( أكتر من كده )

الطاهر ساتي

:: إلى زمن غير بعيد، في ليلة العاشوراء بقرى دنقلا، بعد صلاة العشاء وتناول العشاء، كنا نذهب إلى الشواطئ ونشعل النار في الحبال ثم نجلد أنفسنا والآخرين ب(نشوة وفرح)..ولم نكن نعلم أن الشيعة في بقاع الأرض يفعلون ما يشبه فعلنا هذا في (ليلة العاشوراء)، فالأمر كان – بالنسبة لنا – محض لهو وبعض طيش الصبى..واليوم لم يعد صغارنا هناك ينتبهون إلى ليلة العاشوراء ذاتها ما لم تنبههم وسائل الإعلام، أما واقعة إشعال النار في الحبال وجلد الذات والآخر فهي لم تعد تصلح للحكي في مجالسهم لكي لايتهموا كبارهم بالجنون و (التخلف)..!!

:: وكذلك المشي على النار أو جمراتها، فهذا أيضاً – في الأصل – من التقاليد الدينية الواسعة الإنتشار في المجتمعات المتخلفة بالصين والهند.. يعذبون أنفسهم بالمشى على الجمر المتوهج، ويتظاهرون بتحمل العذاب، ليطهروا أنفسهم من الذنوب والهنات، أو هكذا يتوهمون..هذا أويفعلون هذا الفعل الغريب والمشين لينتصروا على الشيطان بحرقه تحت أقدامهم الحافية، أو هكذا يحدثهم شيطانهم ..وفيهم من يفعل ذلك أمام الكاهن، أي يمشي على الجمر حافيا ورافعاً يديه ورأسه إلى السماء، وفاءً لنذر كان قد نذره في (أمر ما)..تختلف أسباب تعذيب النفس بالمشي على الجمر، ولكن ( التخلف واحد)..!!

:: لم تم توسيع دائرة هذا التخلف بإخراجه من عقول الكهنة وساحاتهم إلى سوح الشباب المراهق بعد تغليفه بما يسمونها بروح العزيمة والإرادة ونزع الخوف، أو هكذا يوهمون الشباب فيقعون فريسة في أنياب كهنة العصر الجديد الذين يلقبون أنفسهم بالمدربين في مجال التنمية البشرية.. ويبدو أن شباب السودان على موعد مع الجهل المعشعش في عقول مراكز التدريب ( إرادة وعزيمة)..محمد الفاتح، مدير مركز الوافر للتدريب، يحتفي بنجاح تجربة المشي على الجمر، ويقول للسوداني : (كل الشباب الذين مشوا على الجمر هم خريجو دورة البرمجة اللغوية العصبية)، أو هكذا يفتخر كبيرهم الذي يعلمهم ( المشي على الجمر)..!!

:: محمدالفاتح، وكذلك الذين مشوا على جمره من الشباب والطلاب والطالبات، يختزلون العزيمة في إحتمال (لظى الجمر)، ويختصرون الإرادة في الصبر على ( لهب الجمر).. ولذلك، سيعاودون تجربة المشي على الجمر خلال الفترة القادمة بعد نجاحها في إنتزاع الخوف من دواخل الشباب، كما يقول الفاتح.. وعليه.. شباب قنع لاخير فيه وبُورك في الشباب الطامحينا، قالها الشاعر قبل عقود، ولم يستوعبها مركز الوافر للتدريب إلى يوم المشي على الجمر هذا..شبابنا – يا هذا- يصطلون بنار حاضرهم ويخافون على مستقبلهم المجهول، وكان الأفضل لهم ولمستقبلهم أن يتلقوا تدريباً وتعليما في علم من علوم الحياة ليحولوا هذا الواقع البائس إلى مستقبل مشرق ..!!

:: عنتريات عهد عنترة، وكذلك عضلات جون سينا، وتهريجات ( نحن النار بنأكلها موقدة)، لم تعد مفتاحاً من مفاتيح النجاح في هذا الزمان.. فالذين نجحوا من حولنا راهنوا على (العقل والوعي) و ( العلم والعمل) ، ثم علموا شبابهم علوماً يستبينوا بها سبل النجاح وقبل العلم (أخلاقاً).. نعم، علموهم حب الوطن، العلم والعمل، أدب الإختلاف، طرح الرأي وإحترام الرأي الآخر، و…و… دورة في هندسة الحاسوب أو تعلم لغة بجانب لغتهم، على سبيل المثال، تقربهم إلى تحدي الخوف على مستقبلهم أكثر من دورة في ( المشي على الجمر)، وغيرها من (الخزعبلات) المراد بها ترسيخ الجهل والتخلف ( أكتر من كده)..!!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. لية ما بتكتب في رئيس لابس ( كركب) يمشي في رؤس( شعبك) و يساله! اواصل ولا اواصل. عرفتك منفساتي فارغ شغال ب(التقية) و الحق ابلج.

  2. الموضوع المضحك منقول
    انها من مشاكلنا ف بلادنا وبلاد المسلمين شباب الغرب من مغامراتهم وتحدي الخوف تسلق البنايات والجبال والقفز من المرتفعات ب الامس الازهر الشريف ناقش رسالة احد المشائخ الحقيقة كنت اضحك طول الليل علي التخلف ومضيعة الوقت وبدلا البحوث عن اشياء مفيده ترفع اسهم المسلمين والاسلامين والسلفيين فوق ف الصناعة وغزو الفضاء واستكشاف العالم الي اشياء فارغة اتركم مع الموضوع المنقول

    ***راديو بيت لحم 2000 » الأخبار » منوعات
    الأزهر يحسم القضية: إطلاق الغاز بدون رائحة لا ينقض الوضوء
    الإثنين | 06/04/2015 – 10:21 صباحاً 14.5K 131 Google +10 4

    بيت لحم 2000 – منح الأزهر شهادة الدكتوراه للشيخ ف.س. في الشريعة والقانون، بتقدير ممتاز، عن أطروحته التي تناول فيها ما تشيع تسميته بـ ?الغازات الحميدة? (والمعروفة بالضرطة) من الناحية الفقهية، مؤكدا أنه هناك نصوص منقولة تحدد بكل دقة رائحة الغازات الناقضة للوضوء وعدد ثواني إطلاق الريح التى تعتبر بعدها الغازات ناقضة للوضوء.

    وأشار الشيخ في رسالته إلى أن ?تفسير الآيات بمعزل عن ظروفها التاريخية وأسباب نزولها? أدى إلى الالتباس وشيوع مفهوم خاطئ حول ?الضراط? وهو المصطلح الذي تفادى العديد من العلماء إستخدامه في الماضي ويشجع الشيخ ف.س. الرجوع إليه نظراً لأنه الأكثر تعبيراً عن هذه الظاهرة الطبيعية.

    واعتبر الشيخ ف.س. أن بعض المفسرين رفضوا إعمال العقل واقتبسوا النصوص الدينية في غير موقعها، وأن كل واحد من هؤلاء فسرها إما على هواه بعيدا من مغزاها الحقيقي، وإما لنقص في ?القدرات التحليلية لديهم ناتج عن آفة نفسية?، والسبب في ذلك يعود إلى تعطيل الاجتهاد.

    ويرى أصحاب هذا الرأي أن السبب في ذلك يكمن في قاعدة ?النقل قبل العقل? المعتمدة.

    وقد حدد الشيخ ف.س. الروائح الناقضة للوضوء كالآتي: ?الضرطات الملثمة برائحة البيض أو البصل أو البسطرمة أو الكرنب? أما ما خرج عن ذلك فهي غازات حميدة إلا إن إستمرت الضرطة أكثر من ٤ ثواني وكان صوتها أعلى من ٣٠ ديسبل وهي وحدة قياس الصوت فى علوم الفيزياء.

    وقد عبر العديد من العلماء عن إرتياحهم لحسم هذه القضية خاصة فيما يتعلق بالصلوات الطويلة مثل صلاة التروايح.

    وقد إمتنعت الجبهة السلفية عن إعتماد نتيجة البحث وعلق المتحدث الرسمي بإسم الجبهة قائلاً: لا نرفض النتائج ولكن البحث يعتبر مبدئي لأنه كمثال لم يتطرق إلى روائح السردين والثوم والفول كما لم يتتحدث عن الرياح المحملة بالرطوبة أو السوائل الخفيفة وأسألة آخرى حيرت العلماء على مدار السنين.

  3. يا سﻻم عليك يا الطاهر

    اتفق معك تماما فى انو الكورسات البيعملوها دى بتخاطب الوجدان وتوجد الحماس اكتر من انها تنمى قدرات مهارية

    بوركت

  4. ( إرادة وعزيمة)..محمد الفاتح، مدير مركز الوافر للتدريب، يحتفي بنجاح تجربة المشي على الجمر، ويقول للسوداني : (كل الشباب الذين مشوا على الجمر هم خريجو دورة البرمجة اللغوية العصبية)، أو هكذا يفتخر كبيرهم الذي يعلمهم ( المشي على الجمر)..!!

    الارض لن تخلوا من الجهلاء والتبع ….. مع الشكر لود ساتي لتذكيرنابتلك الايام الجميلة (الهييوبة)

  5. نحن زمان صغار عمر 6 سنوات كنا بنشيل الجمرة من الكانون ونفركها بين ايدينا الغضة والطرية حتى تنطفئ ماكنا قايلنها علم يدرس ويدفع فيه قروش قادر الله

    لكن التحدي الجد الجد يمشوا الشمالية يزرعوا قمح من شهر نوفمبر الى مارس يفيدوا انفسهم ومجتمعهم وبلدهم.

  6. ((نعم، علموهم حب الوطن، العلم والعمل، أدب الإختلاف، طرح الرأي وإحترام الرأي الآخر، و…و..))
    طيب مايفعلونه هو الرأي الآخر لماذا لا تحترمه ؟؟؟؟؟؟؟؟
    عزيزي إذاً فالتنتقد الكلية الحربية وكل مراكز التدريب النظامية التي تستهدف ماقلته تماما بتدريبات غاية في القسوة والجلد والهدف منها احتمال الألم وتعلم الصبر واشهر تلك التدريبات (الإدارة الداخلية) ومن اسمها تعلم ما الهدف منها صدقني مايقومون به مهم جدا وهو مهما كان احسن حالا من المياعة وتطويل الاظافر ولبس الجينز الضيق فما يفعلونه يخرج رجالا والمهندسون ايضا لهم معاهد تخرجهم
    (( اخشوشنوا فإن النعمة لاتدوم)) ( علموا ابناءكم الرماية والسباحة وركوب الخيل )

  7. كان تعليقي على هذا الخبر حينها: “وهل أهل السودان محتاجون للمشي في الجمر فعلاً… وهل هنالك جمر أحر من جمر الإنقاذ التي فرضت على جميع شعوب السودان المشي فيه حمرة عين كما يقولون؟”

    إنه عهد الجهل والظلام والبرمجة اللغوية الفارغة!

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..