روح واحدة في جسدين” الارتباط السوداني الإثيوبي لا يبدو مجرد حالة

أديس ? الزين عثمان
يقول الشاعر محمد طه القدال مودعاً جنوب السودان ومتوشحاً بطواقي الخوف (البنى الأرض كان في الفرض سوداني) يغنينا أحمد المصطفي بـ(يا رائع جفيتني وأنا ضائع).. في فندق شيراتون بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا قبل أن يترك مكبرات الصوت للدكتور الإثيوبي (برهاني) وهو يتبحر في رصيد العلاقات السودانية الإثيوبية منذ الأزل لينتهي إلى عبارة واحدة هي أننا (شعب واحد في دولتين) ويبرهن برهان على فرضيته بالقول إن الأصل (الجيني) للسودانيين والإثيوبيين واحد.
الارتباط السوداني الإثيوبي لا يبدو مجرد حالة يمكنك قراءتها من خلف الصالات المغلقة.. أديس مدينة تمارس عشقها السوداني بصوت مسموع. الزول هناك ليس بغريب الوجه ولا اليد ولا اللسان.. الزول هناك بين كل شارع وآخر ستشنف آذانه الأغنيات السودانية. أديس مدينة مزاجها سوداني، الأمر هنا يتجاوز مركزية العاصمة للهبوط في الأقاليم الأخرى الحكاية في كل تفاصيلها تخبرك بأنك هنا مرحب بك سيد دار وليس غريباً. التكامل باعتباره حالة سياسية تبحث عنها الدول لتقريب شقة خلافاتها وصياغة حالة واحدة تبدو حالة شعبية معبرة عن نفسها في علاقات السودانيين والإثيوبيين (أنا سوداني) عبارة كافية للعبور هناك هذا إن لم يرددها على مسامعك أحد سكان أديس (أووووووووو سودانيز) تعقبها ابتسامة ومن ثم تخفيف كل الصعاب التي يمكن أن تواجهك في سبيل إنجاز إهدافك اليومية.
1
في أديس الإثيوبية تحتل السفارة السودانية موقعها في شارع السودان لكن ليس المبنى الممتد في قطعة أرض مملوكة لأرض النيلين هي ما يعبر عن الحالة السودانية فوق قمة الهضبة الإثيوبية، ففي كشك صغير في شارع (كاسنجي) يحتل الحوت بصوته ما تبقى من الشارع وهو يصدح بـ(يا عمر)، هنا ما تبقى من العمر يتم توظيفه لزيادة ما يجمع الشعبين. سائقو التاكسي، والتاكسي في أديس يتخذ أحد لونين الاصفر المماثل للون التاكسي الخرطومي أو الكحلي المشابه لعربات التاكسي التي تعمل في سنار، لكن بمجرد اكتشاف السائق لسودانيتك فإن الاتفاق على حق المشوار يتخذ شكل (ما بنختلف) ومؤكد أن مغنيا سودانيا سيتخذ موقعه في مسجل العربة لحين إكمال المشوار المختوم في نهايته بـ(شكراً يا صديقي).
2
“يا زول أقيف” كنا خمسة سودانيين نتمشى في شوارع أديس المغسولة بمياه المحبة، ثمة شاب يصرخ بأعلى صوته: (يا زول).. توقفنا أمام صاحب النداء ليخرج (منقستو) إلينا متدثراً بأبرول الميكانيكي يتبادل معنا الحكايات ويقف في محطة السوق الشعبي الخرطوم، فالشاب كان هنا يصر على تناولنا القهوة في بنابر أعدت خصيصاً.. قبل أن يودعنا حملنا أشواقه للشوارع الخرطومية في الصحافة والديم ويقول إن الحنين يقتله لوجبة فول أمام أحد الدكاكين.. يختم حديثه بأن قلبه يحمل محبة خاصة للسودان وأنه من خلال عمله لخمس سنوات في الخرطوم استطاع إنجاز ورشته الخاصة في قلب أديس لكن طال الزمن أو قصر فهو عائد للخرطوم مدينة محبته الأولى.
3
في مقهى كونكورد المكان صاخب بضجيج المحبة والإقبال على الحياة.. الأوروبيون يرقصون وقد ضبطوا أقدامهم وصارت موازية لرصيد الفرح الواحد.. هناك الابتسامة لا جنسية لها وإن كان الجميع يحرص على حمل جواز عبوره معه دون أن يكون مضطراً لإبرازه، فنادراً ما تجد من يسائلك عن مسارك في تلك البلاد، بل من النادر جداً أن تشاهد رجل شرطة رغم أن النظام هو الذي يحكم حراك الناس.
خارج حلبة الرقص في كونكورد ثمة إثيوبية تجالس فنجاينها وتقدم القهوة بطريقة خاصة كما الطعم (بنّة) يأتيك البن بطعمه المختلف وينعكس لون الفنجان الأبيض على حركة كرات البلياردو بألوانها المتعددة على مقربة من مكان الجلسة. (قيم) البلياردو يكلف عشرين براً إثيوبياً أي ما يعادل عشرة جنيهات سودانية، هذا في الظروف العادية، لكن غير العادي هو أن تنفتح التربيزة على مصراعيها للقادمين الجدد وتصبح المباراة مواجهة بين السودانيين والإثيوبيين وسط حالة من الحماس الطاغي يأتي فجأة فيها الحديث عن نجم الأهلي شندي بوتاكو الذي عاد من تجربة مع الهلال السوداني لم يكتب له فيها النجاح. لكن الديم تلاحقك هناك في الهضبة الإثيوبية و(هافطوم) صاحب المحل السعيد بانتصاره في المباراة كان أكثر سعادة وهو يرفض أخذ قيمة اللعبة ويرد بعربية طليقة: (يا عمك خمس سنة في الديم في كولومبيا) ويردف: بتعرف الديم؟ ويمضي عابراً بكل الشوارع الخرطومية والأمدرمانية ويتوقف برهة مع ذاكرته المحتشدة بالتفاصيل، يصرخ بعباراته: أنا أحب السودان ولأهل هذه البلاد فضل كبير علينا فحين كان يضربنا الفقر فتحت لنا أبوابها وما تزال نحن الآن أفضل حالاً ولكن كل لقمة تزداد روعة حين نقتسمها مع أهلنا السودانيين.. نتركه وهو يضرب بعصاه على الكرات متعددة الالوان نغادره ممتلئين بسودانيتنا وبهذه الحالة من التقارب الروحي.
4
ميني سفر مقهي (تيقست) الفنانة الإثيوبية الاستعراضية والتي عرفتها معظم المسارح الخرطومية وهي تنتظر صوتها المموسق بالعبارات السودانية.. المقهى يبدو وكأنه مسرح سوداني كبير يعزف على سلم التواصل بين الشعبين.. كل السودانيين هناك لا تكتمل مساحة تجولهم في أديس دون الهبوط في ذلك المسرح السوداني في تفاصيله.. في المساء الأول كنا على موعد مع (العجب حبيبي) هنا تلاحقك دون شعور منك ثلاثية البلاد الكبيرة بحضارتها (الحوت) بحضوره الطاغي مع العجب فيصل أنبل من لامست قدماه كرة القدم فصنع إمبراطوريته الخاصة للإبداع ومعهما تيقست التي تحفظ وعن ظهر قلب أكثر من ستين أغنية سودانية أجابت على سؤال كيفية حدوث ذلك بأن كل فنان حين يقف أمام الجمهور ينتظر مستمعين يتجاوبون معك والغناء السوداني هو وسيط للوصول إلى القلب الإثيوبي كما أن الغناء بالسوداني يجعلنا في حالة لقاء دائم مع أهلنا في السودان لذلك أنا حفظت هذه النصوص وسأحفظ أخريات. تيقست تعود للمسرح لتغني لسيد خليفة (أودعكم افارقكم لا لا ما بقدر) وتجزم على عدم قدرتها على فراق عيون ناس طيبين بأنها ستكون في المسارح الخرطومية عقب العيد مباشرة.
5
أن يكون المسرح المعد لنشر الفن الإثيوبي التقليدي مسرحاً يضج بالسودانية فإن حكاية ما يجمعنا تزداد متانة وأنه لا سبيل للافتراق بين من تربط بينهما الثقافة الواحدة.. يعزف الشباب الجالسون في المسرح نغمة (أعز مكان وطني السودان) فتحمل الأقدام السودانيين إلى حلبة المسرح ليصوغوا النص كما ينبغي له أن يكون.. أقدام الحسان الإثيوبيات وهي تضرب على البلاط كانت تجسد مسرحاً آخر للتواصل الحميم بين من يسكنون الهضبة وأولئك الذين يعيشون في الأرض المسطحة ومعبدة بأسفلت المحبة. وهو ما دفع بالبعض لاستعارة نص الأغنية (نحنا روح واحدة في جسدين) ولكن الروحين سرعان ما يسكنا جسدا واحدا حين يتعلق الأمر بعلاقات المصاهرة والتزاوج بين السودانيين والإثيوبيين لتمضي مع النيل وترسم صورة الجيل الثالث وفي تعبير آخر هو الجيل الأول بالعودة إلى الجذور التي قالت بها براهين الدكتور برهاني.
6
يقول الرئيس الإثيوبي هيلامريام وهو يبحث عن تعميق أواصر تواصله مع السودانيين بأنه يريد أن يتعلم العربية.. لكن خصوصية الرغبة سرعان ما تذوب في عمومية المطالب.. رئيس الوزراء العائد باختيار الناخبين يضع في باله معركة محاربة الفقر على رأس الأولويات.. الفقر يحارب عبر تطويع الطبيعة وإقامة (سد) بين الماضي والحاضر في سبيل الوصول إلى المستقبل.. الأمر هنا يعبر عنه سد الألفية مشروع إثيوبيا الجديد. الطريق إلى (أباي) يمر قريباً من السودان وفي رواية أخرى يمر عبر السودان نفسه.. الوجوه التي تقطع على العربة طريقها هي ذاتها الوجوه التي ترافق مشاويرك اليومية في الخرطوم أو في الدمازين أو بين قطاطي القضارف. قريباً من السد يحيط الفقر بالمكان، لكن المكان نفسه سرعان ما يتحول لساحة من الابتسامات السودانية. يحمل الرجل الخمسيني (كندكته) وهو خارج من القطية في اتجاه نحو الحقل الشمس تؤذن بالمغيب الرجل يتدثر بجلبابه السوداني، يرفع يده بالتحية للقادمين بـ(السلام عليكم) ويرد على سؤال كيف الحال: (الحمد لله) التي يلحقها بالإصرار على تناول إفطار رمضان بعصيدته في (الضرا) الملحق بالديوان.. حزنه على عدم استجابتنا له سرعان ما سفلت به طريقنا إلى هناك بالقول: (ربنا يعدل طريقكم)
7
تتوقف العربة أمام إحدى نقاط التفتيش لتهبنا دهشة أخرى.. الشاب العشريني متوشحاً باللباس الرسمي الإثيوبي تلمع العلامات فوق كتفه لكنه يسالمنا بطريقة خاصة (يا ناس أزيكم) قبل أن تمتد الدهشة بنا يشير الشاب على أن السودان على بعد خطوات من هنا وأن بني شنقول بعضهم هنا والبعض الآخر خلف الحدود ولكن لا فواصل بينهم الشاب يقول إنه قضى ثماني سنوات في قلب السوق العربي قبل أن يلتحق بالجيش الإثيوبي ويحمل جنسية الدولة التي يمنع قانونها تعدد الجنسيات (يا معانا يا مع التانين) ولكن (التانين) في كل الأحوال ليسوا هم السودانيون خصوصاً في الخط الحدودي الموصول بترابط لا ينتهي. لكن الترابط يتجاوز حالة الحدود ليتعمق في المركزية الشعبية التي لا تطالب بالتكامل وإنما تعيشه وبطريقتها الخاصة
اليوم التالي
ولكن البيقنع الديك شنو والسودانيين دائمنا ما ينظروا الى الاثيوبيين بانهم ادنى منهم واذا لاحظنا سكان السودان الاصليين فى اقصى شمال السودان وفى شرق السودان هما شبه الحبش تماما ولم يشبهوا السعوديين لكن خلى راجل يقول كده بالرغم من تفوق الاثيوبين علينا فى كل المجالات بل ان اقتصادهم تضاعف العام الماضى مما جعل امريكا يجن جنونها وسيقوم الرئيس لزياره اثيوبيا
من يفهم ويقدر الحب والاحترام الذي يكنه الشعب الاثيوبي لنا نحن! مشكلتنا نحن جرينا وراء العروبة والبحث عن هوية في العروبة. عشان كدا اول ما تصل الخليج ومصر تتوالى الاهانات والاستهتار بنا كسودانيين. شاهد البرامج العربيه من خلال القنوات الفضائية كيف يتم الاستهتار بنا.
اهلنا وحبايبنا
ونحنا الشماليين شبه شديد بالحبش وهناك رواية تقول ان اجدادنا اتو من الحبشة وتمت فبركة رواية الجزيرة العربية التي وضعتنا في خانة العبيد،لو مامصدق امشي وشوف وضعك في الخليج
والله شوقتنا لي زيارة اثيوبيا
كان عندى صديق باكستاني
قال لى ذات مرة انه شاهد معظم الدول الاوربية والاسوية
لكنه لم يرى قط اجمل من اديس ابابا في حياته
ليت السودانيون يبادلونهم هذا القدر من المحبة والإحترام .
ويحدثنا ساسة السودان عن العلاقه الازليه مع مصر ونحن روحان حللنا بدنا وكل احاديث الافك التي ازكمت انوفنا من كثر ترديدها من عملاء مصر وعلي الرغم من ذلك لم ينجحوا في خلق اي علاقه اوتقارب بين شعبنا العظيم والمصريين,,,
ولنقارن علاقتنا بالمصاروه مع احبتنا في الهضبه الاثيوبيه وروح الالفه والعشق المتبادل بين شعبينا علي الرغم من سعي حكومات السودان المتعاقبه بضرب اسفين الفرقه بيننا ,,
نشارك احبتنا الاثيوبيين في السحنه والتاريخ المشترك والارتباط الوجداني والثقافي فهم الاقرب الينا من كل العربان ا علي الرغم من تشبثنا بخيط العروبه العنكبوتي وتصدينا لقضايا العرب من فلسطين لعاصفة الحزم ولم ينالنا من ذلك سوي التحقير والتجريح والسخريه من مهرجي الكوميديا خاصة مصر,,
الف تحيه لاثيوبيا واهل الكرام من قندر الي بلاد عفر ومن مقلي عاصمة التقراي الي اواسا في اقصي الجنوب مرورا ببحر دار واديس ابابا ودبير زيت الي سد النهضه العظيم,,
ونحنا الشماليين شبة شديد ؟؟ لمن هرب المك نمر مشى وبن ؟ اها مشى الحبشة والهربوا معاهو دة عرس من هتاك النسوان عرسوا الحبش والرجال عرسوا الحيشيات ياللة وجات هذة الخلطة العجيبة الرهيبة المحيركم شفت كيف ؟
يالزبن عثمان اتفق معك ان اديس ابابا بلد جميله وطقسها رائع
والشعب الحبشي شعب حضارى يعاني صانع حضاره والحبشه في يوم من
الأيام كانت ثالث قوى علي مستوى العالم وكانت امبراطوريه لها وزنها
الي جوار الأمبراطوريه الرومانيه والأمبراطوريه الفارسيه في الوقت الذى
كان فيه العرب مجرد شوية رعاع يهيمون علي وجوههم في الفيافي.
والأحباش عموما يكنون احتراما ومحبه للشعب السوداني الذى ينظر لهم بكل
أسف بنظره دونيه فالحبشه من وجهة نظر معظم السودانيين والسودانيات خاصه
مجرد ماخور يصدر العاهرات والخادمات الحبشيات للسودان وهن يعلمن أن الشباب
السودانيين يعشقن الحبشيات والزين عثمان كاتب المقال وهو في حالة عشق ووله
للحبشيات مثالا ولو استمر هذا الاتجاه اقسم بالله العظيم مافي واده سودانيه هاتلقا
ليها راجل سوداني يعرسا لأسباب بسيطه ان البشيات أجمل مننا نحن السودانيات كما
أن موقع بلادهن بعيدا عن خط الأستواء والفاصل المدارى يجعل مزاجهن كنسوان دوما
في حالة أفضل بكثير من مزاجنا نحن النسوان السودانيات الغاويات النكد والشلهته
والنسوان في الحبشه يأتين في المقدمه علي نساء العالمين من حيث المزاج ثم ياتي
بعدهن الفارسيات ثم المصريات أما ترتيبنا نحن النسوان السودانيات من حيث الحاله
المزاجيه فيأتي في ذيل التصنيف كحالة بلدنا التي تأتي في ذيل أى تصنيف.
عموما الموضوع تحريض صريح لشبان السودان للتوجه للحبشه لتأتي الكارثه فيما بعد خصوصا والألاف من الحبشيات والأريتريات يأتين للسودان في موجات شبه يوميه وامتلأت بهن الطرقات وأصبح لديهن احياء كامله ويمارسون التجاره ولهم بوتيكات ومقاهي والكيزان سبب بلاوينا كلها يعلمون ذلك جيدا ويغضون الطرف حتي وان جائت تصريحاتهم من وقت لأخر بقيامهم بحمله لتقنين الوجود الاجنبي في البلاد