أخبار السودان

استهداف البرهان يهدد المبادرة الأميركية

فرضية وجود أطراف من داخل معسكر الجيش رافضة للمفاوضات خلف محاولة الاغتيال مرجحة وبقوة، خاصة بعد نفي قوات الدعم السريع علاقتها بالأمر.

ألقى استهداف قائد الجيش السوداني الفريق أول عبدالفتاح البرهان بمسيرتين في بورتسودان، بظلال سلبية على المبادرة الأميركية لوقف الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وبينما حاول البرهان توجيه أصابع الاتهام إلى الدعم السريع بخصوص محاولة الاغتيال للتملص من المحادثات، ترجح أوساط سودانية فرضية وجود أطراف من داخل معسكر الجيش رافضة للمفاوضات خلف محاولة الاغتيال، خاصة بعد نفي قوات الدعم السريع علاقتها بالأمر.

وتعرض البرهان لمحاولة اغتيال الأربعاء، خلال زيارة كان يقوم بها إلى قاعدة جبيت العسكرية في شرق السودان، على بعد نحو مئة كيلومتر من مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر، والتي أصبحت مقرا للحكومة السودانية حاليا.

وتعليقا على الهجوم قال البرهان “لن نضع البندقية حتى يتم تنظيف البلاد من أي متمرد ومرتزق، وماضون في سحق الميليشيا والقضاء عليها”، مضيفا “معركتنا مستمرة مع العدو ولن نتراجع أو نستسلم ولن نتفاوض مع أي جهة مهما كانت”.

محمد مختار: لا علاقة للدعم السريع بالمسيرات التي استهدفت مدينة جبيت
محمد مختار: لا علاقة للدعم السريع بالمسيرات التي استهدفت مدينة جبيت

 

وهذا الهجوم هو الأول على مواقع تابعة للجيش في بورتسودان منذ اندلاع الحرب في أبريل من العام الماضي، ووقع بعد أن أصابت ضربات بطائرات مسيرة مدن كوستي وربك وكنانة في ولاية النيل الأبيض جنوبا، والدامر شمالي الخرطوم.

وقال محمد مختار، المستشار القانوني لقائد قوات الدعم السريع، الأربعاء “ليس للدعم السريع أية صلة بالمسيرات التي استهدفت مدينة جبيت في شرق السودان”.

وتمكنت قوات الدعم السريع في الفترة الماضية من مهاجمة عدة مدن يسيطر عليها الجيش بالطيران المسير، وكان أول هجوم على إفطار رمضاني لكتيبة البراء بن مالك التي تقاتل بجانب الجيش في عطبرة بولاية نهر النيل في أبريل الماضي.

ويسود انقسام بين قوى سودانية مختلفة حول مفاوضات جنيف التي من المنتظر أن تلتئم اجتماعاتها في الرابع عشر من أغسطس الجاري وفقا للدعوة الأميركية، في ظل تراجع الاهتمام الإقليمي والدولي بما يجد في السودان، وعدم الاكتراث كثيرا بممارسة ضغوط كافية على الجيش السوداني للحصول منه على موافقة صريحة بالمشاركة.

ووضعت وزارة الخارجية السودانية الثلاثاء حزمة اشتراطات جديدة أمام نظيرتها الأميركية بشأن مباحثات جنيف، بما يعرقلها عمليا، منها ضرورة التشاور المسبق مع الحكومة السودانية حول شكل وأجندة أي مفاوضات والأطراف التي تشارك فيها أو تحضرها، وعقد اجتماع بين الحكومة السودانية والأميركية للتمهيد الجيد لمفاوضات السلام، وأن أي مفاوضات قبل تنفيذ إعلان جدة لن تكون مقبولة للشعب السوداني.

ولم يقدم الجيش موافقة واضحة تؤكد حضوره مفاوضات مع قوات الدعم السريع عندما عرضت عليه المبادرة الأميركية، وطالب بالتفكير في الأمر مليا، بينما الموعد يداهم واشنطن هذه المرة، والتي تلقت موافقة الدعم السريع مبكرا.

ويلجأ الجيش إلى المراوغات السياسية في مسألة العودة إلى طاولة المفاوضات، فهو منذ تجميد اجتماعات منبر جدة يتعامل مع المبادرات المطروحة، سواء أكانت مكملة للمنبر السعودي – الأميركي أم منفصلة عنه، بتلكؤ ولامبالاة أحيانا.

وأبدت دوائر سياسية في حديثها لـ”العرب” ملاحظة تتعلق بـ”إهمال” الإدارة الأميركية ملف السودان الفترة الماضية وعدم تقديم رؤية واضحة للتعامل معه، وتوقف انخراط مبعوثها الخاص توم بيريلو في الكثير من تفاصيل الأزمة، والتحرك وفقا لطبيعة المعطيات الإقليمية والدولية، فعندما تجد واشنطن خطورة على مصالحها تتحدث، وعندما لا تجد ذلك تصمت، وهو ما فهمه الجيش جيدا، ونجح في التعامل معه وجعل رده على الدعوة الأميركية أقرب إلى الرفض، والذي سيتحدد بشكل نهائي.

وألمحت هذه الدوائر إلى حض الجيش بعض القوى المقربة منه على إثارة مشكلات جانبية لتشتيت الانتباه، وهو ما يؤشر على عدم استعداده للذهاب إلى جنيف وإرسال وفد للتفاوض مع قوات الدعم السريع، حيث يعلم أن هذه الجولة سيحضرها ممثلون لجهات متباينة معنية بالأزمة، ويمكن أن تشهد طرح أفكار محرجة له.

والثلاثاء أعلنت ثماني حركات مسلحة تقاتل مع الجيش رفض نتائج أي تفاوض لا يضمن مشاركتها في تفاصيله، وقالت في بيان مشترك “أي مبادرة لإنهاء الحرب أو وقف إطلاق النار تهدف إلى فرض أمر واقع بأن للحرب طرفين فقط، لتقوم على هيكلة العملية السلمية والسياسية على هذا الأساس، مرفوضة تماما ولا يمكن قبول نتائجها”.

ورهن قائد حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور والمتحالف مع الجيش، نجاح محادثات سويسرا بإشراكه هو والقوة المشتركة للحركات المسلحة في المفاوضات، مشيرا إلى أن تقديم الدعوة للجيش وحده “أمر مرفوض جملة وتفصيلا، وهو يعني من الآن أن اللقاء لن يفضي إلى شيء”.

وطالبت قوى إسلامية بالمشاركة في المفاوضات الخاصة بحل الأزمة السودانية، لكن مطالبتها فسرت على أنها تريد دعم موقف الجيش، وإيجاد موطئ قدم لها في أي اجتماع، حيث يثير الحديث عن مشاركتها لغطا بسبب “الفيتو” الذي وضعته تنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) حول دعوة حزب المؤتمر الوطني المنحل إلى المشاركة في اجتماعات أديس أبابا مؤخرا.

وفتح بيان الحركات المسلحة الباب لمشاركة قوى مدنية وسياسية، ويوسع نطاق المناقشات، بما يفضي إلى الدخول في تراشقات واتهامات حتما ستؤدي إلى تعطيل قطار جنيف قبل انطلاقه من محطته، والتشويش على الأهداف الرئيسية من الدعوة.

وقال الأمين العام لحزب الأمة القومي الواثق البرير إن المبادرة الأميركية تركز على النقاش حول وقف العدائيات وتوصيل المساعدات الإنسانية، وهو أمر يخص الطرفين المتحاربين اللذين يتحكمان في المعارك العسكرية الدائرة الآن، وإن العديد من القوى السياسية أصدرت بيانات ترحيب بمفاوضات جنيف، وهناك رغبة في الاستجابة لها من جانب طرفي الصراع للتعامل مع الأوضاع الإنسانية المتردية.

وأضاف في تصريح لـ”العرب” أن الدعوة التي أطلقها مناوي بشأن رغبته في إشراك حركات في المفاوضات “غير موضوعية، لأن الحركات قوة مدنية تمتلك سلاحا وانخرطت في الحرب تحت مظلة الجيش، وليس لحركته موقع في مبادرة الحل”.

وأوضح أن المطالب المماثلة من جانب أحزاب محسوبة على التيار الإسلامي هي بالأساس تستهدف إطالة أمد الحرب وتريد استمرارها بعد أن تسببت في إشعالها.

وأشار البرير إلى أن القوى السياسية المدنية يمكن أن تكون حاضرة في مرحلة تالية لوقف إطلاق النار، وفي ذلك الحين ستكون هناك حاجة إلى التوافق حول قضايا السودان الجذرية التي تبحث عن حلول سياسية، وأن اجتماعات جنيف في أغسطس الجاري ستبقى على نفس نمط مفاوضات منبر جدة.

وأكد لـ”العرب” أن “المفاوضات من المتوقع أن تواجه عراقيل من جانب القوى التي أشعلت الصراع، وتحاول أن تتحدث باسم الجيش، وعلى القوى المدنية أن تمارس ضغوطًا هائلة على جميع الأطراف لتجاوزها، والأمر ذاته سيكون مسؤولية الولايات المتحدة وبعض دول الجوار والمجتمع الدولي، سواء من خلال الضغط الدبلوماسي أو عبر إصدار قرار حظر تدفق الأسلحة إلى الطرفين المتصارعين”.

العرب

‫2 تعليقات

  1. لسه نحن في عباية البربر و الميرغني و المهدي و الترابي و هذه الخزعبلات
    أما أن لهذا الشعب أن يقضي علي هذه الأوهام و البراغيث و اصحاب المنفعة و التجارة

  2. الواحد يشوفك كده نازل بالفنيلة المرقطة والبنطلون والمسدس والله يقول دا ديجانقو ذاتو ماشي يقاتل الدعم السريع ولكنك بتاع شو ساكت هو أنت لو راجل قدر دا تهرب من القيادة العامة وتخلي ضباطك وجنودك محبوسين جوه عليك الله يا برهان خلي البرطعة وامشي وقع الاتفاق قبل ما يمسكوك جماعة الدعم السريع وبعدين نقعد لقول باع وقول قاق.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..