المايويين / سوار الدهب/ ابو قرده 2-2 !

نقلت الصحف والمواقع تصريحا جاء فيه:
“سوار الذهب يدعو مصر لمراجعة سياستها تجاه حماس … وأكد سوار الذهب أن حركة حماس لا يمكن أن تكون إرهابية بأي شكل من الأشكال، وأن من وصفوها بذلك هم الأعداء من المحتلين حين فشلوا في اقتلاعها من أرضها”.
وأضاف: “حماس هي أهل الحق وحركتهم يجب أن تتوسع”.
إنتهى.
أمر المشير سوار الدهب محير للغايه لكن ما يجعل الإنسان فى دهشة وحيرة أكثر، أن القوى الثورية التى فجرت إنتفاضة ابريل 1985 إختارته قائدا ورمزا لتلك الأنتفاضة على الرغم من أنه كان قائدا عاما للجيش ووزيرا لدفاع النظام الذى إنتفض عليه الشعب وأطاح به، وتلك هى مشكلتنا فى السودانية (الإنطباعية) فى الحكم على الأشخاص والإنبهارية (الساذجه) .. أنظر اين يقف الآن (سوارالدهب)، إنه فى خندق واحد مع (الإخوان المسلمين) الذين كانوا متحالفين مع نظام (مايو) قبيل سقوطه بايام قلأئل وهم الذين زادوا من قبحه و(عفونته) ومن قهره للشعب وإذلاله والبطش به بصياغتهم لقوانين سبتمبر سئية السمعة وبالدفاع عنها وإخراج المسيرات والتظاهرات الإرهابية، كما يفعل (الدواعش) الآن … ومن جهة أخرى يقف سوار الدهب داعما للنظام ضمن (المايويين) الذين تحدثت عنهم بصورة مختصرة فى الجزء الأول من هذا المقال، وذلك ليس بالغريب فقد جمع (سوار الدهب) بالحسنين، الأولى (إخوانية) تخفت تحت عباءة الطريقة (الختمية) حتى جاء وقت كشف الحقيقة، والثانية أنه (مايوى) بل كان آخر قائد عام لجيشها ووزيرا لدفاعها ولذلك اصر عليه الضباط الأدنى منه رتبا أن يعلن بنفسه عن الإطاحة بنظام هو شريك اصيل فيه، ظنا منهم بلك التصرف يمكن أن تحقن الدماء وحتى لا يتحرك (سدنة) مايو ، ضد (الإنتفاضة) ولقد فات على أولئك الضباط أن مثل هذه (النوعية) من الناس لا يمكن أن تتحرك إذا ثار الشعب حقيقة وعبر عن غضبه فى قوة ووحدة وتماسك، بل تهرب أو تختبئ داخل جحورها.
للأسف ذلك الوضع أو ذلك (الشرف) الذى منح لسوار الدهب اى رئاسته للدولة السودانية ثم تنحيه بعد سنة (مرغما)، لأن القوة الحقيقية كانت فى يد الرتب الصغيره وفى يد الثوار، صوره للعالم كله خاصة العربى والأفريقى، أنه شخص زاهد فى السلطة والحكم فى وقت كان فيه الضباط الذين يقومون بالإنقلابات فى المنطقتين لا يرحلون الا بإنقلاب آخر يطيح بهم وفى الغالب تحدث خلاله مجازر ومذابح وتعلق فيه مشانق.
تلك هى المصيبة، فوضع (سوار الدهب) فى ذلك المنصب ثم تنحيه وكل ذلك تم من دون إرادته، جعل منه شخصية مرموقة ومرشحا لمنصب منظمة (الدعوة الإسلامية) التى يسيطر عليها التنظيم العالمى للإخوان المسلمين ويوجه أموالها بالطريقة يريدها وقد لا يعلم الكثيرون تحت (ظل) أهداف سامية و(دعوة) إسلامية، مارست أفرع عديدة من تلك المنظمة فسادا لا يمكن أن يوصف، يكفى أن اورد مثالا واحدا وهو أن تلك (المنظمة) كانت سببا فى دخول العديد من (التجار) السجون لفترات طويلة، لأنها كانت تحصل ? مجانا – على بضائع تجارية ، (بضائع سوق) تحت مسمى (الأعمال الخيرية) من العديد من دول الخليج الغنية، وفى ذات الوقت تحصل على إعفاءات جمركية وإستثناءات من رسوم الموانئ أى لا تتحمل سوى قيمة شحن البضاعة التى تدخل السودق فتنافس تجارا، يعملون فى ذات النشاط ويسددون قيمة البضاعة كاملة إضافة الى الرسوم والجمارك الباهظة التى أعفيت منها (المنظمة)، وفى الغالب يذهب العائد الى اشخاص (إسلاميين) إستخدموا إسم المنظمة للحصول على تلك التسهيلات والإستثناءات، بالطبع لا توجد لديهم مشكلة فى منح (المنظمة) أو من يديرونها فى مكان (ما) نسبة من ذلك العائد.
ذلك مثال واحد وقليل من أمر تلك (المنظمة) غير المعلوم بصورة واضحة البلد الذى تنتمى له، وهل لها دور مباشر أو غير مباشر فى دعم الإرهاب الذى أرهق جسد القارة الأفريقية أم لا؟
ذلك ما سوف يكشف عنه الزمن طال أم قصر، بعد ما تأكد قبل ايام قلائل أن (تركيا) كانت تعمل مع (الدواعش) فى تجارة البترول، الذى ينهبونه من ابار (العراق) ويقومون ببيعه لتركيا بسعر زهيد، ويشترون بالأموال التى يحصلون عليها على أسلحتهم وإحتياجاتهم، لا أدرى إن كانوا كذلك يدفعون منه (مهرا) لمجاهدات النكاح أم لا؟
لكن ما هو مدهش ومحير أن سوار الدهب التى (شرف) بقيادة إنتفاضة كان مهرها دماء الشهداء وأرواحهم الطاهرة، للإطاحة بنظام ديكتاتورى وقمعى، يؤيد الآن وبقوة نظاما اشد قسوة على شعبه، واشد إيذاء لهم وقهرا وبطشا وقتلا وتشريدا، فهل يدعم سوار الدهب هذا النظام السئ القبيح فقط لأنه يتاجر (بالإسلام) ويتدثر به ، حتى لو لم تكن لسلوكياته أدنى علاقة بالإسلام؟
لم يكتف سوارالدهب يحملة الترويج، لنظام (عمر البشير) الذى كان (عقيدا) حينما كان ألأول (مشيرا)، بل واصل حملة الترويج لتنظيم (إرهابى) آخر يذيق أهله الفلسطينيين الويل ويتسبب فى معاناتهم، ويمكن أن يرجع سوار الذهب لأشرطة الفيديو ليرى بعينيه ويسمع بإذنيه إستغاثة شيخ فلطسينى قتلته (حماس) داخل مسجد فى غزة بعد أن حاصرته مع إنصاره.
وعليه أن يشاهد فيدوهات (إستعراض) القوة والسيارات ذات الدفع الرباعى التى عليها شعار (الإخوان المسلمين) دعما (للإخوان المسلمين) فى مصر خلال فترة مواجهتهم لنظامهم، ثم دورهم فى سوريا، ودورهم فى السودان غير مخفى ومعلوم، فما هو دخل حركة (مقاومة) فى خيارات الشعوب، ولماذا يحاول (سوار الدهب) تجميل صورة حركة إرهابية وهى فرع من فروع (الإخوان المسلمين) التى تتخذ اسماء عديدة فى مختلف دول العالم؟
أما الأخ ابوقردة فقد كان أكثر من فجعت فيه المعارضة السودانية خاصة فى (مصر) وكذلك أحاديثه ومشاركاته فى الندوات موجودة ومسجلة، وما كان يخطر على بال أى معارض أن (ابو قردة) سوف يتوافق فى يوم من الأيام مع نظام الإبادة والفشل والكذب والخداع، خاصة بعد أن قدم نفسه للمحكمة الجنائية وحصل على البراءة، فكيف يعمل رجل إعترف بالعدالة الدولية وتعاون معها، تحت (نظام) رافض الإعتراف بها وبسبب ذلك يعانى شعبه فى جميع مجالات الحياة؟
لم يكن فى تصور أى سودانى أن يعمل (ابوقردة) مهما كانت خلفيته (الفكرية) مع هذا النظام حتى لو عمل معه كآفة المعارضين السودانيين.
وحتى يعلم ابو قردة حقيقة النظام وكما قال أحد شيوخه أن كرسى السلطة يعمى، فعليه أن يتذكر كيف اصبح مصير رفيقه (مسار) وكيف عومل فى ذلة وهوان منذ إختلافه مع بنت المؤتمر الوطنى (الأخوانية) سناء حمد، التى كانت وزير دولة للإعلام حينما كان هو وزيرا أعلى، إدعى النظام أنه أطاح بهما الأثنين، وبعد فترة اصبح (مسار) فى الشارع و(بنت) النظام نائبا للسفير فى واشنطن، بل اصبح رئيس (النظام) يستفزه ويستحقره خلال حوار عام بصورة لا يمكن أن يعامل بها طفل.
ولذلك لا يظن (ابو قردة) أن النظام يقبل بالإختلاف فى وجهات النظر، ولولا أن خلافه مع (السيسى) يدعم ثقافة النظام فى (فرق تسد) ولو كان خلافه مع اصغر وزير فى (المؤتمر الوطنى) لوجد نفسه مع (مسار) فى سرج واحد.
الساهد فى الأمر حيرنى (ابو قردة) بحديثه المتفائل عن (الوثبة) وشهادته التى قال فيها أن المتحاورين يتحدثون فى كل شئ، حتى العلاقة مع إسرائيل، وفصل الدين عن الدولة!
للأسف واضح أن (الكرسى) أعمى (ابوقردة) عن متابعة نماذج مماثلة لهذا الكلام، الذى يدخل فى باب (خليهم) يتسلوا وتلك عبارة منقولة عن الرئيس المصرى (المخلوع) حسنى مبارك، الذى كان يعطى (الإخوان المسلمين) مساحة من الحرية ومقاعد فى البرلمان، ورئاسة لجان وتعلو اصواتهم داخل البرلمان وينتقدون ويعملون فى البزنس ويجمعون الأموال، لكن (النظام) يمشى رغباته فى النهاية، ثم هناك مناطق محرمة على (الإخوان المسلمين) فى مصر لذلك لم يصمدوا لعام واحد، فقد كان الطالب المتقدم للجيش أو الشرطة يفحص من زاويتين فقط هما الا يكون له قريب من الدرجة الثالثة ينتمى لتنظيم (الإخوان) أو يعمل فى تجارة (المخدرات)، لذلك لم تكن لديهم كوادر مؤثرة فى الجيش او الشرطة وعدد قليل فى القضاء,
هذا بالضبط هو الذى يحدث فى حوار (الوثبة) تحدثوا كما تشاؤون وقولوا ما تريدون وأوهموا العالم أن الحريات منبسطة وأن أهل السودان جميعا يشاركون من كآفة الجهات والإنتماءات ولا داع لحوار حر وشفاف فى الخارج وأن (وثية) ثانية وثالثة فى الطريق، لكن وفى ذات الوقت يعتقل الصحفيون ومن عجب من بينهم من ساهموا فى إطالة عمر هذا النظام ودعمه فى أقبح ايامه، وقت أن كان الأعتقال يتبعه التعذيب فى بيوت الأشباح.
والوثبة تدور عجلاتها وكوادر الأحزاب تعتقل وتحاكم بالجلد بسبب مخاطبتها جماهيرها سلميا، وفى ذات الوقت يتحدث كوادرالنظام وأرزقيته عن ضعف (المعارضة)، لا أدرى كيف يردون معارضة (قوية) وهى ممنوعه من التعبير عن افكارها سلميا فى الشوارع، هل يريدونها أن تتحول الى معارضة (بوليس سرى) فيسمع بها الشعب (سرا) أو عن طريق (العرفات) ويعترف بقوتها؟؟
الأخ ابو قردة إتسلوا .. ونزلوا معاكم جلابية (عثمان ميرغنى) .. وأطفوا النور!

تاج السر حسين ? [email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..