أخبار السودان

تحالف المعارضة السودانية: ميادين النضال ستتنوع

الخرطوم ـ ماجد محمد علي

أعلنت قوى المعارضة نهاية الأسبوع الماضي أنها ستنوع من أساليب وتكتيكات الحراك الاحتجاجي بهدف الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب والوطن في مقبل الأيام، ويجئ الإعلان بعد يوم من تعثر تجمع احتجاجي دعت له ويعد الخامس في الخرطوم، إثر قرارات الحكومة الاقتصادية ومفردات الميزانية المعلنة في يناير من العام الحالي.
وعزت قوى المعارضة في بيان لها عدم نجاح التجمع الاحتجاجي الذي دعت له الخميس الماضي في ميدان جاكسون في قلب الخرطوم، لأسباب تتصل بسوء الترتيب والتنسيق، مؤكدة تحملها مسئولية عدم تحقيق الهدف المعلن.
وأعلن بيان المعارضة أنها ستواصل بعزم لا يلين أعمال المقاومة والتعبئة وسط جماهير الشعب السوداني، فيما تداول نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي حول أسباب عدم نجاح هذا التجمع الاحتجاجي، الذي واجه كالمعتاد حشوداً أمنية وشرطية كبيرة فرضت سيطرتها على الميدان وجميع مداخله لتمنع المواطنين من الوصول لنقطة البداية.
ورصدت “أخبار الوطن” الخميس محاولات مستميتة من مجموعات صغيرة ومتفرقة من المواطنين ابتدار مواكب احتجاجية في أطراف الميدان لكنها جوبهت بعنف كبير من الحشود الأمنية وتم تفريقها.
وانتقد مواطن حاول المشاركة في التجمع الاحتجاجي تركيز الدعوات المعارضة على مواقع محددة، يسهل للأجهزة الأمنية السيطرة عليها قبل وقت كافي من وصول المواطنين، مشيرًا إلى أن سلمية الاحتجاجات التي تدعو لها قوى المعارضة على الغلاء الطاحن وتردي الأحوال المعيشية للمواطن، لم تمنع الحكومة على الاطلاق من محاولات تفريقها ومصادرة حق المواطن الدستوري في إعلان رفضه لسياساتها.
وقال إن التجمعات التي دعت لها المعارضة في يناير الماضي حققت نجاحاً كبيراً، بعد ان تجاوب معها المواطنون من سكان الأحياء المحيطة بالميادين المحددة، فيما افتقد ميدان جاكسون هذه الميزة وبدا خالياً إلا من السلطات الأمنية، مبدياً لـ”أخبار الوطن” عدم ارتياحه من ما جرى الخميس في جاكسون.
ويرى مراقبون أن استراتيجية الأجهزة الأمنية التي قامت على اعتقال كل قيادات القوى السياسية المعارضة، على كافة المستويات، فضلاً عن أبرز قيادات المجتمع السوداني والقطاعات المختلفة، بالإضافة إلى إغلاق الميادين وحصارها بحشود كبيرة من منسوبيها، ربما ساهمت في تراجع درجة الاحتجاجات وأثرت على عملية التنسيق بين الناشطين.
وبلغت قوائم المعتقلين حتى الآن أكثر من 400 شخص وشملت قيادات الأحزاب السياسية وكوادرها ونشطاء من المجتمع المدني والقطاعات المختلفة والفئات وعدد كبير من المواطنين من شرائح مختلفة، وضمت للمفارقة أطفال دون السن القانونية.
ورغم دعوات من هيئات ومنظمة دولية لإطلاق سراح المعتقلين واحترام الحقوق المكفولة بالدستور والمواثيق الدولية، فإن الحكومة تجاهلت كل ذلك في ظل تواتر أنباء عن سوء حالة المعتقلين الصحية، واقتراب بعضهم من حافة الخطر.
لكن قيادات من القوى المعارضة أكدت هذا الأسبوع أن الهجمة الأمنية لن توقف الغلاء المتصاعد والزيادات المتواترة في كافة السلع الأساسية والخدمات، ما يعني أن معاناة المواطن السوداني ستزداد يوم بيوم بينما تعجز الحكومة عن تقديم أي حلول، مشددة على أنها ستواصل احتجاجاتها السلمية مع الشعب وفي الشارع تحت شعارها المعلن “سلمية سلمية ضد الحرامية”.
وعلى الرغم من أن الاستراتيجية الأمنية نجحت في افشال تجمع المعارضة الأخير في ميدان جاكسون، فإن اصرار قياداتها اللافت على استمرار تلك الاحتجاجات مع تنويع أساليبها وتعبئة الشارع السوداني ضد ما آلت إليه أحوال البلاد، قد يحقق هدفها المعلن.

أخبار الوطن

تعليق واحد

  1. ما لم تتناسى خلافاتها وتتنازل عن ذاتيتيها التى تسعى للكسب الحزبي علي النطاق الضيق والخاص بايديولوجية معينة، ثم تجتمع بعد ذلك، جميع أطياف المعارضة في كيان واحد وموحد القيادة- فان هذا النظام سيظل قائما” وجاثما” علي صدر هذا الشعب!
    نجح النظام بتجنيد اجهزته المختلفة، وعمد وعمل (بعد دراسته العميقة للإنسان السودانى وقرآته المتأنية لتأريخ الثورة السودانية) منذ سنواته الأولي، علي شق صف المعارضة وتحييد بعضها عبر أساليبه المختلفة! أولا”* عمل علي تكريس وترسيخ فكرة الرجل الواحد و(القيادة التأريخية) داخل الأحزاب والتنظيمات بمختلف أفكارها ومشاربها (حتى علي مستوى الأحزاب التقدمية) مما أوقف تطورها الطبيعى علي مستوى الفرد في التفكير الحر والقرار المؤسسى الناتج من توالد الأفكار لأكثر من مصدر واحد! ثم قام بعدها* بدراسات أعمق (نفسية وفكرية) لهذا الرجل الواحد، لكسره وتحييده عبر أساليبه القذرة والمختلفة واعادة تدوير تجربة المخابرات المصرية في دعم سياسة الحكم والتحكم في الأشخاص والمؤسسات (محليا” و دوليا”) ابان فترة تولي صلاح نصر وادارته لجهاز المخابرات المصرية وكذلك تجربة الموساد وايضا” حديث (تسيبي ليفنى) وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة، عن تجربتها (الخاصة) واختراقها المنظم لقيادات الصف الأول الفلسطينى ابان عملها في جهاز الاستخبارات الاسرائيلي!
    ثمة صدمات فردية ومؤلمة تحتفظ بها العقلية الكيزانية في ملفاتها، هى ثمرة جهود استخبارية لثلاثة عقود من تجربة شق صف المعارضة السودانية!
    اما اذا أرادت الآن المعارضة مواصلة الطريق نحو اسقاط هذا النظام فعليها اولا” ترتيب بيتها الداخلي وضخ دم جديد وشاب في اوردتها ومراكزها القيادية بعد (ترفيع) القيادات التاريخية السابقة وقيادات الصف الأول القديمة الي المجالس الاستشارية بحكم تجربتها لترفد حراكها متى ما احتاجت القيادات الشابة المتحمسة للحكمة والمشورة والرأي من شيوخ وحكماء المعارضة.
    التحية والتجلة والتقدير لمن افنوا حياتهم ونزروها للوقوف في وجه الجبروت والطغيان، المجد لحركة التاريخ وتتابعها وتواليها في تبادل الادوار والمقاعد، الخلود للشهداء الأبرار من ابناء هذا الشعب، الحرية لهذه الأرض ولشعبها ولكل المعتقلين الأبطال الأشاوس في سجون هذا النظام.

  2. ما لم تتناسى خلافاتها وتتنازل عن ذاتيتيها التى تسعى للكسب الحزبي علي النطاق الضيق والخاص بايديولوجية معينة، ثم تجتمع بعد ذلك، جميع أطياف المعارضة في كيان واحد وموحد القيادة- فان هذا النظام سيظل قائما” وجاثما” علي صدر هذا الشعب!
    نجح النظام بتجنيد اجهزته المختلفة، وعمد وعمل (بعد دراسته العميقة للإنسان السودانى وقرآته المتأنية لتأريخ الثورة السودانية) منذ سنواته الأولي، علي شق صف المعارضة وتحييد بعضها عبر أساليبه المختلفة! أولا”* عمل علي تكريس وترسيخ فكرة الرجل الواحد و(القيادة التأريخية) داخل الأحزاب والتنظيمات بمختلف أفكارها ومشاربها (حتى علي مستوى الأحزاب التقدمية) مما أوقف تطورها الطبيعى علي مستوى الفرد في التفكير الحر والقرار المؤسسى الناتج من توالد الأفكار لأكثر من مصدر واحد! ثم قام بعدها* بدراسات أعمق (نفسية وفكرية) لهذا الرجل الواحد، لكسره وتحييده عبر أساليبه القذرة والمختلفة واعادة تدوير تجربة المخابرات المصرية في دعم سياسة الحكم والتحكم في الأشخاص والمؤسسات (محليا” و دوليا”) ابان فترة تولي صلاح نصر وادارته لجهاز المخابرات المصرية وكذلك تجربة الموساد وايضا” حديث (تسيبي ليفنى) وزيرة الخارجية الاسرائيلية السابقة، عن تجربتها (الخاصة) واختراقها المنظم لقيادات الصف الأول الفلسطينى ابان عملها في جهاز الاستخبارات الاسرائيلي!
    ثمة صدمات فردية ومؤلمة تحتفظ بها العقلية الكيزانية في ملفاتها، هى ثمرة جهود استخبارية لثلاثة عقود من تجربة شق صف المعارضة السودانية!
    اما اذا أرادت الآن المعارضة مواصلة الطريق نحو اسقاط هذا النظام فعليها اولا” ترتيب بيتها الداخلي وضخ دم جديد وشاب في اوردتها ومراكزها القيادية بعد (ترفيع) القيادات التاريخية السابقة وقيادات الصف الأول القديمة الي المجالس الاستشارية بحكم تجربتها لترفد حراكها متى ما احتاجت القيادات الشابة المتحمسة للحكمة والمشورة والرأي من شيوخ وحكماء المعارضة.
    التحية والتجلة والتقدير لمن افنوا حياتهم ونزروها للوقوف في وجه الجبروت والطغيان، المجد لحركة التاريخ وتتابعها وتواليها في تبادل الادوار والمقاعد، الخلود للشهداء الأبرار من ابناء هذا الشعب، الحرية لهذه الأرض ولشعبها ولكل المعتقلين الأبطال الأشاوس في سجون هذا النظام.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..