إعادته إلى حيث أتى

بسم الله الرحمن الرحيم
إعادته إلى حيث أتى!!!!؟
واقعة المناضل ابراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني … تدعو للإرباك..فحزبه في موقعه الإليكتروني..له رواية عن كل الخطوات التي تمت منذ تسفيره من الفولة في عربة تاتشر..وأهمها في مقالنا هذا ما تم بعد وصوله إلى الخرطوم..حتى إعادته إلى حيث أتى..
ونيابة أمن الدولة لها رواية مختلفة ..بتحديد حجم العملية .. ورفضه إجراءها.. وإجراء الفحوصات رغم رفضه لها..
دواعي الارتباك في الفصل بين ما هو قانوني .. وما هو سياسي..فبغض النظر عن رأي أي جهة في قانون ما … يظل الملتزم بهذا القانون من المنفذين له إجرائياً في الجانب الصحيح ما لم يتجاوزه ويتزيد فيه.. وهذه نقطة أكثر المخولين بالاعتراض القانوني عليها .. محامو المتهم .
أما الجانب السياسي ..فمن واجب المعارضين لأي قانون..خاصة إذا كانوا أحزاباً سياسية أو منظمات حقوقية ..فضح القانون والطعن في دواعيه .. وليس أدعى لهذا أكثر من تطبيقه على أي شخص كما في مثالنا الحاضر.
الوضع القانوني للمعارض المناضل داخل السجن .. هو وضع المنتظر..بحكم عدم تقديمه للمحاكمة وعدم صدور حكم في حقه.. والمؤكد أن هنالك قانوناً ينظم تواجده..إلى هنا فالوضع قابل للفهم ..
أما المربك حقاً ..فهو القرار الطبي ..فمجرد تحويله إلى الخرطوم ..يعني أن الطبيب الذي قرر ..يدرك حجم المرض ومدي قدرة المستشفى على علاجه..ويكون موقفه هنا متسقاً مع قيم وأخلاقيات المهنة…في المقابل فإن ما تم من الجهة الطبية التي استلمت الحالة..تثير التساؤل..فقد تم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة رغم رفضه كما ورد في بيان وكيل نيابة أمن الدولة المنشور في المواقع الإليكترونية .. فهل من حقها إجراء الفحوصات دون موافقة المريض ؟ ثم اتخاذ قرار العلاج بالتدخل الجراحي ؟ فإذا كانت الفحوصات هي الخطوة الأولى للعلاج لتشخيص المرض..فكيف يكتب في التقرير أنه رفض العلاج؟
إلا أن الأغرب هنا قرار المستشفى بإعادته إلى حيث أتى..الواضح والمنطقي أن سلطة الطبيب يجب أن تنتهي بإخلاء مسئوليته من المريض بتوضيح رفض المريض للعلاج..والمنطقي أيضاً..أن الحرس المصاحب هو من يقرر الخطوة التالية بإعادته إلى نقطة تحركه أو أي تعليمات أخرى..
لذلك فإن رواية الحزب هنا أقرب للتصديق ..من حيث سرده لتدخل فريق طبيب محمد الحسن في الأمر ..والملاسنات التي تمت ..وبالتالي إلقاء ظلال من الشكوك في النوايا المبيتة وراء كل ذلك..مقرونة مع سوء المعاملة برفض نقله بإسعاف بوصفه مريضا… كلها تصب في مصلحة قراءة الحزب للأمر..
ختاماً إن كان أمر أمر إعادة إلى حيث أتى ..فمتى يعود الذين سطوا على السلطة بليل إلى حيث أتوا؟ هذا قرار يملكه الشعب السودانى بعون مؤتي الملك ونازعه وفق مشيئته ..
[email][email protected][/email]