أخبار السودان

أماني فاروق حمد الله : أبي لم يدبر ولم ينفذ ولم يشارك.. طالبنا الحكومة الليبية بتعويض لا يقل عن ما دفع في “لوكربي”

البشير وعد ببناء مسجد إكراماً لوالدي
موقفي المتسامح من صميم الضمير ولا تحركنا جهة

أتفهم موقف بقية أسر ضباط 19 يوليو الرافضة للصلح
بالعفو والتسامح والمعافاة تقابل اماني فاروق حمد الله قتلة والدها ، بروح متصوف متسامي ارهقه حمل الكراهية والاضغان ـ أو هكذا قالت ـ وترى اماني انها واسرتها وجدوا رهقا كبيرا من حمل هذه المشاعر السالبة التي صنعتها قضية 19 يوليو التي تسببت في إعدام والدها مع بقية ضباط 19 يوليو وتقول انها اوصلتها حد دخول مشفى للامراض العصبية وهي تحاول عبر المعافاة والصفح أن تحول الطاقات السالبة الى طاقات ايجابية ، والتقت اماني في هذا المسعى الذي بدأ منذ العام 1999م بضباط مايو امثال ابو القاسم محمد إبراهيم ، وخالد حسن عباس ومامون عوض ابوزيد ، وزين العابدين ، كما التقت بجعفر نميري نفسه ، وتقول اماني ان حياة العسكري إما قاتلا أو مقتولا ، غير أنها تؤكد على ان الفاعل الدولي كان وراء كل تلك الأحداث وأن الجميع راحوا ضحية التدخلات الاجنبية وتقول اماني إنها طالبت الحكومة الليبية بدفع تعويض لا يقل عن ما دفعته الحكومة الليبية في قضية لوكربي كاشفة عن لقاء جمعها بمسؤولة في السفارة الليبية بلندن ، وقالت أماني فاروق حمد الله إن والدها لم يشارك في الحركة التصحيحية نافية عنه صفة الشيوعي، وأشارت في حوار مع “التيار” إلى تورط ليبيا القذافي عندما أمر بإنزال طائرة فاروق حمد الله وبابكرالنور وتسليمهما إلى الحكومة السودانية، وكشفت أماني حمد الله عن لقاء جمعها بالرئيس الراحل جعفر نميري تضمن مواجهة حول الأسباب التي قادت إلى مقتل والدها، وقالت إن نميري وصف والدها بالخائن. وذكرت أنها التقت بالرئيس البشير لبحث قضية مقتل والدها، وأوضحت أماني حمدالله أنها والأسرة توصلوا إلى ضرورة المعافاة والصفح مع أسر ضباط مايو، وقالت مشيدة بوالدها الذي قالت إنه واجه الموت ببسالة. وأعلنت أماني عن تفهمها لموقف بقية أسر ضباط يوليو الرافضين للصفح.

وكانت أسرة الرائد فاروق حمد الله قد حركت إجراءات قانونية دولية ومحلية في مواجهة العقيد القذافي، باعتباره قام بتسليم طائرة والدهم، عقب انقلاب يوليو 71، حيث تم إرجاعها من الأجواء الليبية وتسليمها لسلطة مايو، والتي قامت بالإعدامات المشهورة ومحاكم الشجرة المعروفة وأسندت أسرة الضابط الراحل فاروق حمد الله مهمة متابعة القضية للحكومة السودانية واصفة قضيتها بالعادلة
غير أن بقية أسر ضباط يوليو رفضوا الاتجاه في طريق المصالحة وحملت الأيام الماضية بياناً لأسر ضباط 19 يوليو ترفض فيه مبادرة الصلح بأنهم لم ولن يصفحوا أو يعفوا بل إن مطلبهم يظل هو القصاص وكذب البيان وجود سعي لإحداث مصالحة تاريخية بين أسر حركة 19 يوليو التصحيحية ومجموعة ضباط مايو ويمضي البيان موضحاً بأن أسر شهداء 19 يوليو 1971 (الشهداء بابكر النور، هاشم العطا وعبد الخالق محجوب) تنفي علمها وصلتها بما يسمى محاولة “الصلح التاريخي” ولم يتم الاتصال بها البتة بخصوص هذا الموضوع.

وقالت أسر 19 يوليو حسب البيان إنها لم ولن تصفح أو تعفو عن من أسمتهم “هؤلاء الجلادين” مطالبة بالقصاص ومؤكدة أن الذي بينها وبين قادة نظام مايو ليس مسألة شخصية أو تصفية حسابات يتم حلها عبر الجلسات الخاصة والصلح بل هو ثأر لن يسقط بالتقادم مهما طال الزمن بحسب تعبير البيان وطالبت أسر 19 يوليو:

أولاً: الكشف عن حيثيات المحاكمات الصورية الجائرة.

ثانياً: رفع اللثام عن تفاصيل التدخل الدولي والتآمر الخارجي الذي قاد لإجهاض حركة 19 يوليو التصحيحية.

ثالثاً: كشف مواقع القبور التي دفن فيها شهداء 19 يوليو.

رابعاً: تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لتحديد المسؤوليات الفردية والجماعية فيما يتعلق بالتجاوزات التي تمت في المحاكمات والمجازر التي ارتكبت بحق المدنيين والعسكريين. وكذلك الكشف عن جميع الأحداث التي دارت خلال تلك الأيام والجهات التي شاركت فيها ومدى مسؤوليتها.

حوار: علاء الدين محمود

أستاذة أماني ماهي حقيقة دعوتك للعفو والصفح والمعافاة مع أسر ضباط مايو؟

نعم ، أنا سأكون صريحة معك جدًا في هذا الحوار فكل الذي حدث أن الدعوة للتصافي والتسامح مع أسر ضباط مايو الذين قاموا بإعدام آبائنا ويتمونا ليست وليدة اليوم فالدعوة للتسامح والصفح والصفح عن جعفر نميري ليس بالشيء الجديد فقد جاءت تلك الدعوة منذ العام 1999م وتمت عبر المهاتفات ومن ناحيتنا كأسرة فاروق حمد الله اتعافينا من الحقد والكراهية ونحن خاطبناهم بالضمير أن يستفتوا ضمائرهم والحقيقة أنا شاهدت برنامج في قناة أبوظبي ظهر فيه جعفر نميري وأطلق على أبي صفة شيوعي فذهبت إلى السفارة السودانية وشكوته، وقال لي السفير حينها إن هناك ما يدهش وما يبكي في هذه القضية، عندما فكرت في العفو كنت أفكر في أن انتصر لأبي لشوق أبي، كان الشوق يقتلني، جلست إلى نفسي كثيرًا وحاسبتها وقلت لو أني اتبعت نميري وتفكيره فلسوف أمتليء بالحقد والكراهية، النميري وصف أبي بالخائن ورمى المسؤولية على القذافي وكان هنالك تواصل بين والدي وخالد حسن عباس وهو قال لي بالحرف إن والدك لم يدبر ولم ينفذ ولم يشارك.
نحن كأسرة جلسنا مع سفراء السودان بلندن المتعاقبين «حسن عابدين، وعمر صديق، وعبدالله أزرق». وعبد الله أزرق قام بتوصيلنا بالقنصل وهو الذي نصحنا بتحريك الموضوع في السودان، والتقت والدتي نايلة الشيخ النور بالرئيس عمر البشير وكان لقاءً حوى مطالب أهمها معرفة قبر الوالد وحيثيات المحكمة ووعدها البشير بفتح الملف ومتابعة ما تم من ملابسات.

وكيف كان رد فعل أسر 19 يوليو تجاه دعوتك هذه؟

في الحقيقة أنا لم أهتم ببقية الأسر اهتميت بهدى بابكر النور لكني دعوتهم للتضامن غير أنهم اعتذروا وانسحبوا من الموقف أنا كنت واضحة وقضيتي ليها 20 سنة منذ أن بدأت ..طرقت باب صلاح عبد العال ومأمون عوض أبوزيد وزين العابدين وأبو القاسم محمد إبراهيم لأنهم كلهم اشتركوا في الجريمة وفيها تدخل أجنبي.. ما تم حقيقة مثل نهاية مشروع السودان الجديد.. ودخلت المستشفى لإصابتي بانهيار عصبي.

ولكن العفو لم يك جديدًا أنا احترمت مبدأ الرافضين ولكن مسألة العفو لم تظهر إلا بعد الحوار في أم درمان وبعض الصحف نقلت أشياء غير دقيقة على نحو ما فعل حسين خوجلي صاحب “ألوان”

القضية أنا عرضتها على القانونيين في البرلمان الانجليزي اتجه الوضع نحو ليبيا بتعامل وزارة الخارجية البريطانية والمكاتبات مع ليبيا مازالت قائمة وهم حملوا ليبيا والحكومة السودانية المسؤولية وعندما جلسنا مع المحامي اكتشفنا أنه لا يمكن أن نحاكم القذافي أو نميري وذكر لنا أن هنالك ثغرة واحدة ولكن تحتاج لزمن طويل وأن توجه التهم ضد الرئيس السوداني الحالي وبالطبع هو لا دخل مباشر له في القضية.

هل قابلت الرئيس البشير؟

أود أن أوضح أمرًا وهو أن أبي قال : عاش السودان حرًا مستقلاً، ونحن من المفترض أن نحل مشاكلنا الداخلية لوحدنا دون تدخلات أجنبية، في الواقع أنا قابلت الرئيس عمر حسن أحمد البشير وسألته عن المحاكم والحيثيات وسألته عن القبور والرئيس أقر بأن المحاكم كانت صورية، واستعنت بمساح اسمه حسين وقدر لي مكان القبور وهي في منطقة الحزام الأخضر الذي أزيل، أنا بالنسبة لي المحكمة الحقيقية هي محكمة الضمير لأنني لو اتبعت المحاكم العالمية فإن ذلك سينطوي على شيء من العمالة، وفي لقائي بالبشير قال لي إنه سيقوم ببناء مسجد باسم الوالد إكراماً له لعدم وجود قبر لوالدي والحقيقة أنا فرحت بالموقف لكونه سيخدم الشعب، ولا أخفيك أنني جلست إلى نفسي وحتى لا يقال أننا مدفوعين من جهة وجدت أننا محتاجين لهذا المبنى ووجدت هوى في نفسي لكوني متصوفة أنا بؤمن بالحوار وقلت ياريت أن يبنى هذا المسجد في لندن ليلم كل السودانيين بدلاً عن حالة الشرذمة التي نعيشها هنا كسودانيين.

وكيف يسير موضوع ليبيا والتعويضات؟

في الحقيقة إن موضوع ليبيا يسير جيداً وأنا تحدثت إلى رانيا الموسوي وهي مسؤولة بسفارة ليبيا بلندن وقلتا لها نحن نريد تعويضات لا تقل عن تلك التي دفعت في قضية لوكربي وأقول بصراحة إننا نريد أن نسهم عبر هذه التعويضات في مجال الخدمات الصحية للوطن حتى يستفيد منها المواطن السوداني شكل خدمات صحية للمواطن خاصة في مجال السرطان.

إلى من تحدثتي مع ضباط مايو؟

تحدثت مع خالد حسن عباس وزين العابدين ومأمون عوض أبوزيد وأبو القاسم محمد إبراهيم وصلاح عبد العال وبابكر عوض الله.

وماذا لمست من خلال لقائك واتصالك بهؤلاء الضباط؟

لمست أن الطرفين يحتكران ألماً قديماً وأنني قد قمت بتحريك بركة راكدة وحركت الجو العام داخل الناس لقد كان أبي يحمل فكر السودان الجديد وهو الفكر الذي سرق، وظلت مايو طيلة 16 سنة تحفل في داخلها بالصالح والطالح وعندما نبشت قبور القضية قلت علينا بالتاريخ لا نريد أن نقول الجانب المشرق فقط من مايو بل لنتحدث عن الجانب المظلم والأخطاء التي ارتكبت حتى تكون عبرة للتاريخ أنا بعتذر نيابة عن أبي لكل الشعب السوداني وإذا كان أبي أخطأ في أي شيء في حق الشعب السوداني أطلب له العفو والغفران و”كلكم راع” وإذا الناس بتقول أوي وطني كذلك أنا بقول مفترض نكون أمميين ولا يوجد أحد مخطئ في السياسة فنحن في كل صراعنا بنحصر حبنا بشكل أناني تجاه بلادنا لأننا غير أمميين وغير اشتراكيين ، في نظري علينا الرجوع لحضارتنا للتعرف على هويتنا منذ الحضارة النوبية والمروية أين نحن الآن من حضارتنا فالهوية والبحث عن الذات مسألة مهمة وكل القضايا والصراع يقف وراءه التدخل الأجنبي بما فيها قضية أبي، فلنجلس مع أنفسنا للمحاسبة، الحياة المادية هي رأس الخطيئة لابد أن نحساب أنفسنا فردًا فردًا محتاجين حكومة ومحكومين لوقفة مع النفس لبناء سودان جديد يملك أولادنا وأجيالنا القادمة الحقيقة

كيف كان لقاؤك بالبشير؟

البشير قابلني بكل احترام وفي النهاية هو رجل قوات مسلحة وهؤلاء يقدرون أنفسهم.. قابلني كإنسانة وأنا ماعندي حاجة عنده أنا دفعت له بعدد من المطالب المتمثلة في معرفة قبر والدي، ولماذا قتل والدي، وأين يقع قبر والدي، وحيثيات المحكمة التي حوكم بها.

وكيف تعاملتي مع رفض بيان بقية أسر 19 يوليو ومع ذلك البيان الذي أصدروه والرافض للمصالحة؟

كان شيء جميل أن يغضبوا من أجل حقهم ويعبروا عن شعورهم، والحقيقة أنه لا يوجد فرق كبير فكلنا نبحث عن الحقيقة، الفرق ربما يكمن في كوني أنا غير مقيدة بحزب سياسي لذلك تناولي للمواضيع يبدو أسهل ولا يرتهن لرأي سياسي ولا أحد يدفعني إلا ضميري ، المحاكم الدولية درستها وهي تقود للخيانة الوطنية ، مسألة القبور وصلت فيها لقناعة ” وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ” ، وبالنسبة للمحاكم فهي كانت صورية وسريعة واكتفيت بقول الشهود في هذا الأمر، وأنا استعنت ابالمخابرات البريطانية لتقديم قضيتي غير أني وجهت لهم التهمة وقلت لهم أنتم في السابق كنتم كذا وكذا وأن ابي لم يمت في فراشه وكان وراء مقتله تدبير ، أما عن بقية أسر الضباط أنا حاسة بإحساسهم لكن القناعات بتختلف عند كل شخص، نحن تعالجنا بسرعة أنا وأخي دخلنا المستشفى العقلي جُننا بالقضية ووصلنا الحد الأقصى وهذا ما توصلنا إليه.

كيف تنظرين إلى الوالد وتاريخه النضالي؟

فاروق كان صديق الكل ويحمل أخلاقاً وليس سياسياً كان عسكرياً، رجل وطني عسكري، وسابق في عقله لوقته، وهذا ما ذكرته المخابرات الألمانية خاصة رأيه في قضية الجنوب ، وهذا كان سبب انضمامه لمايو كان رأيه في قضية الجنوب أنها لا تحل إلا سياسياً لأن من ورائها قوة أجنبية ومخابرات دولية والواقع أن “مايو” كانت تحمل فكرة السودان الجديد لذلك أبي كان سابق عصره، وصدق التاريخ تفكيره والدليل على ذلك أن المشكلة حلت عبر اتفاق سياسي هو اتفاق نيفاشا الذي عقد بكينيا عام 2005م وطبعاً كان الأفضل لو حلت المشكلة متضمنة الوحدة ولكن السياسيين خربوا هذا المسار ، وفي اعتقادي أن الدول العظمى كان لديها مصالح في ما حدث في 19يوليو ، ويوليو أعطت فرصة لهم أن يتدخلوا وسنت السكين للعالم لينحرها فالتوقيت غير مناسب لعدم وجود القادة في مكان واحد كذلك التكتيك العسكري وجعفر نميري كان مضغوطاً من الخارج ليتخلص من القتلى أنا ضد كلمة شهداء لأن الشهادة لا يعلمها إلا الله.

كيف كان اتصالك بنميري؟

عندما تحدثت إليه عبر الهاتف اندهش ووصف والدي بالخائن لكني أحسست أنها “طالعة من لسانو” قال لي لو عايزة تتكلمي معاي تعالي بالسكة أنا ما بتكلم بالتلفون، فكان أن ركبت طيارة طوالي ومشيت ليهو بالسكة في دار التحالف بشارع الجامعة،

أدخلني السيد مكاوي ووجدت سكرتيرته عواطف ، قمت بسؤاله مباشرة قلت له :” أبوي مات، السبب في إعدامو شنو” قال لي : ” أسألي المحكمة” قلت له : “أنت المحكمة” حينها، همهم وقال كلاماً غير مفهوم مثل “أنت إمراة ساي”، عندما وجدت منه هذا الضعف والتلعثم والعجز عن الردود اقتربت منه وقبضت على يده وكانت يده ضخمة قلت له “يا عمي جعفر العفو والعافية لله والرسول”.

وكيف كان رد فعله ؟
همهم بكلام لم أفهمه.. اتلعثم وكان يرتجف، كانت لدي قوة إلهية استمديتها من رب العالمين.

من من ضباط نميري كان أكثرهم تسامحاً ومن أكثرهم تشددًا؟

كان أكثرهم تفهماً هو اللواء خالد حسن عباس لأن اللواء خالد فقد أخاه واتنين من أهله قتلوا في بيت الضيافة لذلك كان متفهماً جدًا واحترمني جدًا ورحب بالفكرة وبالخطوة، وقال هو كان يعز أبي وأبي فرض احترامه على الجميع ، وكذلك زين العابدين فهو كان أصغرهم سناً وفي التقاليد العسكرية فإن الاحترام يكون للكبير ، أما أكثرهم تشدداً فقد كان نميري

لماذا اخترتي هدى بابكر النور دون بقية أسر 19 يوليو؟

د. هدى موجودة في بريطانيا واتصلت بها لأنها أقرب الناس لي، وهي ظلت تدعمني نفسياً ومعنوياً

ولكن الخطوة وجدت استنكارًا في وسائل التواصل الاجتماعي؟

أنا طبعاً نسبة لخلفيتي الصوفية أنا بكتفي بالمحبة الرسول (صلعم) بقول صل من قطعك واعف عمن ظلمك.

هل أنت ممتلئة باليقين من صحة اتجاهك؟

أنا ممتلئة بعين اليقين بأننا أنا واشرف أخي ووالدتي سرنا في الطريق الصحيح وأسأل الله أن تكون نيتنا صافية لله ، المسألة ما جات ساي بل نتيجة العراك الحاصل وتحويل الطاقات السلبية إلى طاقات إيجابية وأعتقد أن أبي لم يمت هدراً وأن الدماء التي سالت ماهي إلا نهر النيل الذي يطمع فيه الجميع لذلك حياة أبي لم تضع هدرًا لذلك أنا لا أبكي على الأطلال ولست حزينة، البكاء على الأطلال من فعل الجاهلية ولكن نعتز بمرثياتنا لن أعيش على وهم أن أبي بطل على حساب الآخرين فأنت إما قاتل إما مقتول في تلك اللحظة وهذه هي حياة العسكرية، فكيف تريد أن تقتل دون أن تقتل، أبي لم يترك وصية إطلاقاً لأنه مقتنع بموقفه ويكفيه فخراً ، أصلح هندامه ولم يلتفت إلى الوراء وقال لهم أنا جاهز كان همه الوطن وربنا سيجزيه.

ما هي المرثيات التي تفخرين بها؟

الكنداكة من المرثيات التي تلامس شيئاً في نفسي ابوي وينو بحر الظمآآآيا
وينو الجاتو (مُرواد ) العمايا
ابوي وينو البـِعْصِر جنايا
هي من المرثيات التي افخر بها وتذكرني بالوالد الكان داكا وكذلك أفخر بالكانداكات النوبيات خاصة أماني تيري كنداكة معاني ومفردات عظيمة الكنداكة تاريخ مجيد وحاضر ثوري الكنداكة أخضعت (أسوان – محافظة مصرية) لمملكتها (عام 24 قبل الميلاد)

الكنداكه هي لقب لملكة كوش النوبية
كانت الملكة أماني ريناس الشهيرة بـ(الكنداكة) من الملكات العظيمات في مملكة نبتة وهي زوجة الملك تريتكاس حيث خلفته في العرش بعد مماته ، وعلى يدها تم إخضاع أسوان لمملكتها حينما كانت أسوان خاضعة لحكم الرومان في ذلك الوقت (عام 24 قبل الميلاد) ، وقد أغضب ذلك النصر ملوك الرومان فأرسلوا جيوشاً جرارة لمدينة نبتة المقدسة فأذاقتهم هزيمة ثقيلة أجبر الرومان بعدها على عقد مصالحة مع الملكة الكنداكة ولم يعودوا لمهاجمتها مطلقاً.
الهرم 21 بالجبانة الشمالية، مروي – البجراوية هو المدفن للملكة العظيمة حسب ما أورد البروفيسور – أسامة عبدالرحمن النور – عليه رحمة الله ومغفرته في موقعه الشهير أركماني.

اشتهرت الكنداكة بقوة الشكيمة وقالوا بأن فيها استرجال وبإحدى عينيها عور أو عمى … والجدير بالذكر أن لقب الكنداكة أطلق على عدة ملكات وليس على أماني ريناس وحدها ، من بينهم الملكة أماني شاخيتي الأكثر قوة وثراءً في ملكات نبتة وقد شيدت القصر والمعابد التى توجد أطلالها حالياً في ودبانقا ، وأطلق أيضاً لقب الكنداكة على الملكة أماني تاري وغيرهما من ملكات السودان حيث يرجح بأن لقب كنداكة يعني الزوجة الملكية الأولى …. وهذا اللقب المروي هو أصل الاسم الأوروبي الأنثوي Candace حسب ما أشارت بعض النشرات التاريخية اللونقوستية.

وحسب ما قرأت فإن معظم هذه القطع تسكن المتاحف العالمية حتى الآن ولم يتم استعادتها ، وقد علمت أيضاً أنه في عهد الرئيس جعفر محمد نميري كانت معظم هداياه للرؤساء الذين يزورون السودان كانت عبارة عن تحف أثرية ذات قيمة أصولية عالية ولكن كانت تقدم دون مقابل يذكر !!! أما آن الوقت كيما نشرع في المطالبة بعودة آثار هذه الملكة العظيمة وغيرها من الآثار التي غادرت البلاد بطريقة غير مشروعة؟وهذه منطقة مسقط راس ابي ، وأنا مهتمة بالحضارة النوبية حتى نتعرف على حضارتنا ” المعندو حاجة ما بدي حاجة” أحب الثورة الثورة ليست الشغب ولكنها التغيير لذلك أنا أحب الأغاني الثورية
لذلك أنا وراء التاريخ المحكمة الأخيرة والحقيقة هي التاريخ وهنالك كذلك مزبلة التاريخ.
فرضت على الظروف لحكمة يعلمها الله وعلى تقديم الأمانة للشعب هم أصحاب الأمانة
وان تنوه لا ولاء لي او مرجعيه سياسية او فكريه سوي قائدي وملهمي سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي بكتب فيه ملاحمي وترك أثر في نفسي وملامحي لانه مربي اليتامي واهتدي بقوله تعالى : “وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ”.
التيار

تعليق واحد

  1. وماذا تنتظرون، هم الآن خارج السلطة، فإما أن تقاضوهم أو تأخذوا حقكم بيدكم (بعبارة أخرى تصفوهم) أو أن تعفوا عنهم، وإذا لم تتخذوا واحداً من هذه الحلول فإن الزمن كفيل بحل المشكلة ورميها في غياهب النسيان أو في كتب التاريخ إن لم يتم تزويره.

  2. الله يرحمه ويتقبله بواسع رحمته .
    هذا الإنسان الرائع له موقف إنساني معي
    إن شاء لله في ميزان حسناته.

  3. “وذكرت أنها التقت بالرئيس البشير لبحث قضية مقتل والدها، وأوضحت أماني حمدالله أنها والأسرة توصلوا إلى ضرورة المعافاة والصفح مع أسر ضباط مايو، وقالت مشيدة بوالدها الذي قالت إنه واجه الموت ببسالة.”

    ** كان تسألي السفاح (البشير) بالمرة ياسيدتي الفاضلة.. عن ما فعله ب 28 ضابط وأفراد حركة رمضان المجيدة.. برضوا بشر وفيهم ناس كانوا في السجن لحظة التنفيذ وما إشتركوا في التنفيذ الفعلي للإنقلاب مثل والدك الشهيد فاروق تماماً.. مش إنتي (صوفية) وبتحبي الخير.. فالسادة الصوفية بحبوا الخير للجميع.. لا آيه..!!؟ بأمانة التقسيمة ما ماشه..( والكاش بقلل النقاش).. ع العموم حتكون أول سابقة لبيع دم .. لرجل وهب حياته لشعبه ولطريق إختاره بنفسه.. ومضى شهيداً عند ربه يرزق.. له طل الرحمة الهتون.

  4. الله يرحمه ويفغر له البشير اكبر مجرم ومطلوب للعدالة الدولية وكل يوم يقتل في الابرياء قالت البسير يبني مسجد لوالدكي من اين هذا المال للبشير في ناس محتاجة طعام لين دواء البلد مشاء الله مليانة مساجد الناس دايرة تاكل وتشرب عشان تصلي مطمئنة

  5. Amany Naila Alnoor Asharaf Faroog Need To talk to you about me as avictim of your family…..I have send my comment in Arabic hope you receive it .

  6. يا المدعو ( أنصاري ) يبدو أنك شاطر في شجار النساء . شايف كل يوم بتنزل تعليق تهاجم هذه السيدة الكريمة .. أولاً قبل أن يعتذر أي انسان في السودان اعتذروا أنتم الأنصار عن الأرواح التي قتلتوها ابتداءً من اسواء دكتاتور وقاتل في تاريخ السودان عبد الله التعايشي إلي محمد نور سعد . و إذا لم يعجبك التعويض التي تطالب به حدثنا عن تعويضات سيدك للانصار وثمن دم قتلاكم في الجزيرة أبا . أنتم يا معشر الأنصار من رجعتم السودان بسبب حقدكم وجهلكم ألي عصور قبل التاريخ . كم دميقراطية وءدت بسبب جهلكم وحقد سيدك للمحجوب . هذه السيدة الشريفة الكريمة لم تسيء إلي أي منكم يا حاقدين طالبت بتعويض و التعويض حق كفله الله للعباد .. وكفل الله لها أن تعفوا عن من تشاء ولا ليس لكم ألحق في توجيه أسأة لها . ومن أنتم لتحددوا علاقتاها بأبيها . اذا كان لديكم عداء مع الحكومة .. الحكومة و البشير معروف مكانهم ولكنم عجزتم عن مقابلة الرجال و اصبحتم تجيدون شجار النساء .

  7. كل هذه الاحزان ناتجة من تدخل الجيش فى السياسة والانقلابات والانقلابات المضادة والجيوش فى البلاد العربية والافريقية الانقلابية ما قتلت غير ابناء الوطن المعارضين او ناس الانقلابات المضادة من العسكريين والاولوية لهذه الجيوش ليس حماية الارض والعرض بل حماية النظام الذى اتى بانقلاب من شعبه ومعارضيه وبعدين حكاية تعويض ليبيا لاسر المخطوفين من مجنون ليبيا الذى لقى حتفه بطريقة مشينة وهو يستاهل ذلك فانسى موضوعه الدول الديمقراطية القوية هى البتجيب حقوق مواطنيها لانها تاتى عبر صندوق الانتخاب وتخاف من محاسبة شعبها الخ الخ!!!
    الف مليون دشليون تفوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو على اى انقلاب عسكرى او عقائدى اذل الشعب وعطل التطور الديمقراطى فى السودان واقسم بالله ما شفنا اى رجالة لهذه الجيوش الا امام معارضيها فى الداخل وزى النعام امام المحتلين والمعتدين على اراضى الوطن واقسم بالله انهم ما يستحقوا ادنى ذرة من الاحترام او التقدير والمصيبة يلبسوا فى الكاكى ويتسلحوا باموالنا ويجوا بعد داك يحكمونا بالقوة ويضربونا وبقروشنا ومعهم بعض المدنيين الفشلة اخ تفووووووووووووووووو ويقدلوا كمان فى الشارع وما يخجلوا الجيوش المحترمة هى جيوش الدول الديمقراطية الرحيمة على شعوبها الشديدة الباس على اعداء اوطانها!!!!!!!!!!
    كسرة:انظروا الى حال الدول الانقلابية مصر السودان اليمن سوريا العراق ليبيا الخ الخ شعوبها الآن لاجئين فى الداخل والخارج وانظروا للهند اللى هى اقرب مثال لنا!!!!

  8. هذه الأمور سوف يأتي وقتها … و لكن اثارتها و الاهتمام صحفيا بها في الوقت الحاضر هو من باب تشتيت الاهتمام و نه الإنقاذ ليست وحدها بل هنالك مايو و نوفمبر … حركة مكشوفة يا جداد البشير

  9. ما لا افهمه في الدكتاتوريات السابقة والحالية في السودان هو اعدام الناس وعدم اعلام ذوهيهم بقبورهم…وليس هذا الا دليل على القسوة والظلم.

  10. كلهم انقلابيين فى انقلابيين مافي حركة تصحيحية او ثورة اسماء فقط . عملوا لينا وجع رأس لكن فى النهاية نستفيد من التاريخ نحن الاحياء .ربنا يغفر لهم ويرحمهم وتلك امة خلت لها ماكسبت ولكم ماكسبتم .

  11. يا اخت اماني ابوك ما كان شيوعي بل كان عدوا للحزب الشيوعي ولعبد الخالق محجوب على وجه الخصوص وما زال دوره غامض منذ أن استدعى اللجنة المركزية للحزب وقام بتهديدها في وزارة الداخلية حين كان وزيرا وكان ذلك يإيعاز من محمد احمد سليمان المنشق عن الحزب الشيوعي ومدير وزارة الداخلية الذي سرب خبر انقلاب يوليو للمخابرات البريطانية قبل لحظات من وقوعه. فتمت المؤامرة الدولية التي تتحدثين عنها. فاروق حمدالله كان بعثياوبسببه باركت القيادة العراقية الإنقلاب وارسلت الطائرة التي سقطت في الاراضي السعودية وعلى متنها عضو القيادة القومية لحزب البعث محمد سليمان الخليفة عبد الله التعايشي. هذا الأمر اكبر من عقلك، طالبي فقط بالتعويض رغم أن النضال ليس له ثمن

  12. و من ياخذ بحقنا فى دم الازهري و فى دم الامام الهادي ؟؟

    الكلام دة موجه لادعياء الشيوعية و رفقاء السلاح ؟؟؟

    ما ادخله ذلك الفكر الشيوعي البغيض فى السودان من اغتيالات و انقلابات و تقتيل لم يفعله اي حزب او حكومة اخري فى السودان

  13. رحمه الله رحمة واسعة في الانقلابات العسكرية ضحايا كثر ،،، مثلا الشفيع أحمد الشيخ كان ضحية انقلاب هاشم العطا وعبدالخالق محجوب التصحيحي،،، وهناك رواية شهودها أحياء حدثت قبل عشرة سنة وهو أن المرحوم غازي سليمان كان في محاضرة في لندن فجأة هبت الاستاذة فاطمة محمد ابراهيم وقبقبتو وقالت ليهو يا غازي دم الشفيع في رقبتك ،، والحصل ويعرفه كثيرون أن (( غازي سليمان رحمه الله كان جالساً مع مجموعة من الاصدقاء الشيوعيين في احدى الاستراحات (ميز) تقريباً وجاء هاشم العطاء رحمه الله يسأل عن الشفيع رحمه الله تطوع غازي وأخذه الى منزل الشفيع الذي فتح الباب فقال له غازي هاشم العطا يريدك قال ليهو داير بي شنو لا شغال معاهو لا شغال معاي ،،، قال ليه قال عايزك تكتب ليهو البيان قال لي ده عايز يركبنا ظهر اسد وصفع الباب في وجه غازي ودخل بيتو،،، اعدم المرحوم الشفيع في موضوع لم يكن له فيه ذنب،،،، هذه هي الانقلابات العسكرية تسرع وغضب وتصفية حسابات وعقول الطيور وأحلام البوم ،،، كذلك موضوع الـ 28 ضابط رحمهم الله تمت خيانتهم من الداخل والمسئول الرفيع في الحزب عن تنسيق الاتصال بين قادة الانقلاب بعد احتلالهم للوحدات والمواقع خذلهم ولم ينسق الاتصال حيث اتفق الجميع على أن يكون الاتصال بين قادة الانقلاب بعد احتلال المواقع المحددة عبر أجهزة لاسلكي سيارات النجدة ،، خذلهم المسئول فبقي كل قائد منطقة يتصل اتصال الاخر ولم يعرفوا رحمهم الله انهم بيعوا من الداخل،، وسافر المسئول وترك السودان وهو معروف بسجلاته الانقلابية واستوطن استراليا ،،،، لكن الغريبة الاسلاميين ما أعدموا بعض في انقلاب قوش وود ابراهيم ما يجعل المراقب يؤكد أن الاسلاميين لا زالوا هم الاحرف في ترتيب امورهم لحين ظهور تيار أكثر حرفنة منهم ،،،

  14. حسب القانون وفلسفة العدالة ( الوضعية والشرعية ) فما يتعلق بالحق الخاص لأولياء الدم حق ( العفو , الصفح , التعويض …. إلخ) لا مناحة ولا خلاف في ذلك . أما الحق العام فلا يسقط أبدا البتة . فاروق عثمان حمدلله حق عام وملك عام لكل الشعب السوداني , ومن حق الشعب السوداني أن يعلم تفاصيل ما حدث وكيف حدث ولماذا حدث من أجل إرساء قيم العدالة والحقوق , لأن فاروق وصحبه حين قاموا ونهضوا كان ذلك من أجل وباسم ((( السودان ))) و ((( الشعب السوداني ))) ولم يكن من أجل عوائلهم وأسرهم وشأنهم الخاص – لذا فمن حقنا كسودانيين أن نحاكم كل فترة مايو وخاصة أحداث يوليو (( وهكذا تفعل الشعوب الواعية المحترمة )) بتاريخها , بكل شفافية ونزاهة , لنضع النقاط في الحروف ونعرف الحقيقة , وقبل ذلك لتبرئة هؤلاء ( الضباط ) والذين هم من أبناء الشعب السوداني , ومن ثم نرجع لهم حقوقهم ونكرّم الشريف ونرفع اسمه وندرسه في كتب التاريخ , حتى لا تتكرر هذه المآسي وتصير نهبا لكل من يريد وخوضا عشوائيا في السير والتاريخ وتخرصات وأوهام .

    عزيزتي أماني :- أعلمي أن اباك رحمه الله كان شجاعا وشريفا ومقداما ونزيها , رجلا بكل معني الكلمة , ومضي بأذن الله شهيدا شهيدا شهيدا , كيف لا وهو سليل بيت الشرف والعلم والدين عثمان حمدلله العم الشفيف العفيف المتدين صاحب مؤلفات في الأنساب والعلوم والشعر – أبو هاشم – وميرغني (( أولاد الزلال )) رحمهم الله أجمعين – أرفعي رأسك عاليا , وكوني بخير .

  15. شئ غريب البشير الم يقتل كم هائل من المواطنين المدنيين والعسكريين ولم يعلن عن مكان دفنهم حتى الان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..