
عصب الشارع
صفاء الفحل
عندما زار الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر السودان بعد نكسة حزيران وكانت مصر مثخنة بالجراح خرج كل السودان لاستقباله وتخفيف جرح الخيانة عنه وعن الشعب المصري الشقيق وطاف الخرطوم ب(عربة مكشوفة) بلا حراسة ثم كانت اللاءات الثلاثة التي خلفت واقعا عربيا جديدا ..
حتي عندما زارت الراحلة ام كلثوم السودان قابلها كل السودان بالورود فالشعب السوداني يحب الشعب المصري وهم لهم اخوة ..
وقبل ان يحل (السيسي) علي الخرطوم (متسللا) اطلقت الاستخبارات المصرية شائعة وصوله للخرطوم لقياس الراي العام وردة فعل الشارع السوداني لعلمه بانه (غير مرحبا به) في هذه المرحلة وانه لن يجد في استقبالة غير اعضاء المجلس الانقلابي وحاشيتهم من المطبلاتية والمرتزقة ..
فشتان بين الزيارة والزيارة وشتان بين الرجل والرجل ..
منذ مجزرة فض الاعتصام ظل السيسي يقف خلف اللجنة الامنية للبشير وكانت وصايا الاستخبارات المصرية لقيادات الانقلاب الكيزاني ان يواصلو الضغط والقتل والتنكيل والاعتقال للمتظاهرين كما فعل هو في مجزرة (رابعة العدوية) وما أعقبها من اعتقالات وقتل وتعذيب للمعارضين فاق حد الوصف ولكنه لم يكن يتصور ان صلابة شباب السودان هي التي تفوق حد الوصف .
لم تنجح كافة الخطط والمؤامرات التي قدمتها المخابرات المصرية للمجلس الانقلابي في كسر شوكة ثوار السودان الأشاوس حتي عجزت المخابرات المصرية من التعامل مع هذا الإصرار الذي لا ينقطع ولها العذر فهي لم تكن تعلم مع من تتعامل ولم تكن تتصور ان الشعب السوداني كله علي استعداد للموت في سبيل الوصول للحرية والسلام والعدالة ..
يفكر السيسي في زيارة الخرطوم ونذر الفتنة بين شباب الثورة السودانية الظافرة بإذن الله يشعلها الإعلام المصري ويقدم الإساءات للشعب السوداني وثورته بلا مبرر والحكومة المصرية تشتعل بعد ان قطع ثوار الشمال الشريان الذي يربط البلدين ، هل يحمل في جعبتة مراجعة لحساباته ويعمل علي محو وتعديل ولاءه بعد معرفته الحقيقة ويعز الشعب المصري بموقف بطولي يكتبه له التاريخ ام انه مازال علي درب التآمر علي الثورة يسير ..!! .
وليعلم بان السودان ومصر شعبان لن تفرقهم اطماع الحكام وستظل العلاقات الازلية بينهما مستمرة مهما تعاظمت المؤامرات وسيظلان يشربان من نفس النبع .. وليعلم السيسي ذلك وليقف بجانب الشعب لا الانقلابيين .. فردة هذه الثورة مستحيلة ..!! .
والثورة مستمرة .
رحم الله الفيتوري حين قال :
ان المقادير تستثني الرجال وان تشابه البشر الافذاذ والبشر