء، ووزير خارجية، ولحقه صديقه وعبقري زمانه الشريف حسين الهندي، الذي كان حجة في السياسة والاقتصاد والاجتماع، ومناضلا جسوراً نقلت رفاته من أثينا، وطافت عدة عواصم عربية قبل أن ترسو في العاصمة السودانية. ثم الأديب المقاتل منير صالح، والشاعر المرهف جيلي عبد الرحمن، بعد أن أعيا جواديهما الركض، وانغرست سيوفهما المكسورة في التراب، وأوسعت مدينة التراب (أمدرمان) صدرها الحاني، لتستوثق من استقرار أبر أبنائها بها (علي المك) في أحشائها الثكلى.. وتصدق وعدها الدامي فتوسع على عجل لصلاح أحمد إبراهيم بجوار توأمه شبراً… والعزاء في صلاح آخر الشعراء في قائمة النوابغ لأخته العظيمة فاطمة أحمد، التي لا تقل عنه جسارة في التضحيات وفي تصدر قضايا الوطن والمرأة، مما جعلها تتبوأ زعامة اتحاد نساء العالم:
وما رمى الدهر وادينا بداهية * مثل الأليمين تفريق وإبعاد.
***- ورحم الله العباسي، وأطال من صبر أديبنا العظيم الطيب صالح، الذي استشهد به وعيل صبره.. وقد صدق إذ وصف هؤلاء القوم، بأنهم لا يحبون الشعر، وأنه ليس بينهم شعراء، ولو كانوا يحبون الشعر أو بينهم شعراء، ما فعلوا ما فعلوه.. وما استنطق الشاعر علي عبد القيوم الحجر في بلاد تسدل فيها الشمس أستار خبائها في رابعة النهار، وما عرض عثمان وقيع الله الخط العربي لدى قوم يكتبون من الشمال إلى اليمين، ومع ذلك سحر هؤلاء الذين احتشدوا في جامعة لندن مبهورين بالخط العربي.
***- وأفقنا من الحسرة على من قضى، بما هالنا على من ينتظرون، وإذا جاز لنا أن نستعرض مواقع القلب حشداً من النوابغ فنتحسر على بلد، نثرت كنانتها ورمت بها الريح، بلاد لا تكرم نوابغها، إلا بعد مماتهم، وأحياناً لا تفعل إذا كانت الديكتاتورية هي الحاكمة. ولا تستهويها مدارك ومواقف ذلك العبقري.. هل هناك من يصدق، أن أديب السودان الضخم الفخم، الطيب صالح لم يكرم في السودان حتى الآن، بل إن كتبه منع تداولها على هذا العهد وأوسعته أجهزة الإعلام شتماً.. إنها بلاد تفتك ببنيها الأمراض التي لا يستعصي علاجها، وأبناؤها في العالم المتقدم، يستبدلون بالقوب التالفة قلوباً تضخ دماء وحيوية في الأجساد، التي أوشكت على الموات… وها هو الدكتور علي النور الجليل، يرأس وحدة شمال بريطانيا لزراعة القلب، وقلبه يتقطع حسرة على أهله في السودان، وغيره آلاف الأطباء في بريطانيا وحدها.. بريطانيا التي أعدتهم وأهّلتهم وتلهفوا للعودة إلى السودان، ها هم يرتدون إليها مرة أخرى مطرودين أو مطاردين… وهناك آلاف من العلماء في مختلف التخصصات، الذين تعج بهم الجامعات والمعاهد ودواوين الدول الصديقة والشقيقة..
***- وهناك العشرات الذين تستخدمهم الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ليُنمّو بلاد آسيا وأفريقيا، بعد أن لفظهم السودان، منهم على سبيل المثال لا الحصر، عبد الرحمن عبد الله، وشريف الدشوني، والتيجاني الطيب، وبشير إبراهيم عثمان، وقريب الله الأنصاري، وإبراهيم طه أيوب. وكذلك هناك علماء أجلاء، أمثال محمد الأمين التوم عالم الرياضيات الفذ، يحمل على الترحال حملاً، ومن قبله هجر الجامعة، عميد آدابها محمد إبراهيم الشوش، وبشير عمر، ومهدي أمين التوم، وعمداء كثر وأساتذة أجلاء يقدرون بالآلاف، ولا مجال لذكر الأسماء. كلهم كانوا ولم يزل لهم شأن، وكذلك الوهباني، وعبد الجليل، وفاروق محمد إبراهيم، الذي تطاول عليه صبي، ربما كان علم أباه. وتفرد “نيوأورليانز” ذراعيها للشيخ كنيش، نطاسياً ينشر الشفاء في أنحائها ويعجز والأسى يعصر قلبه عن عون شقيقه حيث أنشب الداء أظافره فيه عند اللحاق به لنجدته… هل خاطب الهادي آدم توريت وحدها، أم خاطب السودان قاطبة:
“يا لك من هرة أكلت بنيها”.
***- هل نقول ليلتها، أكلتهم بدلاً من أن تدفعهم ليمضغهم الآخرون، وتعيد إليهم التفل… شعراء … كتاب… وعلماء متميزون في كل المجالات، وفنانون يتغنون بتدفق النيل على الأرض البكر، وبالشمس التي تسطع على الحياة سافرة لا يحجبها ضباب البين الأليم. هناك في القاهرة، استقر السر قدور، الفنان المتعدد المواهب في كتابة القصة والتمثيل والشعر… وها هو وردي كالطير المهاجر، يبحث عن ظل الدليب، فيظل ينأى ومصطفى سيد أحمد بلا “زمزمية”، يستظل من هجير الغربة بدوحة حمد. وصف طويل وجميل من أهل الفن، والصلحي تجتر لوحاته كوامن الشجى من حواري أمدرمان في الثلاثينات، ويناطح بريشته خواء المدينة، التي تغفو على محطات التعب، وخالد الكد، يقف على الأطلال، كمن أضاع في “الترب” خاتمه فيستدر دموع أجيال سابقة ولاحقة، ويبعث الفأل “بآفاق جديدة”، وبونا ملوال، بكل قدراته الإعلامية يصدر “غازيتة السودان”، ويبشر خالد المبارك بانبلاج “الفجر”، والدكتور حيدر إبراهيم، يفرد خوانه فيطعم من قراه أضيافاً أكثر ولا يجد على مائدته الجوعى من بلاده مقعداً، ويظل رهط كبير من الكتاب والمبدعين والمؤثرين، منهم على سبيل المثال: عبد السلام سيد أحمد، ويوسف نور عوض، وأحمد محمود، وصلاح بندر، وعبد الله عبيد، وفضيلي جماع، وعبد الله جلاب، وعلي عبد الله عباس، وكمبال… وغيرهم.
***- وهكذا تمضي بنا الأيام، ومحجوب عثمان تظل رغائبه منلوجات حبيسة، و”خرطوم” الباقر أحمد عبد الله، ترحل مجبرة من الخرطوم إلى القاهرة، واتحادي الميرغني، وكذلك رهط من الصحافيين المتميزين، منهم على سبيل المثال لا الحصر، التيجاني الطيب، إبراهيم عبد القيوم، الفاتح التيجاني، طلحة جبريل، عثمان ميرغني، السر سيد أحمد، محمد علي صالح، صديق بولاد، حسن أحمد الحسن، حسن ساتي، محيسي، فاروق حامد، ومئات من صحافي ذلك البلد العاشق للديمقراطية، تتقاسمهم عدة أقطار في أرجاء الدنيا.
***- حقاً إنها مسرحية عبثية، ولكن من يخرجها ويوسف عيدابي ومامون رزق، يستغرقان مع الآخرين في إخراج روحيهما من طيات سامات [مسامات؟] المنفى وإحباطاته.. أم ترى أنها لوحة تشكيلية لإبراز الجمال بالتضاد القبيح، أخطأتها ريشة “بولا”، التي لا تقر في مهب الريح على قرار؟
لهفي على محمد عمر بشير، ألم نقل إنها بلد تغتال النوابغ من بنيها؟ فيموتون غلباً وقهراً وشوقاً… قال لي وأنا أودعه في آخر لقاء، وكا واقف بيننا أديبنا العظيم الطيب صالح، بكل شموخه ويتأمل صديقه محمد عمر بشير، وكأنه كان يلقي عليه نظرة الوداع الأخيرة… قال لي محمد عمر، وقد كنت كتبت عنه شيئا لم يظهر بعد في ذلك اليوم “أتصر على أقرأ نعيي قبل أن أموت”؟ وكان يعلم أنه ذاهب، وقد همس الدكتور ربيع عمر بشير “شقيقه” في أذني قائلاً.. صاحبكم ده هذه المرة أمره غريب جداً، وقد أجلسني بالأمس بجانبه وفي يدي قرطاس وقلم، وألقى على مسامعي محاضرة، كأنه يتدفق بين تلاميذه في مدرج الجامعة، بلاغة وتسلسلاً في الأفكار، وكنت أنا أكتب وأرتعش وأبكي وهو يبتسم، كان يملي علي وصيته الأخيرة، حقا لم أكن أعرف صاحبكم بهذا القدر من الشجاعة.
***- لقد ودعناه في مطار “هيثرو”، كان يعلم أنه ذاهب، كان كمن في رحلة الوداع يقول، “لقد تركت فيكم حقوق الإنسان، أسمعوا وعوا يا فاروق أبو عيسى، وأمين مكي مدني، ومحمد إبراهيم خليل، وأحمد السيد حمد”… وقد زادكم فوق ذلك في المرافعات القانونية الطيب صالح حين قال “إن الأمم التي تنجب أمثال هؤلاء، لن تقهر أبداً” وسوف يجيء زمان اجتماع الشمل قريباً إن شاء الله.
أخى الكريم أستاذ بكرى صباحك نور والله يديك العافية:
هيج مقالك هذا الأشجان لما طرقه من فقد الوطن لعلم وفكر و خبرة أعظم من ولدت الأمهات وأنجب الآباء ممن كان الوطن يستحق عطاءهم ولكن حرمه من ذلك أرتال المغول الكيزانية التى أرجعته لعصر الإنحطاط. وأبى كرم نفسك وطيبتها إلا أن تشمل معهم خالد المبارك ذلك السراج الذى إنطفأ نور وهجه عندما نفخ فيه الكيزان من ريحهم الخبيث فحولوه لنسخة غير أصلية والدليل ما يفعل ويقول فى المقابلات التلفزيونية مما يثير الرثاء عليه. إن فقده أشد هولا من فقد الذين تولاهم الله سبحانه و تعالى فى غربتهم.
ولك التحية.
شكرا يا استاذ بكرى لمقالاتك والتى دائما تحمل مضامينها اعماق المشاكل التى المت بهذا الوطن الجميل بس السؤال والذى ليست له اجابة حتى الان وهو مع افتراض شروق شمس الحق على الوطن الجريح فأن العظماء من بلادى من ادباء قانونيين سياسيين ومفكرين كلهم او غالبيتهم الان اعمارهم اصبحت لا تتحمل امكانية البناء من جديد ولو كانوا من الاساس فى وطن سليم لكانت افكارهم وابداعاتهم توارثت بدون شك الان تفكير وسلوك الاجيال وحتى العقد الثالث غير هذا السلوك فالمعادلة هى انهم سيأتون ويجدون مثقفين حملة شهادات جامعية وما فوقها ولكنهم متشبعين بما تجرعوه زهاء العقدين ونيف من اثداء افكارالشيطان حتى وان كانوا ليس من اتباع الحركة الاسلامية فالسؤال هو من الممكن اعادة وصياغة انسان وصل الى مستوى عالى من التعليم مرة اخرى الى حظيرة الانسانية
اخـوي الـحبـوب،
Shah- شـــاه،
تحياتي ومودتـي،
***- وماقصـدي ان ازيدك احزانآ فوق احزان، وهاك قائمة باسماء شـخصيات سودانية معروفة انتقلت الي رحمه الله تعالي بعيدآ عن ارض الوطن وفي بلاد الغربة والشتات.
تغمدهم الله برحمته، وهم السابقون ونحن بهم عاجلآ او اجلآ لاحقون.
————————–
1- المـك نـمر.. توفي في أثيوبيا،
2- الشريف حسين الهنـدي.. توفي في يناير 1982، بأثينا
3- الفنان، صالح الضـي.. توفي في 28 يوليو 1985، بالقاهرة،
4- الشاعر، عبد الرحيم ابوذكري، توفي يوم 16 أكتوبر 1989، موسكو،
5- الشاعر، الجيلي عبدالرحمن..توفي يوم 24 أغسطس 1990،القاهرة،
6- الفنان، مصطفي سيداحمد.. 17 توفي في يناير 1996، الدوحة،
7- الفنان، سيدخليف.. توفي في 3 يوليو 2001، عمان ( الأردن)،
8- السياسي والصحفي.. الخاتم عدلان، توفي في 23 ابريل 2005، لندن،
9- الزعيم، جون قرنق.. توفي في 30 يوليو 2005، يوغنـدا،
10- عالم الأثار، اسامة عبدالرحمن النور.. توفي في 12 مايو 2007، لندن،
11- الأقتصادي، فاروق كدودة.. توفي في 26 ديسمبر 2007، لندن،
12- الصحفي، محمد الحسن احمد.. توفي في 24 سبتمبر 2008، لندن،
13- السياسي، احمـد الميرغـني.. توفي في 2 نوفمبر 2008، الأسكندرية،
14- المحامي، احمـد سليمان.. توفي في 31 مارس 2009، ولاية كنسس، اميريكا،
15- الفنان، زيدان ابراهيم.. توفي في 24 سبتمبر 2011، القاهرة،
16- السياسي، محمد ابراهيم نقد..توفي في 22 مارس 2012، لندن.
…لاينفعهم بعد الموت الا ماتركوا من علم او سيرة عطرة,لكن التوثيق وكتابة السيرة والمسيرة نادرة,,وادب كتابة المذكرات والزكريات يبدو انها تخالف فطرتنا فى انكار الذات والإيثار على انفسنا,حتى لا يصبحوا للاجيال القادمة فى طى النسيان اوعدم المعرفة.
الإنســـــــــان الحبوب
عمنا الصائغ
السودان يعد في مصاف الدول الاكثر تقدما وتطورا بين دول العالم
لكن بمقاييسن زمعاييرنا كسودانيين؟؟
ففي حين ان دول العالم تعمل بجد ومثابرة للاستفادة من مواردها المتاحة
وبنفس القدر ذاته المحافظة علي المخزون الاستراتيجي من هذه الموارد للاجيال القادمة
كل دول العالم تسعى لامتلاك وتطوير البني التحتية ……وتاهيل كوادرها
نحن في السودان نعمل بهمة ونشاط منقطع النظير علي اهدار هذه الموارد المتاحة
(فساد) بوعي تام وخطط واستراتيجيات مدروسة؟؟؟؟
حتي المخزون الاستراتيجي من الموارد لم يسلم…
والبني التحتية تم تدميرها بنجاح منقطع النظير وفق خطط ومنهجية نحسد عليها
اما الكوادر (؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟)
اذا قارنا الحال الذي وصل اليه السودان منذ ان نال استقلاله مع دول اخري نالت اسقلالها
بالتزامن معنا وما وصلت اليه من تقدم ورقي وصعودا نحو القمة….
يحق لنا ان نفخر ونزهو لاننا تفوقنا علي هذه الدول بسنوات ضوئية لكن في التجاه المعاكس
تماما….
1-
—-
الأخ الحـبيـب،
الشايل المنقة،
سلامي الحار لشخصك الكريـم، وسررت بزيارتك وتعليقك الواعي، وفعلآ والله ياأخ طشاش حال السودانيين كان في الغربة اوبالداخل يحنن العدو قبل الحبائب. ومابقينا نتستغرب من اخبار وصول النعوش والتوابيت للسودان، ولا كمان بقينا نستغرب اخبار وفيات السودانيين بالخارج والدفن في ارضآ ماارضهم ولاببلدآ مابلدهم ولاعزاء ولاميتم عليهم. حال نسأل الله وان يعدلها ويرحم من تبقوا احياءآ بالخارج،
***- وصلتني رسالة من أخ عزيز يقيم بالخارج يقول فيها، ان عدد السودانيين قد وصل عددهم الي نحو 11 مليون سوداني، اغلبهم ولظروف أمنية وأسباب سياسية لايستطيعون الدخول للسودان خوفآ من الأعتقال والبهدلة خصوصآ وان اسماءهم في (القائمة السوداء) بمطارات ومواني السودان، والطريقة الوحيدة لدخولهم تتم فقط عن طريق التوابيت، ومعني كده، ان مطار الخرطوم سيستقبل مئات الألاف من النعوش مستقبلآ .. وهـم السابقون ونحن اللاحقون!!
***- واشكرك علي تعليقك الجميل:( .لاينفعهم بعد الموت الا ماتركوا من علم او سيرة عطرة,لكن التوثيق وكتابة السيرة والمسيرة نادرة,,وادب كتابة المذكرات والزكريات يبدو انها تخالف فطرتنا فى انكار الذات والإيثار على انفسنا,حتى لا يصبحوا للاجيال القادمة فى طى النسيان اوعدم المعرفة).
————————————–
2-
—-
الأخ الحـبيـب،
طشاش،
تحـية الود، ولأعـزاز الصادق، واعجبتي فقرة في تعليقك الكريم فكتبت:
( ذا قارنا الحال الذي وصل اليه السودان منذ ان نال استقلاله مع دول اخري نالت اسقلالها بالتزامن معنا وما وصلت اليه من تقدم ورقي وصعودا نحو القمة….يحق لنا ان نفخر ونزهو لاننا تفوقنا علي هذه الدول بسنوات ضوئية لكن في التجاه المعاكس تماما….).
***- والله ياأخ طشـاش، عبرت تعبيـرآ جميلآ للغاية عن الحالة التي نحن عليها. والله يجازي وينتقم من كان السبب.
وين النوابغ دى وما هى انجازاتهم واختراعاتهم ؟؟وبعدين فى حد قال ليهم امشوا برا.. ولو ان اللجو فيه فائدة كبيرة بالنسبة ليهم ولاولادهم
***- احيانآ يكون موت السودانيين بالخارج دمويآ وقاسيآ، ولاينسي احدآ ماوقع بميدان (مصطفي محمود) بالقاهرة يوم 30 ديسمبر 2005، اي قبل 48 ساعة من احتفال السودان بالذكري الخمسين علي استقلاله، حيث حصدت رصاصات شرطة وزارة الداخلية 20 لاجئا سودانيا كانوا قد اعتصموا بالميدان. وتعبر هذه الحادثة هي الأكبر من نوعها من حيث مجموع ضحايا عنف موجهة ضد سودانيين بالخارج.
مقتل 20 لاجئا سودانيا في اشتباك في القاهرة
****************************************
المصـدر:
موقع الBBC باللغة العربية،
بتاريخ:
الخميس 05 يناير 2006-
————————–
***- أعلنت وزارة الداخلية المصرية ان عشرين لاجئا سودانيا قد قتلوا في اشتباكات مع الشرطة خلال محاولة إجلائهم من حي المهندسين الذي يعتصمون به منذ 3 أشهر تقريبا.
***- وأصيب 23 من رجال الشرطة في الاشتباكات التي جرت فجر الجمعة 30 ديسمبر/كانون الأول.
***- وتقول مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن الشرطة المصرية لم تبلغ مسؤولي المفوضية أنها ستحاول نقل المحتجين.
***- إذا كنت تسكن في حي المهندسين في القاهرة أو بالقرب منه، أرسل لنا مشاهدتك. كما نرحب بتعليقات كافة زوار الموقع عن أوضاع اللاجئين في المنطقة العربية.
—————————————-
الأخ الـحبيـب،
ود الشيخ،
تحياتي ومـودتي، وألف شكر علي زيارتك الكريمة، ولكن تعليقك ماعجبني تب ياود الشيخ، ولكن بتقبلو منك عملآ باحترام الرأي الأخر.
***- ياأخوي ود الشيخ، جاء في تعليقك:( وين النوابغ دى وما هى انجازاتهم واختراعاتهم ؟؟وبعدين فى حد قال ليهم امشوا برا?..)، وارد عليك واذكرك ان عسكر الانقاذ في اول ايامهم، راحوا ويطبقوا سياسة مصادرة املاك واموال وشركات وعقارات الأقباط والمسيحيين بالقوة، ومش كده بس… قاموا بطردهم من بلدهم السودان، عدد الأسر القبطية التي طردت او فرت بجلدها عددها نحو 24 ألف أسرة، ولجئوا لاستراليا، وسويسرا، وانجلترا، واميريكا، ونيوزيلندا، ومصر، وكندا!!
***- هذه الأسر الكريمة والسودانية لحمآ ودمآ مارغبت في الهجرة والأغتراب، ولا فكرت في يوم من الأيام تسيب البلد، لكن للظروف احكام، وسابوا البلد ( الجمل بما حمل) لصلاح كرار وباقي العصابة،
***- قلت في كلامك كمان:( وين النوابغ دى وما هى انجازاتهم واختراعاتهم ؟؟)، ولو عاوز تعرف الرد علي الطبيعة وعيانآ بيانآ، سافر للسعودية وباقي دول الخليج وشوف السودانييون النوافع بيعملوا شوف وكيف بساهموا بعلمهم وثقافتهم هذه الدول!!، ولعلمك عدد المدرسيين السودانيين بالمدارس العربية خارج السودان وصل عددهم الي اكتر من 30 الف مدرس ومدرسة ودكاترة بالجامعات، والمعلومة دي وجدتها باحدي مجلات اليونسـكو!!
***- تعال لالمانيا عشان تشوف السودانيين النوابغ بيعملوا شنو?!!، اغلبهم اطباء احيلوا للصالح العام من قبل الطيب (سيخة)، الذي هو اصل البلاء وخراب الخدمة المدنية!!، شفت في حياتك مسئول بطرد اطباء ومهندسيين من بلدهم?!!، اهـي الحكاية دي حصلت وانت عارف!!
***- حكومة البشير طردت الاطباء السودانيين، واستجلبت اطباء من الهند ومصر!!، البشير وباقي اعضاء بطانته طردوا الاقتصاديين من وظائفهم واحالوهم للصالح العام، وبعد فشل سياسات اقتصاده رسل وزير خارجته ليشـحت من الامير طلال!!
***- ياود الشيخ، اسآل اي واحد من 3800 طبيب الهاجروا اخيرآ عن سبب هجرته، وستسمع منه العجب العجاب!!
صحيح وين المبدعون اللى ماتوا؟؟والا بتقصد فى كتب التاريخ القديم