الخلل في الممارسة وليس في الاتفاق

*ما يجرى داخل أروقة الحزب الحاكم والتنظيم الديني الذي تبناه ودعمه ليس شاناً داخليا? لذلك لابد من تناوله بالتحليل وسبر اغواره بعد أن ظهر على سطح الحياة العامة.
*معروف ان ظاهرة الخلافات والإنشقاقات داخل الاحزاب السودانية قديمة لكنها عندما تكون داخل الحزب الحاكم فإنها تؤثر على العمل السياسي والتنفيذي والقانوني والأمني.
*لن نخوض في شأن الإتهامات التي بدرت من بعض الرموز الإنقاذية التي خرجت من الجهاز التنفيذي وبدأت تكيل الاتهامات ضد غيرهم? وكأنهم لم يكونوا داخل كابينة قيادة الإنقاذ? إنما يعنينا هنا هو حقيقة هذه الرسائل “الموجهة” ودلالاتها.
*لانحتاج إلى تأكيد أننا لسنا طرفاً في هذا النزاع الفوقي? وأننا لا ننحاز إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء? لكننا نتوقف فقط عند آثار هذه الرسائل السالبة على الحراك السياسي العام.
*لعل اكبر نقاط الخلاف – الظاهرة – اتفاق نيفاشا 2015 الذي يحاول البعض تجريمه ونسب أسباب انحيار أهل الجنوب للانفصال إليه? لأن في ذلك تشويها للحقائق.
* صحيح هناك جوانب قصور وعيوب في اتفاق نيفاشا تم نقدها في حينها من جانبنا في مساحات الرأي? ومن قادة المعارضة السياسية? لكن ذلك لا يجعلنا ننكر أن الاتفاق أوقف الحرب الأهلية التي كانت بين الشمال والجنوب? وكما أنه أحدث اختراقاً إيجابياً نسبياً في الساحة الداخلية.
*السبب الحقيقي في فشل اتفاق نيفاشا هو الممارسة العملية – بما فيها من تشاكس وكيد – التي أجهضت ثمار الاتفاق? ليس فقط ثمار الشراكة التي قامت بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية? وإنما ما كان منتظراً من ثمار تحقيق التحول الديمقراطي الحقيقي والإصلاح السياسي والاقتصادي والقانوني والأمني.
*هذه الهجمة الشرسة ضد اتفاق نيفاشا تحمل رسالة سالبة للمؤتمر الوطني في تحركه نحو الآخرين وللآخرين المعارضين الذين يتحفظون على الحوار بسبب هذا المناخ السياسي الغامض.
*هذه الرسائل السالبة تجاه اتفاق نيفاشا إنما تهدف لقفل باب الحوار المنتظر? مما يعني استمرار الاختناقات السياسية والاقتصادية والأمنية بل تفاقمها بلا طائل.
—
مجدي عبد الرحيم الخليفة
تقول أن إتفاقية نيفاشا أوقفت الحرب بين الشمال والجنوب .. ولكن باي ثمن ؟؟ بإنفصال الجنوب؟؟ ..
والحقيقة أن إتفاقية نايفاشا لم توقف الحرب لا في السودان ولا في الدولة الوليدة: جمهورية جنوب السودان ..
إتفاقية نايفاشا هذه كانت أم الكوارث في تاريخ السودان الحديث .. ومهندسي الإتفاقية من الإسلاميين ابرموها لأنها تحقق خططهم القديمة الجديدة لفصل جنوب السودان .. وزعيمهم الترابي قال هذا .. “إذا كان الجنوب هو العائق لتطبيق الشريعة الإسلامية فلتذهب الجنوب” .. هذه المقولة يعرفها كل السودانيين .. فكيف تأتي لتتحدث عن وجود خلل في الممارسة لا الإتفاقية ، مع أن الإتفاقية نفسها تم هندستها لفصل جنوب السودان ؟؟؟
أصح يا أخي .. أصح