مقالات وآراء

عقدة نيرون السادية السودانية وعلاجهاَ!!!

بشير عبدالقادر
تسألت وطرحت السؤال على كثير من أساتذتي ومعارفي وطلابي عن أسباب الأزمة السودانية منذ ان وجد ما يسمى بدولة السودان وحتى اليوم؟ .
اكتفى الكثيرون بالاشارة الى إنه قد تم التعارف على تلك الازمة وسميت “ازمة النخب السودانية”او “ازمة العقل الرعوي السوداني”!!! وقد وجدت في الدمج بينهما بداية تلمس وتعرف على مصدر الازمة الحقيقي.
فلقد اظهرت حرب الجنوب ثم حرب دارفور أسوأ ما في الشخصية السودانية. بل ما كان لتلك الحروب ان تقوم او تستمر تلك السنوات وتهدر فيها الأرواح وتراق الدماء لو كان هناك مسؤول سوداني مسؤول او “رجل رشيد” !!! .
ان المواطن السوداني الذي نشى وتربى على معاني الشرف والامانة و”اخو فاطنة” و”دراج المحن” ، وغيرها من المقولات التى ليس علاقة بالواقع حين تاتيه الفرصة باي شكل من الاشكال ويصبح مسؤول يتحول بين عشية وضحاها الى صاحب “أزمة”!! .
ثم تجده مصدر “عكننة” ومبدع في خلق محن كثيرة لافراد شعبه وخراب بلده. وكأني به يصاب بلوثة عقلية تدميرية او كأن روح شريرة تسكنه وتأمره بالانتقام من شعبه، بما فيهم اسرته الكبيرة وجيرانه ولا يستثني من ذلك الانتقام سوى اسرته الصغيرة اي أبنائه وزوجته او زوجاته العديدات!!! نعم فالرجل السوداني بمجرد ان يصبح في مركز المسؤولية يصبح “مزواج”!!! ولا هم له سوى امتاع نفسه من متاع الدنيا بما فيه المال والعيال وامتلاك الدور والقصور!!! .
فما هو السبب لذلك التحول الشرير في شخصية المواطن ؟ السوداني وهل هناك من علاج له؟؟؟.
لعل الصراع بين العقلية الرعوية التي هي في صراع مستمر مع الطبيعة للتغلب على صعوباتها المناخية والجغرافية وايجاد شيء من “العيشة الرخية” او الرفاهية المتمثلة له “ثروة وسلطة” وتسلط على الاخرين.
اذن هو تعويض لحرمان طفولي وشبابي سابق له من المشاركة في “السلطة” مع الاخرين في البيت والمدرسة والشارع العام.
هذا الحرمان يتم تعويضه بالهيمنة والتسلط الاستبدادي في القرار بعد الوصول لكراسي الحكم ؛ حتى لو ادى ذلك لتدمير الشعب وخراب البلاد. ورغم عدم تخصصي في الطب النفسي ولكن بكل عفوية لعلي اجد لتلك الازمة تسمية جديدة هي “عقدة نيرون السادية السودانية”.
والا كيف للسوداني ابن البلد ان يرضى بالتسبب او على الاقل المشاركة في سياسة تقود لقتل ابناء بلده وهلاكهم وتدمير وخراب الوطن.
يبقى الحل لتلك المتلازمة المرضية هو البدء بالتربية السليمة إبتدأ من إشراك الاطفال في اللعب الجماعي في الشارع والمدرسة ومشاورتهم او الاستماع لارائهم في امور البيت والاسرة وبذلك ينشأ الطفل وله روح المشاورة والعمل الجماعي وحب الخير للاخرين اي مواطنيه وهي اول خطوة نحو امتلاك الروح الوطنية.

‫8 تعليقات

  1. روشتة اخصائي نفسي إجتماعي عملي والتجربة والملاحظه عن الشخصية السودانية وإيمانه الاعمي بمنطق القوة ومنهج إدارة الندره وحب الذات علي حساب البلاد والعباد واللجوء إلى الدين الاسلامي عند الضرورة من اجل السيطرة على العامة … نحتاج إلى علاج نفسي لنتسامح مع أنفسنا قبل الآخرين ومن ثم نبني دولة ذات اركان ثابته مستقره وللجميع بلا تمييز الا بقدر ما نقدمه للبشرية من أعمال الخير

  2. اهمال اهل الهامش البسطاء واحتقارهم واذلالهم هو السبب الرئيسى فى اشعال نيران الحرب . ونلاحظ ذلك فى الحقد الاعمى لتدمير الوطن والمنشآت العامة القتل والتشريد وحرق المخزون الغذائى . كل هذا التشفى والانتقام جاء بسبب قانون النظام العام الذى الغى ثقافة الآخر المختلف وفرض الثقافة العربية الاسلامية. فمن جلدهم قضاة النظام العام بالكرباج مثل الحيوانات واذلوهم فى وطنهم هم من يحملون السلاح الآن ويحرقون دولة الخلافة الاسلامية العربية ويهجرون اهلها وينهبون اموالها ويغتصبون نساءها . ولو وجدوا عبدالحى لشنقوه وعلقوا جيفته فى اعلى مئذنة المسجد .

  3. الخوف علي الجيل الجديد ، شباب اليوم وهم بلا شك رجال الغد بامر الزمن ، شباب اليوم ثقافته الموت جوعا والقتل ذبحا وتقطيعا وحرقا في شكل افلام الرعب حتي تم برمجته عصبيا فاصبحت عنده احداث عادية ومبرره !!!!!
    بدلا من أن يجد الشباب فرصا للتعليم وتنمية قدراته للمساهمة الايجابية في بناء الوطن ، اصبح الشباب يميل الي ثقافة الحرب والعنف والانتقام والتدريب علي كيفية استخدام الاسلحه الخفيفة والثقيلة بتاثير وتخطيط من امراء الحرب !!!!

    اخشي ما اخشي الغياب التام لثقافة السلام في السودان في المستقبل بعد ان افلح دعاة الحرب علي برمجة عقول الشباب نحو ثقافة الحرب … بعد أن وضع في غابة من الوحوش ، الجوع المرض الجهل والخوف والاهمال التام من الدولة مما يولد روح الانتقام والمعاناة وفقدان الأمل
    الحقوا شباب السودان قبل أن يسيطر عليه ثقافة العنف والصراع والقتال ونزعة الانتقام .

  4. كل المتسببين في مشاكل السودان تربوا تربية جمعية في الأسر الممتدة والنفير والمناسبات الاجتماعية فكيف يكون المستقبل مع أجيال تربت على الفردية والذاتية .

  5. تحليل عميق وانظر الي التركيبة النفسية للطرفين المتقاتلين الكيزان والجنجويد ستجدهم غير اجتماعيين.. .

  6. في تقرير اعدته منظمة الامم المتحدة لرعاية الطفولة ووزارة التربية والتعليم السودانية في العام ٢٠١٢ خلص الي عدم تمكن اكثر من ثلاثة ملايين طفل تتراوح أعمارهم بين ٥ الي ١٢ عاما من تلقي التعليم في المدارس وهو يشكل نسبة ٥١ في المائة من اطفال السودان في سن الدراسة والغالبية يعيشون في مناطق الحروب والصراعات في حين ابناء صناع القرار يدرسون في المدارس والجامعات الخاصة علي حساب هؤلاء البؤساء ولكن النتيجة صادمة بعد عشر سنوات من تجاهل هؤلاء الأطفال ، الان بلغوا الحلم واصبحوا اشرس المقاتلين في ميدان الصراع السوداني ، دمروا بلدهم وشردوا اهلهم واتهموا اقتصادهم واضعفوا جيشهم وبددوا كل موارد بلدهم ، !!!!!!
    الصرف علي التعليم ، تأمين ضد المخاطر كافة
    وصيتي لمن ياتي الي الحكم بعد هذا الخراب هو التعليم التعليم التعليم التعليم التعليم خاصة مناطق الصراعات والحروب والا ….. الندم. الندم

    1. نعم التعليم هو اللبنة الأساسية لنهضة اية أمة ولا بد من إلغاء ما يسمى بالشهادة الابتدائية التي بسببها يذهب ربع التلاميذ إلى الشارع وهؤلاء هم من يصبحون حاقدين على المجتمع والدولة التي اهملتهم صغارا ينتقمون منها كبارا.

  7. ان النسبة الغالبة من الشباب السوداني يعيش في حيره من امره ، كل عوامل الحياة اصبحت ضده ، فتجده أما قرر الهروب عبر السنبك والصحراء رغم المخاطرة العالية والنجاح في انتشال نفسه من مستنقع الضياع ، وأما بقي في الوطن بلا هدف متسكعا في النوادي ليلا ومحلات الشيشه نهارا … حيث ان المدارس والجامعات مغلقه بأمر الحرب الي اجل غير مسمى امتدت لسنوات الي ان تم تدمير كامل البنية التحتية للعملية التعليمية وازداد الشباب صدمة وحيرة وحسره علي مرور الايام والشهور والسنين والتي خصما علي حساب عمر هؤلاء … حتي أصبح قدراتهم العقلية والنفسية والذهنية ضعيفة لا يمكن الاعتماد عليها دون تنميتها وتطويرها .. اذن المتاح الان امام هؤلاء الاعتماد على منطق القوة والتدريب علي القتال وفق مخطط امراء الحرب الذين ارسلوا أبناءهم باكرا الي الخارج حيث التعليم والصحة البدنية والنفسية والأمان استعدادا لقيادة السودان في المستقبل .!!!!!!
    اصلاح السودان واستقرارها وتنميتها تبدا باصلاح حال الشباب وتنميه قدراته بالاهتمام بالتعليم والتدريب والتوعية وتوفير الفرص الشباب للتعبير عن ذاتهم بدلا من فرض الحلول بالقوة الجبرية والتجاهل المقصود لرغباتهم مما يجعلهم أكثر انتقاما عندما يحين فرص الانتقام كما هو الحال الآن .
    اللهم فاشهد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..