مآلات مذكرة القانونيين في المحكمة الدستورية

مآلات مذكرة القانونيين في المحكمة الدستورية

محجوب بابا
[email protected]

حول مآلات إيداع مذكرة القانونيين على منضدة المحكمة الدستورية/ محجوب بابا
يذكر جيلنا تماماً كما يداوم على إجترار ذكرى شموخ أهل القانون في موكب الشُرفاء ضُحى إكتوبر الأخضر 64، كما يُخَلدُ في إعتزاز حلقات إضراباتهم ومذكراتهم ومواقف رعيل منهم إبان مايو البائدة وفي هبة إبريل العَظَمَة ومن ثم بطولات الرموز فيهم في منازلة هوجاء يونيوالرعناء، وفي ذات المقام والأحوال السوداء تُغرقنا أمواج الحيرة ويحدونا التَعَجُب من إسقاطات التفلت وتجاهل خروقات الدستور والقانون وكريم الأعراف المُستَشرية في بعض المحسوبين عليهم، بدايةً من مسميات لجان تعديل القانون، مروراً بثالوث الزندقة في83 مروراً بحلقة المؤلفة والمُستأنسة تحزبهم وتشدقاتهم ببريق المال والسلطة والإستزوارالمنزوع منهم وهم في غفلةٍ من نهايات مرحلياتهم، وصولاً إلى خسران البلاد ثُلث مساحتها وأغلب مواردها.

واليوم نقرأ ونسمع بالأغرب في مواقف بعض حماة القانون، يحتجون ويتسبلون التباكي على مآلات الإستفتاء، بإيداع مذكرة إحتجاج على منضدة الزيف في مسمى المحكمة الدستورية،، عجباً!!! أين كانوا هؤلاء الأدعياء طوال إنفراد نائب الهبنقة بالتفاوض وتقديم التنازلات طوال مدى ماشوكس ونيفاشا؟؟؟ أين كانوا هؤلاء الأرجوزات عندما وُضِعَ وعُدِلَ حتى الدستور الأخرق بما ينص على دستورية مآلات تقنين حقوق تحديد المصير لقطاع من أمةٍ واحدة في وطن موحد؟؟؟؟، لماذا تواصلت غيباتهم حيال خروقات المفوضيات الأولى والثانية في مهزلة الإنتخابات وشائنة الإستفتاء؟؟؟؟. سبحان الله، صمتوا دهراً ونطقوا اليوم كُفراً. كفانا إستغفالاً بالعقول واستهجاناً بالمشاعر. إن حزب الأخوان المسلمين عبر كافة تمحوراته وتغيير مسمياته سواءٌ بزعامة الترايي أو اليشير أو سدنة مايو أو حتى المحسوبين على السودانية من بقايا الأتراك والأكراد والألبان وما شابههم من القادمين على البلاد والمسودنيين حديثاً، يَستَهدِف فصل جنوب البلاد وتقليص مساحة السودان على نطاق حضورفكرهم العليل وآيدولوجيتهم الخرقاء، وشخوصهم المريضة بأدواء ونرجسيات الإستعلاء العقائدي والتميزالعرقي بين ورثة ثقافات وحضارات أعرق وأعمق رسوخاً وأصالة إنتماءِ إلى مساحة المليون ميل مربع.
في الماضي القريب بداية السبعينات تم تذليل مسألة الجنوب في إتفاقية أديس أبابا وعايشنا قدراً من الإستقرار والإنماء رغم ما كانت في الإتفاقية من هنات حتى تصالح الإسلامويون والمتأسلمون في 77 مع الديكتاور الغاشم الأرعن الجهول، وأرهبوا الخلق بأباطيلهم وآفاتهم وكان التملص والنكران وتجديد الحرابة وشعارات السودان الجديد ورفقاء جون قرنق, توافق الوطنيون في 88 على تجميد مُسببات ودواعي الحرابة ومن ثم التفاكرجمعاً في مؤتمر دستوري محضور لوضع خاتمة التشاكس وكان إنقلابهم اللئيم في 89. وبعدها إنفردوا بالتفاوض مرة في أبوجا وأخريات في فرانكفورت وإتفاقية الخرطوم وقدموا لأول مرة في تاريخ التفاوض خيار تقرير المصير، كما تجاسروا بإعلان قناعتهم بدعاوي مثلث حمدي كوستي الدويم الخرطوم كسلا، ولم نسمع للقانونيين صوتاً ومأخذاً على هكذا العرض والذي قد أصبح مكتسباً لطرف التفاوض الآخر مما ألزم ميثاق التجمع 95 في تضمينه. ومن بعد توالت من لدن مؤسسيات الإخوان المسلمين محطات تعكير المناخ السياسي وإتلاف إنسياب التعايش السلمي طوال السنوات الفائته. لقد عهدناهم هؤلاء العُصبَة الفتنة بؤرةً للتخلف يتعارض الظاهر منهم وإعلامهم وأقلامهم مع الباطن في مسيرتهم، وعلى هذا المنوال نراهم ونسمع بهم وبعض أهل القانون المحسوبين عليهم اليوم يتباكون على مصيرحالكٍ قد تآمروا على تحقيقه. ألم يدركوا بعد ويعوا أن شعب السودان حصيف نبيه لا يلدغ من سمومهم مرات، كما هو صابر متوثب وثائر منتفض. فالتكن دعوانا اليوم، الإلتفات على استحقاقات الإستفتاء بالتحريض على حركية التحرير من غياهب النوايا المنحرفة ومن ثم التأسيس لسودان جديد يتنعم بجنات الحرية والديمقراطية والمدنية وهذا أقرب السُل لإعادة توحيد السودان. كفانا حسرةً على لبن مسكوب لعنة الله والشعب والسودان على كافة الاسباب والمسبب. على الأفق بصيص نور وآمال في دعوة جبهة وطنية عريضة، إلا يستوجب الحال على جميع شرائح الوطنيين التنادي والتكاتف حولها بدلاً من مسرحيات التظاهر على عتبات ما يسمى بالمحكمة الدستورية في بلدٍ يُنتهك دستورة كل فجر يومِ جديد. يا أهلنا فالنتداعى جميعاً لطعن جسم الفيل دون ظله، فالتخرس الأصوات النشاز وعاش نضال شعب السودان.

تعليق واحد

  1. خليهم ينقذوا ما يمكن إنقاذه يا بابا البلد تمر بحافة هاوية أين أنت فالكلام و النقد لا يخدم قضية الآن إنما الطرح الواقعي حسب المعطيات الموجودة هو الذي يخدم ، لا نكن كرئيسنا السابق الصادق المهدي سبب مجيء الحكومة الحالية عند وجود الفراغات الأمنية و إنهزام الجيش و تهديد المتمردين بدخول الخرطوم هؤلاء القوم انقذوا البلاد في مرجلة ما لكن لم يستطيعوا تقديم المرونة التي تستوعب جميع قطاعات الشعب و من هنا نبعت مشاكل الحركات المتمردة التي تبحث عن كينونة في مركز القرار:lool: ;( :lool:

  2. تحية لك اخى محجوب على هذا المقال الرائع
    ودعنى اقول لك انه لا يمكن مقارنة اجيالنا العظيمة بأجيال الانترنت والنانو والفاست فود , لقد طال بنا المقام ونحن نتشوق لتلك الهبات الشعبية واناشيد وردى والعطبراوى

  3. اقول لصاحب المقال المدعو محجوب بابا انه قبل اعلان الاستقلال قام الغوغاء والهمج بقتل الشماليين المسلميين من رجال خدمة مدنية وعسكرية ونساء واطفال والحركة الشعبية تحتفل بذلك اليوم المشئوم سنوياً وانت من انصارها ومؤيديها خسئت وخسرت ونقول ان الحكومات المتعاقبة فشلت فى انهاء الحرب . اما جعفر نميري فاختلف مع الاسلاميين في آخر ايامه واستطاع الاسلاميين من تهييج الجماهير ضد نميري وخرجوا في الشوارع يطالبون بالثورة والتغيير وانت ومن هم على شاكلتك صدقتم المسرحية لانكم اغبياء لا تفهم في عالم السياسة مثقال ذرة وستموت باذن الله بهذا الغباء … والاحزاب المهترئة الطائفية ومعاهم ماتبقى من شيوعيو العالم تحالفوا مع الحركة وكانو مستعدين للتحالف مع الشيطان نفسه واستمر الغباء وداستهم الحركة الشعبية بالحذاء ومرغت انوفهم في الوحل … ومازال مسلسل الغباء مستمراً..

  4. اقول للاخ كاتب المقال ياحليل القانون والدستور . لم يعد هنالك نقابة حرة تستطيع الدفاع عن القانون ولم يعد هناك قضاء مستقل يستطيع ان يحكم بالعدل . كيف يعدل من يعين بالواسطة ؟.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..