عضو المجلس السيادي محمد الفكي سليمان لـ(الراكوبة): الاتحادي لم يعلن عدم مشاركته في السيادي لأنه غير مطروح في ذلك الوقت

تسبب تأخير أداء القسم لاعضاء المجلس السيادي لفتح الباب للكثير من التأويلات ونشر الاشاعات حول وجود خلافات وتحفظات على بعض الاعضاء ، خاصة بينهم من ينتمي للاحزاب السياسية ، التي أعلنت في وقت سابق عدم مشاركة اعضاءها لأي منصب في اجهزة الحكم المختلفة ،كما توقع البعض أن يتقلد المجلس السيادي شخصيات ذات كفاءات بدون انتماءات ،(الراكوبة) أجرت هذا الحوار مع عضو مجلس السيادي محمد الفكي وطرحت عليه العديد من الاسئلة من ضمنها موقف حزبه والذي أكد بأنه لم يعلن عدم مشاركته في المجلس خاصة انه غير مطروح في ذلك الوقت ، فالى الحوار.
*من هو الفكي ؟
محمد الفكي سليمان محمد .
* مكان الميلاد؟
من مواليد (27) ديسمبر 1979م ،بمدينة الصحافة بالخرطوم ،وتربيت وترعرعت في منزل جدي لوالدتي حرم بنت حمد جامع .
*ماهي النشاة والمراحل الأولية ؟
كانت النشاة كافة في مدينة أم روابة حتى المرحلة الثانوية بولاية شمال كردفان ،من ثم التحقت بكلية الاقتصاد حيث تخصص علوم سياسية بجامعة الخرطوم،من ثم نلت فيها درجة الماجستير في العام 2008م .
*كيف بداية التحاقك بالعمل السياسي؟
بداية الانتماء السياسي تشكل عند دخولي للجامعة في العام 1998م ،وكانت الجامعة في تلك الفترة تشهد احداث قتل وعنف حيث قتل عدد من الطلاب ،وفي الاسبوع الأول لدخولي الجامعة صادفت استشهاد الطالب محمد عبدالسلام ،كما شهد ذاك العام احداث كبيرة ،وأن صدفت محمد عبدالسلام اغتيل في الاسبوع الاول من الجامعة والتقيت به ،لأنه كان صديق لابن عمي ، وعند حضوري للجامعة في المرة الأولي ذهبت الى ابن عمي لمعرفة تفاصيل الجامعة ، ووجد معه صديقه محمد عبدالسلام ،ماتزال صورته عالقة في ذهني ،لذلك كان اسبوع صعب جدا ملئ بالمواجهات والتظاهرات وغيرها من الاحداث ،وهي بداية حيث أصبحت الجامعة مكان للنقاشات والافكار السياسية والاراء الحرة المفتوحة وغيره،كما وضحت خطورة الذهاب بعيدا في الحقل والعمل السياسي ،حيث كان في فترة حكومة الجبهة الاسلامية الظلامية الفاشية ،التي كان الواحد بامكانه أن يفقد حياته في لحظة ،كما حدث للشهيد عبدالسلام الذي وجهنا هذا الحدث في اسبوعنا الأول.
*من الذي جندك الفكي للاتحادي؟
أتيت إلى الجامعة ،وأنا احمل افكار كبيرة ،ولدي موقف من الجبهة الاسلامية والظلم الذي تمارسه على ابناء الشعب السوداني ،ورأينا أن هذا الظلم هو الاكاذيب الكبيرة في مشروع الدفاع الشعبي والخدمة الالزامية ،نحن الجيل الذي يسمي بعزة السودان الأولي الذين اقتيدوا الى جنوب السودان ليقاتلوا في حرب ،لايعرفون لماذا اندلعت وماهي اسبابها ،ولماذا يقتل السودانيين بعضهم البعض ،والتحقت بالجامعة في هذه الاجواء ،وكنت محمل بعدد من الافكار الرافضة لهذا النظام ،وبدأت الاطلاع لكثير من افكار التنظيمات ،لكن كانت نقطة التحول عندما التقيت بالاستاذ منتصر عباس واعتبره أستاذي الذي قادني لمعرفة تفاصيل الحزب الاتحادي الديمقراطي وهو رجل عميق وذو نظرات بعيدة ،وكان لديه طريقة اثره في الحديث عن فلسفة الوسط ،وبوجود استمراري بجواره ادركت أن الحزب الاتحادي الديمقراطي ليس كما يراه الناس في الواجهة ،انه مجرد حزب تقليدي وحزب لكبار السن وغيره ،ومنتصر عباس هو الذي قادني في هذه السكة التي مازلت استمر فيها حتى الآن ،وأنا افخر بكل ما تعلمته وتتلمذت على يده.
*في أي مجال عملت بعد التخرج؟
عقب التخرج مباشرة جلست للامتحان القيد الصحفي في عام 2003م، وحاولت الالتحاق والعمل بعدد من الصحف ،لكن واجهتني عدة صعوبات منها بيئة العمل الصعبة جدا ،وخاصة أن الصحف تصر على عمل الصحفيين بدون دفع مرتباتهم لفترات طويلة ،فكنت دائما اجلس مع زملاء المهنة وغيرهم للحديث في هذه المسالة ،لذلك وجد أن هذه المهنة صعبة جدا وشاقة ولاتدر بالعائد ،كما أن لدي كثير جدا من الالتزامات ،لذلك غادرت وذهبت للعمل في قسم خدمات المشتركين في شركة زين للاتصالات ،ورغم أن الوظيفة لا تتناسب مع طموحات التأهيل الذي ذهب إليه الشخص في إتجاه ،لكن كانت توفر لنا حياة كريمة ،بفضلها تمكن الانسان من مساعدة أسرته واشقائي الذين يدرسون بالجامعات .
*كم عدد افراد أسرتك؟
لدي أربعة اشقاء أصغر عمر عني ،وجميعا درسوا جامعة الخرطوم واكملوا دراساتهم ولله الحمد ، كان لابد من تكاتفنا جميعا حتى يتمكنوا من اكمال دراستهم ،فذهبت عن هذه المهنة فترة طويلة ،لكن لم انقطع عن ممارسة الكتابة الصحفية بصورة راتبة عبر صحيفة الخرطوم ،ثم لاحقا شاركت مع الزملاء في الكتابة بصحيفة القرار التي صدرت بجهد شباب خاص ،لكنها توقفت عن الصدور في عام 2013م ،عقب توقف القرار ،كنت قد هاجرت إلى دولة قطر في عام 2014م للالتحاق بصحيفة العرب التي ظللت اعمل بها حتى مطلع العام 2019م .
*البعض يعتقد أنك اتحادي من الاسرة رغم مناطق كردفان هي دوائر حزب الأمة؟
نعم اسرتي اسرة اتحادية ، منطقة أم روابة في شرق كردفان مدينة اتحادية وجذورنا تعود إلى منطقة الحماداب لمهجري سد مروي وأيضا ينتمون للحزب الاتحادي ،لكن في فترة الشباب خلال المرحلة الثانوية كنت رافض لهذه الفكرة ،وكنت قريب جدا من افكار التيار العروبي ،كان ممكن أن اذهب في اتجاه آخر ،لولا التقيت بزميلي واستاذي الذي حدثتك عنه سابقا منتصر عباس وهو الذي حبب الحزب الاتحادي الديمقراطي في نفسي ،ووضعه في التصور الذي مازالت احلم به وان أري هذا النموزج مكتملا ،منطقة أم روابة ليس منطقة حزب أمة ،بل منطقة اتحاديين واتحادية تاريخيا ،ومازال يفوز بها الاتحاديين منذ الاستقلال ،ولم يفقدها الحزب الاتحادي حتى ولو مرة واحدة خلال الانتخابات الماضية.
*حدثنا عن علاقتك بقوى الحرية والتغيير؟
بدأت علاقتي بقوى الحرية والتغيير من خلال وصفنا نحن في حزب التجمع الاتحادي المعارض وهو أحد الكتل الخمسة الرئيسية المكونة لاعلان الحرية والتغيير ،وهذه العلاقة جاءت بصورة أساسية عندما تعرض الحزب لحملة اعتقالات ضخمة حيث كان عدد الاتحاديين المعتقلين كبير جدا ،ومؤثر حتى في طريقة ادارة الحزب ،في هذه اللحظة جاء قرار من قبل الحزب بالداخل بنقل مركز العمل الميداني والسياسي الى الخارج ،وضمن هذا التكليف تم تكليفي بتمثيل الحزب الاتحادي في تنسيقية قوى الحرية والتغيير ،وفي فترة اعتقال عدد كبير من القيادات وعضوية الحزب ،كنا نقود العمل لوجودنا بالخارج ،ولم يتمكن النظام من ملاحقتنا أو اعتقالنا ،وهذا سهل الكثير من المشاركة والمساهمة في العملية السياسية ،وهناك الكثير من التفاصيل التي يمكن أن أرويها لاحقا في هذا الجانب .
*ماتعليقك بأن حزبك أصدر بيان سابق أعلن فيه عدم مشاركته في السيادي والتنفيذي ؟
أعلن التجمع الاتحادي المعارض عن عدم مشاركته في الحكومة والجهاز التنفيذي ،ولم يكون المجلس السيادي مطروح اصلا في ذلك الوقت،لأنه لم يكن جزء من التفكير ،كما نحن لم نذكر أننا لن نشارك في السيادي ،لانه لم تكون هناك فكرة لانشاء مجلس سيادي في المقام الأول،لذلك خرج بيانا في (17) ابريل بعدم المشاركة في الجهاز التنفيذي ،ونحن ملتزمين بعدم المشاركة في الحكومة ،وعندما تتشكل الحكومة سيكون واضحا وجليا موقف الاتحاديين الديمقراطيين حتى لو شارك زملاءنا من الكتل الأخرى ،ولا تسريب على ذلك في موقفنا ،نحن موقفنا ثابت وواضح نلتزم بالبيان.
* محمد الفكي يعتبر يمثل جيل الشباب في السيادي ماذا تقول؟
يمكن أن اكون أنا وصديقي وزميلي محمد حسن التعايشي اصغر عمراً بين اعضاء المجلس السيادي ،لذلك نمثل شريحة الشباب الذين التحقوا بالجامعات في أواخر التسعينات وبداية عام الألفين ،نحن فعلا أكبر من الجيل الذي قاد التغيير بعقدا من الزمان ،لكننا يمكن أن نمثل شريحة الشباب بحكم عمرنا الذي سيبلغ الاربعينات خلال الشهور القادمة ،بالتالي يمكن ان يساعدنا هذا كثير في فهم لغة الشارع والذين قادوا الحراك ،ونتبني قضاياهم لتحقيق طموحاتهم وتصورتهم.
*ماهي أسباب ترشيحك للمجلس السيادي؟
لم يكون التجمع الاتحادي ينوي ترشيحي ،فكان هذا المعقد للاستاذ الراحل علي محمود حسنين ،لذلك مازالت اشعر بجسامة ورهبة هذا المقعد ،لانه مقعد الرجل الكبير الذي جمر سنوات عمره بالنضال الطويل ،وحملنا مسوؤلية كبيرة ورحل قبل اشهر قليلة قبل تشكيل الحكومة ،وشهد اللحظات النبيلة في سقوط النظام الذي قاتل وكافح فيه سنوات طويلة ،لذلك دائما اقول اتيت بديل للراحل علي محمود حسنين والذي ترشح بعده بابكر فيصل ثم رأي التجمع الاتحادي الاستفادة من بابكر فيصل في العمل التنظيمي وتم انتخابه رئيسا تنفيذيا للحزب ودفع بشخصي للمجلس السيادي ،لذلك انا امام مسوؤلية كبري، فان التزم واسير في ذلك الخط الكبير الذي وضعه الراحل علي محمود حسنين.