الشاعرة تماضر حمزة .. الوطنُ محمولاً على الغربة والعكس.. للعشق رائحة أزاهر الحياة

حاورتها ? خالدة ود المدني
كثيرون يعرفونها، لكن مثلهم أو أكثر قليلاً لا يعرفونها رغم احترافيتها العالية في نظم القريض، ربما يعود لكونها انفقت ولا تزال سنوات كثيرة في المهجر الغربي (أوروبا) ما بين هولندا وانجلترا حيث تقيم الآن، فظل الإعلام منغلق عنها لبعد المسافات، فاستعاضت عنها بالنشر في الأسافير، حيث جمهورها هناك.
لكن تظل غيبة تماضر حمزة عن الوطن جسدية فقط، فالوطن يعيش في دواخلها حتى أن قصائدها وأقاصيصها تتنفس وطنًا، وكيف لا وهي التي تنقلت في طفولتها وصباها الباكر ما بين الجزيرة (الحاج عبد الله) حيث كان ولادها موظفًا، وبين بلاد النوبة في أقاصي الشمال (دلقو)، ولربما هذا ما راكم في داخلها صورًا شعرية فذة، ومنحها خيالاً فريدًا، ومفردة مشحونة بالحنين والشجن والحب والسلام الداخلي (مع النفس)، فجاءت قصائدها المكتوبة بالمحكية العربية المحلية على نسق شعر (وسط السودان)، متفردة وعميقة، حتى أن المبدع مصطفى السني غنى لها (لو بس تعرف), وبدورنا لما عرفنا أنها هنا
لك نتردد في اختطفناها من إجازتها (الصغيرة)، لنضعها في هذا الإطار الحواري ، دردشة سريعة، خاطفة، فإلى تماضر الخنساء حمزة، وهذا اسمها الرسمي:
تماضر حمزة مرحباً بك في اليوم التالى (بيتك )؟
أهلاً وسعيدة باتاحة هذه المساحة في اليوم التالي.
من أين نبدأ معك؟ هل مناسباً أن نتطرق قليلاً إلى ذكريات الطفولة بين البلد والجزيرة، وتأثيرها على نفسِك الشعرى؟
الجزيرة كانت نقطة البداية والتأسيس في تكوين شخصيتي. تأثرت بالبيئة الاجتماعية والترابط الحميم. الكم الهائل من الموروثات الشعبية المتداخلة نسبة لتعدد القبائل أثرى ثقافتي كثيرا.
كيف كتبتِ قصيدتك الأولى، من قال لك أن هذا شعر يؤثر؟
أنا ممكن أكون كتبتها كخاطرة، الوالد رحمة الله عليه كان المشجع الأول وأحياناً الناقد. بحكم علاقتي اللصيقة به ومحبته للشعر والغناء الشعبي تأثرت به كثيراً واكتسبت حتى مزاجه الاستماعي.
قولى لى، هل تحولين الحنين والغربة إلى كلمات وقوافى؟ أم تحولكِ الغربة إلى كلمات إلى لغة؟
سؤال الاجابة موجودة فيه. الحنين والغربة بيدفعني للكتابة ويعمق الاحساس بالوطن وما فيه والعكس كذلك صحيح،الغربة حولتني إلى نص خارج حدود الوطن لكنه يحكي عنه، الحبيب، الالفة، الحنين كل الأحاسيس التي تملأ الحروف مرتبطة بالوطن نفسه، فالوطن عندي ليس المكان فحسب الوطن في داخلي كل اللحظات الحميمة التي تحدث هناك.
” لو أبقى الشمس أشرق عشانك كل يوم” هذا مقطع من قصيدة لكِ، هل لازلتِ متمسكة به؟
بل ازددت تمسكاً به، العطاء عندي أصل الانسانية، فاذا كنت بتمتلك ما يجعل الآخر أجمل فالبذل هنا واجب كامتداد طبيعي لانسانيتك.
للعشق فى شعرك رائحة أزاهر الحياة؟
اذا كانت الغربة خانقة فالعشق هو اكسجينها، لا اقصد عشق محدود أو محصور في شخص أو مكان، أعني المحبة كأحد دروبة العميقة.
ولندن حيث تقيمين، هل ثمة محفزات للشعر؟
لندن تعني الغربة وتعني المسافات التي تفصل من الأهل والأحبة والنيل.
تكتبين الدوبيت أيضاً، كيف تسنى لك ذلك؟
كما ذكرت سابقاً التصاقي الكبير بالوالد رحمة الله عليه جعلني متأثرة بميوله ومحبته لشعر الدوبيت. كنت استمع معه لشعر البطانة من عمر صغير جدا فتعلقت به منذ ذلك الحين للحظتي هذه.
فى قصايدك دوماًمايجلس الشوق محاذياً للغياب؟ لأن الشوق دايماً يولد لشيء غائب.
تقليدياً، يجب أن أسالك، بمن تأثرت من الشعراء ؟
تأثرت بمحجوب شريف الشاعر الانسان رحمة الله عليه، تأثرت بكتاباته وشخصيته الجميلة والعديد من الشعراء الآخرين كالأستاذ مدني النخلي والأستاذ هاشم صديق.
تصدق أنى فى بعدك بقاسى الغرية والحرمان ، هل هو الحبيب أم الوطن؟
هو الحبيب الوطن والوطن الحبيب
أحب قصيدة إلى قلب تماضر؟ وماهى مناسبتها؟
لو بس تعرف
لأنها أول قصيدة مغناة لي
من ألحان الأستاذ ضياء الدين ميرغني ويؤديها الفنان مصطفى السني.
المناسبة لحظة حنين فلندعها بلا تفصيل

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. زمان كنا ننتظر مدنى و كسلا لتتحفنا بالمبدعيين فأكثر الفنانيين و الشعراء من المدينتيين و الان اصبحنا ننتظر هولندا و لندن لانجاب المبدعيين

  2. لم اسمع بها من قبل، وبالتالي لم يستن لي قراءة شعرها أو الاستماع إليه… على كل حال تمثل هذه المبدعة امتداد لتربع البنات السودانيات على قمة هرم الإبداع وتفوقهن على الرجل السوداني -المسحوق- في كافة الميادين………. نتمنى من هذه الشاعرة الفذة تأليف إلياذة سودانية رائعة تحكي ملحمة عبور سوداني للنفق الخطير حتى وصوله بريطانيا سالماً، ثم سجنه، ثم حصوله أخيراً على حق اللجوء السياسي…. الخنساء تستطيع فعل ذلك فهي ربما تكون عانت مثله ولكن بطرق مختلفة…………..

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..