مقالات وآراء سياسية

كنا في حاجة لتفعيل الشرعية الثورية

تاج السر حسين

* ولا زلنا في حاجة لذلك التفعيل والي تأسيس محاكم (عدالة انتقالية) معا يمثلان اسنانا للثورة ورادعا للمتأمرين علي الوطن والأمة سابقين ومحدثين .. طامعين وانتهازيين ومتحولين وارهابيين ومتطرفين.
* بغير ذلك لا يمكن تستمر هذه الثورة في طريقها دون عوائق محققة اهدافها.
* وأن ترتاح ارواح الشهداء في سماواتهم العليا.
* هنا لا اود ان اخون أحدا  او  ان اتهمه بالتقصير .. لا ولا حتي ان انتقد بل أن افكر جهرا وبصوت مسموع  وان اعترف.
* لقد أخطانا جميعا حتي نحن البعيدون جدا عن مسرح الأحداث حيث لم ندفع في هذا الإتجاه ونطالب به وبقوة.
* فالقانون الطبيعي لا يمكن ان يحقق العدالة وان يردع المتأمرين والإرهابيين في مثل هذه الظروف التي ورثت فيها الثورة نظاما عميقا متعفنا.
* وكيف يمكن ان نتعامل مع نظام اباد الملايين من شعبه واعدم افضل ضباط الجيش كفاءة واكثرهم وطنية خلال ساعات ليخيف الباقين ولكي لا يقف ضابطا او جنديا بعد ذلك امام تحقيق اهدافه وايدلوجيته واجنداته.
* ومن أجل ذلك واصل القتل والبطش والتعذيب.
* يبعد  الخبراء والشرفاء والكفاءات ويعين الموالين دون كفاءة لمدة 30 سنة متكئا علي (شرعية الإنقلاب)
 * فلماذا لا نتكئ علي شرعية الثورة؟!
* ومع انهم لا يستحقون، لكننا لا ندعو للتخلي عن قيمنا واعرافنا وموروثاتنا السودانية في التعامل معهم.
* ولن نكون دمويين كما كانوا فنبطش ونقتل ونبيد ونسفك دماءهم.
* فقط نرجو تأمين الثورة والحفاظ  عليها.
* وهذا فعل مشروع تقره (شريعتهم) التي يتشدقون بها ويتباكون عليها  مظهرين عداء سافرا لفكرة (الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة) التي يتساوي فيها السودانيون جميعا.
* الا يؤيد فقههم (درء المفاسد) وهل هناك مفسدة اكثر من ردة ثورة وتراجعها الي الخلف؟
* الم يؤيد عالمهم بزعمه ذلك المهووس المتطرف ابادة ثلث الشعب السوداني لكي يستمر الطاغية المخلوع جالسا علي كرسيه؟!
* نحن لا نطالب بقتل واحد منهم  دعكم من الملايين والالاف كما فعلوا.
* لكننا ووفق الشرعية الثورية نطالب بوضع كافة قياداتهم وكوادرهم النشطة والفاسدة وداعميهم من ارهابيين ومتطرفين في السجون والمعتقلات وكان من المفترض ان يحدث ذلك منذ اليوم الأول للثورة وان توضع اسماءهم علي منافذ وموانئ الدولة كمطلوبين وممنوعين من السفر.
* حتي تؤمن الثورة تماما وتحقق اولياتها وفي مقدمة ذلك السلام وان تعاد الاموال المنهوبة والمستباحة.
* ومن بعد ينظر في امر من لم يسفك دماء او ينهب مالا ويتم التاكد من عدم عرقلته لمسيرة الثورة ثم يطلق سراحه دون ان يكتب او يمارس سياسة افسدوها لعدد من السنوات .
* علي ان تتولي محاكم (العدالة الإنتقالية) محاكمة القتلة والفاسدين بعد ان توفر لهم كافة السبل للدفاع عن انفسهم.
* اما من ثبتت مشاركته في جرائم الإبادة  واصبح مطلوبا للعدالة الدولية فيجب الا ينال شرف المثول امام قاض سوداني.
بل يتم تحويله الي لاهاي لكي يحاكم امام قضاء اجنبي إمعانا في ذلته وإهانته.
* فعلا .. لقد اخطانا جميعا ولابد ان يصحح ذلك الخطأ سريعا.
” حيث لا يجوز في زمن الثورة وشرعيتها ان ينتظر وزير من جهة اخري قرارا تصدره لإقالة موظف كبر ام صغر  موقعه طالما هو يعمل تحت ادارته.
* ووصلت البجاحة والغطرسة ببعضهم درجة ان يمنع مدير ادارة تم تعيينه بعد الثورة من استلام عمله وقد شهد  من يعرفونه بثوريته وكفاءته.
* والرافصون كانوا يطبلون لحاكم فاسد ولزمرته طيلة سنوات عملهم ولو تم تعيين (حصانا خشبيا) مسؤولا عنهم لما احتجوا عليه ولما رفضوه.
* نعم لقد اخطأنا فالنظام المخلوع يختلف عن اي نظام آخر حكم السودان منذ استقلاله فنادر جدا ان تجد شاغل وظيفة في اي موقع خلال هيمنتهم علي الدولة دون ان يكون  منتميا ومواليا للنظام.
* واذا لم يكن كذلك تجده ارزقي ومصلحجي ومنافق.
* اما بالنسبة للمؤسسة العسكرية فمشاركتها واقع لا نستطيع ان التنكر اليه بناء علي ما ذكر اعلاه.
* والحقيقة التي لا يمكن  تجاهلها انها كانت من اشد المؤسسات دعما وموالاة للنظام.
* وقد ساهمت علي بقائه لهذه السنوات الطوال .. لكن ما هو الحل؟؟
* ان يستمر القتل وتستمر الإبادة وحالة عدم الإستقرار وميزان القوي غير متكافئ؟!
* علي كل ورغم الشعور بالمرارة فجيد ان العسكريين بأنفسهم قد التزموا يالمثول امام اي محكمة اذا اتهم اي واحد منهم في جرائم الدم.
* وبما ان قدر الثورة والثوار  ان لا ينتمي لهم وبصورة واضحة ضباط كبار في لحظات الحسم.
* فعلينا ان نلوك (حبال الصبر) وأن ننتظر مضي الثلاث سنوات وحتي تحول الدولة  بكاملها الي مدنية.
* وعندها يحاكم كل من اجرم والأمثلة في العالم ليست ببعيدة حيث حوكم رئيس تشاد السابق (حسين هبري) بعد اكثر من عقدين من الزمان.
* فالصبر علي المكروه خير من الفوضي ومن تدمير الوطن.
* سؤال ينتظر الإجابة ما هو جدوي المسيرات والمظاهرات ومن تمثل ومن يدعو اليها؟!
* قبل الختام .. لا اعتقد بوجود مشكلة في ان يصرح حمدوك بان الحرية والتغيير لم توفر له خطة اقتصادية اسعافية.
* فالمطلوب وقتها كان اسقاط النظام .. والشعار (تسقط _ بس) لا وضع خطط هنا وهناك.
* وكانت غاية طموحات البعض فقط ان يستبدل الطاغية المخلوع في انتخابات 2020 بغندور او اي طرطور آخر.
* لقد صدق اخي الكبير الصديق شوقي بدري في تعليقه وعبارته الطريفة قبل عدة سنوات في شان اخر مشابه للحالة الماثلة الان والذي قال فيه (معلوم  بداهة كل مشكلة ولها حل لكن في السودان كل حل عندو مشكلة).
* تصبحون علي ثورة ودولة مدنية ديمقراطية حديثة.
تاج السر حسين
tagelsirhussain @yahoo.com
زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..