مقالات سياسية

الأمة في خطر وصقيرا هايم في القمر .. !!

الأمة في خطر وصقيرا هايم في القمر .. !!

سيف الحق حسن
[email][email protected][/email]

أتحداك أن تحصى كم مرة فقدت الأمل ويأست من حال الوطن بسبب كمية الإحباط التي داخلك والإستياء الذي يعتريك عندما تقرأ أو تسمع لمثل هذه التقارير.

أجرت حريات إستطلاعا على عينة من شباب بولاية الخرطوم بجامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا كشف أن 95% من شباب العينة يرغبون في الهجرة. 38% من العينة يرغبون في الهجرة الأبدية وعدم العودة إلى البلاد نهائياً بينما 57% قال أنه سيعود ولكن بعد التقاعد!.

وكشف تقرير إحصائى رسمى اخر عن عجز كبير في التقنيين والعمال المهرة وسط قطاعات البيطرة والزراعة بنسبة 99%، مقابل نقص بنسبة 84% وسط فنيي الهندسة، بينما بلغت الفجوة في فنيي الزراعة والمهن الطبية 84 و64%. وجاء فى التقرير أن العمالة الوافدة زادت نسبة الجريمة!.

وأكد تقرير حكومي ان دار (المايقوما) للأطفال مجهولي الابوين تستقبل يومياً ما بين (2 الى 3) أطفال. فبين عامى 2007-2010 بلغت نسبة الوفيات بينهم 43% وأكد التقرير أن سجلات دار المايقوما تمثل 50% من الحالات المبلغ عنها.

ثلاثة تقارير مختلفة المرمى وخمسة وخميسة فى عين العدو. العينات كلها تشير إلى كلمة بارزة من أربع حروف تجمع بينهم. فاقد تربوي فاقد تعليمي فاقد أخلاقي. مجموعة طالعة للدنيا ببراءة ولكن سيلاحقها عار الوزر الذي لم يقترفوه، وأخرى لا ترى بسبب العتمة الكاملة للمستقبل أمامها. و ولاة الأمر الذين جاءوا ويحكمون غصبا ولا يراعوا فى بلدهم وشعبهم إلا ولا ذمة لا يعرفون أساسا متطلبات الوطن.

تقارير صادمة تعكس مدى البؤس واليأس وعدم رغبة الشباب فى تغيير هذا الحال المزري. ولربما هذا الشباب معذور لأنه أصبح محطم مسروق الأمل ومقتول الطموح. تبكى عليه الدم بعد الدمع الثخين. وحتى العمل المعلن لتغيير هذا الوضع قد صار مشكلة بالنسبة لمجموعات الشباب التى تحاول التغيير مثل مجموعة قرفنا و شباب من اجل التغيير حسب ما ورد في مقال الأستاذ على سيد احمد في الراكوبة.

والسبب فى ذلك كله معروف بسبب داء الإنقاذ العضال واللعين الذي ظللنا نصارعه. فقد هيأ لأجواء الفساد واستئثار بموارد البلاد ومقدراتها وهدم وغياب دولة المؤسسات والمواطنة والقانون. وأحكم إزدياد الطين بلة التلاعب فى سياسة التعليم كإهمال المدارس الحكومية أو خصخصة التعليم عموما وتغيير السلم التعليمى والتعريب غير المدروس فى الجامعات. ونتج من ذلك ضعف التحصيل الأكاديمي والفنى. ليواجهوا بعدها حاجز التمكين القمئ والمحاباة لأهل الولاء دون النظر للكفاءات. وقد ذكرت ذلك فى إحدى مقالاتي أن الإنقاذ تركتنا في صقيعة الجهل عمدا لأن ضعف التعليم يؤدى إلى غياب الوعى وبذلك الإستمرار فى السلطة إلى يوم يبعثون. ولعل هذا ما يفسر كل المحنة التى نحن فيها أننا قدرنا التخلص من عبود ونميرى ولم نقدر أن ننتفض وننقض علي ناس دخلوها وصقيرا حام حت الآن.

والحسرة أن المعجزة الكبرى لدى الشباب أصبحت كيفية إنتشال أنفسهم من الوطن الذى أسموه الحفرة، والإنجاز أن يستقروا خارج الوطن نهائيا أو إلى حين الإنصلاح، ولا أدرى هل سيأتى الإصلاح منزلا من السماء؛ فالننتظر. والمشكلة الأخرى أن الشباب لا ينظر لمخاطر الغربة نفسها التى لم تعد مثل الأول وليس هذا المقام لنذكر مساوئ الغربة وإحصاء العوائد المادية ومقارنتها بالخسائر الأخرى، ولكن أقلاها أن كثير من الخريجين الذين أغتربوا لا يعملون فى الوظائف حسب شهاداتهم والمنافسة أصبحت كبيرة جدا فإذا لم يكن التعليم والتأهيل جيد فلن تكون هناك ثمار مفيدة تجنى من الغربة. فلا يفتكر الشباب أن ارتياد بحر الاغتراب سهل ووردى، لأن رياح هذا البحر عاتية وإذا لم تكن الأشرعة مسلحة بالعلم والمعرفة والثقافة فسيضيع الشاب. ويكون قد خسر دنيا الوطن وآخرة الإغتراب ليتلقى مزيدا من العذاب.

إذا التعليم يلعب دورا محوريا فى التغيير على الصعيد الشخصى والإجتماعى والوطنى.

في عام 1983 أصدرت مجموعة (وليس لجنة) من العلماء والحكماء فى الولايات المتحدة تقرير أسموه أمة في خطر – ?Nation at Risk? ، ويعتبر أهم وثيقة عن التعليم في أمريكا خلال العقود الماضية. يؤكد التقرير أن مشكلات الأمة الأمريكية في التعليم ترجع بالدرجة الأولى إلى انخفاض المستويات الأكاديمية للطلاب. وبعد هذا الإنتباه العظيم توالت التقارير التى تلخص اجندة للتغيير والتقدم والمحافظة على إستدامة الإرتقاء. فى عام 2001 اكتشفت الولايات المتحدة أن نظام التعليم في اليابان وكوريا الجنوبية يتفوق على نظام التعليم عندها؛ فأقامت الوزارة مؤتمراً دُعي إليه كبار رجال الدولة والمؤثرون في المجتمع تحت عنوان “أمة في خطر”؛ وذلك لأنه إذا كان خريجو الجامعات من هذين البلدين سيتفوقون على خريجي الجامعات في أمريكا؛ فإنها ستكون في خطر بعد عشر سنوات أو عشرين سنة. ولخص التقرير وجود قصور نسبي في نظامها التعليمي، فأجرت الإصلاحات اللازمة.

فأنظروا إلى الإهتمام ورعاية الشباب فى تلك الدولة لتكوين أمم للمنافسة والتفوق. أما الإسلاميون يريدون التميز لأنفسهم حتى يسيطروا على كل شيئ وتضيع الأمة .. لا يهم. وزارة الدفاع ميزانيتها تفوق ال 70% أما التعليم والصحة فأقل من 10%. وأى إنجاز آخر يعتبر تافها إذا لم يكن إستثماره فى هذين المجالين.

فنحن فى خطر لأنه اولا لا توجد إحصاءات وبيانات دقيقة وحقيقية عن كل ظواهر المجتمع والتغيير الديمغرافى وعدد المواطنين والخارجين من المغتربين العاملين والعاطلين أو المهاجرين أو الذاهبين للدراسة فقط حتى يتسنى للقائمين والعلماء والحكماء والحادبين على الوطن وضع الخطط الإستراتيجية بصورة صحيحة والتخطيط المستقبلى للنمو والإزدهار. وهنا أتحدث عن الحكومات المحترمة التى جاءت بالديمقراطية وعاشت مبدأ الحرية والمساواة والعدالة وتملك الحقائق للشعب ولا تكيل بخمسين مكيال وليس لديها عدة أوجه واعطت للإنسان كرامته وذاته لينهض بالمجتمع وبلده.

ونحن فى خطر كبير لأن الشباب: العمود الفقري للمجتمع إختل وإعتل. فبه قد صار المجتمع مشلول وكسيح وعاجز ولا يستطيع الوطن التحرك. فالشباب يريد ان يدخل الدنيا ويعيش العالم الآخر ويبنى مستقبله ولا يدرى أين مستقره.

ويختم التقرير: هذه هي النتائج المرة لسياسات سلطة الإنقاذ: وموت الطموحات والأحلام باكراً؛ ولكن ال 95% من الشباب لن يستطيع كلهم الهجرة ولكن بالتأكيد يستطيعون تغيير النظام. فمن يستطيع فاليفعل ومن لا يستطيع فاليدرس كما قال برنارد شو.

فا أبشر بطول سلامة يا عمر طالما الشباب يفكر بهذا المظهر، فالأمة ممحنة بهذا المنظر والوطن تجاوز كل درجات اللون الأحمر فلا مخرج من هذا المقبر، إلا الكريم والتعليم أو أن تستلموا تماما للتحدى وشوارعه..

تعليق واحد

  1. ياخوانا ما ممكن بعد الضياع دا كله نكتفي بمجرد تبديل نظام الحكم او السعي لحلول جزئية. لابد من اعادة صياغة الدستور بل وعمل مبادئ حاكمة للدستور تعلي من قيمة الانسان والارض عشان نضمن اي حكومة تجي تشتغل في اطار هذه المبادئ ويمكن محاسبتها في المحاكم الدستورية اذا حادت عن هذا الاطار. هذا الدستور لابد ان يضع القانون فوق الجميع ويحدد شكل الدولة بشكل نهائي ويضمن الفصل بين الاجهزة التنفيذية والعدلية والتشريعية للابد ويجب ان يضمن استقلالية الجيش ويحرم انشاء الاجهزة الموازية وتخريب بنية الدولة …الخ وعلى المستوى المجتمعي يجب ان نعيد تسويق مفهوم الهوية السودانية لانفسنا ليس فقط كالتزام وطني ولكن بابراز المصالح الداخلية والخارجية المترتبة على اعتناقنا لهذه الهوية على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والحضارية والثقافية والسياحية…الخ انا لا اعلم الكثير عن فن ادارة التنوع ولكني اعرف ان انظار الناس يجب ان تتوجه نحو مزايا الاختلاف وان تعي المنافع المترتبة على تكامل عناصره فينقلب التناحر الى تلاحم والتعنصر الى احترام متبادل فترتقي الافهام ووتستقر الاوضاع وبالتالي تزداد فرص ضمان بناء مستقبل افضل للجميع…

    المقال صحيح: البلد في خطر ومستقبل اولادنا في خطر… وجودنا في خطر… ويبقى السؤال: قدر شنو احنا مستعدين للآتي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ هل ستكون ارادة الشعب ووعيه قادرة على التحكم في جشع الساسة ومطامح الخارج وفتنة التحول؟؟؟

  2. دى عينة من جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا بالخرطوم قالو كدا امال ناس جامعة كاب الجداد وهمشكوريب وجامعة قريحتى راحت يعملو شنو؟ياناس حتى فى الاستطلاعات !تهميش غايتو المايقوما دا حق البندر بس ربنا يستر على الاطراف غايتو العرس هناك ساهل والطلاق اسهل!

  3. ياجماعة دا كلام اذا دى عينات من البندر امال ناس الفولة وكاب الجداد وهمشكوريب يقولو شنو؟غايتو حالهم احسن بى ….العرس سااهل والطلاق اسهل لا قاعة ولا صالة ولا هلما!!!!!!

  4. ده حال ياصديقي يغني عن السؤال وتقارير تغني عن ألف مقال حسبنا الله ونعم الوكيل
    ولقد صدق الشاعر “نجم” حين قال:(يا فرحة قلوبنا رئيسنا ظريف ..

    فُكهي ..

    إبن نكته ودمه خفيف

    فـ عهدك سيادتك فَرَشنا الرصيف

    وآخر مُنانا الغُموس والرغيف

    وكل أمَّا تُخنُق ندوَّر ..

    مفيش !!

    ***

    مسيِّب علينا عصابة حبايبك

    فضايح وسرقة ونهب بسبايبك

    مابين حزب نجلك .. وهانم جلالتك

    وجيش الغوازي إللَّي داير يجاملك

    وناملك وقاملك .. وحارسك وأمنك

    شبعنا مهانه .. شبعنا لطيش ..!

    وأنت .. مفيش !!)

    آما آن لهذا الليل أن ينجلي؟!!

  5. الأنقاذ حطمت الأمل

    لكي تبقى شوهت كل شيء;
    الوطن ، الأحزاب ، الكرامة،الإعتزاز بالذات

    الأنقاذ لعنة كبرى

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..