تعديلات الزمن بدل الضائع

* تزايدت الضغوط على النظام ودعوات المناهضة الواسعة الرافضة لسياساته فبدت نواجزه بارزة، ساخرة من حجم الفساد الذي أصبح يكشف عن أحجامه وأوزانه عدد غير قليل من أبناء الحزب الحاكم أنفسهم، وكأنما يريدون بذلك غسل ما علق بأسمائهم و تبييض تاريخهم المسود لسنوات طوال.
* فقد كشفت الأخبار عن قضايا فساد كثيرة ومخالفات لم يتم التطرق لها من قبل، ولعل أبرزها، تأجير مبنى وزارة التنمية البشرية بمبلغ (600) مليون جنيه شهرياً.
إضافة لدفع دولة الأمارات إيجار مقر وزارة الإرشاد والأوقاف بما يعادل (437) مليون جنيه شهرياً.
* و في الوقت ذاته كشفت الأنباء أن مقر وزارة الشباب والرياضة الاتحادية مؤجر بمبلغ 100 مليون جنيه شهرياً، هذا غير بقية الوزارات التي لا يعلم أحد حجم إيجاراتها والتي تدفعها وزارة المالية من مال المواطن.
* هذا خلافاً لقيمة الأثاث الفاخر الذي يتم إستجلابه من قبل الدولة للوزرات الاتحادية والولائية ومكاتب الولاة ونوابهم والمعتمدين ومساعديهم وغيرهم من جيوش النظام الجرارة، والذي يتجاوز عشرات المليارات سنوياً، في الوقت الذي ظلت فيه الحكومة تضغط على المواطن مادياً لأجل الصرف على بذخ لا نهاية له.
* وأمس كشف رئيس المجلس الأعلى للتخطيط الاستراتيجي عن إهدار تريليونات الجنيهات لعدم الإلتزام بالمعايير المهنية، ومنها إنشاء مستشفى بقيمة 9 مليون دولار في منطقة لا يوجد بها مرضى.
* وهناك من يستفيد من أموال التمويل الأصغر ربما في تكاليف (الزواج الثاني)، بخلاف الكثير جداً من المشاريع الفاشلة التي يقف وراءها تنفيذيون (فشلة)، لا علاقة لهم بالنجاح، ومن يرى غير ذلك عليه أن يجيبنا ماذا استفدنا من مشروع (سد مروي)؟ ولا زلنا نستورد الكهرباء من أثيوبيا، أما سندس فلا داعي للتفاصيل.
* وأمس أيضاً جاءت الأخبار من الصين لتمثل ضربة أخرى للحكومة، وتزامنت مع حالة الغضب والتذمر من النظام، فقد تراجعت الصين عن تمويل المشاريع الموقعة مع حكومة السودان قبل الإنفصال، وبالتأكيد أول هذه المشاريع وأكثرها صرفاً حتى الآن، هو مشروع (المطار الجديد)، الذي تدور حوله شبهات فساد لم يتم نفيها للآن.
* دولة الصين لا تعرف المجاملة، وتحسبها (بالتعريفة)، لأنها وبذكاءها وقراءتها الاستراتيجية لواقع السودان عقب الإنفصال، تأكد لها أن بترول السودان وأراضيه ( بح)، ولم يعد لها وجود يذكر، ولا نعرف أين ذهبت.
* كل هذه التجاوزات والسودان يحتاج لكل مليم صُرف على ملذات المسؤولين وما حصده من أخطاءهم الجسيمة.
* زيوت ومأكولات فاسدة تعدم، وقد تجد أخرى طريقها إلى الأسواق، واشتباه في حاويات تحمل مواد مسرطنة ونفي وخوف مسيطر نتيجة انتشار السرطانات، و حاويات المخدرات أيضاً بدت تجد ضآلتها وإن قبض عليها فمن يضمن تسرب أخرى؟، وهي موجهة لتدمير عقول أجيال السودان وثروته البشرية ومع ذلك ما زلنا ننتظر نتائج التحريات والكشف عن المقبوض عليهم في الحاوية تلك!.
* ولمعالجة هذه الأخطاء ولكن (متأخراً جداً)، يتسامع الناس أن اتجاهاً برز داخل حزب المؤتمر الوطني ينادي بحل الحكومة قبل الخامس والعشرين من الشهر الجاري تمهيداً لتشكيل حكومة (ما بعد الحوار الوطني)، تمهيدا للكثير من (الإصلاحات) التي جاءت (بعد فوات الآوان) وليس كما يعتقد أهل الحظوة بأنها جاءت في (الزمن بدل الضائع).
* لم يعد مقبولاً أن يضحي النظام برجاله المخلصين، أو أن يجري تعديلات فات آوانها، ولم يعد مقبولاً حتى إعتذاره عما فعل بالوطن، الحل الوحيد هو ذهاب النظام بشكل سلمي جداً بدون خسائر.
الجريدة

تعليق واحد

  1. هذا افضل راي يا شمايل

    لم يعد يجدي الكذب ولا التمويه

    الحقائق الان تتسيد الموقف
    افلاس الحكومة سيسقطها قبل ان تسقظها الجماهير
    ولن ينفعهم الترقيع

  2. هذا افضل راي يا شمايل

    لم يعد يجدي الكذب ولا التمويه

    الحقائق الان تتسيد الموقف
    افلاس الحكومة سيسقطها قبل ان تسقظها الجماهير
    ولن ينفعهم الترقيع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..