مقالات وآراء

الأصداء العالمية للثورة المهدية

السماني بابكر

لقد ظفرت قبل شهرين بهدية غالية ونفيسة وهي نسخة من كتاب ( الاصداء العالمية للثورة المهدية)  بقلم الدكتور محمد المصطفى موسى . وهو نطاسي بارع وجراح ماهر يقيم في لندن منذ سنوات . لم التقي بالدكتور  شخصيا الا عبر الاسافير وتعارفاتها الافتراضية ولكنني من خلال ما يكتب ادركت بانني اتابع شاباً أديباً أريباً نبغ في علوم جسم الانسان وخباياها وبرع أدبياً في سبر اغوار النفس البشرية والبحث عن مكنون الوجدانيات والاخيلة الادبية في تلافيفها.

لقد بذل الدكتور الطبيب الأديب جهداً مقدراً في البحث والتنقيب عن أخبار وتداعيات قيام واندلاع وانتصارات الدعوة والثورة والدولة المهدية في سودان اواخر القرن التاسع عشر الميلادي وما حوته اراشيف الصحافة الاروبية والبريطانية على وجه الخصوص وما كتبته عن تلك الانتصارات المزلزلة التي احرزها ثوار السودان على الامبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب الشمس عن املاكها وفي مشارق الارض ومغاربها.

لقد رصد الكتاب وبدقة وحياد وموضوعية كيف ان الامبراطورية العجوز قد ارتعدت فرائصها فرقا جراء تلك الانتصارات الداوية وحاولت بسبل عديدة ان تمنع وصول اخبار تلك الانتصارات لمن كانوا يقبعون تحت نير حكمها ويتطلعون للخلاص وكسر القيد.

كما صور الكتاب انزعاج وتخوف حكام المستعمرات البريطانية خاصة التي تضم المسلمين من وصول كتابات ومناشير  الامام المهدي  اليهم وبث روح النهوض والتحرير في نفوسهم،  فبذلوا المستحيل من اجل الا تصل الى اكبر عدد من ساكني المستعمرات خاصة المسلمين.

كما نقل لنا المؤلف طرفا من الرسومات الكاريكاتورية في صحافة اوروبا خاصة القوميين الايرلنديين وهي تسخر شامتة من هزيمة ومقتل جنرالات بريطانيا العظام على ايدي الثوار السودانيين، حيث كان  مهلك غردون وهكس وفالنتاين وبرنبي وغيرهم من قادة الغزاة المستعمرين الطامعين.

كما تطرق الكاتب الى توثيق ما كتبته مجلة العروة الوثقى الناطقة بالعربية والتي كانت تصدر في باريس ويحررها الامام جمال الدين الافغاني والشيخ محمد عبده واشادتهم بالانتصارات السودانية المؤزرة علي جحافل البريطانيين خاصة في شرق السودان والتي خاضها بكل جسارة واقتدار ومهارة سيدنا الامير عثمان دقنة ومعه اصحاب المهدي الابرار من اهلنا في شرق السودان.

ورغم انني تناولت ما جاء في كتاب الدكتور وفي عجالة، فقد سد الكتاب نقصاً مريعاً مما اعترى كتابات المؤرخين السودانيين وما لحقهم من تقصير في توضيح امر جلل وهام وهو الاثر الهائل والنهوض العام الذي احدثته الثورة المهدية وانتصاراتها المدوية عند كثير من المسلمين في البلاد العربية والاسلامية والذين تهيأ بعضهم بالفعل للانخراط في صفوفها مجاهدين ومقاتلين، وقد تجلى ذلك في رصد اعداد من شباب تونس وهم في طرابلس ليبيا وهم يتأهبون للسفر الى السودان للانضمام الى جحافل المجاهدين الاحرار.

وقد تاكد وصول رسائل الامام المهدي شرقا الى لاهور في الهند وغربا الى مراكش والساحل المغاربي للمحيط الاطلنطي وجنوب ساحله الغربي حتى بلاد شنقيط وسوكوتو والفولاني اهل المجاهد الاكبر دان فوديو حياتو بن سعيد واتباعه . وقد عبر الشاعر عبد الله محمد عمر البنا عن تلك الفتوحات الاعلامية لدعوة  الامام  وذيوع اخباره:

اخبار المهدي فاتت الكوفة والبصرة
وسلمو غير جدال العلما في مصرا
غير المهدي مين حلانا من وكرة
ومين عن السودان ادى الامم فكرة
بسيفو السنين صفاها من عكرة
اباد اهل الضلال البغيا والسكرا
جيوشن محل ما تمشي منتصرة
وجيوش الشرك مهزومة منكسرة.

شكرا الدكتور الاديب محمد المصطفى موسى وزادك الله علما نافعا ووطنية وحدبا على الموضوعية وخدمة لحقائق التاريخ ومشعلا للاجيال المشرئبة للفخار والاعتداد بتاريخ عز نظيره بين العالمين وسلام على الامام المهدي واصحابه في الخالدين .

[email protected]

تعليق واحد

  1. بس سؤال بريئ ..هل محمد أحمد عبدالله ترك شمال السودان وذهب الى غرب السودان ليبشرهم بأنه المهدى المنتظر ام لا !
    ونحن صغار نعرف ان اسمها ( دعوة ) المهدي وهى حركة دينية بجدارة

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..